أبو كرشولا (٢٠١٤) والحلو: حرب الظلام للظلام
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
د.عبد الله علي ابراهيم
4 February, 2021
رغبت لو تلطف عبد العزيز الحلو بالثورة في أحاديثه المرسلة كما في "التيار" أمس استجابة لالتماس قديم لجنابه ألا يركلها وهي صرعى الأرض. فقال في عادة ضارة تطبع بها المسلحون إن الثورة لم تفعل سوى إسقاط البشير ليبقى نظامه: "الإنقاذ تو". وهو صدى خذلان قديم للحركة الشعبية الأم لثورة ١٩٨٥ وصف فيه العقيد قرنق الثورة بأنها "مايو تو " أسقطت رأس النظام بينما بقي النظام في مكانه.
حديث عبد العزيز لا يسر الخاطر. فوصف الجيش والدعم بأنها مليشيات ونسي نفسه. فما قامت به قواته في شرق كردفان في ٢٠١٣ شغل مليشيات لا أكلت لا شربت. وكنت كتبت تقريراً عنه ل"الجزيرة نت" أنشره قريباً هنا. فكلكم تبرجون بسلاح صار بلا قضية من طول سهره للنصر ولا نصر. ويغيظ حَملتُه نجاح ثورة سلمية أفسدت حجتهم بأنه لا سبيل سوى السلاح للإطاحة بالإنقاذ. وسقطت الإنقاذ بغير أن يطلق الثوار طلقة واحدة إلا تلك التي في خيال صلاح قوش. إلى المقال القديم الجديد:
يبدو أنه كل ما اشتد وطيس معركة المسلحين في الجبهة الثورية (وكانت الحركة الشعبية فيه حتى غادرتها لاحقاً) ضد نظام الإنقاذ كلما بان هزال المعارضة السلمية في الخرطوم التي تتمسك بالمقاومة المدنية في تحالف مع المسلحين للقضاء على دولة الإنقاذ. وكانت هذه المعارضة وقعت مع المسلحين وثيقة "الفجر الجديد" في يناير 2013. ثم سرعان ما أنكرتها حين ضيقت عليها الحكومة. ولم تنقض أربعة شهور من مأزق المعارضة مع الفجر الجديد حتى وضع المسلحون حلفاءهم في المعارضة المدنية أمام حرج جديد في 27 إبريل بغزو عدد من مدن ولاية شمال كردفان بالوسط الغربي للبلاد من معاقلهم في جنوبها حتى صاروا على مسافة 187 ميلاً من الخرطوم. وسموا الغزوة ب"الفجر الجديد" بغير اعتبار لشركائهم في اسم لم يجف حبر مداد الخلاف حوله بعد.
وكانت الغزوة معرضاً لعنف ضد أهداف مدنية ومدنيين لم يمس القوات النظامية منه سوى ست عشرة شرطياً من حراس البنوك وأبراج الخدمات وبوليس الحركة. وعلى أن اسم مدينة أم روابة هو الذي رشح في الأنباء في أعقاب الهجمة إلا أن أب كرشولا هي البلدة التي تحملت أذى ذلك الهجوم وزعزعته ودمويته. فلا غلاط أن الهجوم روّع أم روابة وترك خراباً في أبراجها للكهرباء والاتصالات والمصارف مع القتل. وحكى أحد الناجين أن المهاجمين أخذوا هاتفه السيار ثم قرر أحدهم جزافاً قتله لم يرده عن ذلك أحد، وأطلقوا النار عليه وتركوه فقيض الله له الحياة.
