هل تفضي إقالة ضباط إسرائيليين طالبوا بوقف الحرب إلى تمرد؟
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن فصل قادة كبار ومئات من جنود الاحتياط الإسرائيليين دعوا لإنهاء الحرب على قطاع غزة "خطير"، ولم يستبعد أن تفضي هذه التكتلات إلى "تمرد حقيقي" إذا استمرت هذه الحالة.
ووفق حديث الفلاحي للجزيرة، فإن جيش الاحتلال يجب أن يكون خارج الميول والاتجاهات السياسية، لكن السياسة بدأت تضربه، مما يشكل "تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي".
وبيّن أن هذه الحالة جزء من مشهد أوسع تمر به إسرائيل، إذ تراجعت نسبة التجنيد في صفوف قوات الاحتياط إلى 40 أو 50% بسبب طول مدة الحرب، وفقدانها الأهمية الإستراتيجية والعملياتية، وغياب الإنجازات على الأرض.
وأكد الفلاحي وجود نقص كبير في القوى البشرية بجيش الاحتلال، وانقسام داخلي في مسألة استمرار الحرب، وتعدد جبهات القتال في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وغيرها.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قد صدّق الخميس على قرار فصل قادة كبار ونحو ألف جندي احتياط من الخدمة، وذلك بعد توقيعهم على رسالة تدعو لإنهاء حرب غزة.
وأكد زامير أن توقيع هؤلاء الجنود على العريضة يُعتبر أمرا خطيرا، مشيرا إلى أنه لا يمكن للمجندين في القواعد العسكرية التوقيع على رسائل ضد الحرب ثم العودة إلى الخدمة.
إعلانوحسب الخبير العسكري، فإن حكومة بنيامين نتنياهو أقدمت على تغيير القيادات الأمنية والعسكرية بدءا بوزير الدفاع ثم رئيس الأركان وصولا إلى رئيس الشاباك (أعادته المحكمة العليا)، مما يعني أن تغيير القيادات العسكرية يجري "لأسباب سياسية تتعلق بالولاء السياسي للحكومة وبقاء ائتلافها اليميني".
وخلص إلى وجود مشكلة حقيقية بين القيادة العسكرية ونظيرتها السياسية في إسرائيل، خاصة في ظل القناعة الإسرائيلية بأن العمليات العسكرية "لن تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى باستثناء مسار تفاوضي يفضي إلى ذلك".
ونشر 970 من جنود الاحتياط الحاليين والسابقين في سلاح الجو رسالة تدعو إلى إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة، حتى لو على حساب إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام.
ورفض وزير الدفاع يسرائيل كاتس "بشدة" رسالة أفراد الاحتياط بسلاح الجو، معتبرا أنها محاولة للمس بشرعية الحرب التي وصفها "بالعادلة".
بدورها، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن مئات الجنود السابقين بسلاحي المدرعات والبحرية يطالبون في عريضة بوقف الحرب وإعادة الأسرى المحتجزين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ناشطون إسرائيليون يعتبرون الانتقام من غزة جريمة
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدته إيزابيل كيرشنر، قالت فيه إنّ: "أصوات المعارضة للحرب المدمرة في غزة، آخذة بالتصاعد. فبعد صمت طويل ترتفع الأصوات القلقة، بشأن جرائم حرب محتملة قد ترتكبها الحكومة".
وتابعت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "في الوقت الذي صمت فيه الإسرائيليون على ما يرتكبه الجيش باسمهم من فظائع في غزة، وسط اشمئزاز وشجب عالمي، يبدو أنهم استفاقوا الآن عما يجري هناك".
وأضافت: "لوحظ أن المتظاهرين الإسرائيليين، يرفعون صورا لأطفال فلسطينيين قتلوا في غزة، فيما يتّهم الأكاديميون والمؤلفون والسياسيون والقادة العسكريون المتقاعدون، الحكومة الإسرائيلية، بالقتل العشوائي وجرائم الحرب".
"هذا تغير واضح عن الأشهر الأولى من الحرب، حيث اعتبرت الغالبية العظمى من الإسرائيليين، الهجوم، ردا على يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حتى لو كانوا متشككين في إمكانية تحقيق هدف الحكومة، المتمثل في القضاء على حماس، وفقا لاستطلاعات الرأي" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "لطالما أرادت غالبية الإسرائيليين التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة وتخفيف العبء عن الجنود المنهكين من شهور من الصراع القاتل، حسب نتائج استطلاعات الرأي".
ومضى بالقول إنّه: "في الأشهر الأخيرة، رفعت أقلية صغيرة، وإن كانت متزايدة الصوت وأطلقت دعوات ملحة لإنهاء الحرب بناء على أسباب أخلاقية، حتى وإن لم يكن الكثير من الإسرائيليين على معرفة بحدوث مثل هذه الاحتجاجات".
