محرك البحث جوجل الآن يعطينا تحليلا للذكاء الاصطناعي عندما نسأل عن أمر ما، أو نبحث عن معلومة معينة، يعطينا المعلومة دون أن نسأل، ويضعها في أعلى قائمة النتائج كي نلتقطها مباشرة.
واحدة من الخدمات المجانية التي تضاف إلى خدماته، والتي عرفنا لماذا هي مجانية عندما تعاون مع الكيان الصهيوني على حرب غزة، ليس جوجل فقط، إنما ميتا بفروعها الفيس والانستغرام وواتساب.
الإعلام سلاح خطير جدا، فندري كيف شكلت بعض الفضائيات الخبرية ووسائل التواصل جزءا كبيرا من الوعي الفردي العربي والمسلم، وساهمت بإيجاد وبث فكر التكفير بين العرب والمسلمين، وقد كانت النتيجة مبهرة جدا على صعيد آلاف التفجيرات، وآلة القتل التكفيري التي ابتلى بها العالم الإسلامي والعربي .
لم يسلم أحد إلا ما رحم ربي من دخول هذه الأفكار السامة إلى رأسه وتأثره بها في سلوكه وحياته وقراراته، لدرجة اختلاف الزوج والزوجة فيما بينهما، فقد أصبح التشدد فكرا سائدا بين الأسرة الواحدة والبيت الواحد، ولا تزال نار التكفير تستعر تحت الرماد، لأن بعض الإعلام لا يزال مستمرا في زيادة شرها .
لقد صنعت حسابات وسائل التواصل والقنوات الفضائية وغرف الموك، بروبوغاندات جاهزة، تلبّسها ناس كثر في العالم العربي، وغسلت أدمغة الملايين منا.
الآن الذكاء الاصطناعي، سيقفز خطوة أكبر لتشكيل الوعي كاملا، والقناعات والأفكار، فقد صرنا نشهد مدى اعتماد الناس على خلاصات وتحليلات الذكاء الاصطناعي وكأنها قرآن مقدس، وينقلونها للآخرين كمعرفة محايدة وموضوعية، وهناك حماس كبير بين الكبار قبل الصغار لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وتبني تحليلاته ووجهات نظره في قضايا مصيرية وخطيرة .
صرنا ننسى بديهية صغيرة، وهي أن معركة خطف وعي الإنسان العربي وتشكيله حسب رغبة البعض، هي بداية الضياع لنا، وبداية نهايتنا، فنحن الآن نعيش واحدا من أخطر الصراعات التي يراد بها ابتلاع ما تبقى من مقدرات وثروات الشعوب والدول، والسيطرة النهائية عليها، وتحت عناوين دينية براقة وخداعة.
محرك بحث جوجل أصبح محللا ذكيا، ويتم تحديثه كل دقيقة، ويتم تلقيمه بمعلومات خاطئة كثيرة تنسجم مع توجهات السيطرة والاستحواذ، وأوضح مثال في إجاباته عندما نسأله عن الكيان الصهيوني، رأس الحربة للسيطرة على العالم ومصادرة مقدراته، وما خفي أعظم مما يشكل وعينا رويدا رويدا بهدوء ولطف كالسم في العسل.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟
تنافس دول الخليج الغنية بالطاقة على أن تصبح مراكز للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي المُستهلكة للكهرباء، مُراهنةً على هذه التكنولوجيا لتشغيل كل شيء من التنويع الاقتصادي إلى الخدمات الحكومية، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وحسب تقرير للصحيفة، فقد أبرزت الصفقات التي كُشف عنها خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة الشهر الماضي، تطلعات السعودية والإمارات إلى أن تُصبحا قوتين عظميين في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أوبك بلس تزيد إنتاج النفط في يوليو 411 ألف برميل يومياlist 2 of 2خسائر اقتصادية واستياء شعبي جراء أزمة الكهرباء في إيرانend of listيشمل ذلك شراكة بين شركة إنفيديا العملاقة للرقائق الإلكترونية وشركة هومين، وهي مجموعة ذكاء اصطناعي حديثة التأسيس ومدعومة من الحكومة السعودية، ولديها خطط طموحة لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار وتأمين استثمارات من شركات التكنولوجيا الأميركية.
وأعلنت أبوظبي مجموعة ضخمة من مراكز البيانات لشركة أوبن إيه آي وشركات أميركية أخرى كجزء من مشروعها (ستارغيت)، وتستثمر الإمارة، التي تُدير 1.7 تريليون دولار من صناديق الثروة السيادية، مليارات الدولارات من خلال صندوق الذكاء الاصطناعي إم جي إكس MGX، وتفتتح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التابعة لها مركزًا في وادي السيليكون.
إعلانونقلت الصحيفة عن الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، سام وينتر ليفي "إن دول الخليج تمتلك رأس المال والطاقة والإرادة السياسية"، مضيفًا: "الشيء الوحيد الذي لم تكن تمتلكه هذه الدول هو الرقاقات والأشخاص ذوي المواهب. والآن [بعد زيارة ترامب] قد تمتلك الرقاقات".
ويحذر الخبراء من أن طموحات المنطقة الواسعة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تواجه تحديات، إذ يفتقر كلا البلدين إلى القوى العاملة الماهرة التي تمتلكها وادي السيليكون أو شنغهاي، كما أن مخرجات البحث العلمي متأخرة عن دول أخرى.
وتستثمر السعودية والإمارات في الذكاء الاصطناعي، وتعتمدان على التكنولوجيا سريعة التطور لمساعدتهما على تعزيز التنوع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على عائدات الوقود الأحفوري المتقلبة.
ويرغب البلدان في استضافة مراكز البيانات الضخمة اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي قوية، وتخطط شركة هيومين Humain لبناء "مصانع ذكاء اصطناعي" مدعومة بمئات الآلاف من رقاقات إنفيديا Nvidia على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وتعهدت شركة إيه إم دي AMD، الأميركية الصانعة للرقائق، بتوفير الرقائق والبرمجيات لمراكز البيانات "الممتدة من السعودية إلى الولايات المتحدة" في مشروع بقيمة 10 مليارات دولار.
وفي حين أن مزودي مراكز البيانات التي تُصدر الحرارة عادةً ما يختارون المناطق الأكثر برودة، وترى دول الخليج أن وفرة الأراضي والطاقة الرخيصة تُغني عن درجات حرارة الصيف الحارقة.
ضعف الشركات الرائدةوعلى الرغم من كل طموحاتها، لا تمتلك دول الخليج شركة رائدة تُطور نماذج ذكاء اصطناعي، مثل أوبن إيه آي OpenAI، أو ديب سيك DeepSeek الصينية، أو ميسترال Mistral الفرنسية، كما تفتقر إلى تركيز عالٍ من المواهب البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
إعلانولجذب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، تجتذب دول الخليج شركات وباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من الخارج بضرائب منخفضة و"تأشيرات ذهبية" طويلة الأجل ولوائح تنظيمية متساهلة.
تُظهر البيانات التي جمعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من شبكة لينكدإن للوظائف، أن ثالث أعلى مستوى لهجرة الأشخاص ذوي مهارات الذكاء الاصطناعي بين عامي 2019 و2024 كان إلى الإمارات، إذ جاءت الدولة الخليجية بعد دول أخرى منخفضة الضرائب مثل لوكسمبورغ وقبرص.
وتسعى دول الخليج إلى إقامة شراكات مع جهات غربية لتعزيز تطلعاتها التكنولوجية، وقد أعلنت مجموعة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42 – G42 الأسبوع الماضي عن شراكتها مع شركة ميسترال لتطوير منصات وبنية تحتية للذكاء الاصطناعي. كما أقامت شراكة مع شركة صناعة الرقائق الأميركية Cerebras، التي تدير أجهزة الكمبيوتر العملاقة الخاصة بها، وفي العام الماضي، استعانت بشركة مايكروسوفت، التي استثمرت 1.5 مليار دولار لشراء حصة أقلية.
التحدي الصينيويحذر خبراء أميركيون من تسرب التكنولوجيا الأميركية إلى الصين، ويبدو كثيرون في المؤسسة الأمنية الأميركية قلقين بشأن العلاقات مع دول الخليج في حال أصبحت منافسًا للذكاء الاصطناعي.
ونقلت الصحيفة عن كبير مستشاري تحليل التكنولوجيا في مؤسسة راند، جيمي غودريتش: "يكمن القلق في أن تلجأ [دول الخليج]، في سعيها للتنافسية، إلى اختصار الطريق واستخدام كثير من العمالة الصينية أو حتى الشركات الصينية.. هذا يفتح الباب أمام مخاطر أمنية".
وأضاف أن الشركات الصينية قد تلجأ إلى الالتفاف على القيود المفروضة على التكنولوجيا الأميركية.