7 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: يقف القضاء العراقي شامخاً كأحد أعمدة الدولة التي لا تميل أمام رياح التضليل ومحاولات التزييف الإعلامي.

ويثبت في كل مرة أنه مؤسسة مستقلة، لا تتأثر بالحملات المشبوهة ولا تستجيب للابتزاز السياسي أو الإعلامي.
ويواصل أداءه وفق الدستور والقانون، مهما تعالت أصوات المشككين أو تعددت أدوات تسقيط الحقيقة وتشويه الوقائع.

ويؤكد بثباته أن العدالة لا تصنعها التسريبات ولا تتحكم بها المقاطع المفبركة، بل تُبنى داخل قاعات المحاكم وبأدلة موثقة، بعد أن أشعل تسريب فيديو جديد للمتهم في قضية اغتيال الباحث الأمني هشام الهاشمي جدلاً واسعاً، يعبر عن الرفض لتشويه صورة القضاء العراقي، واثارة ملفات قضائية لخدمة اهداف سياسية وخاصة وتشويه صورة الدولة والقضاء العراقي.
واظهر مقط فيديو المتهم وهو يدلي باعترافات غير مدونة في سجلات التحقيق الرسمية، مثيراً موجة من الغضب الشعبي تجاه محاولات زعزعة الثقة في القضاء العراقي، الذي يعالج ملفات الاغتيال السياسي بكل دقة ونزاهة وصرامة.

وأكد مجلس القضاء الأعلى أن نشر الفيديو المصور يخالف الإجراءات التحقيقية، محذراً من محاولات لتضليل الرأي العام عبر تسريبات انتقائية تصوّر القضية وكأنها ما زالت في بداياتها، رغم أن التحقيقات الرسمية تم استكمالها قبل أكثر من عام أمام اللجنة القضائية المختصة بقضايا لجنة الأمر الديواني رقم 29، المعروفة بلجنة “أبو رغيف”، والتي أُنشئت في عهد الحكومة السابقة لمكافحة الفساد والجرائم الكبرى.

وأثار هذا التطور تنديدات واسعة من مراقبين سياسيين وشخصيات قضائية، رأوا في التسريب محاولة مكشوفة لإعادة تدوير الاتهامات خارج نطاق القضاء، بما يخلق مناخاً من الشك والتشويش، في وقت تحتاج فيه البلاد الى تعزيز الثقة بالمؤسسات العدلية، وابعادها عن التسييس في الملفات القضائية الحساسة.

وقال المحلل السياسي حموة مصطفى إن القضاء العراقي يمثل الحصن الحصين في الدفاع عن الدولة، وإنه لا خيار أمام الجميع سوى احترامه والخضوع لقراراته بوصفه المؤسسة الأسمى في الدولة.

وأضاف أن هناك مواقف متعددة تصدر باتجاهات متباينة، يحاول كل طرف من خلالها تسويق روايته بأسلوب خاص، يرافقه الكثير من اللغط والتشويه ومحاولات إيهام الرأي العام بقضايا حُسمت أو في طريقها إلى الحسم.

وأوضح أن طريقة عرض بعض هذه القضايا خارج السياق الطبيعي للإجراءات القضائية تخلط الأوراق وتثير تساؤلات دون أجوبة، مما يفاقم القلق داخل المجتمع، بغض النظر عن الكيفية أو الآليات التي حصلت فيها الأحداث.

وشدد على أن قضية اغتيال الشهيد هشام الهاشمي أجمعت كل الأطراف على إدانتها، وأن أي تصرف خارج الإطار القانوني يعد مصادرة استباقية لصلاحيات القضاء، واعتداءً على سلطة الدولة ومكانتها.

وختم بالقول إن الدولة يجب أن تبقى مصونة وموقرة، خصوصاً مؤسسة القضاء، لأنها الجهة الوحيدة القادرة على كشف الحقيقة، وليس هذا الطرف أو ذاك، أياً كانت النوايا أو الخلفيات.

وشهدت الساعات الأخيرة تفاعلات مع الحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ربط مغردون بين توقيت تسريب الفيديو وبين سياقات سياسية متحركة تسعى إلى تصفية حسابات بين أطراف متنافسة على النفوذ، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية والتغيرات المنتظرة في المشهد الحكومي.
وأكدت التغريدات على ان القضاء العراقي، مستقل وبعيد عن الشبهات، وان محاولات استثمار ملفات من اختصاصه،
سوف تفشل حتما.

وغرد الصحفي محمد عليوي على منصة X قائلاً: “عندما تتحول جرائم كبرى مثل اغتيال الهاشمي إلى مادة للمساومات السياسية والتسريبات، فإن ذلك خط أحمر، والمجتمع كله يدفع الثمن، وان القضاء العراقي هو صمام الامان”.

وحاولت حوادث سابقة التشويش على ملفات قضائية حساسة، بهدف الضغط على القضاة أو تهييج الرأي العام، وهو أسلوب يقول عنه مختصون إنه يندرج ضمن أدوات الحروب النفسية التي تستهدف قلب التوازن داخل الدولة.

وتوعد مجلس القضاء الأعلى بملاحقة كل من ساهم في تسجيل أو نشر المقطع، مشدداً على أن الحفاظ على سرية التحقيقات ركيزة أساسية في بنية العدالة، وأن التلاعب بها يمثل جريمة لا تقل خطورة عن الجريمة الأصلية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: القضاء العراقی

إقرأ أيضاً:

الحكومة: نعمل على تحديث آليات التعيين وتفعيل التوظيف الإلكتروني

#سواليف

أوصت اللجنة الإدارية في #مجلس_النواب، برئاسة النائب المحامي محمد سلامة الغويري، بضرورة مراجعة آليات #التعيين في #القطاع_العام، وتعزيز مبادئ #الشفافية و #العدالة في #إجراءات_التوظيف، بما يضمن استعادة ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة.

جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة اليوم الأربعاء، لمناقشة ملف التعيين من مخزون هيئة الخدمة والإدارة العامة، بحضور وزير دولة لتطوير القطاع العام بدرية البلبيسي، ورئيس الهيئة المهندس فايز النهار، وعدد من المسؤولين المعنيين.

وقال الغويري إن اللجنة استمعت باهتمام لملاحظات النواب التي عبّرت عن قلق المواطنين من التحولات الأخيرة في سياسات التوظيف، مؤكدًا أن اللجنة تسعى للوصول إلى حلول واقعية توازن بين الكفاءة والاستحقاق، وتعيد الثقة بالآلية الحكومية في التعيينات.

مقالات ذات صلة عطية يسأل وزير الاوقاف عن إغلاق مركز الإمام الألباني.. ويطلب بيان طبيعة “مخالفاته” 2025/10/15

وأشار إلى أن فقدان الثقة الحالي ناتج عن بعض الاشتراطات والممارسات غير المنصفة في الإعلانات الوظيفية، داعيًا إلى مراجعة شاملة تحقق العدالة بين الخريجين الجدد وأصحاب الأدوار المتقدمة في مخزون الخدمة المدنية.

وشدد الغويري على أن الإصلاح الإداري لا يكتمل إلا عندما يشعر المواطن بأن الفرص متاحة للجميع بعدالة وشفافية، مؤكدًا استمرار اللجنة بمتابعة الملف ورفع التوصيات اللازمة بالتعاون مع الحكومة.

بدورهم، دعا النواب أحمد الشديفات وأحمد العليمات وحسين العموش ونسيم العبادي طارق بني هاني و ابراهيم الصرايرة، إلى مراجعة أسس التعيين وضبط تعيينات الفئة العليا، وتسريع شغل الوظائف في القطاعات الحيوية، مع تعزيز الرقابة على إجراءات التوظيف.

من جانبها، أوضحت البلبيسي أن الحكومة تعمل على تحديث نظم وآليات التعيين وتبسيط الإجراءات وتفعيل #التوظيف_الإلكتروني، بالتنسيق مع مجلس النواب والجهات الرقابية، لضمان أن تكون السياسات الجديدة قائمة على المهنية وتخدم الصالح العام.

فيما أكد رئيس الهيئة المهندس فايز النهار أن الهيئة ملتزمة بتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص لجميع الخريجين، مشيرًا إلى أن التعيينات الأخيرة راعت التوزيع الجغرافي والتخصصي للوظائف، حيث تم منذ بداية العام تعيين 1825 شخصًا من المخزون، بينهم 537 خريجًا ينتظرون منذ أكثر من 15 عامًا.

وفي ختام الاجتماع، خلصت اللجنة بحزمة من التوصيات العملية التي تهدف إلى تصويب آليات التعيين وتعزيز العدالة والشفافية في إجراءات التوظيف داخل القطاع العام، مؤكدة أن هذه التوصيات تشكل خارطة طريق لإصلاح منظومة التعيين وضمان تكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين، وجاءت أبرزها على النحو الآتي:

العودة جزئيًا إلى نظام التعيين من مخزون ديوان الخدمة المدنية بنسبة (50% من المخزون و50% من الإعلان المفتوح). توزيع النسب بصورة مناصفة لكل تخصص دون تركها لاجتهاد الوزارات. إلزام الجهات المعلِنة بتوضيح مبررات الشروط في الإعلانات (العمر، التقدير، الخبرة). مراجعة الامتحانات التنافسية بما يراعي سنة التخرج والخبرة العملية. تنفيذ برامج تدريب وتأهيل للخريجين القدامى قبل إعادة المنافسة. تنظيم آلية المقابلات لتجنب معاناة المتقدمين من المحافظات البعيدة. وضع أسس ومعايير موضوعية لتعيين القيادات العليا. نشر نتائج المفاضلات ومعايير الاختيار بشفافية. تحقيق العدالة في التوزيع الجغرافي للتعيينات بين المحافظات والألوية. اعتماد مبدأ ربط الوظيفة بمكان الإقامة عند التعيين. تعزيز التواصل الإعلامي لتوضيح آليات الامتحانات والمقابلات للرأي العام. إنشاء منصة إلكترونية موحدة للتعيين في القطاع العام بإشراف هيئة الخدمة والإدارة العامة.

مقالات مشابهة

  • خبير: تطوير حديقة المسلة يجسد وعي الدولة بالحفاظ على ذاكرة القاهرة التاريخية
  • الحكومة: نعمل على تحديث آليات التعيين وتفعيل التوظيف الإلكتروني
  • "الإرهاب الأسود ومحاولة القضاء على مقدرات الدولة".. ندوة بثقافة الفيوم
  • جلسة حوارية بجامعة الدول العربية حول "الأمن القومي وتأثير الإعلام على صناعة الرأي العام العربي"
  • افتتاح مركز الدراسات القضائية والتدريب والتعاون الدولي والثقافي بهيئة قضايا الدولة
  • افتتاح قاعة مركز الدراسات القضائية والتدريب والتعاون الدولي والثقافي بهيئة قضايا الدولة
  • رئيس قضايا الدولة يفتتح مركز الدراسات القضائية والتدريب والتعاون الدولي
  • نصار من جامعة الحكمة: أعدت إلى القضاء ملفات الإغتيالات السياسية لأن الأوطان لا تُبنى على النسيان
  • تسوركوف: تجربتي المأساوية في العراق لم تغير شعوري تجاه الشعب العراقي
  • وفد ماليزي يطلع على التجربة القضائية العمانية