وزير النقل يبحث مشروع الربط البري مع تشاد
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
استقبل الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أمير إدريس، وزير البنية التحتية وفك العزلة وصيانة الطرق بجمهورية تشاد، وذلك بحضور السفير محمد عبد الكريم، سفير جمهورية تشاد بالقاهرة، واللواء ماجد عبد الحميد، نائب وزير النقل للنقل البري، واللواء حسام الدين مصطفى، مساعد الوزير للطرق، والمهندس أحمد العصار، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب.
في مستهل اللقاء، رحب الفريق كامل الوزير بالوزير التشادي، مشيدًا بعمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين مصر وتشاد، ومعربًا عن اعتزازه بالمشاركة في فعاليات المنتدى الدولي لتطوير البنية التحتية، الذي استضافته العاصمة التشادية إنجامينا خلال الفترة من 18 إلى 20 فبراير 2025، والذي شهد مشاركة مصرية رفيعة المستوى. كما توجه بالشكر والتقدير للحكومة والشعب التشادي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وأكد الوزير أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يولي أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، وفي مقدمتها دولة تشاد الشقيقة، مشيرًا إلى جاهزية الشركات المصرية المتخصصة في مجالات البنية التحتية والنقل والمناطق الصناعية للمشاركة الفعالة في تنفيذ المشروعات التنموية في تشاد، لما تمتلكه من خبرات واسعة وإمكانات كبيرة، وخير دليل على ذلك النجاحات التي حققتها شركة المقاولون العرب في تنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية داخل تشاد.
وخلال الاجتماع، ناقش الجانبان، آخر التطورات المتعلقة بمشروع الطريق البري بين مصر وتشاد (العوينات – إنجامينا) بطول يقدّر بنحو 2600 كم، حيث أكد الوزير المصري أن المشروع يحظى بأولوية كبرى لدى الدولة المصرية باعتباره شريانًا استراتيجيًا للتنمية ومحورًا رئيسيًا لتعزيز حركة التجارة والتكامل الاقتصادي بين البلدين، مشددًا على حرص مصر على تذليل أية عقبات تعترض سبيل إنجازه.
كما تم التطرق إلى مشروع إقامة مجمع متكامل لمنتجات اللحوم والألبان والجلود في مصر، بالاستفادة من الثروة الحيوانية الكبيرة التي تزخر بها تشاد، بما يحقق التكامل في سلاسل القيمة المضافة ويعزز التعاون الصناعي بين البلدين.
من جانبه، أعرب الوزير التشادي، عن تقديره للتجربة المصرية الرائدة في مشروعات النقل والبنية التحتية، مشيرًا إلى أن تشاد تتطلع إلى تعزيز التعاون مع الجانب المصري في هذه المجالات، والاستفادة من خبرات الشركات المصرية في تنفيذ مشاريع تنموية وخدمية على الأراضي التشادية. كما أكد أهمية مشروع الطريق البري مصر/ تشاد، باعتباره جسرًا حيويًا للتكامل التجاري والاقتصادي بين البلدين، ونقطة انطلاق حقيقية للتعاون المشترك، ليس فقط لهذا الجيل، وإنما أيضًا للأجيال القادمة.
وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على استمرار التنسيق والعمل المشترك، ومتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من مشروعات استراتيجية، بما يسهم في دعم التنمية المستدامة وتعزيز روابط التعاون الإفريقي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النقل تشاد طريق مصر ليبيا تشاد كامل الوزير الربط البري مع تشاد البنیة التحتیة
إقرأ أيضاً:
كيف انعكس إضراب النقل البري العمومي على الحياة بتونس؟
تونس- توقفت حركة نقل المترو والحافلات العمومية للنقل البري في العاصمة تونس وكل المحافظات، أمس الأربعاء، بسبب الإضراب العام في قطاع النقل البري للمسافرين، الذي دعت إليه "الجامعة العامة للنقل" التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل.
وتسبب هذا الإضراب في اليوم الأول في شلل شبه تام لوسائل النقل البري العمومي للمسافرين، وترك المحطات الرئيسية شبه خالية، باستثناء وجوه حائرة لم تكن على علم بالإضراب العام الذي دخل حيّز التنفيذ منذ الساعات الأولى صباح الأربعاء، ويستمر ليومين آخرين.
في محطة "باب عليوة" للحافلات بالعاصمة، وقف عدد من المواطنين يتبادلون التساؤلات والنظرات المليئة بخيبة الأمل، اكتظت في الصباح المحطة ثم خلت من الركاب الذين أرهقهم طول الانتظار وخاب أملهم بالعودة لمناطقهم النائية.
وعلى أحد المقاعد الإسمنتية خارج المحطة، جلس محمد السعيدي مرهقا شارد البال، تبدو ملامح الحيرة مخيمة على وجهه الأسمر وقد وضع حقيبة ظهره بجانبه بيأس، يقول للجزيرة نت "لا أعلم كيف أقضي ليلتي بالعاصمة لأني لا أملك نقودا كافية".
