وزعت جمعية سند للمسؤولية الاجتماعية بمحافظة الأحساء، ما يزيد على 10 آلاف ”بوكس هدية“ مخصصة لحجاج بيت الله الحرام القادمين إلى المملكة عبر منافذ المنطقة الشرقية البرية والجوية.
وشارك في هذا الجهد الإنساني النبيل أكثر من 800 متطوع ومتطوعة، وذلك ضمن مبادرة «خدمتكم فخر واعتزاز» الهادفة لخدمة ضيوف الرحمن.


أخبار متعلقة تقليص وقت الانتظار 70%.. "نما" تختصر الطريق لاستلام الأضحية في الدمامقبل عيد الأضحى.. حملات رقابية مكثفة على المنشآت التجارية بالدماموأكد الدكتور محمد العيد، رئيس مجلس إدارة جمعية سند للمسؤولية الاجتماعية بمحافظة الأحساء، لـ ”اليوم“، أن المبادرة تسعى في المقام الأول إلى إظهار الحفاوة والكرم السعودي الأصيل في استقبال حجاج بيت الله الحرام.
وأوضح أن ذلك يتم من خلال تقديم هدايا مخصصة تم اختيارها بعناية لتعينهم على أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } توزيع 10 آلاف هدية على الحجاج عبر منافذ الشرقية - اليوم توزيع 10 آلاف هدية على الحجاج عبر منافذ الشرقية - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });منافذ المنطقة الشرقيةوأشار الدكتور العيد إلى أن الجمعية نجحت هذا العام في تغطية جميع المنافذ الرئيسية بالمنطقة الشرقية، وتشمل منفذ البطحاء، ومنفذ سلوى، ومطار الأحساء، ومطار الدمام، ومنفذ الخفجي.
وأضاف أن المتطوعين والمتطوعات يستقبلون ضيوف الرحمن منذ لحظة وصولهم، مقدمين لهم الهدايا تعبيراً عن الترحيب والاهتمام.
وتابع قائلاً: ”نحن في المنطقة الشرقية بعيدون عن المشاعر المقدسة، ولكن دورنا لا يقل أهمية، فبعض الحجاج يمرون عبر منافذ المنطقة الشرقية، ويهمنا أن نُشعرهم بحسن الاستقبال منذ اللحظة الأولى، ويكفينا فخرًا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين.“
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } توزيع 10 آلاف هدية على الحجاج عبر منافذ الشرقية - اليوم عمليات التجهيز والتوزيعمن جانبه، أوضح سعود الشعيبي، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية والمشرف العام على المبادرة، أن الجهود لا تزال مستمرة لإتمام عمليات التجهيز والتوزيع على أكمل وجه، مقدماً شكره الجزيل لمركز التنمية الاجتماعية على استضافة مهام تجهيز الهدايا.
وبيّن الشعيبي أن عدد المتطوعين المشاركين في المبادرة تجاوز 800 متطوع ومتطوعة، وأنهم يستهدفون توزيع أكثر من 10 آلاف ”بوكس هدية“ على الحجاج.
وكشف أن هدية المبادرة تحتوي على مجموعة من المستلزمات التي تعزز من راحة الحجاج خلال رحلتهم المباركة، وتشمل: علبة ماء، وتمر، ومعمول، وعصير، ومعجون أسنان، وصابون، وشامبو، ومظلة للرأس، ومروحة يدوية، ومقص، ومطارة ماء مزودة برذاذ ماء، وكمام.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } توزيع 10 آلاف هدية على الحجاج عبر منافذ الشرقية - اليوم مبادرة خدمتكم فخر واعتزازوبدوره، أفاد نزار العلي، مدير التطوع في الجمعية، بأن خطة العمل في المبادرة مقسّمة إلى مرحلتين رئيسيتين: الأولى هي الإعداد والتجهيز والتي تتم في مقر مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة الأحساء، والمرحلة الثانية هي التوزيع الفعلي للهدايا على الحجاج عبر المنافذ المعتمدة وفق الخطة الموضوعة.
واعتبر العلي أن المشاركة في هذه المبادرة تمثل شرفاً كبيراً وفرصة عظيمة لنيل الأجر والثواب.
وعبّر عدد من المتطوعين عن مشاعرهم الفياضة تجاه هذه المشاركة، حيث قال المتطوع ضياء العوجان: ”أفتخر بكوني أحد المشاركين في خدمة الحجاج وبرفقة زملائي، وهو شعور جميل لا يوصف.“
وقال المتطوع محمد الهلال: ”نحن سعداء بالمشاركة في مبادرة «خدمتكم فخر واعتزاز» لخدمة ضيوف الرحمن وجميعنا نشعر بالفخر، ونسأل الله أن يتقبل حج الحجاج.“

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: موسم الحج 1446 موسم الحج 1446 موسم الحج 1446 محمد العويس الأحساء جمعية سند للمسؤولية الاجتماعية منافذ المنطقة الشرقية موسم الحج 1446 هدايا الحجاج السعودية المنطقة الشرقیة article img ratio

إقرأ أيضاً:

زياد الرحباني.. حين يتحول جرح الرفض إلى هدية للعالم

في أعماق كل إنسان جرح، جرح لا يُرى ولا يُمس، لكنه يشكل النفس ويوجه المسار، وقلة هم من يجعلون منه مصدرا للمعنى والإلهام. زياد الرحباني هو من هؤلاء القلة. عنده لم يكن الجرح ندبة صامتة، بل نداء. نداء دفعه إلى البحث والإصلاح والسعي الذي طالما أسيء فهمه. هذا المقال ينطلق في قراءة حياة زياد الرحباني، ويسعى إلى توليف مساره مع رؤاه وهدف حياته، انطلاقا من البحث في ملفه الجيني. من خلال قراءة ملفه الجيني تتضح لنا خيوط مساره الوجودي، تتبدى جروحه وتتكشف ملامح رحلته على هذه الأرض: من ألم خفي إلى رسالة عميقة، من رغبة في التقدير إلى قيادة عبر الخدمة، من رفض قديم إلى إبداع ملهم.

لقد كان طريق زياد الرحباني مرسوما بدقة متناهية، وقد تشكلت صورته الأخيرة حين وضع آخر قطعة من قطع المكعبات، طريق مليء بالحيوية لكنه مشروط بضبط النفس، مفعم بالحس الإصلاحي لكنه لا يكتمل إلا بالإصغاء إلى مشاعر الجسد، طريق يقوده جرح إنساني عميق لكنه يعبر منه إلى الغاية الكبرى: أن يكون مصدر إلهام حي للآخرين كيف؟ بالقول والفعل كما بالصمت.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اكتئاب خلف الكاميرا.. مشاهير هوليود يروون معاركهم النفسيةlist 2 of 2لم يخلع عباءته على مدى ربع قرن.. ما سر ولع يحيى الفخراني بالملك لير؟end of listالإنقاذ كمعنى للحياة

زياد جاء إلى هذا العالم حاملا رسالة واضحة: أن يُحيي ما مات، أن يخدم قضية خاسرة، أن يصلح ما يبدو ميؤوسا منه. مفتاح الجين 85 لا يترك مجالا للشك؛ طاقة الحياة التي تسكنه هائلة، لكنها لا تتحقق إلا حين تتجاوز حدود الذات. ولهذا، كان مشدودا دوما إلى الأماكن المظلمة، لا لينجو منها فقط، بل ليحمل إليها النور.

أي فكرة على وشك الانهيار، أي مشروع في طريقه للسقوط، أو شخص يوشك أن ينهار، كانت توقظ فيه رغبة عميقة في الإنقاذ، في الترميم، في الإحياء. ذلك النداء الداخلي الذي لا يتوقف.

زياد لم يكن من أولئك الذين يعلنون وجعهم. لكنه، ومنذ بداياته، ربط وجوده بفعل جماعي أكبر، كأنه لا يستطيع أن يكون دون محاولة إنقاذ شيء يراه الآخرون قد انتهى. فالجين 85 جعله يهب نفسه لقضية لا تُخاض إلا إن بدت خاسرة، لأن معنى وجوده لم يكن يوما بعيدا عن بعث الحياة في ما يبدو ميتا.

