الداعية عثمان الخميس يتراجع عن تصريحاته ويؤكد دعمه لحركة حماس
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
شمسان بوست / خاص:
أعلن الداعية الكويتي عثمان الخميس عن تراجعه الكامل عن تصريحاته الأخيرة بشأن حركة حماس، مشيرًا إلى أن ما أدلى به كان “زلة لسان” وأنه لم يقصد الإساءة أو التقليل من دور الحركة. وأكد الخميس في بيان له دعمه المستمر لفصائل المقاومة في قطاع غزة، مبرزًا موقفه الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت تصريحات الخميس قد أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية والشعبية، مما دفعه لإصدار التوضيح والتراجع عن تلك التصريحات.
وأضاف أنه يكن احترامًا وتقديرًا لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية، وأنه يظل داعمًا لكل الجهود الرامية إلى تحرير فلسطين.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
حماس تُحوّل خطة ترامب إلى مكسب سياسي
أحلام الصوفي
حين تناقش الأطراف خطة ترامب لقطاع غزة، فإن الخطوة الأكثر دهشة ليست في مضمونه، بل في رد فعل حماس التي قبلتها بشرط، محوّلة الأمر من ورقة مستهدفة إلى إنجازٍ سياسي لها. بهذا القبول، أطلقت حركة المقاومة مفردات جديدة في الصراع: ليس التسليم، بل إعادة ترتيب البوصلة، وتحويل المقترحات – حتى المفروضة – إلى أدوات تفاوض وقوة.
قد يتساءل البعض: كيف يتحول قبول خطة يُفترض أنها تسحب أوراق كثيرة من يد المقاومة إلى نصر سياسي؟ الجواب يكمن في عدة معطيات:
أولاً، حماس خاضت معركة الرأي العام. بقبولها – ولو بشروط – تُظهر أنها لا تتعالى على الواقع، بل تضغط في داخل القصّة نفسها، وتُدخل نفسها في المسار الذي يرسمه العالم، بدل أن تُقصى كليةً. هذا يمنحها موقعًا تفاوضيًا جديدًا، ويجعلها جزءًا من الحل وليس خارجًا عنه.
ثانيًا، الشروط التي وضعتها تجعل القبول مرهونًا بحدود لا تتجاوز خطوطها الحمراء: أن تكون السيادة فلسطينية في الضميرية الإدارية، أن تشارك في تطبيقها من داخل منظومة فلسطينية، وألا تُستبعد الحقوق الوطنية. بهذا، تتحوّل الخطة إلى ميدان للمساومات، لا إلى استسلام مطلق.
كما أن قبول حماس للخطة يُعدّ رسالة داخلية إلى أبنائها، تُفيد بأن الحركة ليست جامدة في موقف واحد، بل إنها قادرة على التكيّف والمناورة، ما يعزّز ثقة الشارع بها. فحين يرى المواطن أن حماس تفكّر في كيفية إدخال المعركة إلى مضمار السياسية، يصبح دورها السياسي أكثر استدامة، وليس محصورًا في المقاومة المسلحة وحدها.
كما أن هذا القبول يُحتسب في الحساب الإقليمي أيضاً: فهو يُرغم الدول التي تدعم الخطة على التعامل معها لا كمتمرد يُنهيه، بل كطرفٍ يجب إشراكه في صناعة القرار. هكذا تتحوّل حماس فعليًا من كيان مهدّد بالتجاهل إلى لاعب لا تستطيع الدول الكبرى والحكومات الإقليمية تجاوزه.
إلا أن المراقب لا يغفل أن الطريق مليء بالألغام: فالتجاوز بين القبول تحت الشروط والانسياق وراء المبادرات مخادعة هو رفيع الخطر. قبولٌ بلا رقابة شعبية، أو بلا ضمانات تنفيذية، قد يُصبح قيدًا أكثر من أن يكون فتحًا. وحماس، لتُحقّق النصر السياسي، تحتاج إلى ألا تبدّل موقعها، ولا تُضحي بمبدأ من المبادئ التي قامت من أجلها.
قبول حماس للخطة، بما يحمله من شروط وحسابات دقيقة، قد يصبح مكسبًا سياسيًا فعليًا، ليس لأنه سلّم، بل لأنه جابه المبادرة، أعاد فيها ترتيب الأوراق، وحوّل مقترحًا عدائيًا إلى موقع للتفاوض، مؤكدًا أن المعركة لا تُخاض بالعنف وحده، بل بالسياسة القوية، وبالقدرة على المراوغة بالحكمة.