يمانيون../
تتوالى الاعترافات الأمريكية التي تكشف عن حالة الفشل والعجز المتصاعد أمام القدرات العسكرية اليمنية، رغم ما تبذله إدارة ترامب من محاولات دعائية لتصوير العدوان على اليمن كـ”نجاح عسكري”، في مشهد يؤكد أن واشنطن تواجه مأزقاً استراتيجياً حقيقياً في البحر الأحمر، قد تكون تبعاته أشبه بنكسة عسكرية جديدة تضاف إلى سجلها الثقيل.

شبكة “الجزيرة” نقلت عن مسؤول أمريكي بارز إقراره بأن القوات المسلحة اليمنية لا تزال تحتفظ بكامل قدراتها على تهديد السفن الحربية والتجارية الأمريكية، مؤكداً أن “الحديث عن نجاح الضربات الجوية لا يزال مبكراً”، وهو تصريح يفنّد كل ما روجت له إدارة ترامب ووزارة دفاعها بشأن فاعلية الغارات، ويؤكد في الوقت ذاته استمرار الجهوزية القتالية العالية لقوات صنعاء.

وتتزايد المؤشرات التي تؤكد انسداد أفق الحملة الأمريكية، أبرزها العجز في تقييم نتائج الغارات الجوية، وهو ذات المأزق الذي واجه إدارة بايدن من قبل، ويعود اليوم ليلاحق إدارة ترامب، مع غياب المعلومات الاستخباراتية حول بنية الترسانة اليمنية وانتشارها المعقّد والمموّه، الذي حوّل سماء اليمن إلى فخاخ للمقاتلات والمسيرات الأمريكية.

من جانب آخر، عبّر القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأمريكية، جيمس كيلبي، في تصريحات نقلتها شبكة “فوكس نيوز”، عن قلقه من اعتماد البحرية الأمريكية على ذخائر باهظة الثمن، مشيراً إلى أن “التهديدات في البحر الأحمر لا يمكن معالجتها بشكل اقتصادي”، كاشفاً حاجة واشنطن الماسة للمزيد من الذخائر لمواصلة العمليات، في ظل ارتفاع تكلفة العدوان التي تجاوزت حاجز المليار دولار خلال ثلاثة أسابيع فقط.

وتعزز هذه المعطيات تقارير متطابقة نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز”، عن مسؤولين في البنتاغون، حذّروا من أن سرعة استهلاك الذخائر الدقيقة في العمليات ضد اليمن باتت تهدد المخزونات الاستراتيجية الأمريكية المخصصة لمسرح آسيا والمحيط الهادئ، تحسباً لأي صراع مع الصين، الأمر الذي دفع البنتاغون للنظر في نقل شحنات أسلحة من تلك المنطقة، ما يعكس حجم الاستنزاف الحاد وغير المتوقع.

هذا الاستنزاف، وفق تقارير عبرية، انعكس سلباً حتى على كيان الاحتلال، حيث ساهمت ندرة منظومات الدفاع الأمريكية بسبب انشغالها في البحر الأحمر في زيادة الضغط على الجبهة الداخلية الصهيونية، لاسيما قبيل وقف إطلاق النار الأخير في غزة، في ظل تصاعد الهجمات الصاروخية اليمنية التي أربكت المشهد الأمني للعدو.

ومع هذا الواقع، لم تجد مراكز البحث الأمريكية سوى الإقرار بأن واشنطن باتت في مأزق حقيقي، حيث وصفت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية هذا الوضع بأنه “أزمة استراتيجية حادة” فرضتها اليمن، وأشارت إلى أن “غياب الخيارات المجدية يضع واشنطن أمام احتمالين كلاهما مرّ، إما الانسحاب من البحر الأحمر في صورة تراجع استراتيجي مدوٍ، أو الاستمرار في نزيف مكلف قد يضر بالهيبة والجاهزية العسكرية الأمريكية”.

في السياق ذاته، حذرت مجلة ذا أتلانتك من أن العدوان على اليمن قد يتحول إلى “فضيحة تاريخية”، بسبب غياب رؤية واضحة لدى إدارة ترامب، وتجاهلها الدروس السابقة التي أثبتت استحالة إخضاع اليمن بالقوة، معتبرة أن الفشل الأمريكي الجديد سيكون له تداعيات عسكرية وسياسية كبيرة، وسيشكل “نصراً تاريخياً لصنعاء”.

وبينما تواصل صنعاء تعزيز موقعها الاستراتيجي وتثبت قدرتها على الصمود والردع، تتهاوى رهانات واشنطن وتتكشف محدودية قدراتها في ميادين لا تتقنها، ليتأكد أن اليمن لا يُهزم، وأن محاولات كسر إرادته مصيرها الفشل، مهما امتلك العدو من طائرات وقاذفات.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحر الأحمر إدارة ترامب

إقرأ أيضاً:

تحليل بريطاني: القدرات العسكرية اليمنية أربكت أمريكا و”إسرائيل”

الجديد برس| نشر موقع صحيفة ذا صن البريطاني مادة تحليلية سلطت الضوء على القدرات العسكرية المتطورة التي بنتها اليمن خلال السنوات الماضية والتي أربكت واشنطن وتل أبيب وأوروبا على حد سواء. وأكدت المادة أن اليمن رغم الحصار والعدوان الاقتصادي والعسكري المستمر عليها استطاعت تطوير منظومات صاروخية وطائرات مسيرة متقدمة أسهمت في إعادة رسم موازين القوة الإقليمية في المنطقة. وذكرت أن هذه القدرات شكلت مصدر قلق حقيقي لإسرائيل والولايات المتحدة حيث أثرت بشكل مباشر على العمليات العسكرية في البحر الأحمر وعلى حركة الملاحة والتجارة في الموانئ الإسرائيلية، خاصة مع فرض اليمن حصاراً بحرياً فعالاً أدى إلى شلل حركة ميناء أم الرشراش. وأبرزت المادة حقيقة فشل الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي في كسر إرادة اليمنيين في مواجهة العدوان ونجاحهم في فرض معادلات ردع جديدة في البحر الأحمر، رغم كل المحاولات العسكرية والعقوبات الاقتصادية والتدخلات السياسية. وأضافت أن الردود الإسرائيلية والأمريكية على القدرات اليمنية جاءت مترددة وجزئية تعكس حالة الإرباك والقلق المتصاعد من تصاعد قوة اليمن العسكرية التي تعيد تشكيل قواعد الاشتباك وتضع تحديات كبيرة أمام المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة. وشددت المادة على أن المعركة في البحر الأحمر أصبحت اليوم نموذجًا واضحًا لصمود اليمن وقدرتها على مواجهة التحديات الكبرى رغم الحصار والضغوط الدولية المتواصلة.

مقالات مشابهة

  • اعترافات المتهم بإدارة كيان تعليمى وهمى: أوهم ضحاياه بشهادات معتمدة
  • البحرية اليمنية…إنقاذٌ إنساني في قلب المعركة، ورسالة رادعة من عمق البحر
  • تحليل بريطاني: القدرات العسكرية اليمنية أربكت أمريكا و”إسرائيل”
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا الشهر الماضي
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا
  • تحولات في القطاع الصحي الأمريكي: براساد يغادر إدارة الغذاء والدواء وموناريز تقود مراكز مكافحة الأمراض
  • التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية
  • مجلة بريطانية: القوات اليمنية تفتتح “مرحلة رعب جديدة” في البحر الأحمر
  • تفاصيل مباحثات وزير الداخلية مع السفارة الأمريكية في اليمن
  • اليمن يبحث مع روسيا آخر المستجدات على الساحة اليمنية والإقليمية