تونس: محاكمة شخصيات معارضة بتهمة التآمر وسط احتجاجات واتهامات بتوظيف القضاء
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
يمانيون../
شهدت العاصمة التونسية، اليوم الثلاثاء، احتجاجات لناشطين بالقرب من إحدى المحاكم، تزامنًا مع بدء محاكمة شخصيات بارزة في المعارضة بتهمة “التآمر على أمن الدولة”، في قضية تصفها المعارضة بأنها “ملفّقة” وتهدف إلى تصفية الخصوم السياسيين.
وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”، تعتبر هذه المحاكمة مؤشرًا على هيمنة الرئيس قيس سعيّد على القضاء، وذلك منذ إعلانه حل البرلمان المنتخب عام 2021، وتوليه السلطة المطلقة عبر المراسيم، ثم قراره إلغاء المجلس الأعلى للقضاء، مما أثار انتقادات واسعة من جماعات حقوقية محلية ودولية.
القضية تشمل 40 متهمًا، بينهم سياسيون وصحافيون ورجال أعمال، بينما فرّ أكثر من 20 شخصًا إلى الخارج، هربًا من الملاحقات.
من بين الشخصيات المعتقلة غازي الشواشي، عصام الشابي، جواهر بن مبارك، عبد الحميد الجلاصي، وخيام التركي، إلى جانب مسؤولين سابقين مثل رئيسة ديوان الرئاسة السابقة نادية عكاشة، ورئيس الاستخبارات السابق كمال القيزاني، وكلاهما متواجدان خارج تونس.
وشهدت المحكمة أولى جلسات المحاكمة، بحضور 8 متهمين من جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، بينهم الناشطة البارزة شيماء عيسى، التي قالت قبل بدء الجلسة: “هذه المحاكمة ظالمة، وهي وصمة عار على السلطات. إنها محاكمة سياسية لكل الزعماء المعارضين، وسنواصل النضال مهما كان الثمن”.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر السياسي في تونس، وسط اتهامات للرئيس سعيّد باستخدام القضاء لقمع المعارضة، في وقت تواجه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، وتراجعًا في الحريات، ما يزيد من حدة الاحتقان الداخلي.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوترات الأمنية والإنسانية في السودان وسط انسحاب للجيش واتهامات لليبيا.. التفاصيل
في تطور لافت على الساحة السودانية، شهدت البلاد اليوم سلسلة من المستجدات العسكرية والإنسانية الحرجة، وسط تزايد القلق من اتساع رقعة الصراع وارتفاع حدة التهديدات الداخلية والخارجية، مما دفع مجلس الأمن والدفاع السوداني إلى عقد اجتماع طارئ برئاسة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
انسحاب مفاجئ واتهامات لليبيا
أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الثلاثاء، انسحابها من مثلث الحدود السودانية – الليبية – المصرية، في خطوة أثارت تساؤلات حول خلفياتها وتداعياتها على الوضع الأمني في المنطقة الغربية للبلاد.
وجاء الانسحاب بعد اتهامات مباشرة وجهها الجيش السوداني لقوات المشير خليفة حفتر، قائد ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع في شن هجوم على ثكنات عسكرية سودانية قرب المثلث الحدودي، وهي أول تهمة رسمية من نوعها توجهها الخرطوم إلى ليبيا منذ اندلاع الحرب في السودان عام 2023.
في الوقت ذاته، تشهد منطقة كردفان تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، حيث تحولت إلى محور جديد للصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، معارك عنيفة اندلعت منذ ديسمبر الماضي ولا تزال مستمرة، وسط مؤشرات على تمدد العمليات القتالية نحو مناطق كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الصراع.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
وعلى الجانب الإنساني، تتواصل المأساة في إقليم دارفور، حيث سجلت تقارير منظمات الإغاثة نزوح أكثر من 300 أسرة من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر، وذلك بين 4 و9 يونيو الجاري، في ظل تدهور أمني ومعيشي غير مسبوق.
كما تستمر قوات الدعم السريع في تنفيذ حملة اعتقالات تطال مسؤولين محليين بشرق دارفور، بحجة تعاونهم مع الحكومة الشرعية، ما زاد من حالة القلق بين السكان والنازحين على حد سواء.
في تطور مأساوي، لقي خمسة من العاملين الإنسانيين مصرعهم وأُصيب آخرون، في هجوم استهدف قافلة مشتركة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ومنظمة اليونيسف قرب منطقة "الكومة" بشمال دارفور، وهو ما وصفته المنظمات الدولية بأنه "اعتداء جسيم على العمل الإنساني".
وفي العاصمة الخرطوم، حذر برنامج الأغذية العالمي من تصاعد خطر المجاعة، خصوصًا في جنوب المدينة وتحديدًا في مناطق مثل "جبل أولياء"، بالإضافة إلى شمال دارفور التي أكدت التقارير بالفعل تفشي المجاعة فيها.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع
في خضم هذه التطورات، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعًا مهمًا اليوم برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمناقشة الأوضاع الأمنية في البلاد.
وأشار بيان رسمي صادر عن المجلس إلى أنه تم استعراض الإجراءات والتدابير الأخيرة المتخذة للحفاظ على الاستقرار وحماية المواطنين، مع التأكيد على التزام القوات النظامية بمواصلة العمل على تعزيز الأمن القومي، ومواكبة التحديات والتهديدات المتصاعدة لضمان سلامة الوطن ووحدة أراضيه.
وأكد المجلس دعمه الكامل لمؤسسات الدولة في مواجهة ما وصفه بـ "التحولات الحرجة"، مشددًا على ضرورة التعامل بحزم مع التهديدات القادمة من خارج الحدود.
قراءة في المشهد
يرى مراقبون أن انسحاب الجيش من المنطقة الحدودية المتاخمة لليبيا ومصر يمثل تحولًا استراتيجيًا قد تكون له تبعات إقليمية، خاصة في ظل الاتهامات المباشرة لحفتر. كما أن تصاعد القتال في كردفان يشير إلى اتساع خارطة الحرب بشكل يهدد بتقويض أي مساعٍ مستقبلية للتهدئة أو الحل السياسي.
في المقابل، تؤكد التقارير الأممية أن الوضع الإنساني في السودان دخل مرحلة الخطر الشديد، ما يفرض ضرورة التحرك الدولي العاجل لمنع انهيار شامل قد يُفاقم من أزمة اللاجئين والنزوح في المنطقة.