هل يتولى ناصر القدوة إدارة غزة بعد عودته لحركة فتح؟
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
رام الله- يفتح قرار اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" -إعادة ناصر القدوة إلى صفوفها وموقعه كعضو في اللجنة- الباب لتساؤلات عديدة حول السياق والتوقيت والدور السياسي المستقبلي لهذا القيادي الفلسطيني.
وبينما فسرت اللجنة قرارها بكتاب خطي للقدوة، يطلب فيه العودة بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العفو عن مفصولي الحركة، لا يستبعد محللون أن تمهد عودته الطريق لإدارة غزة فيما يسمونه "اليوم التالي" للحرب المستمرة منذ نحو عامين، مع تباين إزاء إمكانية عودة القيادي المفصول محمد دحلان وانعكاس ترتيب البيت الفتحاوي على ملف المصالحة.
وقال القدوة في رسالته للرئيس عباس "أطالب سيادتكم بقبول عودتي إلى الإطار الشرعي للحركة، ولموقعي بجانبكم كي ننهض بواقعنا ونستمر في أداء رسالتنا الوطنية والإنسانية".
وفي كلمته أمام القمة العربية الطارئة بالعاصمة المصرية في 4 مارس/آذار الماضي، قال عباس "وحرصا منا على وحدة حركة فتح قررنا إصدار عفوٍ عام عن جميع المفصولين من الحركة، واتخاذ الإجراءات التنظيمية الواجبة لذلك".
والقدوة (72 عاما) من مواليد مدينة خان يونس في قطاع غزة وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وانتخب عام 2009 عضوا باللجنة المركزية لفتح، وسبق أن تقلد عدة مناصب سياسية منها وزير خارجية بين عامي 2005 و2006، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة بين عامي 1991-2005، وفُصل من حركة فتح في مارس/آذار 2021.
عن توقيت عودة القدوة، يقول الكاتب والصحفي نواف العامر إنها جاءت في وقت تعاني فيه حركة فتح -التي تقود منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والحكومة- حالة "تكلس سياسي عام".
وبرأيه فإن "الفهم السطحي" لعودة القدوة يقول إنها جاءت بطلب فردي منه للقيادة بعد إعلان الرئيس عودة المفصولين. لكن في قراءة متعمقة، فإن العودة جاءت استجابة "لمطالبات ونصائح عواصم عربية لها علاقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة، وربما كان الطموح أن يكون اسم الرجل في اللجنة التي ستدير القطاع اليوم التالي للحرب".
إعلانكما يستبعد الصحفي الفلسطيني تقاربا فصائليا وتحديدا بين حركتي فتح وحماس، رغم موافقة الأخيرة على حضور للسلطة في غزة "اليوم التالي للحرب" مشيرا إلى أن حماس دعت فتح مؤخرا إلى لقاء ثنائي، لكن الأخيرة لم ترد.
ويوضح أن اشتراطات الرئيس عباس سواء لدخول منظمة التحرير أو الترشح للانتخابات، ومنها الالتزام ببرنامج منظمة التحرير والتزاماتها وقرارات الشرعية الدولية، والتي تكررت في خطاباته ورسائله لعدد من زعماء العالم، جعلت الحصان خلف العربة ووضعت المعيقات في وجه المقاومة أمام المشاركة السياسية والانتخابية مستقبلا.
ولا يرى العامر جهوزية لدى السلطة وفتح والمنظمة للمضي في ملف المصالحة "كون قرارها ليس محليا بحتا، ويخضع لطلبات واشتراطات خارجية وداخلية حزبية أهمها الخشية من عودة حماس بقوة أكبر عبر صندوق الاقتراع".
ولفت إلى وجود وفدين من حركة حماس في مصر حاليا أحدهما للتفاوض غير المباشر مع وفد إسرائيلي بشأن خطة ترامب، والآخر للقاء القوى الفلسطينية وبحث قضايا عامة.
