الجزيرة:
2025-12-15@06:46:02 GMT

تقلبات تاكر كارلسون.. نقل البندقية إلى الكتف الأخرى

تاريخ النشر: 9th, October 2025 GMT

تقلبات تاكر كارلسون.. نقل البندقية إلى الكتف الأخرى

ناقد، وكاتب عمود، ومذيع، ومحاور، يعد من أبرز الإعلاميين المؤثرين في الوسط المحافظ الأميركي، وجه انتقادات وصفت بالحادة لإسرائيل وتساءل باستمرار عن جدوى الدعم الأميركي المطلق لها، وهل يعتبر ذلك خرقا لمبدأ "أميركا أولا" الذي تعهد به الرئيس دونالد ترامب؟

ويثير الجدل والغبار حوله من خلال المقابلات الصحفية والتحليلات التي يجريها، فبينما كان الغرب يحاصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان تاكر كارلسون يجري معه مقابلة في موسكو مثيرا زوبعة انتقادات واسعة في الولايات المتحدة اعتبرها البعض "دعاية للكرملين"، في حين وصفته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بـ"الطابور الخامس لبوتين".

كما أجري حوارا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على وقع القصف المتبادل بين طهران وتل أبيب.

الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون: نتنياهو يتجول في الشرق الأوسط ويقول صراحة للناس إنه يتحكم في الولايات المتحدة ودونالد ترامب pic.twitter.com/EFygqrVOuH

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 25, 2025

صوت يميني محافظ

يعد كارلسون، المولود في عام 1969 في سان فرانسيسكو، أحد أبرز الأصوات المؤثرة في الإعلام المحافظ بالولايات المتحدة الأميركية، والده ريتشارد وارنر كارلسون، مدير تنفيذي في مجال الإعلام، ووالدته، ليزا ماكنير لومباردي، فنانة.

التحق بالمدرسة الثانوية في مدرسة سانت جورج، وهي مدرسة داخلية خاصة وهناك التقى كارلسون مع زوجته المستقبلية، سوزان أندروز، زميلته في الدراسة وابنة مدير المدرسة. وتخرج من "كلية ترينيتي" في هارتفورد، كونيتيكت، حاصلا على شهادة في التاريخ عام 1991.

بعد تخرجه من الجامعة، سعى كارلسون للانضمام إلى وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA)، لكن طلبه رُفض، وبناء على نصيحة والده، الصحفي الذي كان مديرا سابقا لإذاعة صوت أميركا، اتجه كارلسون إلى الصحافة، فظهر لأول مرة على شاشة التلفزيون في عام 1995، عندما أجرى مذيع أخبار في شبكة "سي بي إس" مقابلة معه حول محاكمة أو جيه سيمبسون.

إعلان

ثم ظهر بعد ذلك بانتظام كمعلق محافظ في العديد من البرامج الإخبارية والسياسية، وفي عام 2000 أصبح المضيف المشارك لبرنامج جديد على شبكة "سي إن إن" والذي سرعان ما تم إلغاؤه بسبب انخفاض التقييمات، وتنقل بعد ذلك بين عدة محطات وبرامج إلى أن انضم إلى قناة "فوكس نيوز" المحافظة والمؤيدة دون تردد لليمين الأميركي.

كارلسون دعا إلى سحب الجنسية من المواطنين الأميركيين الذين يتطوعون في الجيش الإسرائيلي وفي أي مكان آخر (إي بي إيه)مروج كبير لنظرية المؤامرة

وبرز على الساحة الوطنية، حيث اشتهر ببرنامجه السياسي الحواري "Tucker Carlson Tonight" على قناة "فوكس نيوز"، الذي حظي بمتابعة واسعة حتى مغادرته الشبكة عام 2023.

