البرغوثي يرد على أستاذ أميركي: من قال إن لليهود حقا في المسجد الأقصى؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تشابك ضيفا حلقة برنامج "ما وراء الخبر" في سياق نقاشهما الاقتحامات الجديدة للمسجد الأقصى، حيث رفض الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي الرواية التي قدمها الضيف الأميركي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الدكتور إدوارد جوزيف، متهما إياه بالجهل أو بمحاولة تضليل الجمهور.
وانفجر البرغوثي غاضبا وهو يسمع الضيف الأميركي يقول إن لليهود حق الصلاة في المسجد الأقصى كما هو الحال للمسلمين، وخاطبه قائلا "من قال إن لليهود حق الصلاة في المسجد الأقصى"، واتهمه بتنبي الرواية الإسرائيلية وبأنه يتفوه بكلام مضلل.
وأضاف البرغوثي -في حديثه لحلقة (2023/9/17) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن أكثر من 95% من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يُمنعون من الصلاة في المسجد الأقصى، وقال إن هناك اضطهادا سياسيا ودينيا وعنصريا تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
ومن وجهة نظر جوزيف، فإن القدس هي مدينة مقدسة للمسلمين وللمسيحيين ولليهود، ولكن المسلمين وحدهم من يسمح لهم بالصلاة فيها بموجب قانون، زاعما أن السلطات الإسرائيلية تعتقل اليهود الذين يخترقون القواعد.
وبينما اتهم من جانبه البرغوثي بإنكار ما سمّاها الحقيقة، قال الضيف الأميركي إن إسرائيل ورغم سيطرتها الكاملة على المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى، فإنها لا تسمح لليهود بالصلاة هناك، مشيرا إلى أن الكثير من اليهود مستاؤون من هذا الأمر.
وكان مئات المستوطنين والمتطرفين اليهود -بينهم عضو الكنيست السابق الحاخام المتطرف يهودا غليك- اقتحموا اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى، وذلك في ثاني أيام عيد رأس السنة العبرية.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن شرطة الاحتلال انتشرت بأعداد كبيرة في المكان، وشرعت في إخراج المصلين من داخل المسجد وباحاته، وإبعادهم إلى خارج الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين، واعتدت بالدفع والضرب على المرابطين والمرابطات في منطقة باب السلسلة، كما اعتقلت أحد الشبان وفرضت قيودا لمنع دخول المصلين الفلسطينيين.
اقتحامات الأقصىوحول هذه التطورات، رأى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن الهدف الذي تسعى إليه حكومة بنيامين نتنياهو هو إحداث تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى، ومحاولة فرض وجود تهويدي ويهودي داخل الأقصى، وهي مخططات -يقول المتحدث- ستفشل بسبب مقاومة وصلابة المرابطين والمرابطات داخل الأقصى.
ويعتقد البرغوثي أن نتنياهو الذي يقود حكومة يمينية عنصرية هو من خطط لمشروع يقضي بتهويد وضم الضفة الغربية، ويستند في ذلك على حقيقة أن الحكومة الأميركية والحكومات الغربية عموما عاجزة عن فرض عقوبات على إسرائيل لخرقها القانون الدولي بشأن الاستيطان والجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، وعلى حقيقة أن بعض الحكومات العربية قامت بالتطبيع مع ما وصفه بالنظام الفاشي في تل أبيب، مؤكدا أن نتنياهو سيفشل بفعل مقاومة وإصرار وصلابة الشعب الفلسطيني.
واكتفى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز، في سياق تعليقه على التطورات الراهنة في القدس، بالقول إن إدارة الرئيس الأميركي جو بادين لديها قلق شديد بشأن الحكومة اليمينية الإسرائيلية، وهي "غير سعيدة" بتوسيع المستوطنات، وتدعو لحل الدولتين باعتباره حلا عادلا للفلسطينيين ويحقق الاستقرار لإسرائيل.
وقال إن نتنياهو قلق من احتمال تعرضه للمحاسبة داخل إسرائيل، ورغم ذلك فهو يسمح بالاحتجاجات الداخلية بخلاف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، موجها كلامه في هذا السياق للبرغوثي الذي رد عليه بالقول "أنا معارض للسلطة الفلسطينية ديمقراطيا ولا أحد يمنعني من الكلام"، وأضاف "لماذا تمنع واشنطن إجراء انتخابات ديمقراطية في فلسطين؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
المدرسة العثمانية.. أول وقف عثماني بالقدس في عهد المماليك
تقع المدرسة العثمانية على السور الغربي للمسجد الأقصى، وهي أول وقف عثماني بالقدس في عهد المماليك، فقد أوقفتها عام 1437 إصفهان شاه خاتون، زوجة الصدر الأعظم العثماني جاندرلي إبراهيم باشا.
واصلت المدرسة دورها التعليمي حتى نهاية القرن الـ18، قبل أن يتحول جزء منها إلى مسكن لعائلة الفتياني، التي تولت التدريس فيها عبر الأجيال.
وصادر الاحتلال الإسرائيلي مسجد المدرسة، وعرض أساساتها للخطر، بفعل الحفريات التي أقامها أسفلها ضمن مشروع النفق التهويدي الممتد تحت الرواق الغربي للمسجد الأقصى.
الموقعتقع المدرسة العثمانية على السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك إلى الجنوب من باب المطهرة -المعروف أيضا بباب المتوضأ- ويحدها من الجهة الجنوبية مبنى المدرسة الأشرفية.
تقابل المدرسة من الجهة الشرقية سبيل قايتباي الشهير، ونظرا لارتفاع طوابق المدرسة، تطل نوافذها العليا مباشرة على مسجد قبة الصخرة في مشهد لافت للنظر.
التأسيس والنشأةبنيت المدرسة العثمانية عام 1437 في عهد حكم المماليك للمسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك بوقف من إصفهان شاه خاتون، زوجة الصدر الأعظم العثماني جاندرلي إبراهيم باشا، أحد أبرز وزراء السلطان محمد الفاتح.
أنفقت إصفهان بسخاء على إنشاء المدرسة -التي كانت أحيانا تعرف باسمها- إذ خصصت جزءا من الوقف لتعيين مدرس ومقرئ للقرآن، وفتحت المجال لبعض الصوفيين والطلاب للإقامة داخل المبنى، كما ألحقت بالوقف نحو 33 قرية إلى جانب مزرعة لخدمة احتياجات المدرسة.
حظيت المدرسة وكادرها التعليمي بمكانة علمية مرموقة، إذ ورد في سجل الأوقاف المقدسي أنه كان من أبرز معلميها مفتي الديار المقدسية سراج الدين عمر بن أبي اللطف، والشيخ طه ابن مفتي المذهب الحنفي شهاب الدين أحمد بن جماعة.
كما تولى أبناء الشيخ المقدسي موسى الفتياني التدريس في المدرسة العثمانية، وأضاف أحد أحفادهم لاحقا طابقا فوق مبناها، فأصبح منذ ذلك الحين مسكنا لعائلة الفتياني.
أسهم الوقف العثماني الأول في القدس فترة حكم المماليك لأراضيها في دعم العملية التعليمية حتى نهاية القرن الـ18 ميلادي، فقد توقفت المدرسة عن دورها التعليمي بعد سقوط الدولة العثمانية، واقتصرت على إيواء أجيال عائلة الفتياني في بعض أجزائها.
التصميم المعماريصمم مبنى المدرسة العثمانية ذو الطابقين على الطراز المملوكي، وزين بحجارة بيضاء وحمراء متداخلة، ويضم مسجدا وساحة مفتوحة وعددا من الغرف، إضافة إلى قبرين أحدهما يعود لولي من عائلة الفتياني، وهو مغطى بكسوة مطرزة بخيوط ذهبية.
إعلانيستطيع المصلي في أروقة المبنى أن يتبع إمام المسجد الأقصى المبارك في صلاته، نظرا لارتباط المدرسة بالطوق المحيط بالمسجد.
وتشغل دار آل الفتياني جزءا من مبنى المدرسة، إذ تطل غرفها العلوية الثلاث على المسجد الأقصى، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر باب واحد يمر بساحات المسجد. ويقود هذا الباب أيضا إلى زاوية صوفية، وفناء تحيط به مصاطب تشبه الأرائك.
عائلة الفتيانييعود نسب عائلة الفتياني إلى الإمام علي بن أبي طالب، ولها فروع في نابلس وغزة ومكة، واشتق اسمها من وظيفة الإفتاء التي تميز أفرادها بالعمل بها عبر الأجيال.
حملت العائلة اسمها بأمر من صلاح الدين الأيوبي، الذي منح أسماء للعائلات المقدسية المقيمة بجوار أبواب المسجد الأقصى، فعائلة السقّا كانت مسؤولة عن تزويد المسجد بالماء، بينما تولت عائلة المؤقت ضبطت مواقيت الصلاة والإقامة.
أدار أجداد العائلة شؤون المسجد الأقصى، وشغلوا مناصب إمامة مسجد قبة الصخرة، وكان مفتي بيت المقدس ينتقى غالبا من بين أفرادها.
كما أسهموا في المجالات الثقافية والتعليمية، إذ وقفوا وبنوا المدارس في بيت المقدس، وتولوا التدريس في المدارس العثمانية والصلاحية والباسطية.
ووثقت العائلة تراث القدس الإسلامي بمخطوطات نادرة، شكلت لاحقا مكتبة مرجعية مهمة للباحثين والدارسين في الشأن المقدسي.
تضررت أساسات المدرسة العثمانية نتيجة حفريات إسرائيلية أقيمت أسفلها، امتدت كذلك أسفل المدارس التنكزية والأشرفية والمنجكية، مما أدى إلى ظهور تصدعات وشقوق في الرواق الغربي للمسجد الأقصى، وثقوب في عدد من آبار المياه المحيطة.
أشعلت هذه الحفريات هبة النفق المقدسية عام 1996، التي وحدت الشعب الفلسطيني في وجه مشاريع الاحتلال التهويدية في القدس منذ نكسة 1967، واندلعت على إثرها اشتباكات شارك فيها جهاز الأمن الفلسطيني إلى جانب الشعب.
أسفرت الهبة عن استشهاد نحو 100 فلسطيني، وإصابة أكثر من 1600 آخرين، في فترة استمرت قرابة 6 أشهر.
إلى جانب الأضرار المادية، تعاني دار آل الفتياني من حصار متواصل تفرضه سلطات الاحتلال عليها، إذ يواجه سكانها صعوبة في التنقل، خصوصا عند حصار الاحتلال المسجد الأقصى، ومنع فتح أبوابه.
كما يتعرض أفراد العائلة إلى تفتيشات متكررة ومضايقات يومية، تعيق إدخال احتياجاتهم اليومية، فضلا عن تقييد زيارات الضيوف أو تحديد مدتها بشروط مشددة.