في تقرير استقصائي مثير، كشفت مجلة فوربس الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول جهود شركة أمازون المكثفة لتوسيع نفوذها في مجال خدمات المراقبة والذكاء الاصطناعي الموجهة لأجهزة إنفاذ القانون. 

التقرير يوضح أن الشركة لم تعد تكتفي بتقديم خدمات أمازون ويب سيرفيسز AWS كمزود سحابي عام، بل تسعى بشكل استراتيجي لتسويق منصاتها كأدوات أمنية متطورة للشرطة والجهات الحكومية حول العالم.

وبحسب الوثائق والمراسلات التي حصلت عليها فوربس، تعمل أمازون على بناء شبكة شراكات مع شركات متخصصة في مجالات المراقبة وتحليل البيانات وتطبيقات الأمن العام، بهدف تعزيز وجودها في سوق يُقدّر حجمه بأكثر من 11 مليار دولار لتكنولوجيا الشرطة.

 وتشمل هذه الشراكات شركات معروفة مثل Flock Safety المتخصصة في أنظمة تتبع المركبات وقارئات لوحات الترخيص، وشركة ZeroEyes المطورة لتقنيات كشف الأسلحة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى C3 AI وRevir Technologies اللتين تقدمان منصات لمراكز العمليات الأمنية وتحليل الجرائم في الوقت الفعلي، فضلًا عن شركات مثل Abel Police وMark43 التي توفر أنظمة ذكية للمساعدة في كتابة التقارير الشرطية تلقائيًا.

وبحسب التقرير، تُظهر رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين موظفي فريق "الأمن العام وإنفاذ القانون" في أمازون أن الشركة تسعى بشكل واضح إلى ترسيخ مكانتها في هذا القطاع المربح عبر تقديم حلول تقنية متكاملة تدعم عمليات الشرطة في الميدان والتحقيقات الجنائية. 

وتشير المراسلات إلى أن الهدف هو جعل خدمات AWS بمثابة البنية التحتية الرقمية الأساسية لتقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي الأمني في الولايات المتحدة وخارجها.

لكن هذه الاستراتيجية لم تمر دون إثارة جدل واسع. فقد أشعلت جهود المبيعات المكثفة التي تقوم بها أمازون موجة من الانتقادات الحادة من قبل منظمات حقوقية ومدافعين عن الخصوصية، الذين يرون أن دمج تقنيات المراقبة المتقدمة بالذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي قد يؤدي إلى انتهاكات واسعة للحريات المدنية واستخدامات خاطئة للتقنيات الحساسة.

ويحذر خبراء في التكنولوجيا من أن الاعتماد المفرط على خوارزميات الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأفراد أو اتخاذ قرارات ميدانية قد يُنتج نتائج غير دقيقة أو متحيزة، خصوصًا في ظل غياب الضوابط التنظيمية الصارمة. 

كما أن العديد من إدارات الشرطة، بحسب التقرير، لم تُظهر التزامًا كاملاً بالقوانين المنظمة لاستخدام هذه الأنظمة، ما يثير مخاوف إضافية حول سوء استخدامها.

وفي تصريحات لمجلة فوربس، قال جاي ستانلي، كبير محللي السياسات في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية (ACLU): "من المؤسف أن نرى إحدى أكبر الشركات في العالم تروج لتقنيات المراقبة التي يمكن أن تُستخدم بطرق استبدادية"، مضيفًا: "لم أكن أعلم أن أمازون أصبحت تلعب دور الوسيط لتقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة لإنفاذ القانون".

ويرى محللون أن تحركات أمازون الأخيرة تمثل محاولة واضحة للدخول بقوة في قطاع الأمن العام، الذي يشهد منافسة متزايدة بين شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل، اللتين تقدمان بالفعل خدمات سحابية متطورة لجهات حكومية وأمنية. 

غير أن دخول أمازون إلى هذا المجال يثير قلقًا خاصًا بسبب سجلها الواسع في جمع البيانات عبر أجهزتها الاستهلاكية مثل رينغ وكاميرات المراقبة المنزلية، وهو ما يمنحها وصولًا استثنائيًا إلى كميات هائلة من البيانات التي يمكن ربطها بشبكات المراقبة الحكومية.

وفي ظل هذا التوجه المتسارع، يُتوقع أن يزداد الجدل حول العلاقة بين شركات التكنولوجيا العملاقة والسلطات الأمنية، خصوصًا في غياب تشريعات واضحة تحدد حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة وإنفاذ القانون.

