الجزيرة:
2025-08-01@08:34:30 GMT

فيضانات بوروندي تفاقم المعاناة وتشرد 100 ألف

تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT

فيضانات بوروندي تفاقم المعاناة وتشرد 100 ألف

في مشهد بات مألوفا لسكان بحيرة تنجانيقا في بوروندي، وجدت آشا -وهي أم لـ4 أطفال- نفسها تسبح في المياه داخل غرفة المعيشة، بعد أن غمرت الفيضانات منزلها الواقع في مدينة غاتامومبا على الحدود مع العاصمة بوجومبورا.

وبسبب الفيضانات المتكرّرة، بات السكان يلجؤون بشكل متزايد إلى نصب الخيام فوق أسطح منازلهم، فيما يتنقل الأطفال بين البيوت على طوافات بدائية مصنوعة من البلاستيك، مما فاقم من معاناة المواطنين في بوروندي التي تعدّ من أفقر دول العالم، والمصنّفة كواحدة من أكثر 20 بلدا مهدّدا بتغيير المناخ.

بحيرة تنجانيقا

وتسبّب تغير المناخ والاحتباس الحراري في زيادة الفيضانات، ومنسوب المياه في "تنجانيقا" ثاني أكبر بحيرة في أفريقيا، والتي ظلت مستوياتها مرتفعة فوق المعدل الطبيعي منذ عام 2018، مما دفع الكثير من السكان إلى مغادرة منازلهم، واللجوء إلى مخيمات النازحين.

وتشتهر بحيرة تنجانيقا بتقلباتها الموسمية في منسوب المياه، إلا أن هذه الظاهرة تفاقمت بسبب الاحتباس الحراري، حسب برنار سيندايهيبورا، المتخصّص في التخطيط العمراني والبيئة بجامعة بوروندي.

Iالفيضانات تسببت في نزوح النساء والأطفال إلى مخيمات اللاجئين بحثا عن الأمان (الفرنسية)

ومع تضخّم البحيرة، لم يعد نهر روزيزي قادرًا على تصريف المياه إليها، مما تسبّب في فيضانات مستمرة اجتاحت مناطق مجاورة مثل مدينة غاتومبا الواقعة على الضفة الشمالية.

إعلان

وتفاقمت الأوضاع بشكل أكثر في عام 2023 عندما اضطّرت آشا وعائلتها للفرار من فيضان شديد، حيث كانت المياه تصل إلى خصرها، ولجأت إلى مأوى مؤقت قريب من بلدتها.

نزوح أكثر من 100 ألف

وخلال العام الجاري، والذي قبله، تكرّرت عمليات النزوح من المناطق المحاذية للبحيرة مع اجتياح مياه الفيضانات لأحياء بأكملها، كانت حتى وقت قريب مثالا للعمران المتحضّر والأنيق في دولة بوروندي.

وتُصنَّف بوروندي الواقعة بشرق أفريقيا ضمن أفقر دول العالم، حيث تحتل المرتبة 187 من أصل 193، حسب مؤشر التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة، كما تُعدّ من بين 20 دولة الأكثر هشاشة في مواجهة التغير المناخي.

وفي عام 2024، تسبّبت أمطار غزيرة في نزوح قرابة 100 ألف شخص وسقوط عدد من الضحايا، رغم عدم توفر أرقام رسمية حتى الآن.

وتحدّثت أرييلا، وهي أم لـ7 أطفال تقيم حاليًا في مخيم "غاتيري" للنازحين شمالي البلاد، عن فقدانها لكل شيء خلال فيضانات غاتومبا عام 2020، وقالت إن منزلها قد انهار، وكادت أن تفقد أحد أطفالها بسبب السيول التي جرفت الكثيرين.

ورغم أن عائلة أرييلا اضطرت للانتقال بين مخيمين مختلفين للنازحين بحثا عن الأمان، فإنها تعرّضت مرة أخرى للسيول الناجمة عن الفيضانات.

معاناة الأطفال

وفي غاتومبا، يقول زعيم المجتمع المحلي، جان ماري نييونكور، البالغ من العمر 42 عامًا، إن السكان يبذلون قصارى جهدهم للتأقلم مع الظروف القاسية، لكن الوضع ما زال كارثيًا حسب تعبيره.

وأضاف أن "الأطفال يعانون من الإسهال لأن المياه اختلطت بمياه الصرف الصحي وغمرت الشوارع… هناك الكثير من حالات الكوليرا".

منظمة أنقذوا الأطفال تقول إن الكوليرا منتشرة بسبب تلوث المياه بالصرف الصحي (إيه إف بي)

وقد ناشدت منظمة "أنقذوا الأطفال" (Save the Children) المجتمع الدولي لتقديم الدعم، لكن التمويل الحاسم قد توقف بسبب تعليق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو 83% من المشاريع الإنسانية الأميركية، والتي كان من بينها برامج تتعلق بالمناخ.