وأثناء عمله في هذه الشبكة أدخل بقوة نظريات اليمين المتطرف إلى المجال السياسي والإعلامي العام، فمن "نظرية الاستبدال الديموغرافي" إلى "كوفيد-19 مؤامرة وليس وباء"، مرورا بالترويج لوجود أسلحة بيولوجية تطورها أميركا في أوكرانيا، حتى مؤامرة تزوير الانتخابات الأميركية 2020 لصالح جو بايدن، ووظف تاكر كارلسون شهرته الواسعة للتأكيد على تلك النظريات بشكل يومي.

وبعد مغادرته المفاجئة لـ"فوكس نيوز" أسس منصته الخاصة على "إكس" مطلقا برنامجه المستقل "The Tucker Carlson Show"، الذي حظي بمكانة جماهيرية لافتة، فكان الأكثر شعبية في قوائم نهاية العام 2024 على "Apple Podcasts".

التشكيك بتفجيرات 11 سبتمبر

واتخذ كارلسون موقفا نقديا من تفجيرات مركز التجارة العالمي، وأصبح من أشد المدافعين عن السيناريو البديل الذي يشير بوضوح إلى تورط وتقصير وإهمال ومؤامرة تمت من قبل المؤسسات الأميركية المسؤولة، حسب زعم مؤيديه.

The 9/11 Files: They Could Have Stopped It | Ep 3 pic.twitter.com/XJKrgCBlph

— Tucker Carlson (@TuckerCarlson) October 7, 2025

وأصبح كارلسون، الذي كان يسخر من المشككين ويطالبهم بإثبات شكوكهم، يرى أن على الحكومة الأميركية تفسير الثغرات التي تحيط بالهجمات، وفي ظهوره مع المذيع البريطاني بيرس مورغان، وصف السلسلة الوثائقية التي أطلقها حول أحداث 11 سبتمبر/أيلول بأنها "واجب أخلاقي".

تصريحات خارج التابو

وقد عرّضه تصريحه الأخير حول دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى عاصفة من الجدل في الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بعدما شن هجوما غير مسبوق على ممارسات جيش الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث قال كارلسون في برنامجه السياسي على منصة إكس "لا يوجد شيء اسمه شعب الله المختار… هذه هرطقة، إن الله لا يختار شعبا يقتل النساء والأطفال"، وأضاف متسائلا "كل ما تقوم به إسرائيل هو ضد الإنجيل وضد تعاليم يسوع، فكيف نوافق على شيء كهذا؟".

وذهب بعيدا بدعوته إلى سحب الجنسية من المواطنين الأميركيين الذين يتطوعون في الجيش الإسرائيلي وفي أي مكان آخر، وجاءت تصريحاته هذه في قمة "طلاب من أجل التغيير" التي استضافتها منظمة "نقطة التحول في أميركا" لمؤسسها اليميني تشارلي كيرك الذي قتل مؤخرا.

"ضرورة استعادة التوازن في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب".. الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون يوجه رسالة لداعمي إسرائيل داخل الولايات المتحدة pic.twitter.com/vqxi6E6RZ2

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 2, 2025

إعلان

وتابع "لكن من المضحك هو كيف جرى تخويفنا جميعا لنقول إن هذا خطاب كراهية، وهو ليس كذلك"، كما استنكر رفع أعلام أجنبية في مكاتب الكونغرس، والسماح بالخدمة في الحكومة لمزدوجي الجنسية، واصفا الأمر بـ"المزاح"، مشخصا ما يحدث في الولايات المتحدة بأنه "غسيل أدمغة لإرهاب الجميع"، وانتقد الساسة الأميركيين لدعمهم الاحتلال، واصفا العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها "سامة".

كانت صدمة هذه التصريحات مزدوجة، فهي تناولت موضوعا يعتبر من المحرمات في الغرب وأميركا، وكانت مفاجأة، نظرا لمواقف كارلسون السابقة الذي عُرف بانحيازه الواضح لإسرائيل وتبنيه خطابا معاديا للمسلمين والمهاجرين، قبل أن ينقلب فجأة على النقيض من ذلك تماما، وبشكل خاص موقفه من الرئيس ترامب، فهو كان من أبرز مؤيدي "الترامبية".

