حزب الوعي: زيارة ماكرون تعكس احترامًا دوليًا لمكانة القاهرة وقيادتها
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
كتب- عمرو صالح:
أصدر حزب الوعي، بيانًا ثمن فيه الزيارة التاريخية التي يقوم بها حالياً الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" إلى مصر، مؤكدًا أنها تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين، وتجسد صداقة قوية ومتجذرة تقوم على الاحترام المتبادل، والندية، والتكافؤ، والمصالح المشتركة.
وقال الحزب، إن مصر التي تفتح أبوابها طواعية فقط للأصدقاء الحقيقيين، يرحب شعبها بكل من يمد يده للتعاون على أسس من التقدير المتبادل، والتفاهم السياسي والثقافي والاقتصادي، وتؤمن بأن علاقاتها الدولية تُبنى على شراكات متوازنة تُعلي من شأن القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية، وتعود بالنفع المتبادل على الشعوب.
وأشار البيان إلى أن الساعات الأولى من الزيارة جاءت محمّلة برسائل إيجابية عميقة، تجلّت في اصطحاب "الرئيس عبد الفتاح السيسي" لنظيره الفرنسي في جولة ميدانية في قلب القاهرة التاريخية، شملت منطقة الحسين وخان الخليلي، حيث التقى الرئيسان بالمواطنين وتبادلا التحية في مشهد يعكس الثقة والأمن والأمان والانفتاح الشعبي على الشركاء الدوليين الصادقين.
ولفت إلى أن زيارة الرئيس ماكرون إلى المتحف المصري الكبير حظت بأهمية خاصة، وعكست اهتمام فرنسا بالإرث الحضاري المصري ورغبتها في تعزيز التعاون الثقافي والسياحي، فضلاً عن رمزية تناوله مأكولات مصرية شعبية في رسالة احترام للهوية المصرية وتقاليدها.
ويتابع الحزب باهتمام برنامج الزيارة، الذي يتضمن لقاءات ثنائية، وقمة ثلاثية مرتقبة بحضور العاهل الأردني، وزيارة إلى جامعة القاهرة، حيث من المنتظر أن يلقي الرئيس الفرنسي كلمة تعبّر عن تطلعات التعاون الأكاديمي والمعرفي بين البلدين.
وثمّن الحزب أيضاً الإعلان عن زيارة مرتقبة إلى شبه جزيرة سيناء، وتفقد الأوضاع في محيط معبر رفح، في توقيت بالغ الحساسية، حيث لا تزال السلطات الإسرائيلية تواصل إغلاق المعبر وتصر على سياسة العقاب الجماعي، في ظل مساعٍ مرفوضة إسرائيلياً وأمريكياً لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين، بما يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ومحاولة خطيرة لتصفية القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، يشدد حزب الوعي على أهمية أن تمثل هذه الزيارة منصة أوروبية لإيصال رسالة واضحة برفض أي محاولات لتغيير الجغرافيا أو الديموغرافيا الفلسطينية، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة، ورفض سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة.
وأكد الحزب أن أوروبا تظل الأقرب إلى مصر من حيث الجغرافيا والتاريخ والمصالح الإنسانية والحضارية المشتركة، كما أن فرنسا، باعتبارها إحدى الدول القائدة في الاتحاد الأوروبي، شريك رئيسي لمصر في مسارات الحوار والتعاون متعددة المستويات. وفي هذا الإطار، يرى الحزب أن الوقت قد حان للبحث الجاد في ترفيع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، أسوة بما حدث في علاقات مصر بدول وقوى دولية هامة ومؤثرة، بما يعكس تطور الواقع الإقليمي والدولي، ويخدم المصالح المتبادلة طويلة المدى.
وجدد الحزب تأكيده على أن مصر ترسم سياستها الخارجية بكل الألوان المتاحة، تبقي أبوابها مفتوحة أمام كل من يحترم سيادتها وإرادتها الحرة، وأن البدائل السياسية متاحة دائمًا، مشيرا إلى أن مصر تملك من المقومات ما يجعلها قادرة على اختيار شركاتها بوعي ومسؤولية وفق أولوياتها الوطنية.
وأعرب الحزب عن تطلعه لأن تُثمر هذه الزيارة عن مزيد من الاتفاقيات الثنائية والمبادرات المشتركة، خاصة في مجالات التعليم، التحول الأخضر، الاستثمار، الأمن، والتكنولوجيا، وأن تسهم في تعزيز الحوار الحضاري بين البلدين الصديقين، بما يخدم مصالح الشعبين المصري والفرنسي، ويدعم السلام والتنمية في محيطهما الإقليمي والدولي.