إعلان

وكانت الولايات المتحدة تقدم سابقًا نحو 40% من إجمالي المساعدات الإنسانية العالمية، ولم يتمكن أي بلد آخر من سد هذه الفجوة حتى الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

المجاعة تشتّد بغزة.. أطفال تحولوا لـ"هياكل عظمية" وسط صرخات لا تنقطع

غزة - خاص صفا مع تفاقم المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية وخطيرة" في قطاع غزة، تحولت أجساد الأطفال الذي يصلون المستشفيات إلى "هياكل عظمية"، بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد. وبدأت تُبرز العظام من تحت جلد العديد من الأطفال، وتظهر علامات واضحة على نقص التغذية.    الموت جوعًا   ويعاني أطفال غزة أوضاعًا صحية مأساوية للغاية، بفعل المجاعة والنقص الحاد في الغذاء، وتدهور الوضع الصحي، في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أشهر. ولا يجد الأطفال ما يسد رمقهم أو يروي ظمأهم، ما يؤدي لموت بعضهم جوعًا، بينما يصارع آخرون الهزال وسوء التغذية والأمراض.  ويواجه الفلسطينيون في القطاع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي. وفق تقرير أممي وبحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، فإن قطاع غزة يواجه النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. ويواجه 100% من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتقرير. وقال برنامج الأغذية العالمي: إن "هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان". وأشار البرنامج في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء، إلى أن "الجوع ينتشر بسرعة" في غزة. وأضاف "هناك حاجة ملحة لزيادة هائلة في المساعدات الغذائية لقطاع غزة للوصول إلى كل المجوعين في كل أنحاء القطاع، قبل فوات الأوان". وذكر أن لديه مخزون من الغذاء يكفي لكل الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، مشددًا على ضرورة أن تسمح "إسرائيل" بدخول هذه المساعدات. وطالب بإدخال مزيد من شاحنات المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر كل المعابر، وبفتح مسارات أكثر داخل القطاع لعبور الشاحنات لتقليل التأخير في الوصول إلى كل الفلسطينيين المجوعين في القطاع. "هياكل عظمية"  بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن أهالي غزة يواجهون الموت بالتجويع والقصف والمستشفيات مكتظة بالشهداء والجرحى. وأوضح أبو سلمية "للتليفزيون العربي"، أن 147 شهيدًا، منهم 88 طفلًا ضحايا التجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة.  وأشار إلى أن الاحتلال يقصف مناطق يدعي أنها آمنة غربي مدينة غزة، كما يدعي وجود مسارات إنسانية ويقصف منتظري المساعدات ومن يحاول تأمينها. بدوره، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الطبيب خليل الدقران إن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة في القطاع.  وأشار إلى أن ما تم إدخاله من مساعدات قليل ولا يفي بحاجات سكان القطاع. وأضاف أن ما يقوم به الاحتلال في حق غزة يضرب جميع المواثيق والقوانين الدولية. وأكد أن الحاجة ملحة في قطاع غزة لحليب الأطفال بشكل أساسي، مشيرًا إلى أن ما يحدث في القطاع بشأن الأطفال والنساء الحوامل فظيع بسبب الجوع. وبين أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، موضحًا أن الأطفال يصلون إلى المستشفيات في غزة على هيئات "هياكل عظمية". أوضاع متفاقمة وحذرت مؤسسات دولية وأممية من انهيار الأوضاع الإنسانية وتفاقم الكارثة غير المسبوقة في قطاع غزة، وزيادة أعداد الوفيات، بسبب سوء التغذية.  وحسب الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) فإن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء يواجهون خطر الموت جوعًا ومرضًا، بفعل استمرار الاحتلال في استخدام التجويع الجماعي كأداة ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرًا. وبات أهالي القطاع يعيشون مرحلة المجاعة الكاملة (المرحلة الخامسة) والمجاعة الحادة (المرحلة الرابعة) حسب التصنيف الأممي، وفق تقارير موثقة صادرة عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة "الفاو"، في ظل حاجة القطاع اليومية لأكثر من 500 شاحنة مساعدات إغاثية و50 شاحنة وقود. وحذرت "حشد" من تداعيات المجاعة علي سكان القطاع، والتي أدت حتى الآن لاستشهاد 147 مواطنًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، عدا عن 650 من المرضى والنساء وكبار السن ، في وقت لا تستطيع 50 ألف أم إرضاع أطفالها، بسبب سوء التغذية. ولا يزال 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، و60 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الجوع، منهن 11 ألف حالة حرجة. وتظهر التقارير أن نصيب الفرد اليومي من المياه الصالحة للشرب انخفض بنسبة 100%، فيما بات 99% من السكان يعانون من انعدام أمن غذائي حاد وأكثر من ثلث السكان لم يأكل أي طعام لأيام متتالية ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، تفاقمت مع تشديد حصارها وإجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". 

مقالات مشابهة

  • بحيرة في البرازيل تتحوّل إلى اللون الأزرق في مشهد غريب
  • معاناة كبيرة بسبب الحرارة .. رئيس الوزراء يعتذر عن انقطاع المياه بالجيزة
  • مسؤول طبي بغزة: 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام
  • التجويع في غزة.. أطباء منهكون يعالجون مرضى يعانون الجوع
  • بالصور: تصليح العملات في غزة: محمد عدوان يعيل أسرته وسط الأزمات المتزايدة
  • تفاقم الأزمة الإنسانية.. وفاة 13 طفلًا بسبب سوء التغذية في دارفور
  • ما بعد نقطة اللاعودة: طبيب أمريكي متطوع في غزة يكشف واقع المجاعة
  • نشطاء في غزة يحذرون من “تزييف المعاناة” عبر توزيع فواكه: “الناس بحاجة إلى خبز لا مانجا”
  • دراسة تحذر من اقتناء الأطفال دون 13 عاما للهواتف الذكية
  • المجاعة تشتّد بغزة.. أطفال تحولوا لـ"هياكل عظمية" وسط صرخات لا تنقطع