إعلان

هذا المسار لم يكن سهلا. كان القلق يسكنه، ذلك التوتر العميق الذي لا يهدأ إلا عندما يشعر بأنه جزء من شيء أوسع منه. ولأن هذه الطاقة كانت أقوى من أن تُحبس، دفعته أحيانا إلى التشتت، أو إلى إسقاط رغبة الإنقاذ تلك على من أحبهم، وهو ما تسبب له بصراعات داخل العلاقات. علاقته المعقدة بوالدته فيروز كانت مثالا واضحا على هذا التوتر.

أما عن ذاته هو، فقد ظل في مساحة ضبابية: يُرى كمنقذ، ويُشعر كإنسان. وهناك بالضبط كان يكمن جرح الرفض.

الصبر كاختيار داخلي

من خلال الجين 25، نلامس التحدي الأكبر في حياة زياد: الصبر، أو بتعبير أكثر دقة، ضبط النفس. فهو ليس من أولئك الذين يحققون قفزات مفاجئة، بل ممن تنضج ثمارهم ببطء، في صمت وتأمل. كان بداخله شعور عميق بالخذلان، وإبداع لم يُفجَّر بعد، يثير فيه رغبة في الإسراع، في أن يرى ويُعترف به. ربما كانت بداياته المبكرة خير دليل، وإن جاءت، كما يعلم الجميع، نتيجة نسبه الفني كابن للرحابنة، ونبوغه الطبيعي. لكن الرحلة، على عكس ما توقع، تطلبت منه شيئا آخر تماما: أن يتراجع خطوة، أن يثق، وأن يسمح للحياة بأن تقوده لا أن يقودها.

وهنا يظهر جرحه الإنساني الحقيقي: الشعور بأنه دائما أكبر مما يحققه واقعه، وأن ما يستحقه من اعتراف وتقدير لا يأتي في وقته، أو لا يأتي كاملا. ذلك الشعور كان يلح عليه، فدفعه إلى التفرد، إلى التجديد، إلى اختراع موسيقى مختلفة، حاول مرارا أن يقنع بها فيروز، الأم والصوت والتاريخ.

وفي رحلة زياد الطويلة، يمكن بوضوح أن نتتبع أثر الجين 25؛ فقد بدأ، شيئا فشيئا، يتعلم أن الكمال لا يكون في سرعة الإنجاز، بل في التمهل، في الاتزان، في أن تمنح الحياة وقتها دون استعجال. ومع هذا، يبقى السؤال معلقا: ما العلاقة بين الصبر كدرس كان يجب عليه أن يتعلمه لتنضج تجربته، وبين جرح الهجر؟

الحقيقة أن جرح الرفض الذي جعله يتقمص دور المنقذ، لم يأت معزولا عن جرح آخر، أكثر عمقا، هو الهجر. لم يكن زياد مهجورا بالضرورة بشكل جسدي، لا من والديه ولا من أحبته، لكن المشاعر التي عبر عنها في موسيقاه، وفي بعض حواراته القليلة، تشبه مشاعر من تُرك في منتصف الطريق. وكأن شيئا ما ظل ناقصا، غير مكتمل؛ تماما كاعتراف العالم بموهبته دائما متأخر، أو منقوص.

ربما شعر زياد في علاقاته أنه يعطي أكثر مما يأخذ -"بدك إترجاك بترجاك…"- وأن رغبته العميقة في إنقاذ الآخر لم تكن دائما بدافع القوة، بل وسيلة للهروب من مواجهة حاجته الشخصية؛ الحاجة إلى ألا يُترك، إلى أن يُحتضن دون شرط أو مقابل. فهل نال ما كان يبحث عنه؟

استقل زياد مبكرا عن عائلته، لا فقط في المكان، بل في الفكر وفي النغمة أيضا. اكتشف موسيقاه الخاصة، ومضى في درب لا يشبه أحدا. بدا هذا الاستقلال قوة، وكان كذلك في بعض جوانبه، لكنه كان أيضا طريقا لتعلم الصبر. غير أن هذا الاعتماد الكامل على الذات كان يخفي هشاشة خفيّة، وحنينا دفينا إلى من يفهمه دون شرح، إلى من يراه خلف القوة الظاهرة، لا فقط كمصدر يُعتمد عليه، بل كإنسان يحتاج بدوره إلى السند.

