إسرائيل وتعزيز سيطرتها ضد دروز سوريا
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
ليس من المبالغة في شيء القول بأن إسرائيل خططت منذ وقت مبكر للاستفادة بكل السبل الممكنة من وضع الأقليات الإثنية والدينية والعرقية التي تشكلها الأقليات التي يضمها المجتمع الإسرائيلي، ليس فقط إثنيا وسكانيا ولكن سياسيا واجتماعيا أيضا، خاصة وأن المجتمع العربي في فلسطين قبل قيام إسرائيل كان -كما هو معروف- مجتمعا متفاعلا بين أبنائه وطوائفه ولم يوظف نظرية المؤامرة إلا مع تشكيل الأطر الإدارية والتنظيمية مع تشكيل الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي ظهرت في المجتمع الإسرائيلي أواخر القرن التاسع عشر وحاولت استثمار حالة التسامح في المجتمع العربي في ذلك الوقت المبكر وتوظيفها لخدمة الأهداف الصهيونية والإسرائيلية المستترة إلا على مستوى دوائر معينة ولم تثر مخاوف أو تطرح شكوكا في هذا الوقت المبكر خاصة في وقت تمتعت فيه الحركة الصهيونية بدعم وتأييد الغرب على نطاق واسع والقوى المؤثرة فيه لتنفيذ تكتيك التحرك على مراحل والاستفادة من ذلك لصالح الحركة الصهيونية حتى يشتد عودها في أسرع وقت ممكن وتستطيع الوقوف في مواجهة عسكرية بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي لخدمة تطبيق أفكارها على المستويات المختلفة ومن ذلك على سبيل المثال قيام مناحيم بيجين زعيم منظمة شتيرن الإرهابية باغتيال الكونت برنادوت في فلسطين عام 1949 وكان ممثلا للأمم المتحدة وذلك بالتنسيق بسبب مواقفه من الأهداف الصهيونية في ذلك الوقت المبكر.
وبالرغم من أن الاهتمام الإسرائيلي بربط أو محاولة ربط الأقليات غير اليهودية بالمجتمع الإسرائيلي بمختلف الوسائل، بما في ذلك الوسائل الثقافية والاجتماعية ومحاولة اختلاق نماذج أو صيغ قديمة للتفاعل وتحقيق أشكال ما للتفاعل الاجتماعي والثقافي لإكساب هذا البعد أهمية خاصة على أكثر من مستوى والاستفادة من البعد الاجتماعي له أيضا، فإنه من المثير للدهشة ظهور الاهتمام الرسمي الإسرائيلي هذه الفترة من خلال الاهتمام الشديد بالعلاقة مع الأقليات في إسرائيل والدول المجاورة لها، مثل الأقلية الدرزية وغيرها، والعمل بسرعة من أجل محاولة وضع إطار لعلاقة حماية أو دفاع عن هذه الأقليات سواء لتحديد طبيعة العلاقة في إطار المجتمع الإسرائيلي وإظهار شكل متوافق عليه بين الجانبين تتحدد في إطاره العلاقة مع المجتمع الإسرائيلي بوجه عام، وكذلك على المستوى الخارجي، وإكساب هذه العلاقة قوة ومعنى في مواجهة أية تطورات على المستوى الداخلي وكذلك الخارجي الإسرائيلي وذلك في إطار صيغة تخدم إسرائيل ومصالحها في المقام الأول وتعزز علاقاتها مع الأقليات المختلفة تحت كل الظروف بالطبع.
وإذا كانت العلاقة مع الأقليات والقدرة على تجاوز ما قد تتعرض له من مشكلات وتحديات وعقبات مختلفة ومتجددة أحيانا تتوقف في الواقع على عوامل عديدة وتتقاطع أيضا مع عوامل مختلفة إلا أنها تنضج في التربة بفعل عوامل مباشرة وغير مباشرة وتتفاعل أيضا مع عوامل عديدة منظورة وغير منظورة فإنه من الطبيعي أن تتفاعل كل هذه العوامل مع بعضها البعض وتتداخل فيها مصالح وأطماع فردية وجماعية قد تعبر عن نفسها بطرق مختلفة، وهو ما قد تصاحبه خلافات بسبب مواقف الأطراف المختلفة وتقاطع المصالح فيما بينها بشكل أو بآخر.