واختتم البيان معربا عن آمال الحزب بأن تكون هذه الزيارة مرحلة من مراحل بناء جسر مصري–أوروبي، تعبر عليه الأزمة الفلسطينية إلى برّ الأمان، بما يجنب المنطقة والعالم ويلات الحرب والمواجهات التي تدفع إليها، بلا هوادة، أطراف لا تُدرك خطورة ما تقوم به من تصرفات ضد الإنسانية، والمنطق، والقانون الدولي.
اقرأ أيضًا:
اليوم.. السيسي يستقبل ماكرون في الاتحادية ويوقع اتفاقيات ومذكرات تفاهم
الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة.. وموعدة عودة البرودة
بعد تكرار اشتعال النار في شقق سكنية.. 5 مخاطر لترك شاحن الهاتف في الكهرباء
رافقت ماكرون في سماء القاهرة.. معلومات عن طائرة الرافال
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
حزب الوعي زيارة ماكرون لمصر احترام دولي لمكانة القاهرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: رياح وأتربة وارتفاع 5 درجات.. الأرصاد تعلن طقس الثلاثاء بدرجات الحرارة الخبر التالى: رياح وأتربة وارتفاع 5 درجات.. الأرصاد تعلن طقس الثلاثاء بدرجات الحرارة الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
حزب الوعي: زيارة ماكرون تعكس احترامًا دوليًا لمكانة القاهرة وقيادتها
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: الرسوم الجمركية أسعار البنزين الحرب التجارية عيد الفطر 2025 سعر الفائدة سكن لكل المصريين صفقة غزة مسلسلات رمضان 2025 انسحاب الأهلي مقترح ترامب لتهجير غزة حزب الوعي زيارة ماكرون لمصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤشر مصراوي صور وفیدیوهات زیارة ماکرون حزب الوعی احترام ا
إقرأ أيضاً:
ما دلالات زيارة السيسي لأبو ظبي بعد يومين من زيارة عراقجي للقاهرة؟
التقى رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس الإمارات محمد بن زايد الإمارات، في أبوظبي الأربعاء، في زيارة غير معلنة مسبقا اعتبرها مراقبون رد فعل سريع من أبوظبي على زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، للقاهرة، الاثنين الماضي.
وأكد الحليفان منذ 2013، ابن زايد والسيسي، على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار بقطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وفق بيان رئاسة الجمهورية المصري، الذي أعلن عودة السيسي، سريعا بعد نحو 4 ساعات من نشر خبر الزيارة، ما يشير إلى أن اللقاء الذي تناول أوضاع لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن والصومال والأوضاع الاقليمية، جاء على عجل والزيارة كانت خاطفة كذلك.
"رسائل عراقجي من قلب القاهرة"
وكان الوزير الإيراني عباس عراقجي، وعقب لقاء السيسي، أشار إلى تطورات مرتقبة بعلاقات البلدين المقطوعة رسميا لنحو 46 عاما، قائلا إنّ: "العقبة الأخيرة في العلاقات مع مصر ستزال قريبا وربما خلال الأسابيع المقبلة"، دون أن يذكر تلك العقبة أو يشير إلى كيفية إزالتها.
إلى ذلك، بدا متفائلا في تصريحاته، وأوضح أنه التقى السيسي للمرة الرابعة، مؤكدا في الوقت نفسه أنّ: "مستوى الثقة بين مصر وإيران حاليا لم يكن موجودا من قبل"، مبشرا بالاتفاق على استمرار المشاورات السياسية، والتوافق على زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيع آفاق التبادل السياحي.
وأرسل الوزير الإيراني من قلب القاهرة رسالة قوية إلى دول الخليج العربي بزيارته منطقة خان الخليلي الأثرية بقلب القاهرة التاريخية، وتناول العشاء مع 3 من وزراء خارجية مصريين سابقين بينهم الأمين العام للجامعة العربية الأسبق عمرو موسى، إلى جانبه صلاة عراقجي في مسجد الإمام الحسين الشهير بالعاصمة المصرية.
كما وجهت إيران، عبر لقاء عراقجي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في القاهرة، رسالة إلى المفاوض الأمريكي وإدارة الرئيس دونالد ترامب، وإعلانه أن بلاده لن ترضى بأي اتفاق مع واشنطن يحرم طهران من مواصلة عمليات تخصيب اليورانيوم.
