درعا-سانا

زارت مجموعتان سياحيتان من ألمانيا وماليزيا مدينة بصرى الشام الأثرية في درعا، واطلع المشاركون فيهما على معالم المدينة القديمة، وأبدوا إعجاباً بالبنية المعمارية للعديد من المواقع كالمسرح والمدرج والمسجدين العمري ومبرك الناقة، ودير الراهب بحيرا.

وعبّر مسؤول المجموعة الماليزية الشيخ عبد الحفيظ أحمد لمراسل سانا عن فرحته الشديدة بهذه الزيارة الثالثة له إلى المدينة، والتي جاءت بعد سقوط النظام البائد، وقارن بين زياراته السابقة والآن، وقال: كنا نتعرض للعديد من الأسئلة والمضايقات سابقاً، أما الآن فقد وصلنا من دمشق دون أي توقف في أجواء من المحبة وشعرنا بالأمان، وأبارك للشعب السوري فرحته في نيل حريته والعيش بكرامة، ونحن سعداء بنصركم، ونتمنى لسوريا المزيد من الاستقرار والتقدم، وطي صفحة الماضي.

الزائر عبد الرحمن محمد عبّر عن ثقته التامة بقدرة الشعب السوري على النهوض من جديد، وترميم كل ما دمرته الحرب، واصفاً السوريين بالفتوة والصلابة والمثابرة لتحقيق طموحاتهم وأنهم شعب محب للحياة.

الزائر أسامة سيف الإسلام أشار بدوره إلى قدرة الحضارات القديمة على إنشاء هذه الصروح العظيمة، ودهشته بالهندسة المعمارية الفريدة لها، مؤكداً أنها كنوز يجب رعايتها والاهتمام بها، والاستفادة منها في إقامة الفعاليات الثقافية والاجتماعية.

الزائر بلال مسعودي قارن بين دراسته لتاريخ الحضارات النظرية، واطلاعه عليها، واصفاً ذلك بالفارق الكبير، وأن التعاقب الذي وجده دليل على الاحترام بين ممالك الشرق.

من جانبه وصف الخبير الألماني من المجموعة السياحية الألمانية كارل فانس مدينة بصرى بأنها متحف مقام في الهواء الطلق لكثرة المواقع فيها والتي تتجاوز 45 موقعاً، مؤكداً أن تعدد الحضارات فيها يأتي من خلال أهميتها الإستراتيجية في تلك الفترات، وقيام الممالك على أرضها.

بدورها وصفت الأمريكية نتاليا كوبر فانس وهي زوجة الخبير الألماني تجولها في أروقة القلعة والمسرح بالحلم الفريد الذي تحقق، وقالت: ” كنت أتصور نفسي أسير في شوارع المدينة القديمة إلى جانب أباطرة وملوك حكموا الممالك القديمة، ولم أتخيل أنني سأقف في أقدم كنيسة بالعالم وأشاهد مذبحها وبنيتها العمرانية، وأقدم الشكر لسوريا على حفظها لهذه الآثار العظيمة، وصون التآخي الديني الفريد بين حضاراتها.

بصرى الشام الأثرية بدرعا 2025-07-07malekسابق وزير الطوارئ لـ سانا.. فرق الإطفاء تستجيب لأكثر من 4000 حريق خلال 3 أشهر في سورياآخر الأخبار 2025-07-07سوريا تعرب عن شكرها وتقديرها لدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط 2025-07-07سوريا تشارك في الاجتماع الاستثنائي لمديري عموم الجمارك في الدول العربية 2025-07-07الرئيس الشرع يبدأ جولته الخليجية الثانية لتوطيد الاقتصاد والاستثمار 2025-07-07وزيرة الشؤون الاجتماعية: تقديم كل أشكال الدعم للمتضررين من حرائق اللاذقية 2025-07-07مباحثات لتطوير التبادل الثقافي والمنح الدراسية بين سوريا واليمن 2025-07-07نقابة المهندسين تشكل لجنة لإعداد كود نمذجة معلومات البناء “BIM” السوري 2025-07-07قوى الأمن الداخلي بدرعا تداهم مستودعاً يحتوي على مواد مسروقة وذخيرة بمنطقة اللجاة 2025-07-07وزير العدل لوفد من تجار دمشق: لا قرارات نهائية بشأن التمديد الحكمي للإيجار 2025-07-07السورية للطيران تطلق أولى رحلاتها من مطار حلب إلى مطار دبي 2025-07-07وزير التربية يبحث مع محافظ إدلب تطوير الواقع التعليمي في المحافظة