ومن ثم فإنه يمكن القول إن هذه المرحلة هي بالفعل مرحلة دقيقة وقابلة لظهور مشكلات مختلفة ومن المهم أن تتحقق أكبر وأوسع درجة من التفاهم بين الأطراف حفاظا على المصالح المتبادلة المعنية خاصة فيما يتصل بالمحافظة على المصالح المشتركة والمتبادلة وبما يحافظ كذلك على قوة المجتمع وتماسكه لأن البديل قد يثير مشكلات عديدة، سلبية ومؤثرة في حياة المجتمع وربما قدرته على البقاء أيضا بكل ما يعنيه ذلك من نتائج.
على صعيد آخر، فإنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى حقيقة أن طبيعة هذه المرحلة تتوقف على مجمل الظروف التي يمر بها المجتمع والتحديات التي مر بها أو تعرض لها ومدى تأثيرها على أوضاعه والحالة الراهنة في سوريا الشقيقة تعبّر إلى حد كبير عن طبيعة الوضع فيها وما قد تتعرض له في الفترة القادمة وفي هذا الإطار فإنه يمكن الإشارة إلى عدد من الجوانب من أهمها أولا، أن إسرائيل مهجوسة بالعلاقات مع الدول المجاورة لها وخاصة سوريا ولبنان والعراق والأردن، وفي ظل الظروف التي مرت بها سوريا منذ رحيل الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وحتى تدهور سوريا تحت حكم بشار وهروبه من دمشق في ديسمبر الماضي في سوريا ومتابعة إسرائيل لكل ما يجري في سوريا وتدهور أوضاعها بشدة في الفترة من2011 حتى 2025 فإنه من الطبيعي أن تضع إسرائيل في اعتبارها الاستفادة إلى أقصى مدى من الأوضاع السورية بما في ذلك الأراضي التي ضمتها إسرائيل من سوريا عام 1980 من الجولان ولم تعترف بها الأمم المتحدة وقد تحدث عنها الرئيس السوري أحمد الشرع مؤخرا وذلك في مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو أمر من المرجح الحديث عنه مرة أخرى خلال زيارة الرئيس ترامب للسعودية في منتصف هذا الشهر وكذلك زيارته للإمارات ودولة قطر.
وعلى ذلك حرصت إسرائيل على الدفع بالعلاقات مع الطائفة الدرزية في سوريا خطوات إلى الأمام أو الإعداد لذلك، ومما له دلالة أن يتبع نتنياهو سياسة مزدوجة مع سوريا ففي حين أعلن بوضوح عن نيته وعزمه حماية الطائفة الدرزية فإنه حذر الرئيس السوري أحمد الشرع من التقاعس عن القيام بواجبه في حماية الدروز في سوريا وكأنه هو المسؤول عنهم، وتعد سلسلة الغارات الإسرائيلية يوم السبت الماضي وكذلك مهاجمة القصر الجمهوري في دمشق تحذيرا ضد أي تقاعس في هذا المجال وهو أمر أدانته العديد من الدول العربية باعتباره انتهاكا وتعديا على سيادة واستقلال سوريا. وهو أمر يدخل أيضا في إطار العمل على إضعاف سوريا عسكريا وضرب قدراتها بشكل أو بآخر وهو أمر قد لا يتوقف سريعا برغم الانتقاد الدولي الواسع للممارسات الإسرائيلية هذه.
ثانيا، أن الإصرار الإسرائيلي على فرض الحماية على الطائفة الدرزية لن يكون نهاية المطاف في الواقع خاصة في ظل ما أعلنت عنه إسرائيل من استعدادات للتدخل في جنوب سوريا والدفاع عن الطائفة الدرزية وبذلك نقلت إسرائيل المبدأ بعد طول انتظار، -مبدأ حماية الأقليات الدروز بدءا بالطائفة الدرزية- إلى المجال العملي في ظل ظروف مواتية بعد طول انتظار وهو ما يمكن مناقشته بالتنسيق مع حكومة الشرع في المستقبل عندما تتوفر الرؤية الأمريكية المواتية وتتهيأ الظروف على الجانبين.