لقد جاء هذا الرجل -أول أمس الثلاثاء- من محافظة توزر من الجنوب البعيد، ليودع ملفات زملائه العاملين بعقود هشة بوزارة الفلاحة لتسوية وضعيتهم، لكن الشلل الحاصل في النقل جعله مشردا رغما عن أنفه، يجوب الشوارع حائرا كيف سيعود لبيته.
ويقول "لا أعارض حق الأعوان في الإضراب، لكن أين حقي أنا كمواطن في التنقل؟ لو أن الإعلام أبلغنا مسبقا، لكنت على الأقل تدبّرت أمري، الآن أنا عالق، لا أعرف أين أذهب ولا كيف أعود، وإذا تواصل الإضراب سيزداد الأمر تعقيدا".
ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع خلال يومي الخميس والجمعة القادمين، في ظل غياب مؤشرات على التوصل إلى اتفاق بين الجامعة العامة للنقل ووزارة النقل، مما ينذر باستمرار تفاقم معاناة المسافرين وتزايد الضغط على وسائل النقل البديلة.
إعلانويشمل الإضراب كلا من شركة نقل تونس، والشركة الوطنية للنقل بين المدن، وشركات النقل الجهوي، مما جعل المحطات شبه خالية، باستثناء بعض المسافرين غير المدركين مسبقا بتعطل الحركة.
ويأتي الإضراب بعد فشل سلسلة من جلسات التفاوض بين الجامعة العامة للنقل ووزارة النقل، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق يفضي للاستجابة للمطالب المهنية، المتصلة أساسا بتحسين الظروف المادية والمهنية، وتفعيل الاتفاقيات السابقة وغيرها.
ارتباك واستياءووسط هذه الأزمة، وجدت حسناء نفسها عالقة وسط ازدحام مروري خانق؛ فبعدما جاءت على متن سيارة تاكسي من منطقة المرسى على أمل السفر إلى محافظة مدنين الجنوبية البعيدة، وجدت نفسها عالقة وحائرة وسط الازدحام.
تقول "كنت أعتزم السفر اليوم إلى مدنين لزيارة عائلتي. قطعت مسافة طويلة من المرسى إلى محطة باب عليوة، لأتفاجأ بأن كل شيء متوقف، لم أسمع أي خبر عن الإضراب، وسأضطر للعودة أدراجي إن حالفني الحظ ووجدت سيارة تاكسي".
وتابعت بنبرة ممتزجة بالغضب والاستياء "هذا الإضراب يأتي في وقت يعاني فيه المواطنون من تردي وسائل النقل وتردي جميع المرافق العمومية بشكل عام" محملة السلطة مسؤولية فشل المفاوضات مع النقابة ومسؤولية تردي قطاع النقل.
ويعد قطاع النقل العمومي في تونس من أكثر القطاعات تضررا، حيث يواجه منذ سنوات أزمة هيكلية تشمل تآكل الأسطول، ونقص الصيانة، وتراجع جودة الخدمات، مما أدى إلى تراجع ثقة المواطنين في وسائله.
ويؤكد خبراء أن إصلاح هذا القطاع لا يمكن أن يقتصر على تسوية مطالب مالية أو ترقيع ظرفي، بل يستدعي إصلاحات جذرية تشمل الحوكمة، والتجهيزات، والبنية التحتية، والتخطيط الإستراتيجي على المدى المتوسط والبعيد.
تبادل الاتهاماتوكانت الجامعة العامة للنقل، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل قد أرجعت سبب تنفيذها للإضراب إلى تردي قطاع النقل العمومي، وتقادم الأسطول، ونقص الصيانة، وتفشي ظاهرة العنف ضد الأعوان، وعدم استجابة الحكومة لمطالبها المتكررة.
وقالت الجامعة في بلاغ لها "استنفدنا كل وسائل الحوار، الحكومة تنكرت لتعهدات سابقة تتعلق أساسا بصرف مستحقات الأعوان، وتحسين ظروف العمل، والبنية التحتية التي تدهورت بشكل غير مسبوق".
في المقابل، دعت وزارة النقل في بلاغ لها إلى تغليب المصلحة العامة، معلنة عن اتخاذ جملة من الإجراءات الاستثنائية للحد من تداعيات الإضراب، أبرزها الترخيص المؤقت لسيارات الأجرة "لواج" بالتنقل خارج المسارات المرسومة، والسماح للتاكسي الجماعي والنقل الريفي بالتحرك داخل الولايات دون التقيد بالترخيص السابق.
واعتبرت الوزارة أن المطالب النقابية "مادية بالأساس، ومجحفة في هذا الظرف المالي الدقيق"، مشيرة إلى أن الاستجابة لها تبقى رهينة بإصلاح الوضع المالي للشركات العمومية وتحسين مردوديتها.