اقتصاد منطقة اليورو ينمو 0.4% في الربع الأول
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
أعلن مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات) اليوم الأربعاء أن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو سجل نموا بنسبة 0.4% في الربع الأول مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، في أداء أفضل من المتوقع بعد الغموض الناجم عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكان المحللون الذين استطلعت بلومبيرغ آراءهم توقعوا نموا بنسبة 0.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي ككل، وصل النمو إلى 0.3%، بعدما بلغ 0.4% في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول.
ويبدو أن هذا الأداء القوي مرتبط بعمليات شراء أُنجزت مسبقا في الولايات المتحدة قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، لكن بالنسبة للعام بأكمله، تظل التوقعات قاتمة.
وتسجل أوروبا منذ عامين حالة من الركود، ويعود ذلك خصوصا إلى ارتفاع تكاليف الطاقة في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.
في 22 أبريل/نيسان خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو السنوي لمنطقة اليورو بمقدار 0.2% إلى 0.8% في عام 2025، بعدما بلغ 0.4% عام 2024، متوقعا تأثيرات مرتبطة بالتوترات التجارية.
إعلانوقالت فرانزيسكا بالماس الخبيرة في كابيتال إيكونوميكس اليوم الأربعاء: "بدأ الاقتصاد السنة بأداء أقوى من المتوقع. ومع ذلك، نتوقع تباطؤا حادا في النمو خلال الأشهر الستة المقبلة، إذ إن الرسوم الجمركية الأميركية التي فُرضت في أبريل/نيسان ستؤثر على النشاط الاقتصادي".
وشحنت شركات عدة كميات أكبر من البضائع في بداية العام لتجنب الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها دونالد ترامب.
وبذلك، ارتفعت الصادرات من أيرلندا إلى الولايات المتحدة بنسبة 210% في فبراير/شباط، 90% منها مواد كيميائية وأدوية.
وأشارت بالماس إلى أن الأداء القوي للاقتصاد الأوروبي في الربع الأول "يرجع جزئيا إلى الزيادة بنسبة 3.2% في الناتج المحلي الإجمالي في أيرلندا، حيث كان الدفع الناتج عن توقع زيادة التعرفات الجمركية الأميركية كبيرا على الأرجح".
فرنساسجل النشاط الاقتصادي في فرنسا تحسنا طفيفا بلغ 0.1% في الربع الأول من 2025 في حين ساهم ركود استهلاك الأسر وتراجع الاستثمارات في لجم النمو، وفق ما أعلن المعهد الوطني للإحصاءات والدراسات الاقتصادية اليوم الأربعاء في تقدير أولي لهذه المرحلة.
وأتى هذا الارتفاع المعتدل في نمو إجمالي الناتج المحلي بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار متوافقا مع توقعات المعهد، وسُجل بعد تراجع نسبته 0.1% في الربع الأخير من 2024 بسبب تأثير استضافة باريس للألعاب الأولمبية.
وخلال الربع الأول من 2025 عانى نمو فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، من ضعف في استهلاك الأسر الذي سجل استقرارا عند 0.2% خلال الأشهر الثلاثة السابقة.
واستمرت الاستثمارات بالتراجع بنسبة 0.2% بعد تراجع 0.1% في الربع السابق سواء على صعيد الأسر أو الإدارات العامة.
وكانت مساهمة التجارة الخارجية سلبية أيضا بتراجعها 0.4 نقطة مئوية بسبب انخفاض كبير في الصادرات سالب 0.7% في حين زادت الصادرات بنسبة 0.4%.
إعلان ألمانياوفي ألمانيا أشارت بيانات اليوم الأربعاء إلى أن الاقتصاد نما في الربع الأول من العام بدعم الاستهلاك والاستثمار ليفلت من الانزلاق إلى حالة ركود، إلا أن معدل البطالة ارتفع إلى أعلى مستوياته في نحو 10 سنوات في مؤشر على مدى تأثر سوق العمل بضعف حالة الاقتصاد.
ووفقا للبيانات الأولية الصادرة عن مكتب الإحصاء، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي 0.2% على أساس فصلي، وهو ما جاء متماشيا مع التوقعات.
وانكمش الاقتصاد الألماني 0.2% في الربع الأخير من العام الماضي، وهذا جدد المخاوف من الركود، وهو مصطلح يشير إلى تراجع النمو في ربعين متتاليين.
وألمانيا هي العضو الوحيد في مجموعة الدول السبع المتقدمة الذي لم يحقق نموا خلال العامين الماضيين، وستكون الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب بمثابة ضربة قوية، إذ ربما تجعلها على مسار تسجيل عام ثالث من الركود لأول مرة.
وأظهرت بيانات منفصلة صادرة عن مكتب العمل اليوم أن عدد العاطلين في ألمانيا ارتفع في أبريل/نيسان بوتيرة أقل مما كان متوقعا، لكن معدل البطالة ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ وقت الجائحة.
وذكر المكتب أن عدد العاطلين زاد 4 آلاف شخص بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية ليصل إلى 2.92 مليون شخص، وهو غير بعيد عن المستوى المسجل في مارس/آذار، وكان محللون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا زيادة بمقدار 15 ألفا.
ويقترب عدد العاطلين في ألمانيا من بلوغ حاجز الثلاثة ملايين شخص لأول مرة منذ 10 سنوات.
