ووفقا لما قاله المفتي السابق للقاعدة محفوظ ولد الوالد في برنامج "مع تيسير"، فقد كان الجميع يعرفون أن بن لادن يستعد لضرب مصالح خاصة بالولايات المتحدة ستوقع خسائر كبيرة، لكنّ خيالهم لم يتجاوز حدود السفارات أو القواعد الأميركية في المنطقة.

وقبل هذه الهجمات، بدأ بن لادن إخلاء بعض المواقع المهمة في أفغانستان واختفى شخصيا وشرع بتجهيز تورا بورا لأي مواجهة مقبلة، لكنه لم يخبر أحدا بما هو على وشك القيام به، كما يقول ولد الوالد.

وعن ترتيبات عملية 11 سبتمبر/أيلول، يقول ولد الوالد، إن بن لادن عندما أعلن الجهاد على الأميركيين كان يفكر في عمليات موجعة تدفعهم إلى مغادرة جزيرة العرب.

فكرة قديمة تجددت

وقبل هذا الهجوم بسنوات، وتحديدا في 1993، نفذت مجموعة بقيادة رمزي يوسف، تفجيرا في موقف سيارات بأحد برجي التجارة العالمية، لكنهم لم يوقعوا أضرارا كبيرة.

في ذلك الوقت، كان بن لادن لا يزال غارقا في مشروعاته الاقتصادية والسياسية في السودان آنذاك فلم يلتفت حتى لهذه الواقعة، كما يقول ولد الوالد.

وبعد عام واحد من هذا التفجير، خطط رمزي يوسف -الذي نجح في الخروج من الولايات المتحدة قبل التفجير الأول- لتفجير مجموعة طائرات أميركية مدنية خلال عودتها من جنوب شرقي آسيا إلى الولايات المتحدة، ولم يهتم بن لادن أيضا بهذا الحادث.

وبعد 3 سنوات، وصل أحد أعضاء مجموعة رمزي يوسف إلى أفغانستان وعرض على بن لادن فكرة تفجير برجي التجارة الأميركيين، لكن زعيم القاعدة أعرض عن الفكرة لأنها كانت تتطلب إمكانيات كبيرة لم تكن متوافرة لديه بعد خروجه من السودان مفلسا.

ومع ذلك، نجح هذا الرجل في إقناع أبو حفص، الرجل الثاني في القاعدة آنذاك، بأهمية هذه العملية وجدواها، وعرض جملة من الأهداف التي يمكن ضربها ومنها: برجا التجارة، مقرات البنتاغون والمخابرات والكونغرس، وبعض المحطات النووية، وفق ولد الوالد.

إعلان

ومن خلال أبو حفص، جرى إقناعه بدعم هذه العملية التي استهدفت ضرب رموز القوة والمخابرات والمال في الولايات المتحدة، لكنهم استبعدوا المحطات النووية وأهداف بحرية لصعوبة التعامل مع تداعيات تفجيرها. كما استبعدت أهداف إسرائيلية داخل الولايات المتحدة بسبب صعوبة وصول الطائرات إليها، حسب ما نقله ولد الوالد عن أبو حفص.

سنوات من التجهيز

ووفقا لولد الوالد، فقد تولى مجاهد يدعى أبو تراب تدريب من سيستولي على الطائرات عضليا وقتاليا دون معرفتهم بطبيعة ما سيقومون به ولا مكانه، حتى لا تكتشف العملية في حال اعتقال أي منهم، واستمر اختيار فريق العملية 3 سنوات.

وكان اختيار الطيارين الذين سيقودون الطائرات بعد الاستيلاء عليها عقبة كبيرة أمام القاعدة، وخصوصا بعد حادثة تحطم طائرة مصرية وعلى متنها 30 ضابط جيش مصري، والتي لفتت -وفق ولد الوالد- نظر بن لادن ومن معه إلى أن طيارا واحدا استشهاديا يمكنه فِعل كثير.

وبعد فترة، وصلت طلابٌ كانوا يدرسون في ألمانيا إلى أفغانستان بعد فشلهم في الوصول إلى الشيشان التي كانت تتعرض لمجازر روسية في ذلك الوقت.