يتجلى الألم العميق حين نربط هذا المسار بحقيقة أن زياد، وفق الجين 25، كان مدعوا لضبط النفس، للانتظار، لعدم استعجال التقدير. لكن، كيف له أن ينتظر، وهو يحمل في داخله عطشا قديما لأن يُرى، وقد تكوّن وعيه على أرضية من الرفض؟

إعلان

ذلك الصبر على غياب الاعتراف شكل التحدي الأصعب، لأنه أضرم نار الرفض في داخله، لكنه في الوقت ذاته، مهّد له دربا آخر: أن يسلّم بأن التقدير الحقيقي لا يأتي من الخارج، بل من شعور داخلي راسخ بقيمة الذات. فالقيمة لا تُمنح، بل تُكتشف.

وفي هذا التوتر، بين رغبة دفينة في الصعود إلى هضبة الاعتراف، ونداء داخلي للصبر والانضباط، وُلدت الحكمة. تلك الحكمة التي لم تُكتسب بسهولة، بل جُبلت من جراح، وحولت الألم إلى وعي، والصراع إلى بوصلة.

حين يتكلم الألم عبر العروق

كان الإبداع بالنسبة إلى زياد ضرورة نفسية، لا ترفا ولا خيارا. وفي لحظات صمت الوعي، كان الجسد يتكلم، كما يكشف الجين 84 عن نفسه: قلق عميق تجاه الأمان، يتسلل من تحت سطح الصلابة الظاهرة والنجاح الخارجي، ليقيم في الجسد دون استئذان. فرغم ما بدا عليه من قوة، ظل الشعور بعدم الراحة يرافقه، وربما لم يكن يدركه تماما.

ذلك القلق دفعه أحيانا للبحث عن أمان خارجي، مادي أو اجتماعي، لكنه لم يجد فيه السكينة. وكان من الممكن رصد توتره في كل شيء: في نبرة صوته، في كلماته المتقطعة، في نكاته التي تحمل ظل الحذر، في مقابلاته وأدائه على المسرح. وحتى في آخر ظهور له، كان توتره واضحا في تفاصيل جسده: في حجم حضوره، في انحناءة ظهره، في تعبيرات وجهه. وكأن الجسد كان يحمل الجرح حين عجز العقل عن التعبير، وكان الجسد صادقا دائما، لا يختبئ خلف الكلمات.

لكن مع مرور الوقت، بدا أن زياد بدأ يثق بمشاعره، ويحتضن قلقه بدلا من مقاومته. لم يعد جسده ساحة معركة، بل صار صديقا يقوده بلطف نحو السلام الداخلي. حين أصغى لصوت جسده، عرف الطريق إلى الطمأنينة، وظهر ذلك في هدوئه، في تبسيطه للأشياء، وفي نبرة أكثر صفاء.

تعلّم زياد أن المشاعر لا تخطئ، وأن احتضان الخوف هو الخطوة الأولى نحو تحوله إلى طمأنينة. وهذا الانفتاح الجسدي لم يغير فقط طريقته في الحياة، بل زاد من عمق إبداعه. فكلما اتسع وعيه بمشاعره الحسية، ازداد فنه صدقا واتصالا، وصار أقرب إلى الروح، وأبعد عن القناع.

غايته الأسمى، كما يعبر عنها جين 12، كانت أن يكون قائدا في قلب الميدان. لم يكن زياد يسعى للمنصات ولا للواجهة، بل كان يحمل رؤية تغذيه من الداخل، يقود بها الآخرين بلطف وثبات. لم يسبق الصفوف، بل مشى بينها؛ قيادته لم تصدر من العلو، بل من القرب، من صدقه العميق، ومن التزامه بما يطلبه أولا من نفسه قبل الآخرين.

هذه الطريقة المتفردة في القيادة لم تكن سوى ترجمة لتحول الجرح. فعندما تحول رفض الآخرين له إلى قبول عميق لذاته، أصبح قادرا على حملهم بدوره. لم يعد ينتظر الاعتراف من أحد، بل صار هو من يقدمه. غدا مظلة يحتكم إليها الآخرون، خاصة في لحظات الانهيار، حيث كان صوته، حضوره، وفعله ينقل رسائل غير منطوقة: "نحن نستطيع" لا شيء يضيع إن عملنا عليه. تلك الروح المتواضعة، لكنها صلبة الجذر، هي ما جعلت من زياد مرجعية غير معلنة، في مجاله وفي محيطه. لم يحتج إلى إعلان دوره، لأن أثره كان واضحا، يسكن المساحة بين الناس لا فوقها، ويقود من القلب لا من القمة.

