الخلاوي أعرق نظم التعليم في السودان
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
يتفرد السودان بنظام التعليم في الخلاوي وهو يشابه نظام الكتاتيب في مصر .
لم أقف علي تاريخ محدد لنشأتها ولكنها توسعت في عهد المانجلك في سلطنة سنار في 1510 م _ 1611م .
تتوزع الخلاوي في كل السودان وأشهرها في همشكوريب والتي أنشأها الشيخ علي بيتاي وهي مجموعة خلاوي انتشرت في المنطقة حتي عرفت ب ( مدينة القرآن) وتميزت بأنها علمت العديد من الفتيات.
من الخلاوي المشهورة خلاوي الصائم ديمة غرب أم درمان ونشأت علي يدي الشيخ الصائم ديمة عام 1954 م وخلاوي أم ضبان شرق الخرطوم وشيخها الخليفة ود بدر و هي أقدم من خلاوي الصايم ديمة وخلاوي الشيخ البرعي في كردفان وخلاوي الغبش في بربر وخلاوي الفادنية وسط السودان و غيرها الكثير .
للخلاوي نظام تعليم منظم وصارم يبدأ من قبول الطالب وهو (الحوار ) إلي تخرجه ولها تقسيم لأيام الأسبوع وما يتم فيه وكذلك اليوم .
القبول يتم بحضور ولي الأمر مع الطالب ويتم القبول بعبارات محددة حيث يقول ولي الامر للشيخ (الفكي) (ليك اللحم ولينا العضم) ويرد الشيخ (ربنا يحفظه ويعلمه) ويجيب ولي الأمر (دقه إن كضب وعلمه الأدب) ثم يسلم الفكي الطالب (للعريف) وهو المسؤول عنه وبعد ذلك يقدم ولي الامر هدية للفكي ملابس أو ذبيحة أو ما تيسر له .
يبدأ الطالب (الحوار) بإعداد مواد الدراسة بنفسه وهي اللوح وقلم الكتابة ويُصنع من البوص و (العمار) وهو ما يكتب به ويصنع من (السكن) وهو بقايا النيران بعد أن تنطفئ ويكون الحوار مسؤولا عن كل أدواته ويحفظها في (القلامة) وتصنع من الفخار .
يقسم الأسبوع إلي أيام حيث يخصص يوم الأربعاء لقبول الطلاب ويحتفل في ذلك بتقديم البليلة .
يوم الخميس للنظافة والجمعة للراحة والسبت للقراءة والمراجعة والأحد للدراسة والإثنين لجمع الحطب للإضاءة فيما يعرف ب (التقابة) .
يقسم اليوم الدراسي بتقسيمه حسب الحفظ ويبدأ ب (الدغشية) قبل الفجر ويقدم الفكي للحيران ما عليهم حفظه .
عقب الفجر تكون الرمية الأولى بقراءة الواجب ثم الضحوة والضهرية والمغربية الأولي والثانية وبعد المغرب (السُبُع) بضم السين والباء وكلها مأخوذة من مواقيت اليوم ثم يعرض الحوار حفظه على الشيخ وتعرف ب (العرضة) .
عندما يكمل الحوار حفظه ويجاز يعمد إلى لوحه فيزخرفه ويسمي اللوح ب (الشرافة) ويكرم بأن يسير الفكي والحيران في موكب لدار الحافظ المجاز .
تيسيراً وضبطاً للحفظ تقسم الخلاوي القرآن لأجزاء هي الخروجة والمقر والثلث .
هذا النظام الصارم يعمل به في كل خلاوي السودان ومنه يتعلم الطالب ضبط مواقيته ودراسته وحفظه .
هذا الترتيب الصارم هو ما يؤمن حسن التعلم .
في بعض الخلاوي تدرس علوم التجويد والفقه علي المذهب المالكي وعلوم النحو والصرف .
الخلاوي تؤمن تعليما وسكنا وطعاماً مجانياً .
