طقم حوثي ينهي حياة معلم في تعز.. استهتار متواصل بأرواح المدنيين
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والاستهتار من قبل مليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، تتزايد حوادث الدهس والاصطدام الناتجة عن قيادة أطقمها العسكرية بسرعة جنونية وتهور مفرط، دون أدنى اعتبار لحياة المدنيين وسلامتهم.
مشاهد العربات المسلحة التي تشق الشوارع العامة، وسط الأحياء والأسواق، أصبحت جزءًا من يوميات مرعبة لسكان الحوبان ومناطق أخرى، حيث تتحول الأطقم إلى أدوات موت متحركة، يدفع ثمنها الأبرياء.
آخر ضحايا هذا الانفلات الأمني كان المعلم عبدالسلام علي قاسم، أحد أبناء مديرية مذيخرة بمحافظة إب، حيث قُتل بعد أن دهسه طقم حوثي في منطقة الحوبان التابعة لمحافظة تعز، وسط تجاهل تام من الجهات التابعة للجماعة، وعدم اتخاذ أي إجراءات لمحاسبة الجناة أو حتى الاعتراف بالحادثة.
وبحسب الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في بيان لها، أنها تلقت بلاغًا يفيد بأن المعلم تعرض للدهس أمام حديقة دريم لاند، حيث فَرَّ سائق الطقم فور ارتكابه الجريمة، دون تقديم أي إسعافات أو بلاغ عن الحادث، تاركًا الضحية يصارع الموت في الشارع.
وأشار شهود عيان إلى أن عددًا من المواطنين هرعوا إلى إسعاف المعلم الذي كان في حالة حرجة للغاية، بعد إصابته بنزيف في الدماغ، لكن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، حيث توفي لاحقًا متأثرًا بجراحه.
وأوضحت الشبكة أن هذه الجريمة تعكس الاستهتار المتعمد من قبل مليشيا الحوثي بأرواح المواطنين، وخاصة الكوادر التعليمية التي تعاني منذ سنوات من الإهمال المتعمد، وانقطاع الرواتب، والانتهاكات المتكررة.
ولفتت إلى أن الحادثة مرّت دون أي تحرّك من سلطات الحوثيين في المنطقة، حيث لم يُفتح أي تحقيق ولم يُعلن عن ضبط الجاني، ما يُظهر سياسة الإفلات من العقاب التي تنتهجها الجماعة.
وطالبت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، المنظمات الدولية والمحلية، بالتحقيق في هذه الحادثة وغيرها من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون في مناطق سيطرة الحوثيين، والعمل على وقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
قبة المعراج في القدس معلم يخلد رحلة النبي ﷺ إلى السماء
قبة المعراج تقع داخل صحن الصخرة في المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة المشرفة. بنيت في العصر الأموي مع بناء قبة الصخرة، ثم هدمت في الفترة الصليبية، وأعاد بناءها الأمير عز الدين الزنجيلي في فترة توليه على القدس سنة 597 هـ، وتم تشييدها لتخليد ذكرى معراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الموقع والتسميةتقع قبة المعراج داخل ساحة المسجد الأقصى المبارك، إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة المشرفة، في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة الفلسطينية المقدسة.
وقد شيدت عام 1200 م بأمر من الأمير عز الدين الزنجيلي، والي القدس في عهد السلطان العادل أبو بكر بن أيوب.
وقد أشار الرحالة ناصر بن خسرو إلى أن هذه القبة بنيت مكان قبة أخرى قديمة تعود إلى عهد عبد الملك بن مروان قبل استيلاء الصليبيين على المدينة وهدمها.
وتسمى كذلك "قبة النبي" وهو اسم أطلق عليها في الفترة الأيوبية، وهناك من يسميها "قبة معراج النبي" للتذكير بحادثة معراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى من المسجد الأقصى المبارك.
وتشتهر قبة المعراج بتاج معماري فريد يعلوها، ووصفها فضل الله العمري في كتابه "مسالك الأبصار".
واتخذت القبة اسمها الحالي في العصر المملوكي، كما يشير العمري إلى ذلك عام 746 هـ/1345م، ويقول "بني عليها (أي فوق المصطبة) قبة مثمنة، تسمى قبة المعراج بابها يفتح للشمال، بينما في العصر العثماني وضعت آية الإسراء فوق محرابها تأكيدا لتسمية القبة بِقبة المعراج".
تاريخ البناءيعود بناء قبة المعراج إلى العهد الأموي، وقد هدمها الصليبيون أثناء احتلالهم القدس، وبعد التحرير الأيوبي أعاد بناءها الأمير عز الدين الزنجيلي، متولي القدس الشريف عام 597 هـ/1201م، أي في العهد الأيوبي.
وأما زخرفة المحراب فكانت سنة 1195هـ الموافق 1781م، ومن المؤكد أن القبة أعيدت عمارتها بالفترة الأيوبية في عهد السلطان سيف الدين أبو بكر، وقد استفيد من النقش الموجود فوق المدخل الرئيسي، وفيما بعد جددها العثمانيون.
ويذكر الدكتور محمود الهواري -في رسالته عن المباني الأيوبية في القدس- أن المنبر الموجود في القبة أيوبي، رغم استخدام بعض العناصر المعمارية التي كانت موجودة بالفترة الصليبية، ويؤكد المبنى والنقش الذي بداخله أن المحراب أصيلٌ في المنبر ولم يضف إليه.
قبة المعراج مبنى صغير مثمن الأضلاع مثل قبة الصخرة المجاورة له، طول كل ضلع من أضلاعها 2.6 متر، وفي كل ضلع 4 أعمدة، عدا الضلع الجنوبي فيوجد به عمودان، وهي بذلك تقوم على 30 عمودا.
إعلانوتحمل الأعمدة 8 عقود مدببة سُدت فتحاتها بالرخام الأبيض، وفي الجهة الجنوبية للقبة يوجد محراب حجري مكسو بالقيشاني الملون في زمن السلطان عبد الحميد الأول عام 1195هـ/1781م.
ويقابله ضلع آخر في الناحية الشمالية فتح به باب الدخول إلى القبة، وتعلو القبة الكبيرة أخرى صغيرة محمولة على 6 أعمدة تشبه "التاج" وهي من بقايا البناء الصليبي الذي أعاد استخدامه الأيوبيون.
وعرفت قبة المعراج الأموية بأنها كانت أعمدة بلا حيطان، بينما القبة الأيوبية أغلقت بالرخام وجعل لها باب يغلق بشكل دائم، واستخدمت القبة في العصر المملوكي لعقد دروس لسماع كتب الحديث النبوي الشريف، وأواخر القرن العشرين بدأت تستخدمها لجنة الإعمار بالمسجد الأقصى المبارك.
ويضم المسجد الأقصى المبارك 13 قبة عدا قبة الصخرة، بني أغلبها في العهدين الأموي والأيوبي، وتختلف في طراز بنائها وارتفاع كل منها.
ومن بين تلك القباب قبة السلسلة وقبة المعراج والقبة النحوية وقبة موسى وقبة سليمان وقبة الأرواح وقبة الخضر وقبة يوسف أغا وقبة عشاق النبي وقبة الشيخ الخليلي وقبة مهد عيسى.