ولكن فظاعة الهجمة وضحت في بلدة أب كرشولا. فروايات الفارين عنها اتفقت أن القتل فيها كان على الهوية السياسة والعرقية. فقتلوا 16 مواطناً في أب كرشولا واختطفوا 9 مواطنين إلى مكان مجهول. وأصبح مؤكداً أن ذلك تم على ضوء قوائم أعدها أعضاء بالجبهة الثورية اسفروا لحظة الهجوم وبلغوا عن جيرانهم ودلوا عليهم. بل تسامعنا عن محاكم إيجازية انعقدت. وكان مقتل العالم الحافظ محمد أبكر من أوضح الدلائل على التخلص من الخصم السياسي. فالمرحوم ينتمي للأنصار الذين هم شيعة الإمام الصادق المهدي وقاعدة حزبه، حزب الأمة. ولما قاطع حزب الأمة الانتخابات لوالي جنوب كردفان وقف المرحوم مع أحمد هارون من المؤتمر الوطني الحكومي بعصبية القبيلة أو العرق فكلاهما من عرب البقارة. وفاز هارون على عبد العزيز الحلو مرشح الحركة الشعبية، وقائد الهجوم الأخير على شمال كردفان، الذي لم يقبل بتلك النتيجة برغم تأمين مركز كارتر عليها. وكانت دوائر أب كرشولا، فيما يقال، هي التي رجحت الكفة للمؤتمر الوطني. ولو صح هذا التفسير الذائع لكان حديث الحركة الشعبية عن سودان جديد قفزة طويلة في الظلام.
ibrahima@missouri.edu
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
استطلاع: شعبية أردوغان تتآكل بين ناخبي حزب الحركة القومية
أنقرة (زمان التركية) – كشف استطلاع رأي حديث عن انشقاق داخل تحالف الجمهور الحاكم، بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.
وتراجعت نسبة تأييد ناخبي حزب الحركة القومية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنحو 19 نقطة، بينما تقدم عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في السباق الرئاسي بنحو 10 نقاط، وفق الاستطلاع الذي أجرتة مؤسسة KONDA خلال شهر مايو/ آيار المنصرم.
ويظهر استطلاع الرأي تصاعد المطالب بالعودة للنظام البرلماني بالرأي العام التركي.
وأشارت نتائج استطلاع الرأي إلى تغييرات ملفتة في قاعدة حزب الحركة القومية، الشريك في تحالف الجمهور الحاكم.
وأوضح استطلاع الرأي أن نسبة ناخبي الحزب الذين سيصوتون لأردوغان تراجعت في مايو/ آيار إلى 50 في المئة بعدما سجلت 69 في المئة خلال أبريل/ نيسان ما يعكس تراجع كبير بنحو 19 في المئة خلال شهر واحد.
وارتفعت نسبة ناخبي حزب الحركة القومية الذي يرون أن وضع تركيا سيسوء حال إعادة انتخاب أردوغان من 30 في المئة إلى 39 في المئة. ويعكس هذا الوضع أن دعم أردوغان داخل قاعدة حزب الحركة القومية بدأت في التآكل.
وعكس استطلاع الرأي أيضا تراجع نسبة ثقة ناخبي حزب الحركة القومية في ادعاءات الفساد المثارة بحق عمدة إسطنبول، حيث تراجع النسبة في مايو/ آيار المنصرم إلى 73 في المئة بعدما بلغت 82 في المئة في أبريل/ نيسان.
وتشير هذه النسب إلى ضعف مردود الاتهامات الموجهة لعمدة إسطنبول داخل قاعدة الحزب.
وكشف استطلاع الرأي عن تزايد توقعات المواطنين بالعودة إلى النظام البرلماني، إذ أوضح 70 في المئة من المشاركين أن النظام البرلماني أكثر ملاءمة لتركيا.
وتضمن استطلاع الرأي سؤال المشاركين عن المرشح الذي سيصوتون له حال انعقاد انتخابات.
وتصدر عمدة إسطنبول ومرشح حزب الشعب الجمهوري القائمة بواقع 40 في المئة من الأصوات، بينما حصل أردوغان على 30 في المئة. ويشير هذا الفارق الكبير إلى تشكّل اتجاه جديد في موقف الناخبين.
Tags: أكرم إمام أوغلواستطلاع رأيالانتخابات الرئاسية التركيةتحالف الجمهور الحاكمحزب الحركة القوميةرجب طيب أردوغانعمدة إسطنبول