بوصوف يدعو إلى نموذج متجدد لتدين المسلمين في أوروبا
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
زنقة 20 ا الرباط
احتضن مختبر الفكر الإسلامي والترجمة وحوار الحضارات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك – الدار البيضاء، اليوم، محاضرة علمية تناولت موضوع “الإسلام في أوروبا بين الأمس واليوم: نحو نموذج متجدد للتدين من وحي التجربة الأندلسية”، ألقاها عبدالله بوصوف، الأمين عام لمجلس الجالية المغربية بالخارج.
وقدم بوصوف قراءة تاريخية تحليلية للتجربة الإسلامية في الأندلس، مقترحًا توظيفها كنموذج حضاري لتطوير شكل التدين الإسلامي في السياق الأوروبي المعاصر، بشكل ينسجم مع التعدد الثقافي والديني ويعزز قيم العيش المشترك دون المساس بالهوية الدينية للمسلمين.
وأكد بوصوف على مركزية ثلاث دعائم شكلت جوهر التدين الإسلامي في الأندلس: العقيدة الأشعرية، التي تمثل إطارًا عقديًا وسطيًا يوفق بين النقل والعقل ويرفض الغلو؛ والمذهب المالكي، المعروف بمرونته واستيعابه للخصوصيات المجتمعية؛ والتصوف السني، باعتباره بعدًا روحيًا يعزز قيم السلم والتزكية والانفتاح.
وشدد الأمين عام لمجلس الجالية المغربية بالخارج على ضرورة وجود مؤسسة دينية مرجعية تضطلع بدور التوجيه وضمان الاعتدال، مستشهدًا بنموذج إمارة المؤمنين في المغرب كإطار جامع يضمن حرية المعتقد وينظم التعدد الديني والفقهي وفق مرجعية موثوقة.
وخلص بوصوف إلى أن مستقبل الإسلام في أوروبا يرتبط بقدرة المسلمين على الاستلهام الواعي من تراثهم الحضاري وتجديده بما ينسجم مع تحديات العصر، لبناء نموذج تدين متوازن يجمع بين الثوابت والانفتاح ويعكس الصورة الحقيقية للإسلام كدين للسلام والتعايش.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
"غنية".. نموذج جزائري لضحايا منع سفر المرضى من غزة
غزة - خاص صفا
"غنية مخلوفي"، جزائرية أحبت غزة وتزوجت فيها لهذا السبب، وصبرت على اعتقال زوجها سنوات عند الاحتلال الإسرائيلي، وفي حرب غزة خانها المرض، فأصبح لزامًا لها أن تغادر للعلاج بالخارج.
وتعيش مخلوفي "57 عاما" في خيمة نزوح بظروف قاسية في مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعدما تم مسح بلدة خزاعة شرقي المدينة، والتي كانت تحيا فيها حياة كريمة.
"أحبت غزة وتزوجنا فيها وصبرت على كل شيء، لكنها اليوم في غيبوبة وبحاجة للخروج للعلاج"، يقول زوجها فؤاد قديح لوكالة "صفا".
ويضيف "زوجتي مريضة تعرضت لجلطتين، إحداهما في القدم واليد اليسرى، وأمس تعرضت لجلطة دماغية ودخلت في غيبوبة".
وحين تعرضها للجلطة الأولى أبلغ الأطباء زوجها بعدم القدرة على سفرها في الوقت الحالي، لكن الجلطة الثالثة أدخلتها في وضع خطير.
ولا يستطيع "قديح" رعاية زوجته في الوقت الحالي، لأنه سبق وأن تعرض لجلطة في يده وقدمه، ولا يقوى على الحركة كثيرًا.
يقول "أنا وغنية وحيدان منذ زواجنا عام 2000، ولم ننجب أطفالًا حتى اليوم، لهذا حينما مرضت هي وأنا من قبلها، لم يكن أحد يرعانا سوى جيراننا جزاهم الله الخير".
ويقوم شاب من بلدة خزاعة على رعاية الزوجين في الخيمة، لكنه يقول "إن وضعهما صعب للغاية، وصحتهما لا تحتمل ظروف الخيمة في برد الشتاء الحالي ولا في الصيف".
مناشدة ورد للجميل
وسبق أن تعرض "قديح" للاعتقال عام 2007، أثناء اجتياح بلدة خزاعة، وأفرج عنه الاحتلال بعد سبع سنوات، انتظرته فيه زوجته، و"لم تغادر غزة وتمسكت بي وأريد أن أرد لها جميلها وأنقذ حياتها"، يقول زوجها.
يضيف "ترقد زوجتي في مستشفى ناصر، ولم تستيقظ من تعرضها للجلطة، ولم يفدنا الأطباء بعد بشيء حول حالتها".
لكن إغلاق الاحتلال للمعابر أمام المرضى يقف عائقًا أمام خروج "مخلوف" للعلاج وإنقاذ حياتها، وهي تنتظر ضمن آلاف الجرحى والمرضى السماح بخروجهم.
ويناشد زوجها رئيس الجزائري عبد المجيد تبون ومنظمات حقوق الإنسان ووزارة الخارجية والسفارة الجزائرية في مصر بالمساعدة في خروج زوجته للعلاج، وانقاذ حياتها من الموت.
وتوفي في غزة 900 مريض بغزة خلال عامين بسبب تأخر عمليات الإجلاء الطبي من القطاع للعلاج بالخارج، وذلك بسبب إغلاق المعابر ورفض قوات الاحتلال السماح بخروجهم.
ويحتاج أكثر من 10 آلاف مريض بغزة للسفر للعلاج بالخارج، حسب منظمة الصحة العالمية التي دعت لتسريع الموافقات لسفرهم وإنقاذ حياتهم.