مسرحية الربابة تبهر الجمهور والنقاد على مسرح ساقية الصاوي
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
قدمت فرقة "جون محروس" مسرحية "الربابة" على خشبة مسرح قاعة الحكمة في ساقية الصاوي بالزمالك.
مسرحية "الربابة" التي تحولت إلى ظاهرة تجذب إقبالاً من الجمهور من مختلف الأعمار من الصغار والشباب والكبار، فوسط إقبال جماهيري ملحوظ نلاحظ أن المسرحية تزداد حباً وعشقاً لدى الجمهور، فأصبحت المسرحية تستعيد الجمهور الغائب، وصارت كفنارة يهتدي إليها الجمهور.
ووسط حضور جماهيري ضخم تم عرض مسرحية "الربابة" تحت شعار كثير من الإبداع والتألق والتميز، فالكثير ينظر للمسرحية على أنها إحياء للتراث المسرحي الهادف الذي يخلو من الملل والبعد عن الإفهات المبتزلة.
فأكثر ما يميز المسرحية أنها أكثر من مجرد خشبة مسرح أو فتح ستار أو أداء تمثيلي .. فمسرحية «الربابة» هي إحياء للتراث المسرحي الهادف الباحث عن قضايا ومشاكل المجتمع، حيث أن المسرحية تتسم بالواقعية الجادة وبالجرأة على الصعيد الإجتماعي ..
فالمسرحية تحمل رسالة ورؤية جديدة عن الثأر والإنتقام خاصة في صعيد مصر .. الثأر في صعيد مصر يشكل خطورة على هذا المجتمع، وهو يعتبر السبب الأول الذي أدى إلى إنتشار الجرائم رغم كل الجهود والمحاولات التي بذلت لمواجهته.
الثأر هو القتل العمد من أجل الإنتقام، سواء من القاتل أو أسرته أو عائلته، لأنه تسبب في قتل أحد أفراد عائلة آخرى، وليس شرط أن يكون الضحية هو الجاني الأصلي.
إن الكاتب والمخرج "جون محروس" نجح في أن يطرح قضايا مهمة واقعية في بيئته صعيد مصر، ومن أهم هذه القضايا قضية الثأر، كما إتضح ذلك في نص وعرض مسرحية "الربابة" التي تناول فيها الكاتب قضية الثأر، وأشار إلى أن المرأة الصعيدية تلعب دور الحارس علي العادات والتقاليد وعلى رأسها عادة الثأر، فالمرأة تكاد توهب حياتها بالكامل للثأر لأب أو زوج أو أخ أو ابن قتل غدراً، وتتحدى لأي محاولة من أفراد أسرتها للتهرب من ميراث الدم.
والجدير بالذكر أن أكثر ما ميز العرض المسرحي «الربابة» عن سائر العروض المسرحية الأخرى .. هي أنها تخاطب الناس البسطاء المهمشين في قرى مصر وخاصة صعيد مصر الذين يحلمون بإنهاء تلك العادات والتقاليد الموروثة الخاطئة وعلى رأسها قضية الثأر (التار)، ولكنهم يترددون كثيراً قبل أن يتجرؤوا على تحقيق هذا الحلم مع أنه ليس ببعيد ...!!!
وكذلك أكثر ما ميز العرض المسرحي "الربابة" هي السينوغرافيا المعبرة والمتميزة .. فقد تميزت عناصر السينوغرافيا في مسرحية "الربابة" في التعبير عن العمل وأظهرت الصورة جيداً وناسبت الحالة الدرامية، فتنوعت السينوغرافيا وجمعت بين الحداثة والأصالة .. فقد تم إستخدام التقنيات المسرحية الحديثة والتكنولوجيا الرقمية (شاشة LED) والديكورات والإكسسوارات التقليدية المعتادة.
إن مصمم المناظر إستطاع من خلال التقنيات الحديثة والمميكنة، أن يمارس كل طاقاته بالإبداع الفني والمهاري، من خلال إستخدامه الواعي لخشبة المسرح الحديثة – التي تعمل على إقامة علاقة تفاعلية بين منطقتي الإرسال والتلقي، أو بين الممثل والجمهور .. مهما إختلف شكل وتصميم خشبة المسرح.
كما أن الإضاءة المعبرة جسدت حالة الحزن والغضب والخوف والإنتقام، وكذلك الموسيقى والغناء الشعبي والآلات الشعبية كالربابة والناي والدفوف لحالة العمل الفني الدرامية ..
وكذلك الصورة تميزت منذ اللحظة الأولى لتشيد بعمل جيد، وتنوعت الموتيفات الشعبية للبيت الريفي الصعيدي من خلال عناصر الديكور المختلفة والإكسسوارات والملابس ..
فظهرت الجدران البالية وكأنها حزينة منكسرة مثل أصحاب المكان، وناسبت الملابس المكان والحقبة الزمنية وأشخاص الرواية، لنجد الملس الصعيدي والجلباب الريفي والجبة والقفطان الأزهري وكذلك العباءة الصوفية، وإنتشرت على خشبة المسرح عناصر الديكور لتبرز البيت البسيط في قرية صغيرة بعيدة عن الحضر والعلم والنور، يسكنها الظلام والفقر والجهل ،، فنجد الأثاث دكة متهالكة وكرسي هشة وحطب وفرن وزير .. وغيرها من الموتيفات الشعبية الريفية.