زياد رحباني لم يكن من أولئك الذين يعلنون وجعهم. لكنه، ومنذ بداياته، ربط وجوده بفعل جماعي أكبر (رويترز)التحولات الجوهرية

من الجينوم الشخصي لزياد الرحباني، يمكن تتبّع 3 مناطق ظل تحوّلت تدريجيا إلى هبات إبداعية صنعت ملامح شخصيته ومسيرته الفنية. الأولى، كانت تحوّله من الرغبة في السيطرة إلى السلطة الواعية؛ حيث تعلم كيف يؤثّر دون أن يفرض، وكيف يقود دون أن يملي. لم يعد يسعى إلى التحكم، بل إلى الإلهام، فغدت قيادته طبيعية، نابعة من حضوره وصدقه.

الهبة الثانية تمثلت في الانتقال من الخلاف إلى الدبلوماسية. مع الوقت، أتقن زياد فن الإصغاء، وتحوّل من التوتر والمواجهة إلى جسور تواصل ناعمة. لم يعد بحاجة إلى الانتصار في كل نقاش، بل صار يبحث عن الفهم، عن المعنى، عن المساحات المشتركة التي تسمح بالنمو مع الآخر لا ضده.

إعلان

أما التحول الثالث، فكان من الطيش إلى الحميميّة. تخلّى عن التفاعل السريع والعشوائي، وبات أكثر وعيًا في علاقاته. صار يبحث عن صدق أعمق، عن علاقات تقوم على الانكشاف الحقيقي لا على تبادل الأقنعة، عن روابط تحتمل الضعف بقدر ما تحتفي بالقوة.

لكن ما يضيء هذه التحوّلات كلها هو الجرح الذي حمله في قلبه؛ جرح زياد لم يكن عائقا أمام الإلهام، بل كان مصدره العميق. لم يُلهم الآخرين برغم جراحه، بل بفضلها. إحساسه بعدم التقدير، حساسيته المفرطة، وشعوره المتأصل بأنه مطالب بإنقاذ كل شيء، لم تكن علامات ضعف، بل بوابات عبور انفتحت على طريقين: أحدهما إلى داخله، إلى قلبه، والآخر إلى فنه، إلى مسرحه.

ربما لم يتجاوز زياد هذا الجرح بالمعنى التقليدي، لكنه لم يهرب منه. بل أصغى إليه، تعايش معه، وسمح له أن يُعلمه. لم يبقه صخرة يحملها فوق كتفيه، بل صليبًا وجد عليه خلاصه. فقام، لا كمن ينهض من كبوة، بل كمن يولد من جديد حاملاً جرحه كهدية للإنسانية، لا كعبء.

وهكذا، تحوّلت قصة زياد إلى رسالة ملهمة: أن الجراح حين تُحتضن تصبح هدايا، وأن الإنسان لا يُعرَف بجروحه، بل بما يفعل بها. ومن هذا الجرح خرج إبداعه صادقا، ناضجا، ورسالته خفيفة وعميقة.. تماما كما الحب.

مقالات مشابهة

  • مبادرة بيئية تخدم آلاف المصلين على طريق الهجرة السريع
  • مبادرة تطوعية لتنظيف شاطئ نصف القمر وقاع البحر في الشرقية
  • طقس حار في الشرقية وأمطار ورياح مثيرة للأتربة والغبار على 4 مناطق
  • هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين: أكثر من 10 آلاف معتقل في سجون الاحتلال
  • القبض على متطوع سابق في (الفرقة 25) متورط بجرائم حرب في إدلب
  • زياد الرحباني.. حين يتحول جرح الرفض إلى هدية للعالم
  • عاجل: موجة حارة ورياح نشطة على الشرقية.. ودرجة الحرارة تلامس الـ 50 مئوية
  • أمير الشرقية يتابع تفاصيل الملتقى الأول لجمعية معمار للإسكان التنموي
  • أمير الشرقية يثني على جهود الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات
  • مبادرة "منافذ البيع".. جدة التاريخية تحتضن 20 أسرة منتجة