ورغم علاقة القدوة بدحلان، لا يرى الصحفي الفلسطيني أن عودة دحلان إلى فتح قريبة بل "مستبعدة في المرحلة السياسية الحالية" معتبرا أن تيار دحلان حاليا مصاب بـ"إحباط سياسي لغيابه عن اليوم التالي للحرب، فرغم علاقته الوطيدة مع المحور العربي خاصة المصري والإماراتي، لا توجد أدنى إشارات إليه في خطة ترامب".
شخصية مقبولة
عن دوافع وظروف عودة القدوة، يقول الكاتب السياسي نهاد أبو غوش إن المعلومات شحيحة بهذا الخصوص، لكنها تأتي على وقع مطالبات داخلية لتوحيد حركة فتح والانفتاح على من غادروها في ظروف مختلفة "وهم كثر".
ووصف -في حديثه للجزيرة نت- القدوة بأنه "صاحب خبرة سياسية ودبلوماسية، نظيف اليد، لم يرتبط اسمه بفساد ولا قمع ولا تطبيع، كما أنه ابن غزة ومن أقارب ومقربي الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهذه كلها عناصر ومواصفات تزكيه أمام قطاعات من الجمهور".
وعن السياق السياسي، أشار إلى أن عودة القدوة "محاولة لترميم صفوف حركة فتح باستيعاب المفصولين، خاصة وأن الحركة فقدت في السنوات الأخيرة دورها في قيادة الحركة الوطنية وهذا أدى إلى تغييب منظمة التحرير برمتها، خاصة في أهم معركة يخوضها الشعب الفلسطيني خلال العقود الأخيرة وهي حرب غزة".
وأشار إلى ما ينتظر الفلسطينيين من حلقات صعبة خاصة إزاء محاولة فصل غزة عن الضفة وضم أجزاء من الضفة "وبالتالي الشعب بحاجة للم شمله وتوحيد صفوفه".
ولا يستبعد الكاتب الفلسطيني دورا مستقبليا للقدوة في إدارة غزة "فهو شخصية ملائمة، وابن غزة وسبق أن زارها في ظل حكم حماس، ومن المرجح أن يكون مقبولا من طرف الحركة، من هنا أعتقد أنه سيكون الأكثر قبولا من البدائل المطروحة مثل توني بلير وغيره".
وفيما إذا كان عفو الرئيس وعودة القدوة مقدمة لعودة القيادي المفصول محمد دحلان قال أبو غوش إن القدوة قريب من دحلان "وبالتالي فإن مبدأ العودة ينطبق على كل من غادر الحركة".
فيما يتعلق بقرار اللجنة المركزية بعودة الدكتور ناصر القدوة لحركة فتح ، فإنه كان قد بعث برسالة بهذا الخصوص إلى الرئيس محمود عباس، فيما يلي نصها:
سيادة الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" حفظه الله
رئيس دولة فلسطين،،
تحية الوطن والوفاء …
في ظل هذه المرحلة المفصلية والحاسمة في… pic.twitter.com/jiUHAmNYOm
— حركة فتح (@fatehmediaps) October 5, 2025
تقارب أوسعأما المحلل السياسي باسم التميمي فينظر إلى عودة القدوة على أنها جاءت في "سياق طبيعي" ولا يرى موانع لأن يلعب أدوارا سياسيا سواء في غزة أو غيرها.
إعلانوأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الرئيس عباس سبق وفتح المجال لعودة من غادروا حركة فتح لإعادة لملمة صفوفها والحالة الوطنية الشاملة، وهذا ما حصل مع الدكتور القدوة، وما زال الباب مشرعا أمام الجميع، بمن فيهم فصائل العمل الوطني الفلسطيني التي خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية للانضواء تحت مظلتها.
وأضاف أن عودة القدوة لا تمنعه أو غيره من لعب دور سياسي بتكليف تنظيمي سواء في الضفة أو قطاع غزة أو القدس الشريف وفي كل الملفات الفلسطينية.
وعن إمكانية توليه إدارة غزة تحديدا، قال التميمي إن القدوة "شخصية فتحاوية ووطنية مهمة، وهو ابن قطاع غزة، لكن لا أعتقد أن عودته مرتبطة بهذه المسألة، إنما في السياق الذي تحدثنا عنه، وذلك لا يمنع أن يكون له دور في المرحلة القادمة في القطاع بتكليف رسمي من حركة فتح وتحت إطار منظمة التحرير وهذا يعزز دور المنظمة في المرحلة القادمة ويساهم في وحدة شقي الوطن".
