مودي يقطع زيارته للسعودية وحملات واسعة للقوات الهندية في كشمير
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
قطع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارته إلى السعودية وعاد إلى نيودلهي -صباح اليوم الأربعاء- بعد الهجوم الدامي أمس على سياح في إقليم جامو وكشمير -بالجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي- وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات، ولم تعلن أية جهة المسؤولية عنه.
وعقب الهجوم بدأت قوات الأمن الهندية في كشمير عملية مطاردة واسعة لمنفذي الهجوم الذي يعد الأعنف من نوعه في المنطقة منذ عام 2000.
وقال شهود عيان بالقرب من موقع الهجوم في باهالغام، وهو مقصد سياحي شهير يقع على بعد حوالي 90 كيلومترا من مدينة سريناغار العاصمة الصيفية للإقليم ذي الأغلبية المسلمة- بانتشار كثيف لقوات الأمن.
وأفادت وكالة أنباء "برس ترست أوف إنديا" الهندية أن رئيس الوزراء قطع زيارته التي استمرت يومين إلى السعودية، وعاد إلى نيودلهي صباح اليوم.
وفور وصوله، اجتمع مودي بكبار مسؤولي الأمن وتعهد بـ"تقديم المهاجمين ومنفذي هذا العمل الشنيع للعدالة".
كما قالت وزارة المالية إن الوزيرة نيرمالا سيتارامن قطعت زيارتها إلى الولايات المتحدة وبيرو "لمؤازرة شعبنا في هذا الوقت العصيب والحزين".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدرين بالشرطة الهندية اليوم قولهما إن 26 شخصا قتلوا وإن 37 آخرين أصيبوا بعضهم في حالة خطيرة بعد أن أطلق مسلحون النار في منتجع بكشمير الخاضعة لسيطرة الهند، على الرغم من عدم صدور إحصائية رسمية بالضحايا.
إعلانوأضاف الضابطان أن 4 مسلحين على الأقل أطلقوا النار على عشرات السياح من مسافة قريبة. وقالا ـشريطة عدم الكشف عن هويتهما التزاما بسياسة وزارة الداخليةـ إن معظم السياح القتلى من الهنود.
وتم انتشال ما لا يقل عن 24 جثة في أعقاب الهجوم، وتوفي شخصان أثناء نقلهما لتلقي العلاج. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، في وقت تبحث الشرطة والجنود عن المهاجمين.
وذكرت "ذا إنديان إكسبريس" الهندية أن إحدى الناجيات من الهجوم أفادت بأن رجالاً يرتدون الزي العسكري خرجوا من الغابات المحيطة إلى مرج كان السياح يستمتعون فيه بهدوء الطبيعة.
وحسب تقرير الصحيفة، ظن الناجون أنهم رجال شرطة. ونقلت عن الناجية من الحادث قولها "لقد ظلوا هناك لمدة 20 دقيقة على الأقل، دون رادع، يتحركون ويطلقون النار".
وقالت ناجية أخرى لصحيفة "إنديا توداي" الهندية إن المهاجمين طلبوا من رجال عائلتها رفع الأذان. وأضافت "ثم استأنفوا إطلاق النار على والدي وعمي".
ومن جانبه سارع وزير الداخلية الهندي أميت شاه إلى التوجه لمدينة سريناغار، العاصمة الصيفية للجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، وعقد اجتماعًا مع كبار مسؤولي الأمن، معهدا بـ"معاقبة الجناة بأشد العقوبات".
وقال رئيس وزراء الإقليم عمر عبد الله إن الهجوم "كان أكبر بكثير من أي هجوم شهدناه يستهدف المدنيين في السنوات الأخيرة".
وقال مير واعظ عمر فاروق، كبير علماء الدين في كشمير، على مواقع التواصل الاجتماعي "هذا العنف غير مقبول ويتعارض مع قيم كشمير التي ترحب بالزوار بمحبة ودفء".
ومن جانبه، أدان زعيم المعارضة راهول غاندي الهجوم، وقال "إن على حكومة مودي أن تتحمل مسؤوليتها بدلا من تقديم ادعاءات جوفاء بأن الوضع طبيعي" في المنطقة.
وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الاتصال برئيس الوزراء الهندي معربا عن دعمه الكامل للهند بسرعة "لتقديم مرتكبي هذا الهجوم الشنيع إلى العدالة".
إعلانوكتب ترامب على مواقع التواصل مشيرا إلى "الأنباء المقلقة للغاية الواردة من كشمير. الولايات المتحدة تقف بقوة إلى جانب الهند ضد الإرهاب".
ووصف جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي الذي تزامنت زيارته الهند مع الحادث بأنه "هجوم إرهابي مدمر" مضيفا القول إنه "خلال الأيام القليلة الماضية، غمرنا جمال هذا البلد وشعبه. أفكارنا وصلواتنا معهم وهم يرثون هذا الهجوم المروع".
أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو فقال على قناة إكس "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الهند".
ومن المفارقات أن هجوم أمس جاء بعد يوم من لقاء مودي نائب الرئيس الأميركي في نيودلهي. كما وقع الهجوم الأعنف -الذي سبقه في مارس/آذار 2000 عندما قتل 36 شخصا في قرية جنوبية بكشمير- عشية زيارة الرئيس الأميركي في ذلك الوقت بيل كلينتون.
وقد أدان زعماء عالميون آخرون الهجوم، منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. كما تعهدت رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين بأن "أوروبا ستقف إلى جانبكم".