 ومع اتساع نفوذ أمازون في هذا القطاع، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستظل التقنيات الذكية أداة لتعزيز الأمن فقط، أم أنها ستتحول إلى وسيلة جديدة لتقليص الخصوصية وتوسيع المراقبة في الحياة اليومية؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد يفتتح «جيتكس جلوبال 2025» ويطّلع على أحدث حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات تسارع الخطى في مسيرتها التنموية الشاملة عبر تبنّي وتوظيف التقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي في بناء اقتصاد رقمي متطور، عبر استثمارات استراتيجية في البنية التحتية الرقمية، والصناعات المستقبلية. 

جاء ذلك خلال افتتاح سموّه، اليوم الاثنين، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، معرض جيتكس جلوبال، أكبر معرض للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العالم، في دورته الـ 45، المقامة في مركز دبي التجاري العالمي من 13 إلى 17 أكتوبر الجاري.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نريد للإمارات أن تكون النموذج العالمي في بناء اقتصاد رقمي متكامل يقوده الابتكار، ويعتمد على المعرفة والذكاء الاصطناعي، وأن تكون دولتنا منصةً عالمية لتسريع التحول في التكنولوجيا والاقتصاد.. ولدينا رؤية طموحة في دبي للوصول بإسهام التحوّل الرقمي في اقتصادها إلى 100 مليار درهم بحلول 2033... ونحن نمضي بثقة نحو تحقيق الهدف». 

وحول أثر «جيتكس جلوبال»، على الصعيدين المحلي والعالمي، أضاف سموّه: «نرحّب بأكثر من 6800 شركة تقنية و2000 شركة ناشئة من 180 دولة، في حدث يجمع أهم صُنّاع التكنولوجيا حول العالم، ومحور لبناء جسور تواصل تفتح الآفاق لمزيد من النمو والتقدّم، وفرصة نموذجية لبناء علاقات جديدة، تُسهم في تسريع وتيرة التحوّل الرقمي، وترسيخ أسس الازدهار المستدام للأجيال القادمة .. لدينا اليوم حدث تجاوز أثره كلقاء لصُنّاع التكنولوجيا من شرق العالم وغربه ليصبح حراكاً عالمياً يعكس إرادة الإمارات في قيادة التغيير الإيجابي وتحويل التحديات إلى فرص، ونقطة انطلاق شراكات استراتيجية ترسّخ مكانتنا مركزاً محورياً للاقتصاد الرقمي العالمي».
وقام سموّه، ومرافقوه، بجولة في المعرض، تفقّد خلالها أبرز أجنحة الشركات والمؤسسات المشاركة من حول العالم ومن دولة الإمارات، واطّلع على جانب من أحدث الابتكارات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والحوسبة الكمومية، وغيرها من التقنيات التكنولوجية التي تقدمها كبرى الشركات العالمية، مثل «أمازون ويب سيرفيسز» (AWS)، و«e&»، و«G42»، و«هواوي»، و«آي بي إم»، و«مايكروسوفت»، و«أوراكل»، والتي تسهم في دعم مسيرة التحوّل الرقمي في القطاعات ذات الأهمية التكنولوجية المتزايدة.

وتوقّف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من كبار المسؤولين، عند جناح «مجلس الابتكار الأوروبي»، حيث استمع سموه إلى شرح قدمته إيكاترينا زاهارييفا، المفوض الأوروبي للشركات الناشئة والبحث والابتكار، حول مشاركة المجلس والتي تضم تحت مظلتها 15 شركة رائدة من شركات الابتكار في مختلف دول الاتحاد الأوروبي.

كذلك، شملت جولة سموّه في معرض جيتكس جلوبال 2025، جناح شركة «سيسكو سيستمز» العالمية، حيث استمع إلى شرح من الدكتور جاي ديدريش، نائب الرئيس الأول، مسؤول الابتكار العالمي في الشركة، حول أهم ما تقدمه الشركة العالمية الرائدة في مجال الشبكات والأمن، من خلال حضورها في المعرض، بما في ذلك أحدث ابتكاراتها المصممة لتبسيط وتأمين وتسريع تبني الذكاء الاصطناعي للمؤسسات في العالم الرقمي سريع التطور، بما في ذلك مراكز البيانات الجاهزة للذكاء الاصطناعي، وأطر العمل المرنة في البيئة الرقمية.

وشملت جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جيتكس جناح شركة «هواوي»، حيث اطّلع على تفاصيل مشاركتها التي تأتي تحت شعار «الذكاء الشامل»، حيث تسلط الشركة العالمية الضوء على أكثر من 80 من حلول الذكاء الاصطناعي الداعمة للمجالات الصناعية، ودور الذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف الصناعات، وإعادة تشكيل نماذج الأعمال، مع استعراض أفضل الممارسات التي تُعزز تبني الذكاء الاصطناعي واستراتيجيات الاستعداد للمستقبل.