والغريب أن هؤلاء الشباب ومنهم رمزي بن الشيبة ومحمد عطا وزياد جراح، التقوا صدفة في مسكن واحد بألمانيا ولم يكونوا ينتمون لأي جماعة، لكنهم قرروا أن عليهم فعلَ ما هو أكثر من الصلاة في المسجد، كما يقول ولد الوالد.

وعندما عرضت هذه المجموعة واسعة الثقافة والتعليم والاندماج في المجتمع الغربي واستعدادهم الكبير للجهاد، وعرضوا خدماتهم على بن لادن، وجد فيهم فرصة سانحة لقيادة الطائرات وتنفيذ عملية 11 سبتمبر/أيلول 2001.

لكن زعيم القاعدة طلب من هذه المجموعة العودة إلى حيث أتت وممارسة حياتهم عاديا والحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، وهو ما حدث. أما الطيار الرابع هاني حنجور، فكان من المزايا التي يتمتع بها أن لديه خبرة في قيادة الطائرات.

ورُتبت الأمور الأمنية الخاصة بمجموعة الطيارين بمحو بعض تأشيرات الدخول إلى باكستان من جوازات سفرهم، وتسهيل دخولهم إلى مدرسة الطيران التي سيتعلمون فيها قيادة الطائرات، وبحلول العام 2000 كان جزء كبير من متطلبات العملية قد أنجز تقريبا، كما يقول ولد الوالد.

أما مجموعة القوة العضلية فتم تدريبها وتجهيزها داخل بيت في أفغانستان يسمى "بيت الغُمَّد" نسبة إلى قبيلة الغامدي، دون أن يعرف أحد وجودهم فيه. ثم تم إدخال المنفذين كلهم إلى الأراضي الأميركية على مراحل.

تنفيذ العملية

وقبل 3 أيام من التنفيذ، خرج بن لادن من قندهار بعدما أعطى ما يشي بأن حدثا ما سيقع يوم الثلاثاء، فبقي ولد الوالد ومن معه ينتظرون سماع خبر تفجير سفارة أو قاعدة أميركية، لكنهم صدموا بخبر تدمير البرجين، بينما أصوات المجاهدين تكبر عبر أجهزة اللاسلكي، "فعلوها الأبطال".

وكان الناس في أفغانستان بين مكذب لما يسمع ومصدق لما يرى، لكنهم جميعا بمن فيهم رافضو شن الحرب على الولايات المتحدة، كانوا سعداء بأنها شربت من الكأس التي سقت منها شعوب المنطقة سنوات، رغم علمهم بما سيجره عليهم هذا الهجوم من ويلات، كما يقول ولد الوالد.

إعلان 3/7/2025-|آخر تحديث: 11:07 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

حادث جوي يربك خطط أمازون لتوسيع خدمة Prime Air

أفادت تقارير محلية في الولايات المتحدة أن طائرتين بدون طيار تابعتين لشركة أمازون اصطدمتا صباح اليوم برافعة في مدينة تولسون بولاية أريزونا، وذلك أثناء تنفيذهما لرحلة توصيل روتينية ضمن برنامج Prime Air الخاص بالشركة.

ووفقًا للتفاصيل التي نقلتها محطة KTAR الإذاعية المحلية، وقع الحادث على بُعد نحو ميلين فقط من أحد مراكز التوزيع الرئيسية التابعة لأمازون، وهي منشأة تُستخدم عادة لتجهيز الطائرات بدون طيار قبل انطلاقها في مهام التوصيل. لحسن الحظ، لم تُسجل أي إصابات بشرية نتيجة الحادث، إلا أن السلطات المحلية استُدعيت إلى الموقع فورًا للتحقق من سلامة المنطقة ومراجعة ملابسات الواقعة.

وقال الرقيب إريك مينديز من شرطة تولسون إن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية تولت رسميًا مسؤولية التحقيق في الحادث، مشيرًا إلى أن التفاصيل الأولية لا تزال قيد المراجعة لتحديد الأسباب المحتملة، سواء كانت تقنية أو متعلقة بعوامل الطقس أو الخطأ البشري في تشغيل الطائرات.