وإن كان من المعروف أن حكومة الشرع تعارض هذا الأمر بوضوح. وعلى أية حال فإن هذا سيعني بشكل ما أن العلاقات السورية الأمريكية سوف يعاد صياغتها خلال الفترة القادمة وبما ينطبق على الجانبين السوري والأمريكي وبما يتوافق عليه الجانبان أيضا، خاصة بعد انسحاب جزء من القوات الأمريكية من سوريا مؤخرا. من جانب آخر فإن إسرائيل ليست صديقة لسوريا وحالة الحرب لا تزال قائمة ولم تنته بينهما حتى الآن منذ عام 1973 وعلى ذلك فإن الوضع القانوني يكتنفه الكثير من المشكلات خاصة بالنسبة للأرض التي ضمتها إسرائيل والصعوبات بين البلدين، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار تصريحات وزير مالية إسرائيل بتسلئيسل سي موتريتش قبل أيام والتي قال فيها إن الحرب ستنتهي بعد «تفكك سوريا وتهجير الفلسطينيين وهزيمة حماس» على حد قوله.
وإذا كانت هذه أمنية إسرائيل في ضرب سوريا ومحاولة المساس بها فإنه لا يمكن إغفال أمنية إسرائيل في إضعاف سوريا وضرب قدراتها لأن إسرائيل تدرك قدرة سوريا من قبل ولذا فإنها ستعمد إلى إضعافها في الفترة القادمة بكل السبل الممكنة، ومن جانب آخر فإنه يمكن افتراض أن إضعاف سوريا يأتي أيضا من خلال فرض سيطرة إسرائيل على الأقليات السورية واختلاق فتن داخلية لإضعاف تماسك المجتمع السوري في هذه المرحلة بالذات والحيلولة دون نهوضه مرة أخرى على النحو المأمول. يضاف إلى ذلك أن حماية إسرائيل للأقلية الدرزية وغيرها سوف يثير على الأرجح مشكلات عديدة بين سوريا وإسرائيل في المستقبل يمكن أن تفتح المجال لخلافات أكبر وأوسع مما يتصوره الكثيرون.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المجتمع الإسرائیلی الطائفة الدرزیة إسرائیل فی فی سوریا فی إطار فإنه من فی ذلک
إقرأ أيضاً:
WSJ: أمريكا محبطة من عدوانية إسرائيل ضد النظام الجديد في سوريا
حللت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير أعده دوف ليبر، ملامح التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن النظام السوري الحالي الذي تتعامل معه واشنطن كحليف جديد لها، وتريد من إسرائيل المضي معها في موقفها. وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الإسرائيلي العدواني تجاه الحكومة السورية الجديدة يتناقض مع موقف واشنطن.
ويريد الرئيس دونالد ترامب حلا سريعًا للتوترات المستمرة منذ عدة عقود بين سوريا وإسرائيل. وبعد انهيار نظام بشار الأسد وسعت إسرائيل من وجودها داخل الأراضي السورية على مدى 155 ميلا مربعًا ولا تزال تسيطر عليها، وقامت منذ ذلك الحين باعتقالات ومصادرة أسلحة وشنت غارات جوية على جنوب البلاد.
تعثر المحادثات
وفي الصيف شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على العاصمة دمشق في محاولة قالت إنها للدفاع عن الأقلية الدرزية، ذات العلاقة القوية مع إسرائيل، وقام الرئيس ترامب بناءا على مطالب من السعودية وتركيا برفع العقوبات عن الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، حيث أثنى على الجهادي السابق ووصفه بـ"الرجل الشاب والجذاب" و "يقوم بمهمة جيدة".
وتضيف الصحيفة أن الانقسام بين سوريا وإسرائيل ظل مصدر إحباط لواشنطن، التي دعمت إسرائيل في حروبها مع حماس وحزب الله وإيران، وتقول، إن الولايات المتحدة تتوسط في محادثات بشأن اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، من شأنه أن يمهد الطريق لسلام طويل الأمد، إلا أن هذه المحادثات تبدو متعثرة.
الشرع يرفض..."نزع السلاح سيخلق فراغًا أمنيا"
وفي ظل وقف إطلاق النار في غزة وجهود جديدة لإنهاء القتال في أوكرانيا، يدعو ترامب إسرائيل إلى إبرام هذا الاتفاق. ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مثل هذا الاتفاق لا يمكن تحقيقه إلا إذا قبلت سوريا بنزع سلاح الأراضي الممتدة من جنوب دمشق إلى الحدود الإسرائيلية، وهو مطلب يرفضه الشرع، الذي يرى أنه سيخلق فراغًا أمنيا في جنوب سوريا.
وتضيف الصحيفة إن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر ،علمت إسرائيل ألا تقايض مصالحها الأمنية لإرضاء جيرانها أو الولايات المتحدة. وهي تتعلم اليوم من أخطاء انسحاب قواتها من غزة في عام 2005 ومن جنوب لبنان في عام 2000. ونقلت الصحيفة عن عن يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله: "من السهل المخاطرة في واشنطن، لكن الأمر أكثر خطورة في مرتفعات الجولان، فالوضع قريب جدا".
ترامب يحذر من عوائق تعرقل مسيرة سوريا
ولم ينتقد ترامب إسرائيل علنا بسبب سياستها تجاه سوريا، لكنه أوضح ما يريده. وكتب في منشور على موقع "تروث سوشيال" مطلع هذا الشهر: "من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا" و"يجب ألا يحدث أي شيء يعيق مسيرة سوريا نحو الازدهار"، وتظهر المواقف الإسرائيلية من سوريا، طريقة تعامل "تل أبيب" مع المخاطر الأمنية منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتلقي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية باللوم على القيادة السياسية لعدم قدرتها على التنبؤ بالهجمات التي قادتها حماس، وذلك لفشلها في التصدي للتهديدات على طول حدودها، ومنذ التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حزب الله في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أبقت إسرائيل على وجود عسكري داخل لبنان قرب حدودها، ونفذت غارات جوية شبه يومية تقول إنها تهدف إلى إحباط محاولات المليشيا اللبنانية لإعادة التسلح.
"إسرائيل" قوة تسعى للحرب الدائمة
لكن حتى في إسرائيل، يخشى بعض الجنرالات السابقين وخبراء الأمن من أن نتنياهو يبالغ في رد فعله تجاه سوريا المجاورة، ما يهدد علاقة إسرائيل مع حليفها الأهم، الولايات المتحدة، ويُرسخ صورة إسرائيل كقوة إقليمية تسعى للحرب الدائمة.
ونقلت الصحيفة عن أفنير غولوف، المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قوله إن "المخاطر في سوريا أقل من أي مكان آخر، وإذا كنتم تريدون من ترامب أن يكون إلى جانبكم في العديد من القضايا الأكثر أهمية وخطورة، فهذه هي الورقة التي يجب أن تدفعوا بها".
ويدعو غولوف إلى حل وسط سريع بشأن اتفاقية أمنية مع سوريا تسمح للقوات السورية بتسيير دوريات في المناطق القريبة من حدودها، مع حظر وجود الأسلحة الثقيلة أو القوات التركية. وأضاف أن إسرائيل بحاجة إلى الانتقال من "استعراض القوة العسكرية إلى بناء قوة دبلوماسية".
ويأمل ترامب في ضم سوريا إلى اتفاقيات "أبراهام"، وقال مسؤولون إسرائيليون وسوريون وأمريكيون بأن الوقت ما زال مبكرًا لذلك، وأن على الطرفين أولا الاتفاق على الأمن. ومن المرجح أن يكون هذا الاتفاق مشابهًا لاتفاقية عدم الاعتداء السابقة لعام 1974 التي أنشأت منطقة عازلة منزوعة السلاح.