وفي إطار الجولة التي ضمت عدداً من أهم الشركات العالمية الكبرى المشاركة في «جيتكس جلوبال 2025»، توقّف سموه عند جناح شركة «سيمنس» العالمية، حيث استمع إلى شرح حول ما تقدمه خلال المعرض من حلول داعمة لبيئة العمل الذكية، والداعمة للتحول الرقمي في العديد من المجالات الحيوية الداعمة للاستدامة. 

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: فخور بوطني الذي استطاع أن يجمع العالم في "جيتكس جلوبال" في "جيتكس جلوبال".. "كي 2 - K2" تستعرض مستقبل التقنيات الذاتية

ومع تفقُّد الجهات الوطنية المشاركة في الحدث العالمي، زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقوه جناح شركة الإمارات للاتصالات «e&»، حيث استمع سموه إلى شرح حول ما تطرحه الشركة من خلال المعرض من حلول التكنولوجيا المستقبلية التي تخدم في العديد من المجالات، متضمنةً أحدث ابتكارات السيارات الطائرة، والتاكسي الجوي الكهربائي (eVTOL)، والمركبات ذاتية القيادة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والروبوتات، إضافة إلى حلول العمل المستقبلية، كما تفقد سموه منطقة تجارب الذكاء الاصطناعي. 

كما زار سموه منصة «الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي»، حيث تابع سموه شرحاً حول ما تعرضه «إقامة دبي» خلال «جيتكس جلوبال» من مشاريع مبتكرة وحلول تدعم التحول الرقمي، وتسهم في تقديم خدمات نوعية عالمية المستوى، مع التركيز على تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة تجريبية إلى منظومة تشغيلية تعزز جودة الخدمات، وترسخ مكانة دبي كأذكى مدينة في العالم. 

كذلك شملت الجولة منصة «هيئة تنمية المجتمع في دبي»، حيث اطلع صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، على ما توفره الهيئة من خدمات تعيد تشكيل مستقبل الخدمات الاجتماعية على أسس ذكية، وتوظيفها في بناء مجتمع دامج لكل فئاته، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الذكية الموجهة إلى تمكين أصحاب الهمم، علاوة على جهود الهيئة في مجال الربط الإلكتروني مع مختلف الدوائر والمؤسسات لسهولة تبادل البيانات والمعلومات، والتطبيق الذكي الخاص بالهيئة، والذي توفر من خلاله العديد من الخدمات الداعمة للمجتمع بأسلوب سريع ومتطور. 

يُذكر أن «جيتكس جلوبال» يركز في نسخته الـ 45 على حلول تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتسريع وتيرة الابتكار العالمي، وتعزيز الحوار الدولي حول السياسات والتشريعات الداعمة للتنمية المسؤولة في اقتصاد الذكاء الاصطناعي المتنامي، ويُقدم الحدث أجندة شاملة من المؤتمرات والحوارات المتخصصة والعروض التفاعلية، ليكون منصة عالمية للتعاون وتبادل الخبرات بين القطاعات، تسهم في تمكين صناع القرار وتحفيز الابتكار وتعزيز النمو الاقتصادي نحو مستقبل أكثر تقدماً واستدامة في التكنولوجيا الرقمية.

كما يُعدّ معرض جيتكس جلوبال منصة تجمع أبرز صُنّاع القرار والمعنيين في قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم، حيث يعمل كمحفّز للابتكار والاستثمار، ويوحّد جهود الجهات الحكومية ومراكز الابتكار والشركات الناشئة لتقديم أحدث الحلول والخدمات المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يُعزز التنوّع الاقتصادي والقدرة التنافسية العالمية لدولة الإمارات.

وإلى جانب مشاركة الجهات الحكومية وروّاد الصناعة وشركات التكنولوجيا العالمية، إضافةً إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والمستثمرين وروّاد الأعمال، يُمهّد معرض جيتكس جلوبال الطريق للعقد القادم من التحوّل الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي. 
ومن المتوقع أن يُسهم هذا الحدث الرائد في تحديد أثر التكنولوجيا في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، ودعم الأطر الاستراتيجية الوطنية والمحلية، بما في ذلك أجندة دبي الاقتصادية (D33)، واستراتيجية دبي للبلوك تشين، ورؤية الإمارات 2031.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • عبد اللطيف: المعلم صانع المستقبل والذكاء الاصطناعي قوة تحول في التعليم المصري
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • د. ثروت إمبابي يكتب: الزراعة المصرية بين البيروقراطية والذكاء الاصطناعي
  • نقابة الإعلاميين تناقش تطوير الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي 
  • المبدعون والذكاء الاصطناعي تحديات وعيوب.. ندوة باتحاد الكتاب
  • محمد بن راشد يفتتح «جيتكس جلوبال 2025» ويطّلع على أحدث حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • «دبي الرقمية» تعرض في «جيتكس» مبادراتها الرائدة بمجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • دراسة: معظم الناس يواجهون صعوبة في التفريق بين الأصوات البشرية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية