أعطى كأس العالم للأندية 2025 انطباعا "غير إيجابي" عن الصورة التي سيظهر بها مونديال 2026، البطولة الكبرى لكرة القدم، التي تستضيفها الولايات المتحدة بالاشتراك مع كندا والمكسيك.

وأخذت مشاهد إجهاد اللاعبين نتيجة الحرارة المرتفعة، وتوقف المباريات لفترات طويلة بسبب الظروف الجوية السيئة، حيزا واسعا من الجدل، إذ دعا المتحدث باسم الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) إلى أن تكون البطولة الحالية "جرس إنذار"، محذرا في تصريحات من الأخطار الحقيقية والمتزايدة لإقامة مباريات في درجات حرارة مرتفعة، كما حث "فيفبرو" الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على إعادة النظر في توقيت المباريات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ريال مدريد ضد سان جيرمان بكأس العالم للأندية.. موعد المباراة والقنوات الناقلةlist 2 of 2مبابي يصنع التاريخ في موسمه الأول مع ريال مدريدend of list متوسط درجات الحرارة

وخلصت صحيفة غارديان البريطانية -إثر تحليل أجرته- إلى أن متوسط الحرارة خلال البطولة، الذي يشمل أسخن وأبرد مباراة، بلغ 30 درجة مئوية، في حين وصل المتوسط العام للحرارة 32 درجة مئوية.

كما شكلت فترات التوقف الطويلة -نتيجة الظروف الجوية وتحذيرات الطقس من حدوث العواصف- تحديا كبيرا أمام الفرق واللاعبين، فبعد توقف مباراة تشلسي الإنجليزي أمام بنفيكا البرتغالي لساعتين، اعتبر المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا أن ما يحدث "مزحة، وليس كرة قدم"، وأن الولايات المتحدة ربما لا تكون المكان الأنسب لإقامة البطولة.

توقيت المباريات المرتبط بالنقل المباشر الذي يراعي فروق التوقيت بين القارات أسهم في زيادة تأثير الحرارة (رويترز)

كذلك، أسهم توقيت المباريات المرتبط بالنقل المباشر -الذي يراعي فروق التوقيت بين القارات- في زيادة تأثير الحرارة، مما دفع الفيفا للإعلان عن دراسة جدية لإقامة المباراة النهائية لمونديال 2026 الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي.

وبعد تصاعد الانتقادات للبطولة، أكد الفيفا -في بيان رسمي- أن "صحة وسلامة جميع المعنيين بكرة القدم أولوية قصوى"، مشددا على أن خطته الوقائية شملت فترتي تبريد خلال المباراة، و5 تبديلات مع تبديل إضافي في الأشواط الإضافية.

واعتبر الصحفي الرياضي التونسي في شبكة سكاي سبورت الألمانية محمد أمين الكناني أن الفيفا لن يستطيع إجراء تغييرات كبيرة على مواعيد المباريات بسبب ارتباطها بحقوق البث ونسب المشاهدة.

وأضاف أن الفيفا أمام تحد كبير لإنجاح بطولة في قارة صعبة من حيث البنية التحتية التي تختلف عن ملاعب أوروبا، مرجحا قيام الفيفا بتغييرات جذرية مستقبلا لإنجاح مونديال 2026، مثل العمل على بعض الخطوات التحفيزية والخصومات على التذاكر والتنقل للجماهير التي ستواجه صعوبات بالتنقل لمسافات كبيرة خاصة لجماهير المنتخبات الآسيوية والأفريقية.

حضور جماهيري خجول

أما عن مستوى الحضور الجماهيري -خاصة في بلد لا تُعتبر فيه كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، بل تحتل المرتبة الرابعة بعد كرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأميركية- فزادت المخاوف من إقبال جماهيري ضعيف، لا سيما في المراحل الأولى من مونديال منتخبات، خاصة مع الظروف الجوية الصعبة وبعد أن قام الاتحاد الدولي بزيادة عدد الفرق المشاركة في المونديال إلى 48 منتخبا، وبالتالي ستكون هناك مباريات بمستوى أضعف من المعتاد ومنتخبات أقل شعبية ومؤازرة جماهيرية.