وفي تجربته الحالية بدا وكأن تاكر كارلسون قد خرج من عباءة الإعلام التقليدي المحافظ ليتحول إلى مواقف مناقضة لها تماما، وعلى الجبهة الأخرى من الحرب، مواقف غير مسبوقة ضد السردية الإسرائيلية، مستفيدا من أدوات الخطاب الإعلامي الرقمية.

وكما يقال نقل البندقية من الكتف اليمين إلى اليسار، محافظا على خط جدلي، مثيرا للنقاش حول أميركا وهويتها وحالة الاستقطاب والانقسام الخطير الذي تشهده مع صعود "الترامبية" وتكشف سيطرة اللوبي الإسرائيلي على جميع مفاصل الحياة بالولايات المتحدة الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی الولایات المتحدة تاکر کارلسون

إقرأ أيضاً:

سوريا.. تفاصيل تتكشف عن هجوم تدمر والقوات الأميركية تعزز انتشارها

تكشفت مزيد من التفاصيل بشأن الهجوم الذي وقع قرب مدينة تدمر وسط سوريا، السبت، وأدى لمقتل جنديين أميركيين ومترجم أميركي، في حين قالت الداخلية السورية إن قوات التحالف الدولي لم تأخذ بعين الاعتبار تحذيرات بشأن هجمات محتملة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلنت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) أن الهجوم -الذي خلف أيضا 3 إصابات- وقع أثناء لقاء عسكريين أميركيين بقيادات محلية.

وذكرت القيادة الوسطى الأميركية أن مسلحا وصفته بالمنفرد من تنظيم الدولة نصب كمينا لدورية أميركية اشتبكت معه وقتلته.

بدوره، قال مصدر أمني سوري للجزيرة إن شخصا من خلايا تنظيم الدولة استهدف الحراسة الخارجية لقيادات عسكرية أميركية، ثم تلا ذلك اشتباك بين عناصر الحراسة مع المهاجم وتم قتله.

وأضاف المصدر الأمني أن المهاجم لم يتمكن من الوصول إلى الغرفة التي ضمت القيادات الأميركية أثناء الاجتماع.

أبرز مشاهد اليوم عقب هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين وإصابة عنصرَين من الجيش السوري في مدينة تدمر بريف حمص pic.twitter.com/escvP6sbUP

سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 13, 2025

في السياق نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي قوله إن الهجوم وقع أثناء اجتماع بين ضابط أميركي ومسؤول بالداخلية السورية في تدمر.

وأضاف المسؤول نفسه أن "المسلح المنفرد ظهر من نافذة وفتح النار، وردّت القوات الأميركية والسورية وقتلته".

وقد كثفت القوات الأميركية من انتشارها في المنطقة عقب الهجوم.

تحذيرات مسبقة

ونقلت قناة الإخبارية السورية عن المتحدث باسم الداخلية السورية نور الدين البابا قوله إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي حول معلومات أولية تشير إلى احتمال وقوع خرق أو هجمات من قبل تنظيم الدولة، إلا إن هذه التحذيرات لم تؤخذ في الاعتبار، حسب قوله.

إعلان

وأضاف المتحدث أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصن تابع لقيادة الأمن الداخلي بعد انتهاء جولة مشتركة بين الجانبين.

وأكد البابا أن منفذ الهجوم ليس له أي توصيف قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يصنف على أنه مرافق لقائد الأمن الداخلي كما زعمت بعض الأخبار التي وصفها بغير الدقيقة.

وذكر المتحدث أن هناك أكثر من 5 آلاف عنصر منتسبون لقيادة الأمن الداخلي في البادية السورية، وهناك تقييمات للعناصر بشكل أسبوعي. وأضاف أن تقييما صدر في العاشر من الشهر الجاري بحق منفذ الهجوم أشار إلى أنه "قد يكون يملك أفكارا تكفيرية أو متطرفة"، وأنه كان هناك قرارا سيصدر بحقه الأحد (14 ديسمبر/كانون الأول الجاري).

وعيد أميركي

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة سترد على تنظيم الدولة الإسلامية إذا تعرضت قواتها لهجوم آخر.

وأوضح ترامب، في تصريحات أدلى بها للصحفيين أمام البيت الأبيض، أن الأميركيين الثلاثة قتلوا في كمين، وأن ما حصل كان هجوما شنه تنظيم الدولة ضد كل من الولايات المتحدة وسوريا.

وأشار إلى أن الهجوم نفذه التنظيم "في منطقة شديدة الخطورة في سوريا، لا تسيطر عليها تماما" الحكومة السورية.

كذلك، قال ترامب عبر منصته تروث سوشيال إن "الرئيس السوري أحمد الشرع غاضب ومستاء للغاية من هذا الهجوم".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم تدمر، بينهم جنديان ومترجم مدني، ويقول إن الهجوم نفّذه تنظيم داعش في منطقة وصفها بالخطرة pic.twitter.com/h2EaWF6wEj

— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 13, 2025

من جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك إن أي هجوم على الأميركيين سيُقابل بعقاب سريع وحامس حسب تعبيره.

وأضاف "إلى جانب الحكومة السورية، سنلاحق بلا هوادة كل فرد وميسّر وممول ومتواطئ متورط في هذا العمل الشنيع".

ورحب براك "بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع القوي الذي يشاركنا عزمنا الراسخ على تحديد هوية مرتكبي هذا الهجوم وملاحقتهم ومحاسبتهم".

وأشار المبعوث الأميركي إلى أن أعدادا محدودة من القوات الأميركية ما زالت منتشرة في سوريا لدحر تنظيم الدولة وحماية أميركا من الإرهاب، حسب قوله.

إدانات

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منشور على موقع إكس إن بلاده تدين بشدة "الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية لمكافحة الإرهاب مشتركة بين سوريا والولايات المتحدة بالقرب من تدمر".

وأضاف "نتقدم بتعازينا إلى عائلات الضحايا وإلى الحكومة والشعب الأمريكيين، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل".

وكذلك، أعرب الأردن عن إدانته بأشد العبارات لهذا الهجوم، مؤكدا تضامنه الكامل مع سوريا والولايات المتحدة.

وجددت الخارجية الأردنية التأكيد على "دعم المملكة للشقيقة سوريا في إعادة البناء على الأسس التي تضمن وحدة أراضيها وسيادتها وأمنها واستقرارها، وتخلصها من الإرهاب، وتحفظ حقوق السوريين كافة".

كما أدانت دولة قطر هذا الهجوم، وجددت موقفها "الثابت من رفض العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، مهما كانت الدوافع والأسباب".

وأعربت الخارجية القطرية، في بيان، عن تعازيها "لذوي الضحايا ولحكومتي وشعبي الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية العربية السورية".

إعلان

وكذلك، أعربت الخارجية التركية عن إدانتها للهجوم، وأكدت أن أنقرة ستواصل دعمها جهود الحكومة السورية في "تعزيز الاستقرار والأمن في البلاد ومكافحة الإرهاب".

مقالات مشابهة

  • ميلوني توجه نداء بشأن استراتيجية أميركا الأمنية الجديدة
  • تحوّل حاسم في أميركا.. ماذا يحدث في بلد الفرص؟
  • قوانين الهجرة الأميركية.. تاريخ من الانفتاح والتشديد
  • مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين بإطلاق نار داخل جامعة براون الأميركية
  • سوريا.. تفاصيل تتكشف عن هجوم تدمر والقوات الأميركية تعزز انتشارها
  • فرنسا تواجه البرازيل وكولومبيا ودياً في أميركا
  • أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
  • رويترز: الولايات المتحدة تسعى لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام المقبل
  • دونالد ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لمنع الولايات الأميركية من تطبيق لوائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي
  • إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنان