الجزائر تعزز دورها كمصدر رئيسي للغاز في أوروبا.. صفقة ضخمة مع «إيني» الإيطالية
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
في دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا، استقبل الرئيس عبد المجيد تبون، الإثنين، بالعاصمة الجزائرية، الرئيس التنفيذي لمجموعة الطاقة الإيطالية العملاقة “إيني”، كلاوديو ديسكالزي، في لقاء رفيع المستوى خصص لتعزيز الشراكة الطاقوية بين البلدين وتوقيع اتفاق استثماري بالغ الأهمية مع شركة “سوناطراك” الجزائرية.
الاجتماع، الذي حضره المدير العام لـ”سوناطراك” رشيد حشيشي، والأمين العام بالنيابة لوزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة رميني أمين، تناول مستقبل التعاون بين الجانبين في مجالات إنتاج وتصدير الغاز، إضافة إلى الخطط الاستراتيجية للتحول الطاقوي والمشاريع ذات الطابع المستدام.
وخلال الزيارة، توّجت المحادثات بتوقيع عقد ضخم لاستكشاف وتنمية المحروقات في منطقة “زمول الكبر”، جنوب شرق حاسي مسعود، يغطي مساحة تفوق 4200 كيلومتر مربع، ويمتد على مدار 30 عامًا، ما يعكس ثقة “إيني” الكبيرة في المناخ الاستثماري الجزائري وموارد البلاد الطبيعية.
ووفق بيان صادر عن “سوناطراك”، فإن قيمة الاستثمارات المقررة ضمن هذا العقد تبلغ حوالي 1.35 مليار دولار، منها 110 ملايين مخصصة لأعمال البحث والاستكشاف، بينما يقدر الإنتاج الإجمالي المنتظر من المشروع بـ415 مليون برميل مكافئ نفط، تتضمن 9.3 مليار متر مكعب من الغاز.
ويُتوقع أن يُسهم هذا المشروع في تعزيز موقع الجزائر كأحد أبرز موردي الطاقة لأوروبا، لا سيما في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية والحاجة المتزايدة لمصادر بديلة للغاز الروسي، في وقت تسعى فيه دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها إيطاليا، لتنويع مصادرها الطاقوية بشكل عاجل.
وتأتي هذه الخطوة في سياق ديناميكية جديدة تشهدها العلاقات الجزائرية الإيطالية منذ سنوات، إذ تمثل “إيني” أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين للجزائر في قطاع الطاقة، وتعمل على تطوير مشاريع مشتركة لا تقتصر على المحروقات التقليدية، بل تمتد إلى الطاقات المتجددة وتقنيات الحد من انبعاثات الكربون.
ويعكس هذا التوقيع أيضًا رغبة الجزائر في ترسيخ شراكات طويلة الأمد مبنية على الثقة والمصالح المشتركة، خاصة مع شركاء أوروبيين قادرين على جلب الخبرات والتكنولوجيا، إلى جانب الاستثمارات المالية المباشرة، في وقت تسعى فيه البلاد لتوسيع قاعدتها الإنتاجية ورفع عوائدها من قطاع الطاقة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أسعار الغاز أسعار الغاز في أوروبا إيطاليا إيطاليا والجزائر الاقتصاد الجزائري الجزائر
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض “الأردن: فجر المسيحية” في مدينة أسيزي الإيطالية
صراحة نيوز- أسيزي – إيطاليا
في إطار تسليط الضوء على أهمية الإرث الديني في الأردن وتعزيز السياحة الدينية، تم افتتاح معرض “الأردن: فجر المسيحية” في مدينة أسيزي الإيطالية، يوم الجمعة الموافق ٤ تموز ٢٠٢٥، بحضور وزيرة السياحة والآثار الأردنية السيدة لينا عنّاب، وسفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الجمهورية الإيطالية، السيد قيس أبو ديه، والأب فرانشيسكو بيلوني، الرئيس الإقليمي للرهبنة الفرنسيسكانية في أسيزي، ونائبة رئيس بلدية أسيزي السيدة فيرونيكا كافالوتشي، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الرسمية والسياسية والدينية والثقافية الإيطالية.
ويكتسب هذا المعرض أهمية خاصة لكونه يُقام في مدينة أسيزي، التي تُعد رمزًا عالميًا للسلام والحوار، ومقصد حج يزورها أكثر من خمسة ملايين زائر وحاج سنويًّا، ما يعزز رسالته في الترويج للأردن كوجهة دينية وروحية وثقافية بارزة.
في كلمتها الافتتاحية، عبّرت الوزيرة عناب عن أهمية افتتاح المعرض في مدينة تحمل رمزية كبيرة كأسيزي، مشيرة إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين كان قد حصل فيها على جائزة مصباح السلام لعام 2019، التي تُمنح لجلالته تقديراً لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان والتآخي وحوار الأديان والسلام في الشرق الأوسط والعالم.
وأكدت الوزيرة أن “هذا المعرض يحمل رسالة إنسانية وروحية تتجاوز الحدود، يبرز من خلالها النموذج الأردني في العيش المشترك والوئام، ويعكس صورة الأردن كأرض سلام ومحبة وإنسانية”. وأضافت أن الأردن يُعد وجهة رئيسية للحج المسيحي، وأن هذا المعرض يساهم في تعزيز السياحة الدينية ودعوة الزوار لاكتشاف المواقع المقدسة في المملكة.
من جهته، شكر السيد قيس أبو ديه بلدية أسيزي وسلطاتها السياسية والدينية والثقافية على استضافة هذا الحدث، مشدداً على أن “هذا التعاون الثقافي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الأردن وإيطاليا، ويعزز جسور الصداقة والتفاهم بين الشعبين”. كما سلط الضوء على دور الأردن المحوري في حماية وصون الأماكن المقدسة، وخاصة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، والتي تجسد التزام المملكة الثابت بحماية التراث الديني الإنساني.
أما نائبة رئيس بلدية أسيزي، السيدة فيرونيكا كافالوتشي، فأكدت أن المعرض يبعث برسالة قوية لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وأن أسيزي ترحب دائماً بالمبادرات التي تعزز التفاهم والتقارب بين الشعوب.
وقد تجوّل الحضور في أروقة المعرض، الذي يضم نحو 90 قطعة أثرية نادرة من 34 موقعاً أثرياً في الأردن، تروي قصة نشأة المسيحية في الأراضي الأردنية، من موقع معمودية السيد المسيح في المغطس، إلى جبل نيبو، وقلعة مكاور، وتل مار إلياس، وكنيسة سيدة الجبل في عنجرة.
وأبدى الزوار إعجابهم بما يقدمه المعرض من عمق ديني وتاريخي، وبما يعكس استمرار الحضور المسيحي في الأردن عبر التاريخ والحضارات.
يأتي هذا المعرض، الذي تنظمه وزارة السياحة والآثار الأردنية ويشرف عليه المدير الفني السيد إياد خزوز، كمحطته الثانية ضمن جولته الدولية بعد النجاح الذي حققه في الفاتيكان في شهري شباط وآذار الماضيين، ويستمر حتى 2 آب في قصر مونتي فرومنتاريو في قلب أسيزي، مهد القديس فرنسيس ورمز الحوار والسلام. وستكون محطته المقبلة في العاصمة اليونانية أثينا خلال شهر أيلول القادم.
“معرض الأردن: فجر المسيحية” يقدم للزوار تجربة روحية وإنسانية فريدة، تأخذهم في رحلة إلى جذور المسيحية الأولى، من نهر الأردن حيث بدأت الرسالة التي ما زالت تلهم الملايين حول العالم حتى اليوم.