مسرحية "الربابة" من بطولة كلاً من : رشا عطا الله، أحمد عبد الصبور، شيماء سيد، يوسف الشيخ، أحمد فرج، عادل مرزوق، أماني وديع، رجب السيد، حسام آمان، ياسمين الموجي، كيرلس نوار، أحمد سرحان، عبد الرحمن معروف، يوسف النحاس، مارجريت فارس.
ومساعد مخرج: محمد ذكي، ومخرج منفذ: سندباد سليمان، والمسرحية من دراماتورج وإخراج: جون محروس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ساقية الصاوي مسرحيات صعید مصر
إقرأ أيضاً:
بحضور نقيب صيادلة قنا.. محافظ قنا يشهد افتتاح فعاليات مؤتمر صيادلة جنوب صعيد مصر
شهد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، افتتاح فعاليات مؤتمر صيادلة جنوب صعيد مصر الأول بجنوب صعيد مصر، والسابع للمؤسسة المصرية للصيدلة والتنمية والتدريب، الذي أقيم بقاعة نادي الشرطة بمدينة قنا تحت عنوان: "مستقبل الرعاية الصحية في محافظات جنوب الصعيد ودور الصيادلة المحوري"، وذلك بحضور نخبة من قيادات القطاع الصحي ونقابات الصيادلة وهيئات الرعاية والجودة والدواء، وبمشاركة أكثر من 500 صيدلي من محافظات قنا، سوهاج، الأقصر، وأسوان.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية حضورًا رفيع المستوى، تقدمهم الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، والدكتور محمد عبد الهادي، نائب محافظ سوهاج، والدكتور أحمد عبد الفتاح النقيب، نقيب صيادلة قنا والمدير الإقليمي للمؤسسة ورئيس المؤتمر، والدكتور وائل علي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للصيادلة ورئيس المؤسسة، والنائب محمد أحمد الجبلاوي، عضو مجلس النواب، إلى جانب عدد من قيادات الصحة ونقباء الصيادلة بمحافظات الصعيد، من بينهم الدكتور محمد أنسي "الإسكندرية"، و الدكتور محمد الفاتح "أسوان"، و الدكتور غانم علي "الأقصر"، والدكتور أحمد القاضي "سوهاج"، والدكتور أحمد عطا وكيل وزارة الصحة بالأقصر، والدكتورة سمر عاطف وكيل مديرية الصحة بقنا، كما شارك في الفعاليات الدكتور أشرف السيد، مدير إدارة الإعلام بمديرية الصحة بقنا.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد محافظ قنا أن انعقاد هذا الحدث العلمي يعكس حرص الدولة على دعم جهود التطوير في القطاع الصحي، من خلال تبادل الخبرات ومشاركة أحدث الأبحاث في مجال الصيدلة والرعاية الصحية.
وأشار إلى أن التدريب المستمر لمقدمي الخدمة الصحية يُعد ركيزة أساسية للارتقاء بمستوى الأداء، خاصة في ظل الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا الحديثة، بما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
وأوضح "عبد الحليم" أن الدولة المصرية، بتوجيهات من القيادة السياسية، أطلقت سلسلة من المبادرات الرئاسية الطموحة، أبرزها "مبادرة 100 مليون صحة"، و"حياة كريمة"، و"القضاء على قوائم الانتظار"، وذلك بالتوازي مع جهود تطوير البنية التحتية للمنظومة الصحية، والاتجاه نحو تطبيق معايير المستشفيات الخضراء الصديقة للبيئة، مما يعزز من كفاءة الأداء ويقلل من التكاليف ويضمن استدامة الخدمات.
كما أشاد المحافظ بتوسّع منظومة التأمين الصحي الشامل، وما تمثله من خطوة مهمة نحو توفير خدمات صحية عادلة وشاملة لجميع المواطنين، مع التركيز على رفع جودة الرعاية الطبية وتوفير الدواء بشكل آمن ومستدام.
وفي ختام كلمته، وجّه محافظ قنا دعوة لأصحاب الصيدليات الخاصة للانضمام إلى منظومة التأمين الصحي لصرف الأدوية للمرضى، مشددًا على أهمية إدخال تخصصات حديثة في المجال الصيدلي، مثل الصيدلة الإكلينيكية والوقائية، بما يسهم في تحسين كفاءة العلاج وتحقيق الاستخدام الرشيد للدواء.
من جانبه، أعرب الدكتور أحمد عبد الفتاح، نقيب صيادلة قنا ورئيس المؤتمر، عن خالص شكره وتقديره لمحافظ قنا على رعايته الكريمة للمؤتمر، ودعمه المستمر للقطاع الصحي بالمحافظة، مؤكدا أن المؤتمر يهدف إلى ربط صيادلة جنوب الصعيد، وتعزيز تبادل الخبرات فيما بينهم، فضلًا عن تسليط الضوء على أهمية التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية.
وعلى هامش الفعاليات، قام محافظ قنا بتفقد معرض جمعية "ريدك" للتنمية المستدامة، والذي ضم منتجات يدوية وتراثية من الفخار والفركة، مؤكدا دعم المحافظة المستمر للحرف اليدوية والصناعات التراثية، والعمل على تطوير أساليب العرض والتسويق بما يتناسب مع متطلبات السوق الحديثة.