"صمت عربي وغضب إسرائيلي"
الخليج العربي ومنه السعودية والإمارات لم يبد رد فعل رسمي تجاه زيارة عراقجي، وتصريحاته حول التقارب مع القاهرة، ومحاولة التقارب شعبيا مع المصريين بجولته الليلية، لكن الاحتلال بدا منزعجا بشدة من الزيارة والتقارب المحتمل.
والثلاثاء، عقب لقاء عراقجي، والسيسي، بيوم واحد، حذّر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، من تداعيات ما وصفه بـ"التقارب الإيراني المصري"، مؤكدا عبر منصة "إكس"، أن الحديث عن تعاون بين القاهرة وطهران "ينذر بالخطر"، مشيرا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو، تشن منذ شهور "حملة معادية لمصر تهدد اتفاقيات السلام بين البلدين".
وللمرة الثانية زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه أسقط طائرة مسيّرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية قادمة من الأراضي المصرية، وكانت تحمل أسلحة وذخيرة، في واقعة مشابهة لادعاءات إسرائيلية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
"أجواء ملتهبة"
خبراء ومتابعون للملف المصري الخليجي والمصري الإيراني، قالوا في تقرير سابق لـ"عربي21"، إن "زيارة المسؤول الإيراني التي جاءت بدعوة من القاهرة، كان بها رسائل متعددة إلى حلفاء مصر الإقليميين والدوليين: إسرائيل والإمارات والسعودية وأمريكا، خاصة بعد حالة الفتور والتجاهل من العواصم الأربعة لرأس النظام المصري".
ويرون أن "زيارة السيسي للإمارات واستقبال ابن زايد له بمطار أبوظبي واستضافته بقصر الشاطئ بعد أزمة تجاهله من حضور القمم الخليجية التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض وأبوظبي وقطر، هي رد فعل لزيارة المسؤول الإيراني".
ولفتوا إلى أن "لها الكثير من الدلالات، وقد يتبعها العديد من النتائج، بينها احتمالات استعادة وضع العلاقات المصري الإماراتي مجددا والتوافق على ملفات خلافية أو تقليل حجم الخلاف حولها"، مشيرين لأزمات "غزة، وليبيا، والسودان، والصومال، وإثيوبيا ومياه النيل".
ومع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية 16 أيار/ مايو الماضي، وعقد القمة الأمريكية الخليجية، دون دعوة السيسي، رغم حضوره قمة سابقة مع ترامب في الرياض عام 2017، أزعج دوائر الحكم المصرية، خاصة وأن ترامب زار الإمارات والتقى حليفه ابن زايد، في ظل تجاهل تام للسيسي.
ذلك التجاهل، لفت إلى وجود تضارب إماراتي سعودي مع مصر، في ملفات بينها الحرب في غزة وتهجير الفلسطينيين ضمن خطة ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب ملفات وأزمات أخرى مثل ليبيا والسودان جارتي مصر الغربية والجنوبية والتي تواصل حكومة أبوظبي دعم مليشيات فيهما ضد السلطات الشرعية في البلاد.
"سياسة الكيد"
وفي رؤيته السياسية والاستراتيجية لأحداث الإقليم وعلاقات القاهرة المتأرجحة صعودا وهبوطا مع داعميها، تحدث السياسي والإعلامي المصري الدكتور حمزة زوبع، لـ"عربي21"، حول دلالات استدعاء ابن زايد للسيسي بعد يومين من زيارة وزير خارجية إيران للقاهرة.
المتحدث السابق باسم حزب "الحرية والعدالة" المصري سابقا، قال إنه "منذ عهد جمال عبدالناصر ومعه العسكرية المصرية نتحرك بمنطق الكيد، وبغض النظر عن الموقف من حكام الرياض الحاليين لنراجع خطب ناصر وسبه للملك فيصل، ثم بعد فترة يعلن أن الأمة العربية دفعت لنا مبالغ مالية".
ومضى يؤكد أن "السلطة المصرية الحالية تتعامل بطريقة الكيد بأن تستقبل الوزير الإيراني في هذا التوقيت وتفرد له مساحة للقاء والتفاوض مع مسؤول رفيع بالطاقة الذرية، ويبدو أنه أسلوب يعطي نتيجة مع النظم الخليجية".