صور من سورية منوعات بوب مارت تزيح الستار… “لابوبو” من وحي الأساطير الإسكندنافية 2025-07-07 دراسة: النوافذ المفتوحة ليلاً… بوابة لمخاطر صحية صامتة 2025-07-07
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

من لعبة إلى جسر حضاري.. كيف أصبحت "لابوبو" رمزا للتقارب الثقافي؟

 

 د. خليل لوه لين - بروفيسور صيني

في الأيام الأخيرة، شاهدت مرارا على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والدولية مقطع فيديو طريفا لخريجة من جامعة تشينغهوا الصينية العريقة، ظهرت فيه وهي تصطحب دميتها المحبوبة "لابوبو" إلى منصة حفل التخرج، وطلبت من نائب رئيس الجامعة مشاركتها لحظة تقليدية عبر تحريك شرابة قبعة الدمية. هذا المشهد اللطيف حصد ملايين المشاهدات، وتناقلته وسائل إعلام دولية، من بينها وسائل إعلام عربية معروفة ومشهورة، ومرة أخرى وجدت "لابوبو" نفسها في دائرة الضوء العالمية، مما يعكس مدى حب الجماهير حول العالم، بما في ذلك الجمهور العربي، لهذه الدمية الفريدة والتي خطفت الأضواء وباتت جسرًا من المحبة يربط العالم بالصين.

إن الانتشار الواسع الذي حققته "لابوبو" ليس وليد المصادفة، بل يعكس قابلية الثقافة الصينية للتفاعل مع ثقافات العالم من خلال رموز تلهم مشاعر مشتركة، وتعبر عن قيم مثل البراءة والمرح والشجاعة واللطف والصداقة. فالتصميم الفريد والمزج بين الجماليات الآسيوية وتعبيرات الفن الشعبي العالمي جعل من "لابوبو" لغة بصرية يفهمها الجميع.

يكشف نجاح "لابوبو" عن حقيقة أعمق: هناك تعطش عالمي لقيم ثقافية تتجاوز الانغلاق، وتحتفي بالاختلاف والتنوع، وتبحث عن لحظات بهجة في عالم معقد. وهنا تتجلى أهمية مبادرة الحضارة العالمية التي أطلقتها الصين، والتي تدعو إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات على قاعدة الاحترام المتبادل والمستقبل المشترك. من خلال هذه المبادرة، تدعو الصين إلى احترام تنوع الحضارات والدفاع عن القيم المشتركة للإنسانية، وأهمية توارث وابتكار الحضارات، وتعزيز التبادلات والتعاون الثقافي والإنساني الدولي بشكل مشترك. توجه مبادرة الحضارة العالمية نداء صادقا للعالم لتعزيز التبادلات والحوار بين الحضارات، وتعزيز تقدم الحضارة الإنسانية من خلال الشمول والتعلم المتبادل، الأمر الذي يضفي قوة محركة معنوية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

ولا يقف الأمر عند "لابوبو" وحدها، فمنتجات ثقافية صينية أخرى بدأت تجد صدى واسعا في العالم، مثل اللعبة "الأسطورة السوداء.. وو كونغ"، المستوحاة من أساطير الصين القديمة ورواية كلاسيكية عظيمة في الأدب الصيني، وفيلم الرسوم المتحركة "نه تشا" الذي يعيد تقديم الملاحم الصينية بلغة فنية حديثة. كذلك، أصبحت ظواهر مثل "China Travel" و"China Shopping" تجذب ملايين الزوار الأجانب، بمن فيهم مواطنون من الدول العربية، لاستكشاف الصين عن قرب، من معالمها الحضرية إلى ثقافتها الشعبية، مما يعكس حضورا ثقافيا متزايدا يتجاوز الصور النمطية. من خلال زيارة الصين، تتاح للزوار فرصة أفضل لفهم ملامح الثقافة الصينية بشكل أعمق، مما يسهم في تعزيز التبادل الحضاري والتفاهم الثقافي بين الشعوب.

من خلال هذه الظواهر، يتضح أن العالم لم يعد يبحث فقط عن القوة، بل عن المعنى والدفء الإنساني. ولعل الصين اليوم تقدم نموذجا ثقافيا متجددا، يقوم على الإبداع واحترام الاختلاف والتبادلات الصادقة بين الحضارات، وليس التصادم بينها. "لابوبو"، هذه الدمية الطفولية، لا تحمل خطابا سياسيا، لكنها تجسد من خلال طرافتها وبساطتها روح التواصل والتبادل الإنساني العابر للثقافات. ومن هذا المنطلق، تنسجم فكرتها مع فكرة مبادرة "الحضارة العالمية"، التي تدعو جميع البلدان إلى احترام تنوع الحضارات في العالم، مما يسهم في تعزيز التفاهم والتعلم المتبادل بين الشعوب والمجتمعات المختلفة.

في زمن يكثر فيه الحديث عن صدام الحضارات، تبرز "لابوبو" وأمثالها من المنتجات الثقافية الصينية أن أبسط أشكال الإبداع يمكن أن تكون مدخلا لحوار عميق بين الشعوب. فدمية أو فيلم أو تجربة سفر قد تفتح نوافذ لفهم الآخر، وتكسر الحواجز النفسية والثقافية. إن هذه المنتجات، بما تحمله من قيم جمالية وإنسانية، لم تعد مجرد سلع استهلاكية، بل أصبحت وسائط فعالة للتقارب والتبادل الحضاري، تعكس روح الانفتاح والتعدد الذي تدعو إليه مبادرة الحضارة العالمية. فالثقافة الصينية، عبر هذه الوسائط الإبداعية، لا تكتفي بتقديم نفسها للعالم، بل تسهم أيضا في بناء جسور من التفاهم والثقة، وتؤكد أن طريق الحوار يبدأ من الاعتراف بالآخر واحترام تنوعه. وهكذا، تتحول المنتجات الثقافية إلى قوة ناعمة حقيقية، تثري المشهد الحضاري العالمي، وتجسد بشكل عملي رؤية الصين لمستقبل يقوم على التعددية والتعايش والانفتاح، لا على الهيمنة والصراع.

مقالات مشابهة

  • ضبط عدد من المقيمين بصفة غير قانونية داخل المدينة القديمة زوارة
  • الرئيس السوري يزور الإمارات.. واشنطن تلغي تصنيف «هيئة تحرير الشام» كمنظمة إرهابية
  • قوى الأمن الداخلي بدرعا تداهم مستودعاً يحتوي على مواد مسروقة وذخيرة بمنطقة اللجاة
  • من لعبة إلى جسر حضاري.. كيف أصبحت "لابوبو" رمزا للتقارب الثقافي؟
  • جمعيات صور الأهلية تبحث قضايا المدينة وتدعو إلى خطوات عملية
  • «بوابة الحضارات».. المنارة المفقودة!!
  • معالم سوريا الأثرية وشعارها الجديد خلال عرض بصري لطائرات الدرون في ساحة العباسيين
  • «ديوا» تعرّف وفداً برازيلياً بأحدث ابتكارات الطاقة المتجددة
  • مجلس مدينة درعا يواصل أعمال تأهيل الأرصفة وتجميل مداخل المدينة