ومن ناحيته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم بشدة، وشدد على أن "الهجمات على المدنيين غير مقبولة تحت أي ظرف من الظروف".
سلام غريبيذكر أن مسلحين في إقليم جامو وكشمير يقاتلون الحكومة الهندية منذ عام 1989 بالجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي، وذلك بدعم من العديد من الكشميريين المسلمين بهدف استقلال الإقليم أو إعادة توحيده تحت الحكم الباكستاني تطبيقا لنتائج استفتاء تاريخي سابق بشأن مصيره.
ولكن الهند تصر على أن ما تسميه التمرد في كشمير "إرهاب ترعاه باكستان". وتنفي إسلام آباد هذه التهمة. في حين يعتبر العديد من الكشميريين هذا القتال كفاحا مشروعا من أجل الحرية. وقد قتل عشرات الآلاف من المدنيين والمسلحين والقوات الحكومية الهندية بهذا الصراع.
إعلانوتنشر الهند نحو 500 ألف جندي من القوات العسكرية وشبه العسكرية بشكل دائم في إقليم جامو وكشمير، لكن القتال خفت حدته منذ أن ألغت حكومة مودي الحكم الذاتي المحدود لكشمير عام 2019.
وقد انحسر العنف في الآونة الأخيرة في وادي كشمير، وانتقل القتال بين القوات الحكومية والمسلحين إلى حد كبير إلى المناطق النائية بمنطقة جامو، بما في ذلك راجوري وبونش وكاثوا حيث واجهت القوات الهندية هجمات قاتلة.
يُذكر أن هذه المنطقة تستقطب ملايين الزوار الذين ينعمون بـ"سلام غريب" تحافظ عليه نقاط التفتيش الأمنية المنتشرة في كل مكان، والمركبات المدرعة، وجنود الدوريات. وقد عززت نيودلهي السياحة بقوة، واعتبرتها علامة على عودة الحياة إلى طبيعتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی فی کشمیر
إقرأ أيضاً:
استهداف حافلة مدرسية بجنوب غربي باكستان
قتل 4 أطفال على الأقل وبالغان، الأربعاء، في تفجير انتحاري استهدف حافلة مدرسية في إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي باكستان، الذي يشهد ارتفاعاً في وتيرة العنف، في هجوم اتهمت الحكومة الباكستانية جارتها الهند بالوقوف وراءه.
ومن بين القتلى سائق الحافلة ومعاونه. ووقع الهجوم في منطقة خضدار بإقليم بلوشستان عندما كانت الحافلة في طريقها إلى المدرسة التي يرتادها أبناء العسكريين وسكان تلك المنطقة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
واتهم رئيس الحكومة شهباز شريف الهند بدعم المسلحين منفذي الهجوم الذي يأتي بعد أسبوعين تقريباً على هدنة بين الطرفين لوضع حد لأعنف اشتباكات بينهما في عقود.
وأضاف في بيان أن «مهاجمة إرهابيين يعملون برعاية هندية لأطفال أبرياء في حافلة مدرسية دليل واضح على عدائهم». كما صرَّح الجيش في بيان بأن الهجوم «مخطط له ومدبر» من قبل الهند.
وكثيراً ما تتبادل الدولتان النوويتان الجارتان اتهامات بدعم كل منهما الأخرى للجماعات المسلحة التي تنشط في أراضيهما.
واندلعت شرارة النزاع الأخير الذي استمر 4 أيام في وقت سابق من هذا الشهر، بسبب هجوم على سياح في باهالغام في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، اتهمت الهند باكستان بدعمه، وهو ما انتقمت منه. ونفت باكستان أي تورط لها في الهجوم.
ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأربعاء. وقال سرفراز بُكتي، رئيس وزراء إقليم بلوشستان، إن 4 أطفال وسائق الحافلة ومعاونه قتلوا.
كما أعلن ياسر إقبال داشتي، المسؤول البارز في حكومة منطقة خُضدار، أن «حافلة مدرسية مخصصة لأبناء العسكريين كانت هدفاً للهجوم، مضيفاً أن طبيعة الهجوم لم تُعرف بعد».
وتابع: «وتفيد نتائج التحقيق الأولي بأنه هجوم انتحاري». وأكد مسؤول كبير في الشرطة -طلب عدم الكشف عن اسمه- الحصيلة نفسها، مضيفاً أن 12 شخصاً أصيبوا بجروح.
وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق في تصريحات صحافية، أن الحصيلة هي 5 قتلى، بينهم 3 أطفال.
وأظهرت مشاهد نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي هيكل الحافلة المدمرة، وكومة من الحقائب المدرسية.
يشار إلى أن «جيش تحرير بلوشستان» هو المجموعة المسلحة الأكثر نشاطاً في المنطقة التي شهدت ارتفاعاً حاداً في الهجمات التي استهدفت في الغالب قوات الأمن.
وفي مارس (آذار) قُتل عشرات المسلحين وأفراد من قوات الأمن كانوا خارج الخدمة، خلال عملية سيطرة على قطار كان يقل مئات الركاب. وفي عام 2014، شنّ مسلحون من حركة «طالبان» الباكستانية هجوماً على مدرسة الجيش العامة في بيشاور، شمال غربي إقليم خيبر بختونخوا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصاً، غالبيتهم من الطلاب.
وأشعل هذا الهجوم المروع شرارة حملة واسعة النطاق ضد التشدد الذي تنامى لسنوات في المناطق الحدودية.