وأكد تيرينس كلارك، المتحدث الرسمي باسم شركة أمازون، أن الشركة على علم بالحادث الذي شمل طائرتين من أسطول Prime Air في ولاية أريزونا، موضحًا أن أمازون تتعاون بشكل كامل مع الجهات التنظيمية المختصة للتحقيق في الحادث وضمان عدم تكراره مستقبلًا. وأضاف أن السلامة هي أولوية قصوى للشركة، سواء بالنسبة للعملاء أو الفرق التشغيلية أو المجتمعات التي تعمل ضمنها هذه الخدمة.

يُذكر أن برنامج Prime Air يُعد من أكثر مشاريع أمازون طموحًا في مجال التوصيل السريع، إذ يهدف إلى نقل الطرود الصغيرة مباشرة إلى منازل العملاء خلال أقل من ساعة باستخدام طائرات بدون طيار. وقد بدأت أمازون بتقديم هذه الخدمة في عدد محدود من المناطق في ولاية فينيكس العام الماضي، ضمن إطار تجريبي يخضع لمراقبة دقيقة من السلطات التنظيمية.

تعمل الطائرات بدون طيار التابعة لأمازون عادة خلال ساعات النهار فقط، وفي ظروف جوية مستقرة، لتقليل احتمالات وقوع الحوادث. وتُدار هذه الرحلات من خلال نظام تحكم متطور يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتجنب العقبات ورصد المسارات الجوية الآمنة. ومع ذلك، فإن الحادث الأخير يعكس التحديات التقنية واللوجستية المستمرة التي تواجه الشركة في سعيها لتوسيع نطاق هذه الخدمة المستقبلية.

وفي مايو الماضي، حصلت أمازون على موافقة رسمية من إدارة الطيران الفيدرالية لتوسيع عملياتها الجوية، مما يسمح لها بشحن مجموعة أوسع من المنتجات باستخدام الطائرات بدون طيار. هذه الموافقة كانت خطوة مهمة نحو تسويق الخدمة على نطاق أكبر، لكنها أيضًا وضعت على عاتق الشركة مسؤوليات إضافية تتعلق بالسلامة والامتثال للمعايير الجوية الصارمة.

ويرى محللون في قطاع التكنولوجيا أن هذا الحادث قد يبطئ من وتيرة توسع برنامج Prime Air مؤقتًا، إذ من المرجح أن تراجع إدارة الطيران الفيدرالية بروتوكولات التشغيل الخاصة بالشركة للتأكد من التزامها الكامل بمعايير السلامة. كما قد تواجه أمازون ضغوطًا إعلامية وتنظيمية متزايدة لتقديم مزيد من الشفافية بشأن أداء طائراتها وتقنيات الأمان المستخدمة في نظام الطيران الآلي.

ورغم أن أمازون ما زالت تؤكد أن التكنولوجيا المستخدمة في Prime Air آمنة وفعالة وموثوقة، إلا أن وقوع حوادث من هذا النوع يبرز حقيقة أن الابتكارات الحديثة في مجال التوصيل الجوي لا تزال في مرحلة التجريب، وأن الوصول إلى نموذج تشغيلي خالٍ من الأخطاء يتطلب سنوات إضافية من التطوير والاختبار.

مقالات مشابهة

  • مجدي الجلاد: أكثر من 70% من الوجوه التي شاهدناها في مجلس النواب السابق لن تكون موجودة في المجلس المقبل
  • حادث جوي يربك خطط أمازون لتوسيع خدمة Prime Air
  • مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة: الشارع الإسرائيلي لا يطيق نتنياهو
  • مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة: مبادرة ترامب تهدف لإنقاذ نتنياهو ولكن الشارع الإسرائيلي لا يطيقه
  • وضع ستار على الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات ترومان اثناء خطاب ترامب.. صور
  • خلية داعشية تابعة للقاعدة تضم 11 متهما.. والجنايات تعاقبهم بالمؤبد والمشدد
  • جرس إنذار يدق أبواب ميلان بعد إصابة إستوربينان وقلق حول حالة بوليسيتش
  • الطائرات المسيرة تربك الدفاعات الجوية في فرنسا
  • السيسي يقول إن ترامب يستحق نوبل للسلام ويدعوه لرعاية اتفاق غزة
  • ماكرون يبحث عن سادس رئيس وزراء لفرنسا.. ولوكورنو يقول: حل البرلمان تبدد