"سوريا تستجيب و"إسرائيل" لا تبادر بالمثل"
توم باراك، مبعوث ترامب إلى سوريا وسفيره لدى تركيا، قال إن: "الحكومة السورية تستجيب لمطالب واشنطن المتعلقة بإسرائيل، لكن الإسرائيليين لا يبادلونها بالمثل"، وفي مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية نشرت يوم الجمعة، قال باراك عن سوريا: "إنهم يفعلون كل ما نطلبه منهم، وندفعهم نحو إسرائيل". وأضاف: "إسرائيل لا تثق بهم بعد، لذا فالأمر أبطأ قليلًا".
وقد ظلت الحدود بين إسرائيل وسوريا من أهدأ الجبهات خلال فترة حكم الأسد، الذي كان حليفًا مقربًا من إيران. وسمح الأسد لطهران ببناء قوة وكيلة على حدود إسرائيل وتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله، الذي بدوره ساعد نظام الأسد على قمع خصومه الداخليين.
محاولات إبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة
ويعارض الرئيس السوري الجديد وأتباعه طهران. لكن إسرائيل لا تزال تشك في الإدارة، التي كان العديد من أعضائها جزءًا من تنظيم القاعدة. كما تشك إسرائيل في قدرة الشرع على توحيد سوريا، بتنوعها العرقي والطائفي والديني، نظرا للانقسامات العميقة التي تحولت إلى عنف خلال العام الماضي بين الأغلبية السنية والأقليات، بما في ذلك العلويين والأكراد والدروز، وينظر في سوريا والولايات المتحدة والشرق الأوسط عامة إلى محاولات إسرائيل لإبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة على أسس عرقية، مما يقوض جهودهم لمساعدة الشرع على توحيد البلاد.
وبينما تطيل إسرائيل أمد المفاوضات الدبلوماسية مع سوريا، اندلعت جولات من القتال. وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، دخلت القوات الإسرائيلية بلدة بيت جن، التي تبعد أقل من 16 كيلومترا عن الحدود مع إسرائيل، لاعتقال اثنين من المشتبه بهم في الانتماء إلى جماعات مسلحة. وأسفرت الاشتباكات التي تلت ذلك عن مقتل 13 سوريا على الأقل، وإصابة ستة جنود إسرائيليين، وفقا للجيش الإسرائيلي والتلفزيون السوري الرسمي.
وفي تلك الليلة، تجمع سوريون في دمشق للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لسقوط الأسد، حيث أحرق بعض الأشخاص أعلامًا إسرائيلية. وفي هذا الأسبوع، أعربت إسرائيل عن قلقها للولايات المتحدة بشأن مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر، على ما يبدو، جنودا سوريين يسيرون في شوارع دمشق، ضمن احتفالات الذكرى السنوية، وهم يهتفون تأييدًا لغزة، ويهددون إسرائيل بشكل واضح.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الطلب من سوريا إدانة تلك الهتافات. وقالت كارميت فالنسي، رئيسة برنامج سوريا في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مقره تل أبيب:"من الواضح أن هناك تصعيدا في الموقف ونبرة أكثر تشددا تجاه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
"إسرائيل تخوض حربا ضد أشباح"
وفي مشاركة بقطر نهاية الأسبوع الماضي، ندد الشرع بتوسيع إسرائيل لمنطقتها العازلة، واصفا إياه بالخطير واتهمها بمحاولة التهرب من مسؤوليتها عما وصفه بـ"المجازر المروعة" في غزة، وإثارة شبح هجوم آخر على غرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر عبر حدودها دون مبرر. وقال الشرع: "أصبحت إسرائيل دولة تخوض حربا ضد أشباح".
وقال ويليام ويكسلر، المدير الأول لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي بواشنطن، إنه التقى قبل فترة بمسؤولين حكوميين بارزين في دمشق، والذين أبدوا انفتاحًا للعمل مع إسرائيل للتركيز على مشاكل أخرى تواجهها، بما في ذلك العنف الطائفي. وأضاف ويكسلر أن فرصة هذه الشراكة تتضاءل، وأن الموقف الإسرائيلي العدائي يدفع سوريا نحو أحضان تركيا، الداعمة للشرع والعدوة لإسرائيل.