وتم تعديل معدل البطالة في ضوء العوامل الموسمية بالزيادة إلى 6.3% من 6.2% في الشهر السابق، وباستثناء فترة الجائحة، فهذا أعلى مستوى له منذ ديسمبر/كانون الأول 2015.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بعد أشهر من التوتر.. واشنطن تلغي رسومها الجمركية على الأدوية البريطانية
يُعتبر هذا الاتفاق خطوة مهمة لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين في قطاع الأدوية، مع الحفاظ على التوازن بين دعم الصناعة الدوائية وحماية إنفاق الصحة العامة.
أعلنت المملكة المتحدة والولايات المتحدة يوم الاثنين عن إبرام اتفاق تاريخي ينص على إلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات الدوائية البريطانية المصدّرة إلى السوق الأمريكية.
ويأتي هذا التنازل من واشنطن مقابل التزام بريطاني بخفض الحسومات التي تدفعها شركات الأدوية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، والتي تقوم حالياً بإعادة جزء من عائدات بيع الأدوية ذات العلامات التجارية إلى الهيئة بهدف السيطرة على الإنفاق ومنع ارتفاع التكاليف بشكل مفرط.
وبحسب بيان صادر عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة (USTR)، ستخفض المملكة المتحدة هذه الخصومات لتصل إلى حد أقصى يبلغ 15% خلال عام 2026، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ نحو 23%. كما ستشهد الأسعار الصافية للأدوية الجديدة ارتفاعاً بنسبة 25%، ما يتيح زيادة الإيرادات لشركات الأدوية البريطانية.
ويُعتبر هذا الاتفاق خطوة مهمة لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين في قطاع الأدوية، مع الحفاظ على التوازن بين دعم الصناعة الدوائية وحماية إنفاق الصحة العامة.
تأتي هذه الخطوة بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر بفرض رسوم تصل إلى 100% على الأدوية ذات العلامات التجارية أو المحمية ببراءات اختراع والمصدّرة إلى الولايات المتحدة، ما لم تبنِ الشركات مصانع أو منشآت إنتاج داخل أمريكا. وقد أثار هذا التهديد قلق كبريات الشركات، إذ يُعدّ قطاع الصناعات الدوائية أحد أبرز قطاعات التصدير البريطانية، بما في ذلك شركتا "أسترازينيكا" و"GSK".
وكجزء من الاتفاق الجديد، أكدت الولايات المتحدة التزامها "بعدم استهداف ممارسات تسعير الأدوية في المملكة المتحدة" في أي تحقيقات مستقبلية بالقطاع "طوال مدة ولاية الرئيس ترامب".
Related ترامب يصعّد الحرب التجارية مع الهند: بدء تطبيق الرسوم الجمركية المضاعفةقبل ساعات من انتهائها.. ترامب يمدد هدنة الرسوم الجمركية مع الصين 90 يومًاقرار قضائي ضد الرسوم الجمركية لترامب.. والأخير يتعهد بالمواجهةمتوسط الرسوم الجمركية الأمريكية يصل إلى أعلى مستوى له منذ الكساد العظيم شكاوى شركات الأدوية العملاقة من المملكة المتحدةلطالما أكدت الولايات المتحدة أن المرضى الأمريكيين يدفعون مبالغ أعلى بكثير مقابل الأدوية الجديدة مقارنةً بنظرائهم في المملكة المتحدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى نظام التسعير الصارم الذي تتبعه هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
وفي بريطانيا، تقوم جهة حكومية تُعرف باسم "NICE" (المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة) بتقييم ما إذا كان ينبغي للهيئة تغطية تكلفة دواء جديد، من خلال مقارنة سعره بالفائدة الصحية التي يوفرها. وإذا تجاوزت تكلفة العلاج الحد المعياري مقابل "سنوات الحياة الصحية" الإضافية التي يمنحها للمريض، فإن الهيئة تميل إلى عدم تمويله. ويشير منتقدو هذا النظام إلى أن هذه المعايير قد تحد أيضاً من الابتكار وتقليل الطلب على أدوية أحدث وأكثر فعالية.
وفي بيان صادر يوم الاثنين، أكدت الحكومة البريطانية أن "الاتفاق التاريخي" مع الولايات المتحدة يضمن "توفير الأدوية وإمداداتها لعشرات الآلاف من مرضى هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، مضيفة أن "العلاجات الجديدة الرائدة" ستصل إلى "الصف الأول في الهيئة" بسرعة أكبر.
وخلال العام الجاري، أعلنت عدة شركات أدوية كبرى عن استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة، بينما أجّلت أو عدّلت مشاريعها في بريطانيا، مشيرة إلى ما وصفته بالبيئة التنظيمية والتجارية الصعبة. ووفق تقرير حديث صادر عن "رابطة صناعات الأدوية البريطانية" (ABPI)، أدى نهج المملكة المتحدة في تسعير الأدوية وتعويضاتها إلى تراجع الاستثمار الأجنبي في القطاع.
وكانت شركة "أسترازينيكا" قد أعلنت في سبتمبر 2025 تعليق استثمار مخطط قدره 200 مليون جنيه إسترليني (227 مليون يورو) في موقع أبحاثها بمدينة كامبريدج، مؤكدة أن القرار جاء نتيجة الظروف الصعبة في البلاد. وفي المقابل، تعهّدت شركة "GSK" بضخ استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة بقيمة 30 مليار دولار (25,8 مليار يورو) خلال خمس سنوات.
ويأتي هذا الاتفاق الجديد في قطاع الأدوية بعد ستة أشهر من إبرام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتفاقاً مع ترامب لتحديد الرسوم على معظم الصادرات عند عشرة في المئة، مع بقاء التعامل مع المنتجات الدوائية نقطة غموض أساسية حتى الآن.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة