الخليج الجديد:
2025-05-21@05:24:15 GMT

عقدة التفوق اليهودي!!

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

عقدة التفوق اليهودي!!

عقدة التفوق اليهودي!!

كان اليهود حتى قبل أقل من 200 سنة منبوذين لا قيمة اجتماعية لهم، باستثناء بعض أثريائهم، والأثرياء موجودون في كل فئة أو طائفة.

أساطير متوارثة عن تفوق اليهود، وأنهم يحكمون ويتحكمون في العالم، ويخططون لألف سنة قادمة، وأن هناك حكومة صهيونية خفية تحكم العالم!

ليس اليهود بارعين وعباقرة وموهوبين بالفطرة، وتلك الصفات لا توجد في جيناتهم الوراثية، ولو كانوا كذلك لما كان معظم تاريخهم مظلما.

بعض المسؤولين العرب يعيشون ويؤمنون بـ"عقدة تفوق اليهودي"، وربما يكون هذا أحد الأسباب، لاندفاعة التطبيع التي نشهدها في العالم العربي.

مجموعات صغيرة من المقاومة أحرجت الكيان الصهيوني مرة تلو أخرى، أولئك المقاومون، بشجاعتهم وإرادتهم وإبداعاتهم، يستحقون الإعجاب أكثر من الكيان.

لا ينقص العرب ما عند اليهود؛ لا المال ولا الموارد ولا القوى العاملة ولا الجيوش ولا العقول والإبداع والابتكار! ينقصهم مشروع يلتفون حوله ويعملون لأجله.

اليهود بارعون في تسويق قدراتهم فمقابل كل إنجاز هناك فشل وتضخيم لكن لا ننتبه! فما هي نسبة العلماء اليهود بالنسبة للعلماء الآخرين؟ وهل تقدم الدول الكبرى مصالح اليهود على مصالحها إذا تناقضت المصالح؟

* * *

علينا الاعتراف أن بعض المسؤولين العرب يعيشون ويؤمنون بـ"عقدة التفوق اليهودي"، وربما يكون هذا أحد الأسباب، لهذه الاندفاعة التطبيعية التي نشهدها في العالم العربي، وربما كان أحد أسباب موجة التطبيع الأولى أيضا.

يصدق ذلك ما تكشف عن اتصالات سرية بين صهاينة ومسؤولين عرب سواء في ليبيا وغيرها، ويصدقه ما قاله المحامي الصهيوني مردخاي تسيفين الذي كشف أنه التقى سرا مع مسؤولين كبار في ليبيا في السنوات الأخيرة، قائلا إن "إسرائيل هي البلد المفضل لهم للمساعدة في مختلف المجالات، بزعم أنهم يفتقدون اليهود الليبيين ويؤمنون بالعقل اليهودي الأسطوري".

جزء من هذه العقدة جاء بسبب الأساطير المتوارثة عن التفوق اليهودي، وأنهم يحكمون ويتحكمون في العالم، وأنهم يخططون لألف سنة قادمة، وأن هناك حكومة صهيونية خفية تحكم العالم، ناهيك عن توارث كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" والتعامل معه كأنه حقائق.

جزء منها جاء بسبب الأساطير حول مواصفات الشخص اليهودي؛ بارع وعبقري وموهوب وقادر على جمع المال. والتدليل على ذلك بكثير من الأسماء والعلماء.

جزء جاء بسبب تفوق الكيان الصهيوني (اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا) مقارنة بتخلف الدول العربية، برغم صغر حجمه وقلة موارده الطبيعية وقلة عدد سكانه، وبرغم حصاره وإحاطته بدول "كانت معادية" أكبر حجما وأكثر سكانا وموارد.

جزء جاء بسبب ما يرونه من قدرة اليهود، رغم قلة أعدادهم، في التأثير في سياسات الدول الكبرى ولا سيما الولايات المتحدة.

جزء منها بسبب قدرات الكيان في مجال "الهايتك" وعالم الأمن السيبراني وابتكار تطبيقات التجسس.

جزء منها بسبب ما يرونه من قوة أجهزتهم الاستخباراتية وتفوقها و"قصص النجاح" التي تفوق الخيال أحيانا.

جزء منها، لا تستغربوا، بسبب بنائهم نظام حكم قائماً على تداول السلطة ومحاسبة أي فاسد مهما بلغ منصبه، وبسبب وجود معارضة شرسة وأحزاب متنوعة، وبرغم هذا كلهم يعملون لصالح الكيان، وحين يتعاطون معهم يعلمون تماما أنهم يتعاطون لصالح الكيان وليس لمصالح شخصية.

في الواقع فإن اليهود بارعون جدا في التسويق؛ تسويق قدراتهم، فمقابل كل بند من بنود وصفة الإعجاب بهم هناك فشل وهناك تضخيم، لكن لا أحد ينتبه إليه، فما هي نسبة العلماء اليهود بالنسبة للعلماء الآخرين؟ وهل تقدم الدول الكبرى مصالح اليهود على مصالح دولهم إذا تناقضت المصالح؟

ورغم تسويقهم لأنفسهم بأنهم قوة أمنية كبرى، هناك قصص فشل كبيرة بعضها كاد يودي بكيانهم، غير أن الأبرز هنا هو قدرة مجموعات صغيرة من المقاومين على إحراج ذلك الكيان المرة تلو المرة، وبرأيي أن أولئك المقاومين (بشجاعتهم وإرادتهم وإبداعاتهم برغم الإمكانيات الضئيلة والحصار) يستحقون الإعجاب أكثر من الكيان المدعوم من كل القوى العالمية.

أيضا فليس اليهود بارعين وعباقرة وموهوبين بالفطرة، وليست تلك الصفات موجودة في جيناتهم الوراثية، ولو كانوا كذلك لما كان معظم تاريخهم مظلما، فقد كانوا حتى قبل أقل من 200 سنة منبوذين لا قيمة اجتماعية لهم، باستثناء بعض أثريائهم، والأثرياء موجودون في كل فئة أو طائفة.

ما حصل، وهو إنجازهم العظيم، أنهم أسسوا حلما وقضية تجمعهم وعاشوا لأجلها، ثم أوجدوا كيانا يحميهم، وهم الآن يجتمعون حوله، ويعملون بأقصى طاقتهم لحمايته، وهم يعلمون أنه بقدر حمايتهم، له أينما وجدوا، بقدر حمايته لهم ولمصالحهم ونفوذهم وثرواتهم ومكانتهم.

لا ينقص العرب ما عند اليهود؛ فلا ينقصهم المال فعندهم أكثر مما عند اليهود، ولا تنقصهم الموارد فعندهم ما لا عند اليهود، ولا تنقصهم القوى العاملة فعندهم ما لا عند اليهود، ولا تنقصهم الجيوش فعندهم ما لا عند اليهود، ولا تنقصهم العقول والقدرة على الإبداع والابتكار فعندهم ما عند اليهود، ما ينقصهم هو مشروع يلتفون حوله ويعملون لأجله.

*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العرب اليهود استخبارات الكيان الصهيوني تطبيقات التجسس المقاومة المقاومون فی العالم جزء منها جاء بسبب جزء من

إقرأ أيضاً:

غضب دولي متصاعد ضد الكيان: لندن وباريس وأوتاوا تهدد بـ”إجراءات ملموسة” ما لم يتوقف عدوان غزة

يمانيون../
في تصعيد غير مسبوق لموقفها من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وجّهت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا تحذيرًا حازمًا للاحتلال الإسرائيلي، ملوّحةً باتخاذ إجراءات ملموسة في حال لم تُوقف حكومة بنيامين نتنياهو عمليّاتها العسكرية المتجددة، ولم ترفع القيود الخانقة المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وقالت الدول الثلاث، في بيان مشترك صدر مساء اليوم، إنّها “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يرتكبه الاحتلال من فظائع في غزة”، في إشارة إلى استمرار المجازر والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين، رغم التحذيرات الدولية المتكررة.

“معاناة لا تُحتمل.. وغذاء لا يكفي”
البيان وصف الوضع الإنساني في غزة بأنه غير محتمل ولا إنساني، منتقدًا إعلان الاحتلال الأخير بالسماح بإدخال كميات من الغذاء والمساعدات، معتبرًا أن تلك الخطوة غير كافية على الإطلاق ولا تلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية لنحو مليوني فلسطيني محاصَر.

وأضافت الدول الثلاث أن حرمان المدنيين من المساعدات الإنسانية يمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي، داعية إلى رفع فوري للقيود المفروضة على تدفق الإغاثة، والسماح للمنظمات الدولية، لا سيما الأمم المتحدة، بالعمل بحرية واستقلالية داخل القطاع.

ولم يتوقف البيان عند الجانب الإنساني، بل اتجه أيضًا نحو إدانة الخطاب التحريضي داخل حكومة الاحتلال، واصفًا لغة بعض مسؤوليها بـ”البغيضة”، في إشارة إلى تصريحات تهدد بمزيد من التدمير لغزة وتدفع نحو نزوح قسري جديد.

توسع الاستنكار الدولي
في سياق متصل، وقع وزراء خارجية 22 دولة أوروبية إضافة إلى كندا وأستراليا واليابان بيانًا مشتركًا يطالب بوقف فوري للعدوان والسماح الكامل وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما يضمن بقاء السكان على قيد الحياة ويخفف من كارثة المجاعة التي تتفاقم يومًا بعد آخر.

وشدد البيان على أن آلية توزيع المساعدات التي أقرتها حكومة الاحتلال مرفوضة جملة وتفصيلًا، كونها تُعرّض المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة للخطر، وتربط العمل الإنساني بأجندات سياسية وعسكرية، في مخالفة صريحة للحياد المطلوب في العمليات الإنسانية.

إلى ذلك، أبدت الدول الثلاث رفضها الواضح لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، مؤكدة أنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات إضافية، بما في ذلك فرض عقوبات محددة على المسؤولين الإسرائيليين، ما يفتح الباب أمام تحوّل نوعي في العلاقة بين العواصم الغربية والكيان الصهيوني في حال استمرار الاحتلال في سياساته التصعيدية.

موقف يتقدّم خطوة.. لكنه لا يلبّي مطالب العدالة
ورغم أن البيان يعكس تصعيدًا غير معتاد في اللهجة الغربية ضد الاحتلال، يرى مراقبون أن هذه المواقف لا تزال دون المستوى المطلوب، طالما أنها لم تُترجم إلى خطوات عملية لوقف المجازر أو فرض عقوبات حقيقية توقف آلة القتل والتجويع بحق سكان غزة.

في ظل استمرار الصمت الأمريكي شبه الكامل، تزداد الضغوط على الحلفاء الأوروبيين لاتخاذ مواقف أكثر جرأة تجاه تل أبيب، لاسيما في ظل تقارير متواترة تؤكد استخدام الاحتلال للمساعدات كأداة ابتزاز سياسي وعسكري، في تجاهل تام لكل المواثيق الدولية ذات الصلة.

مقالات مشابهة

  • صنعاء ترد على الاتحاد الأوروبي: حماية الكيان الصهيوني جريمة والتضامن مع غزة موقف لا تراجع عنه
  • سؤال محرج عن سموتريتش في المؤتمر اليهودي العالمي.. ماذا حدث؟
  • القادسية يتوج بدرع التفوق العام لفئات كرة الماء
  • موقع أمريكي يتحدث عن القدرات اليمنية والتهديد لعمق الكيان
  • شوبير يكشف عن أزمة جديدة بين الأهلي والزمالك بسبب كأس العالم للأندية لليد
  • غضب دولي متصاعد ضد الكيان: لندن وباريس وأوتاوا تهدد بـ”إجراءات ملموسة” ما لم يتوقف عدوان غزة
  • خاص | استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025.. كيف يواجه الطلاب القلق ويحققون التفوق؟
  • الحصار اليمني يجبر الشركات تحويل مسار رحلاتها من مطارات الكيان
  • أمير تبوك يرعى حفل التفوق العلمي والتميّز الأربعاء المقبل
  • عقدة أوكرانيا.. لماذا فشل الغرب في هزيمة روسيا حتى الآن؟