من مشكلات الخلاوي أن طلابها من كل الأعمار وفي ذلك شئ من المشكلات التربوية مثل قسوة الحياة والطعام وشدة العقاب علي طلاب من بينهم صغار السن .
بيد أن الخلاوي يمكن أن تشكل قاعدة لنظام تعليمي متطور بتحسين بيئتها وطعامها وإدخال مواد ضرورية للحياة مثل الرياضيات والتاريخ واللغات مع ترتيبات يقوم بها أهل التربية.
خضعنا في السودان للتعليم الغربي الذي كان وسيلة للتبعية بعد خروج المستعمر وخنوع لمطلوباته الثقافية والحضارية والإقتصادية .
سلمنا بنظام التعليم الحديث وجعلناه سبيلاً للإفقار وإظهار الإسلام وكأنه عنوان للتخلف إذ يجد المتخرج من المدارس الوظائف ذات العائد والمظهر الإجتماعي الكبير بينما كان التخلف من نصيب خريج الخلوة صاحب التعليم الديني البعيد عن الحياة وتطورها وإحتياجاتها .
إزالة الجفوة بين النظامين يمكن ان تشكل خطوة إيجابية إذ لكل نظام فيهما من يرغب فيه و يفضله .
بحيث ينال طالب الخلوة شيئا من العلوم العامة و ينال طالب المدرسة شيئا من التعليم القرآني بحيث تزول المفارقة و التعارض بين التعليمين .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
رغم تبادل الاتهامات بخرق الهدنة.. تايلاند وكمبوديا تطلقان الجولة التالية من الحوار
البلاد (بانكوك)
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا حيّز التنفيذ أمس (الثلاثاء)، بعد وساطة قادتها ماليزيا؛ لإنهاء مواجهات حدودية دامت خمسة أيام، غير أن الطرفين تبادلا سريعاً الاتهامات بخرق الاتفاق مع ساعاته الأولى، وسط استمرار الاتصالات السياسية والعسكرية لتثبيت التهدئة.
وأعلن الجيش التايلاندي أمس، أن “اضطرابات جديدة وقعت في منطقتي فو ماكوا وسام تايت الحدوديتين تسبّب بها الجانب الكمبودي، ما أدى إلى اشتباكات مسلّحة استمرت حتى ساعات الفجر”. واعتبر نائب المتحدث باسم الجيش، ريتشا سوكسوانون، أن ما جرى يُعد انتهاكاً مباشراً للاتفاق، مشيراً إلى أن بلاده”مارست حقها في الدفاع المشروع”.
وفي بيان لاحق، صعّد المتحدث العسكري التايلاندي، وينتاي سواري، من لهجته، مؤكداً أن “الهجمات الكمبودية وقعت داخل الأراضي التايلاندية وتشكّل محاولة واضحة لتقويض الثقة المتبادلة”.
في المقابل، نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوتشيتا، وقوع أي اشتباكات مسلّحة بعد بدء سريان الهدنة. بينما قال رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، في منشور على فيسبوك: إن “الوضع على الجبهة بات هادئاً منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ”.
ورغم التوتر، لم تؤدِّ الاتهامات المتبادلة إلى تعليق المحادثات الميدانية؛ إذ أعلن الجانبان انطلاق الاجتماعات العسكرية التي كانت مقرّرة صباح الثلاثاء، في إطار تنفيذ اتفاق الهدنة.
وكان البلدان قد توصلا، مساء الإثنين، إلى”هدنة فورية وغير مشروطة”، عقب محادثات جرت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لوقف التصعيد الذي اندلع منذ الخميس الماضي، وخلف أكثر من 38 قتيلاً ونزوح نحو 300 ألف مدني، بسبب اشتباكات دارت حول معابد أثرية ومناطق حدودية متنازع عليها تمتد على طول 800 كيلومتر.
ويأمل المراقبون الإقليميون أن تفتح اللقاءات الميدانية الطريق أمام مفاوضات أوسع، لتسوية مستدامة للتوترات الحدودية بين البلدين الجارين، والتي طالما كانت مصدر توتر مزمن في جنوب شرق آسيا.