إعلان

ويعزز هذه المخاوف متوسط الحضور الجماهيري لكأس العالم للأندية، إذ أظهرت بيانات نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن هناك أكثر من 400 ألف مقعد فارغ خلال أولى جولات البطولة، في حين بلغت نسبة الحضور 56.8% في أول 16 مباراة من البطولة، كما شهدت نصف هذه المباريات نسبة حضور أقل من 50% من سعة الملعب.

نسبة الحضور بلغت 56.8 % في أول 16 مباراة من كأس العالم للأندية (رويترز) جفاف الأرضيات

الملاعب التي استضافت مونديال الأندية لم تسلم من الانتقادات الحادة، فجزء من هذه الملاعب تقام عليها مباريات لرياضات أخرى، أبرزها كرة القدم الأميركية وفعاليات ومهرجانات غنائية، كما انتقد عدد من المدربين أرضيات الملاعب الجافة وطرق ريها اليدوية.

واشتكى لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي من أرضية ملعب مباراة فريقه الأولى ضد أتلتيكو مدريد، واصفا الكرة بأنها تقفز مثل "الأرنب"، الأمر الذي دفع مدير قسم تطوير كرة القدم العالمية أرسين فينغر إلى الاعتراف بأن أرضية الملعب ليست بالجودة المطلوبة، ولا بالمستوى الذي اعتادته أندية أوروبا، متعهدا بالعمل على تصحيح هذا الأمر.

ولم يخلُ الأمر من مقارنات عقدتها الجماهير والخبراء بين النسخ السابقة، خاصة نسخة مونديال 2022 في قطر، ومؤشرات النجاح التي رافقت نسخة كأس العرب التي اعتبرت نسخة تجريبية للبطولة، والمؤشرات السلبية التي رشحت من النسخة الحالية لكأس العالم للأندية وأعطت توقعات سلبية لمونديال 2026.

كل ما سبق يؤكد أن عملا شاقا وطويلا قد ألقي على عاتق الفيفا والبلد المضيف، في سبيل تذليل الصعوبات التي واجهت بطولة العالم للأندية، ووضعتهما في سباق مع الزمن مع بقاء أقل من عام على انطلاق الحدث الكروي الأضخم في العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات كأس العالم أبطال أفريقيا كأس العالم للأندية كأس العالم للأندية کأس العالم للأندیة موندیال 2026 کرة القدم

إقرأ أيضاً:

خلاف صامت بين الفيفا واليويفا.. صراع جديد يهدد خريطة كرة القدم الأوروبية

تتصاعد في أروقة كرة القدم العالمية أزمة جديدة بين الاتحاد الدولي (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا)، بعد موافقة الأخير على إقامة مباريات من الدوريين الإسباني والإيطالي خارج القارة، في خطوة اعتبرها البعض "تحديًا مباشرًا" للسلطة التنظيمية التي يحتفظ بها الفيفا على مستوى العالم.

إنفانتينو يحذر: كرة القدم تواجه خطرًا حقيقيًا بسبب نقل المباريات خارج الحدود

القرار الأوروبي الذي سمح بإقامة مباراة فياريال وبرشلونة في مدينة ميامي الأميركية، ومباراة ميلان وكومو في مدينة بيرث الأسترالية، لم يمر مرور الكرام داخل أروقة الاتحاد الدولي. فالفيفا يرى أن مثل هذه القرارات لا يمكن أن تُتخذ بمعزل عنه، لأنها تمس الأسس القانونية التي تنظّم المنافسات المحلية والقارية.

ورغم أن السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، لم يهاجم اليويفا بشكل مباشر، إلا أن لهجته الحادة خلال كلمته في روما أوصلت رسالة واضحة مفادها أن الاتحاد الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي محاولات لتغيير هيكل اللعبة المعتمد منذ عقود.

وقال إنفانتينو: "لدينا هيكل متوازن يضمن العدالة بين الاتحادات، وإذا بدأنا بتغيير موقع إقامة المباريات، فسنفتح الباب أمام فوضى تنظيمية قد تضر بمستقبل كرة القدم".
تصريح بدا للكثيرين بمثابة انتقاد غير مباشر لقرار الاتحاد الأوروبي، الذي مضى في طريقه دون انتظار الضوء الأخضر من الفيفا.

ويخشى مسؤولو الاتحاد الدولي من أن يؤدي توسع اليويفا في إقامة مباريات خارج أوروبا إلى خلق "نظام موازٍ" للبطولات، يهدد بانقسام في السلطة بين الاتحادين، خاصة أن الفيفا هو الجهة الوحيدة المخوّلة تنظيم المنافسات الدولية.

من جهته، يرى اليويفا أن قراراته تقع ضمن صلاحياته الكاملة، طالما أن المباريات تظل جزءًا من المسابقات المحلية، ولا تتعارض مع أجندة الاتحاد الدولي. ويعتبر الاتحاد الأوروبي أن إقامة مباراة أو اثنتين في الخارج هو "تجربة تسويقية" تهدف إلى جذب جماهير جديدة وتعزيز الصورة العالمية للأندية الأوروبية.

لكن وراء الكواليس، يبدو أن الأزمة تتجاوز الجوانب التنظيمية. فهناك من يقرأها في إطار "صراع نفوذ" بين الاتحادين الكبيرين حول من يملك حق توجيه مستقبل اللعبة. ففي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقة بين الجانبين توترات متكررة، أبرزها الخلاف على موعد كأس العالم للأندية وتوسيع عدد المنتخبات في المونديال.

ويرى خبراء الشأن الكروي أن الصراع بين الفيفا واليويفا قد يدخل مرحلة جديدة من التجاذب، خصوصًا مع تصاعد النزعة التجارية في أوروبا ورغبة الأندية الكبرى في التحرر من القيود التنظيمية القديمة.

ويؤكد البعض أن الخطورة لا تكمن في مباراة تُلعب في ميامي أو بيرث، بل في "السابقة" التي قد تفتح الباب أمام نقل مزيد من المباريات، بما يُحدث شرخًا في وحدة النظام الكروي العالمي.

في المقابل، يحاول الفيفا احتواء الموقف من دون تصعيد مباشر، إذ يدرك أن أي مواجهة علنية قد تضر بصورة اللعبة أمام الجماهير. ومع ذلك، فإن كلمات إنفانتينو في روما كانت كافية لتوجيه إنذار مبكر مفاده أن "الكرة العالمية تقف على أعتاب أزمة صامتة بين أكبر مؤسستين تديران اللعبة".

 الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، إذ ينتظر أن يقدّم اليويفا ردّه الرسمي على استفسارات الفيفا، فيما يترقب الشارع الرياضي ما إذا كانت هذه الأزمة ستبقى داخل الغرف المغلقة، أم ستتحول إلى مواجهة مفتوحة تهدد توازن كرة القدم الأوروبية كما نعرفها اليوم.

مقالات مشابهة

  • الفيفا بين حماية هوية اللعبة وإغراءات المال.. جدل اقتصادي يهز كرة القدم العالمية
  • الاتحاد الصربي لكرة القدم يعلن غياب 5 لاعبين عن مباراة أندورا بتصفيات المونديال
  • خلاف صامت بين الفيفا واليويفا.. صراع جديد يهدد خريطة كرة القدم الأوروبية
  • إنفانتينو يحذر: كرة القدم تواجه خطرًا حقيقيًا بسبب نقل المباريات خارج الحدود
  • سيناريو غير مسبوق في تصفيات أفريقيا لمونديال 2026.. ما السبب؟
  • رئيس الفيفا يدعو الشعب الكندي لدعم كأس العالم 2026
  • «الفيفا» يوقف نائب رئيس الاتحاد السوداني «15» مباراة
  • الأندية الجزائرية تبارك تأهل الخضر لمونديال 2026
  • العنابي في المجموعة العاشرة لمونديال الشاطئية
  • حضور قطري مميز في لجان «الفيفا»