واسترسل: "ربما دعم العديد من المتظاهرين حق إسرائيل في الدفاع عن النفس بعد عملية حماس، لكنّ الكثيرين الآن يقولون إنه تجاوز الحدود ويتعارض مع قيمهم. وقالت تامار باروش، البالغة من العمر 56 عاما، وهي محاضرة في علم الاجتماع بكلية سابير، نحن على حافة الهاوية، والانتقام ليس سياسة".
وأورد: "على الرغم من الوضع الإنساني المتدهور في غزة إلا أنّ دراسة مسحية أجراها معهد الأمن القومي في جامعة تل أبيب، بأيار/ مايو، وجدت أن نسبة 64.5% ممن الرأي العام الإسرائيلي غير مهتم أطلاقا بالوضع الإنساني أو لا يهتم كثير به. وتعتقد ثلاثة أرباع اليهود الإسرائيليين، أن قادة الجيش عليهم ألا يهتموا في خططهم بمعاناة السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة".
"إلا أن المعهد لاحظ مع مرور الوقت زيادة طفيفة في نسبة اليهود الإسرائيليين الذين رأوا أن المعاناة يجب أن تؤخذ في الاعتبار إلى حد كبير، كما ولاحظ انخفاضا معتدلا في نسبة من قالوا إنهم غير مهتمين" بحسب التقرير ذاته.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن المؤرخ في الجامعة العبرية في القدس، لي موردخاي، قوله إن: "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة"، مضيفا: "لا تزال هناك أزمة في معسكر السلام حول ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله، لكن الناس يتحدثون بصوت عال أكثر"؛ كما دق بعض الإسرائيليين البارزين ناقوس الخطر.
وندد رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، بما وصفه بـ"القتل الوحشي والإجرامي للمدنيين وتجويع غزة كسياسة حكومية". وحذر رئيس الأركان السابق ووزير الدفاع، موشيه يعلون، على مدى أشهر من التطهير العرقي. وأثار نائب رئيس الأركان السابق وزعيم الحزب الديمقراطي، وهو حزب معارض ذي ميول يسارية، يائير غولان، ضجّة عندما قال إن الحكومة تقتل الأطفال كهواية".
وكان مئات من جنود الاحتياط والضباط المتقاعدين في سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، قد وقّعوا على رسالة مفتوحة في نيسان/ أبريل يحثون فيها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الموافقة على صفقة مع حماس لإعادة الأسرى. وجاء في الرسالة: "إن استمرار الحرب لا يحقق أيا من الأهداف المعلنة للحرب، وسيؤدي إلى مقتل الأسرى وجنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء".
أيضا، وقّع حوالي 140,000 إسرائيليا من مختلف المجالات المهنية على رسائل مماثلة، وفقا لمنظمة "الوقوف معا"، وهي منظمة شعبية تضم يهودا وعربا إسرائيليين قادت الاحتجاجات المناهضة للحرب وتدعو إلى السلام والمساواة. ومنذ ذلك الحين، وقع أكثر من 1,300 عضو هيئة تدريس جامعية، رسالة مفتوحة، يدينون فيها ما وصفوه بـ"سلسلة مروعة من جرائم الحرب، بل وحتى الجرائم ضد الإنسانية، كلها من صنع أيدينا".
وجاء في الرسالة: "لقد صمتنا طويلا، ومن واجبنا وقف المذبحة". وكان الكتاب الإسرائيليون المشاهير مثل ديفيد غروسمان وزريا شاليف ودوريت رابينيان، من بين عشرات الكتاب الذين وقعوا رسالة أخرى يعربون فيها عن "صدمتهم" إزاء أفعال الاحتلال الإسرائيلي في غزة. في الأيام التي تلت هجوم تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قالت السيدة رابينيان بأن تعاطفها مع معاناة الجانب الآخر أصيبت بالشلل.
ونادرا ما قدمت وسائل الإعلام المحلية الرئيسية تغطية للأزمة الإنسانية في غزة. فبينما غطت صحيفة "هآرتس" اليسارية المعاناة، فتحت "قناة 14" التلفزيونية اليمينية الشهيرة بانتظام منصتها للأشخاص الذين يطالبون باتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد المدنيين في غزة. وفي هذا الشهر، تظاهر نشطاء "الوقوف معا" أمام استوديوهات القنوات التلفزيونية الإسرائيلية الرئيسية للضغط على الصحافيين المحليين لتغطية حالة الجوع المروعة في غزة.
وقال محام إسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، مايكل سفارد: "يناقش الناس تجويع سكان غزة أو ترحيلهم على شاشات التلفزيون كما لو كانت هذه خيارات مشروعة". وأضاف: "لكن صوتا مختلفا يحاول اختراق الخطاب العام شبه الموحد".