غروندبرغ: تسليم الرواتب حاليا مسألة صعبة وشديدة التعقيد والهدنة وسيلة للوصول لحل سياسي شامل
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
قلل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الثلاثاء، من إمكانية الوصول لحل بخصوص رواتب موظفي الدولة بمناطق سيطرة الحوثيين، في الوقت الذي أكد أن الهدنة نقطة مهمة ومدخل لنقاشات مهمة بين الأطراف اليمنية بهدف التوصل لحل سياسي شامل على المدى البعيد.
جاء ذلك خلال مقابلة مطولة للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ مع قناة اليمن اليوم.
وقال غروندبرغ، بأن حل مسألة الرواتب في الأثناء صعب وشديد التعقيد، خصوصا حينما "تدخل لكيفية تسليم هذه الرواتب، فإنك تدخل في أسئلة شديدة التعقيد عندما يتعلق الأمر بالميزانية وعندما يتعلق الأمر بالإيرادات. وهذه هي الأسئلة التي يجب تسويتها من خلال المفاوضات بين اليمنيين".
وأضاف بأنه يسعى لإيجاد حل "يسمح بدفع الرواتب، ولكن أيضًا يُمَكِن اليمنيين أنفسهم، بينما يتم دفع الرواتب، الدخول في مفاوضات على المدى الطويل والوصول إلى تسوية مستدامة بشأن صرف هذه الرواتب مستقبلاً".
ووصف غروندبرغ، الهدنة التي بدأت في ابريل من العام الماضي ولا تزال جارية حتى اللحظة، بأنها نقطة تحول في النزاع وأنها أطول فترة من الهدوء النسبي شهدتها اليمن منذ بداية النزاع، وأعطت فرصة لتحقيق انفراجات في مختلف القضايا الخلافية التي تعذر إحراز التقدم بشأنها لفترة طويلة قبل الهدنة.
وأوضح أن الهدنة أتاحت إمكانية تقديم حلول معينة وتنفيذها كإعادة فتح منافذ دخول إلى اليمن في إشارة لفتح ميناء الحديدة وتوسيع رحلات مطار صنعاء، مؤكدا أن الهدنة فرصة ووسيلة وهو ما كان في صالح معظم اليمنيين. لكن في نهاية المطاف، كانت الهدنة بمثابة فرصة، وليست كافية غير أنها وسيلة للوصول إلى الغاية ومدخل لتسوية النزاع.
وأشار إلى أن الهدنة في حد ذاتها لن تحقق ما يحتاجه اليمن بكامله، إذا لم يتم البناء عليها، فإن "كل القضايا التي لا تزال بحاجة إلى تسوية للوصول إلى تسوية طويلة الأمد للنزاع ستبقى أيضًا هشة وعصية على الحل".
وشدد المبعوث الأممي، على أهمية "ضمان اتخاذ الخطوات اللازمة للانتقال من الوضع الحالي، من الهدنة، إلى خطوات حقيقية نحو تسوية سياسية وكذلك تنفيذ وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني".
ورفض غروندبرغ، توجيه الإتهام لأي طرف من الأطراف اليمنية بعرقلة الوصول لحل سياسي، مؤكدا أن مهمته تقريب وجهات النظر بين الأطراف والسعي للوصول لحل سياسي شامل على المدى البعيد.
ولفت إلى إطلاعه على الجهود العمانية والمباحثات السعودية الحوثية، قائلا: "كنت على دراية، وعلى علم باللقاءات، وكنت على دراية باللقاءات الأخرى التي جرت، وأشعر أنني مطلع على مستوى المناقشات التي تجري"، مضيفا: "الجهود التي تتم غالبًا ما تتم بالتنسيق مع مكتبي، وهي جهود في النهاية تهدف إلى الوصول إلى نفس الغاية المتعلقة بدعم اليمنيين للدخول في مفاوضات جادة".
وعن حصار تعز، شدد المبعوث الأممي على ضرورة فتح طرقات تعز وتخفيف معاناة الناس التي قال بأنها شاهدها بعد شهرين من توليه منصبه، لافتا لأهمية فتح بقية الطرق في المحافظات وحرية تنقل الناس والعودة إلى الحياة الطبيعية، مؤكدا على أهمية أن تكون "جميع الطرق مفتوحة، ويجب فتح الطرق في تعز".
وعن القضية الجنوبية والمطالبة بالإنفصال قال المبعوث الأممي بأن "مسألة الجنوب، ومسألة مستقبل الجنوب هي قضية قائمة منذ زمن طويل، وهذا غني عن القول، فقد استمرت لوقت طويل جدًا. وترتبط هذه القضية بمسائل ذات طبيعة طويلة المدى مثل ترتيبات الحكم المستقبلية وإدارة الموارد والإيرادات على الصعيد الوطني".
وأضاف: "أعتقد أن المسألة الجنوبية ومستقبل الجنوب بحاجة إلى معالجة. لكن يجب معالجتها في سياق تسوية تفاوضية بشأن مستقبل اليمن. ويجب معالجتها بطريقة سلمية، ويجب معالجتها بين اليمنيين حيث يُسمح بسماع مختلف أصوات الجنوب، ولكن يُسمح أيضًا بسماع أصوات أخرى، بحيث يتم ذلك بطريقة منظمة وبطريقة سلمية".
وعن الاتفاق السعودي الإيراني بعودة العلاقة بينهما، أكد المبعوث الأممي أن هذا الاتفاق يصب في مصلحة اليمن مؤكدا أن الحل لن يأتي إلا عبر اليمنيين وأن الخارج دور مساعد وهام لإنجاح أي اتفاق يمني يمني لإنهاء الصراع المستمر في البلاد منذ تسع سنوات.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: صنعاء غروندبرغ اليمن مليشيا الحوثي الحرب في اليمن المبعوث الأممی لحل سیاسی
إقرأ أيضاً:
الرئيس العراقي: القمة العربية الـ34 تعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد
أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، اليوم، أن القمة العربية الـ 34، تعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد المنطقة وأمن البلاد والشعوب العربية، لافتا إلى أن "شبح الحرب يهدد الأمن والاستقرار ويعرقل جهودنا التنموية وتطلعاتنا المستقبلية".
وشدد الرئيس العراقي، في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين تحت شعار: (حوار وتضامن وتنمية) برئاسة العراق، على ضرورة أخذ المبادرة والحراك العاجل لتعزيز فرص الاستقرار العربي والإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن العراق ملتزم بمبادئ الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي القائمة على احترام سيادة الدول وحسن الجوار والتعاون المشترك، مبينا أن العراق يشدد على أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية والحوارات الثنائية المباشرة أو عبر الوسطاء، ويرفض سياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية واستخدام القوة.
كما أكد ضرورة نيل حقوق الشعب الفلسطيني على كامل ترابه الوطني ورفض جميع محاولات التهجير تحت أي ظرف أو مسمى، لافتا إلى حرص العراق الراسخ على دعم الأمن والاستقرار في الدول العربية الشقيقة، حيث لا يمكن تجزئة الأمن المشترك، لافتا إلى أن العراق يشدد على أهمية الحلول السياسية والحوار الوطني الشامل كسبيل وحيد لإنهاء الأزمات .
وأضاف أن الهدف الأسمى من عقد القمة العربية اليوم، هو توحيد المواقف تجاه التحديات المتزايدة، مطالبا بتفعيل مشترك، مع التغاضي عن ما يمكن أن يفرق وحدة الدول العربية.
من جانبه أعلن محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي، في كلمته أمام القمة، عن إطلاق 18 مبادرة، بالإضافة إلى تبرعات بلغت 40 مليون دولار مخصصة لغزة ولبنان.
وقال السوداني إن العراق يعتمد سياسة خارجية تقدم الشراكة كأولوية، مشيرا إلى أن رؤية العراق لنهاية الأزمات ومناشئ الصراع في المنطقة تنطلق من حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقه في الحياة الحرة الكريمة على أرضه، وأن يتوقف العدوان المستمر الذي يغذي الصراع والعنف.
وتابع السوداني قائلا: هذه الإبادة الجماعية قد بلغت من البشاعة ما لم تشهده كل صراعات التاريخ، مؤكداً رفض العراق المستمر لأفعال التهجير القسري للفلسطينيين مع وجوب إيقاف المجازر في غزة، والاعتداءات على الضفة الغربية والأراضي المحتلة، وفتح الأبواب أمام المساعدات الإنسانية.
ودعا السوداني إلى عمل عربي جاد ومسؤول لإنقاذ غزة وإعادة تفعيل دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في القطاع وفي الضفة الغربية.
وأكد رئيس الوزراء دعم العراق لـوقف إطلاق النار في جنوب لبنان مديناً الاعتداءات المتكررة على سيادة هذا البلد الشقيق ومشدداً على العمل من أجل أن يستعيد لبنان دوره ويحقق استقراره.
وجدد السوداني مواقف العراق الثابتة الداعمة لوحدة سوريا وسيادتها على ترابها الوطني، ورفض أي اعتداء أو هيمنة على أي أرض سوريا.
وتابع: "لن نبخل بأي جهد لدعم الأشقاء في سوريا لإقامة دولة المواطنة وبناء نظام دستوري ديمقراطي عبر عملية انتقالية شاملة تضمن حقوق أبناء الشعب السوري وحرية الأديان لجميع مكوناته، وتحارب الإرهاب بمختلف أشكاله".
وثمن رئيس الحكومة العراقية، قرار الولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات عن سوريا معبراً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في التخفيف من معاناة الشعب السوري.
كما شدد رئيس الوزراء العراقي، على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وحقن دماء أبناء الوطن الواحد، وإيجاد حلول مستدامة للأزمة الإنسانية الحادة التي تمر بها البلاد.
كانت أعمال القمة انطلقت بكلمة البحرين التي ألقاها عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية البحريني بصفة بلاده رئيس الدورة السابقة الـ 33، حيث سلم رئاسة الدورة إلى العراق.