وأوضح أن "السلطة المصرية تظهر أنها متوجهة عكس اتجاه الخليج ونحو إيران، ويسلط الذباب الإلكتروني والمذيع أحمد موسى وغيره للحديث عن دول خليجية بطريقة لا تليق بالدولة المصرية".
في إجابته على السؤال: "هل تتوقف على إثر لقاء السيسي وابن زايد نتائج كانت متوقعة على خلفية زيارة عراقجي لمصر؟، يرى زوبع، أن "القرار النهائي بعودة العلاقات المصرية الإيرانية ليس بيد السلطة المصرية بالتمام والكمال، إنما دعوة عراقجي للقاهرة تكتيك يفعله، وفي المقابل يعرف الخليج أنه في النهاية سيعود إليه مجبرا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية".
وتساءل السياسي المصري: "من يأتي لمن؟، كيف يستدعى رئيس دولة بهذه الطريقة كما لو كان سفيرا عند دولة عظمى؟"، مؤكدا أننا "أمام نموذج جاء لتقزيم مكانة ودور وقيمة مصر واعدامها وجوديا، فالأمر لا يجب أن يكون بهذه الصورة، وتلك الزيارة تنم عن أن الذين يحكمون مصر لا يدركون حجمها، ولا لديهم علم بمناطق قوتها".
وفي تقديره للنتائج المرتقبة لزيارة السيسي إلى الإمارات، واحتمالات التوافق على بعض الملفات أو تهدئة بعض المخاوف، أعرب زوبع، في نهاية حديثه عن مخاوفه من أن "يظل النظام المصري يترك السودان تتمزق بأموال الإمارات، ومياه النيل تذهب بغطاء من الإمارات".
وتعجب من أن "نكون في هذا الوضع الاقتصادي والمالي والسياسي والإقليمي ثم يعلن عن إنشاء مدينة في الصحراء يأتي لها بمياه النيل (جريان) غرب القاهرة".
وفي ظل نظام السيسي، أشار السياسي المصري إسلام لطفي، إلى "الدور المهم والمحوري الذي يجب أن تقوم به مصر في الإقليم- لا العالم- بحيث يصعب تجاوزها وعقد ترتيبات إقليمية بدونها".
وفي حديثه لـ"عربي21"، وفي ملف غزة، أكد أن "اتخاذ موقف حاسم، وتصعيد دبلوماسي حقيقي، ورفض للتجويع، ودعم لوجيستي في بداية حرب غزة؛ كان يمكن أن يحافظ لمصر على مكانها الطبيعي".
ويرى أن "تحركات مصر في ليبيا، وفي ملف غاز المتوسط، بما يكفل مصالح مصر لا الإمارات؛ كان يمكن أن يكفل لمصر مقعد على الطاولة".
وتابع السياسي المصري: "موقف ناضج ورشيد ومبادر من التغييرات التي جرت في سوريا؛ كان يمكن أن يحافظ لمصر على مقعدها حول طاولة تحديد مستقبل الإقليم".
ولفت إلى أن "تقوية الجبهة الداخلية بوقف القمع والهوس الأمني، وإنفاذ القانون دون تمييز، ومحاربة الفساد المؤسسي، وكفالة قضاء مستقل نزيه -بالتأكيد- كان سينعكس على مصر وسمعتها الدولية وكان سيكفل لها مقعد على الطاولة".
ومضى يؤكد أننا "في لحظة تفوق خليجي بامتياز، واعترافنا بهذا الأمر لا يعني ألا نتعامل مع هذا الواقع الجديد، وأن نحاول أن نطوعه ونرشده لخدمة قضايا عادلة".
وخلص للقول: "بعض دول الخليج لا تريد مصر دولة فاشلة وستحول دون ذلك؛ لكن أيضا يزعجها ويرهبها مصر القوية والقادرة، وبالتالي، الحفاظ على مصر مرهقة مستنزفة، مشغولة بنفسها داخل حيزها الجغرافي حالة نجاح لهذه الدول".
لطفي، أعرب عن أسفه من أن "نظام السيسي بسياساته في الاقتراض غير المحسوب، وفي الانسياق والتبعية وراء بعض المغامرين الخليجيين؛ حقق لهم مرادهم".
وختم مبينا أنه "بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظني أن تجاهله للسيسي، له علاقة بإدراك ترامب بعقلية التاجر أنه لا ربح سياسي أو اقتصادي يمكن جنيه في اللحظة الراهنة من وراء السيسي وهي نقطة جيدة".
مصالح الإمارات أم تحالفها مع السيسي؟
وبالرغم من العلاقات الاستراتيجية الوثيقة التي تربط مصر والإمارات، والتي ظهرت بوضوح في الدعم الإماراتي الكبير للسيسي بعد عام 2013، إلا أن هناك تقارير وتحليلات تشير إلى وجود نقاط خلاف في بعض الملفات الإقليمية، مدفوعة بتضارب المصالح.
ففي ملف غزة، هناك خلاف حول تهجير الفلسطينيين وشكل الحكم والإدارة في غزة بعد وقف الحرب الدموية الإسرائيلية، حيث تتبنى الإمارات الرؤية الإسرائيلية والأمريكية القائلة بضرورة استبعاد حماس من إدارة القطاع ونزع سلاحها، وتهجير الفلسطينيين إلى السودان أو "أرض الصومال".
وفي ملف ليبيا، بينما دعمت الإمارات مصر، قوات خليفة حفتر تتواجد في الشرق، تسعى القاهرة لتأمين حدودها الغربية، بينما تسعى أبوظبي لوجود مكثف بشرق ليبيا، وتعزيز نفوذها هناك، ما قد يتعارض أحيانا مع أهداف مصر.
أما ملف السودان، فيتهم الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو، بينما تميل مصر إلى دعم الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ما يتعارض مع المصالح الأمنية والاقتصادية لمصر، التي تمثل السودان عمقها الاستراتيجي.
وتسعى الإمارات إلى فرض نفوذها بمنطقة القرن الإفريقي وباب المندب والبحر الأحمر، بدعم إقليم صوماليلاند الذي يمنح إثيوبيا منفذا بحريا على البحر الأحمر بدعم إماراتي ما يهدد أمن مصر القومي وأمنها المائي وقناة السويس.
وخلال لقاء السيسي، بوزير الخارجية الإيراني، الاثنين الماضي، أكد على أهمية عودة الملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر لطبيعتها، بما يعيد الحياة لشريان قناة السويس الذي خسر نحو 7 مليارات دولار العام الماضي، نتيجة الاضطرابات في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
وذلك إلى جانب ملف آخر وجودي يمس حياة أكثر من 107 ملايين مصري، وهو مياه النيل، خاصة مع ما تشير إليه التقارير من أن أبوظبي والرياض، من أكثر الداعمين لإثيوبيا، ومن المساهمين في تمويل السد الإثيوبي على النيل الأزرق، والكشف عن خطط إثيوبية ببناء سدود جديدة بتمويل إماراتي.
والإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، فيما تعد أبرز الممولين لمشاريع الطاقة المتجددة في سد النهضة، كما قدمت عام 2018، مساعدات واستثمارات بقيمة 3 مليارات دولار لأديس أبابا، لتساعدها في 2019، في الحصول على منظومة الدفاع الجوي "بانتسير إس 1"، لتأمين السد الإثيوبي.
وفي نهاية شباط/ فبراير الماضي، أكد المؤرخ الإثيوبي آدم كامل فارس، لموقع "سي إن إن"، على دور الإمارات ببناء السد الإثيوبي، وأنها تقدم لحكومتها "كل الخدمات اللازمة بمختلف المجالات"، قائلا إنها "قدمت لنا خدمات عظيمة لم تقدمها أي دولة أخرى".
وفي آخر ملفات التقارب الإماراتي الإثيوبي، ففي 17 أيار/ مايو الماضي، أعلنت أبوظبي عن شراكة استراتيجية مع إثيوبيا لتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة التهديدات الرقمية، من خلال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وفي ذات السياق، يرفض سياسيون ومعارضون مصريون استمرار الاستحواذات الإماراتية القائمة منذ العام 2022، على الأصول المصرية والممتلكات الحكومية والأراضي الاستراتيجية، والموانئ الحيوية، ويتخوفون من تحول تلك الأصول إلى شركات دولية تتبع للكيان الإسرائيلي المحتل.
وبعد توقيع صفقة "رأس الحكمة"، بقيمة 35 مليار دولار، في شباط/ فبراير 2024، أكد مسؤولون إماراتيون بأن الاستثمارات الإماراتية في مصر ارتفعت إلى حوالي 65 مليار دولار بعد الصفقة التي تمثل أضخم صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ ثاني أكبر اقتصاد إفريقي وثالث أكبر اقتصاد عربي.