وبخصوص ترتيب البيت الفصائلي بعد البيت الفتحاوي، توقع المحلل الفلسطيني "تقاربات مع كل الفصائل تحت إطار منظمة التحرير والتزاماتها" مشيرا إلى تصريحات للقيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق تحدث فيها "بإيجابية عالية" عن منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وأنها مسؤولة عن ملف المفاوضات في القضايا التي تتجاوز ما يخص الحركة في قطاع غزة.
وأضاف أنه من السابق لأوانه تقدير الموقف بخصوص عودة دحلان لصفوف حركة فتح، موضحا أن "دعوة الرئيس واضحة لكل من خرجوا أو فصلوا لتصويب أوضاعهم وهذا يشمل الجميع، لكن بشكل فردي كما بادر الدكتور القدوة، ولا يوجد مواقف شخصية في المسألة تجاه شخص محدد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات منظمة التحریر الیوم التالی حرکة فتح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عادل ناصر: كلمة الرئيس في ذكرى أكتوبر تعكس رؤية مصر الجديدة.. جيش قوي وسلام عادل
قال عادل ناصر، عضو مجلس الشيوخ ، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر حملت معاني عميقة تُجسد وعي القيادة السياسية بالتحديات الراهنة، وتُؤكد أن مصر تخوض اليوم معركة بناء لا تقل أهمية عن معركة التحرير، موضحًا أن الخطاب قدّم خريطة طريق شاملة تجمع بين قوة الدولة العسكرية وصلابة اقتصادها ووعي شعبها.
وأوضح ناصر، في تصريحات صحفية اليوم، أن حديث الرئيس عبّر بصدق عن فلسفة الجمهورية الجديدة، التي توازن بين التنمية في الداخل والسياسة الرشيدة في الخارج، مؤكدًا أن ما يميز كلمة الرئيس هذا العام هو ربطه بين دروس أكتوبر ومقتضيات الحاضر، عبر تأكيده أن الوعي الوطني ووحدة الصف هما السلاح الحقيقي لحماية الوطن من التحديات والمؤامرات.
وأشار إلى أن الخطاب أبرز بوضوح إصرار الدولة على تحقيق التنمية الشاملة وبناء الإنسان المصري، مشددًا على أن الرئيس وضع المواطن في قلب مشروع التنمية، عندما أكد أن الإصلاحات الاقتصادية مستمرة رغم الصعوبات، وأن الدولة تراهن على وعي المصريين وصبرهم وإيمانهم بقدرتهم على تجاوز الأزمات.
وأضاف ناصر أن حديث الرئيس عن السلام يؤكد الثوابت المصرية التي رسخها نصر أكتوبر، فمصر – كما قال – تسعى للسلام من موقع القوة، لا من موقع التبعية أو الضعف، مشيرًا إلى أن هذا النهج هو ما حافظ على مكانة مصر كقوة إقليمية مؤثرة في محيطها العربي والدولي.
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن كلمة الرئيس كانت وثيقة وطنية جامعة، حملت رسائل طمأنة للمصريين، ورسائل ردع لمن يحاولون العبث باستقرار الدولة، مشيرًا إلى أن الرئيس أعاد التذكير بقيمة الاصطفاف الوطني في هذه المرحلة، فالمعركة اليوم – كما أوضح – معركة وعي وإنتاج وبناء، تتطلب تماسك الجبهة الداخلية والثقة في القيادة الوطنية.
واختتم ناصر تصريحه بالتأكيد على أن روح أكتوبر لا تزال حية في ضمير الأمة المصرية، تتجدد مع كل إنجاز ومع كل تحدٍ، مشيرًا إلى أن ما تحقق من مشروعات قومية وبنية تحتية وتنمية بشرية هو امتداد لانتصار أكتوبر بمعناه الأوسع: القدرة على الانتصار على المستحيل، وبناء مستقبل يليق بمصر وشعبها العظيم.