الجزيرة:
2025-07-13@06:58:44 GMT

سوريا.. ما فرص نجاح تشكيل إدارة ذاتية في السويداء؟

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

سوريا.. ما فرص نجاح تشكيل إدارة ذاتية في السويداء؟

السويداء- أعلنت قوى سياسية ووطنية في مدينة السويداء (جنوبي سوريا) التحضير لمؤتمر سياسي لمناقشة تشكيل سلطة "لامركزية إدارية"، عقب الاحتجاجات التي طالبت برحيل نظام الأسد.

ووجهت مجموعة من هذه القوى في السويداء الدعوة للمؤتمر بهدف تشكيل هيئة سياسية مدنية تسعى إلى تأسيس لجان محلية، على أن تدير كل لجنة ملفات خدمية سياسية واقتصادية في محافظة السويداء "بهدف سدّ الفراغ الناتج عن فساد مؤسسات الدولة وتورُّط الأجهزة الأمنية بدعم الفساد"، حسبما تقول القوى.

ومن بين الأحزاب المشاركة في مشروع اللامركزية الإدارية "حزب اللواء السوري"، وهو حزب سياسي تشكل خلال السنوات الماضية في السويداء وبدأ خلال الأشهر الماضية تشكيل مكاتب لخدمة المحافظة.

مساع لتوفير خدمات بلدية بديلة عن مؤسسات النظام (الجزيرة) بدائل

من جهته، يقول الأمين العام للحزب مالك أبو خير "انطلقت البدائل عن مؤسسات النظام في العمل فعليا منذ 7 أشهر، إذ أطلق الحزب عدة مكاتب خدمية تضم ألفي سيدة في السويداء تتولى تدريب العشرات من النساء ضمن دورات تمكين سياسي اقتصادي، وإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة".

وأضاف أبو خير للجزيرة نت "هناك مكتب الدفاع المدني الذي أسهم في تنفيذ عدة مشاريع، كتوزيع معونات غذائية وأجهزة التدفئة على عشرات الأسر في السويداء خلال فصل الشتاء".

وتحدث أبو خير عن مكتب العمل البلدي الذي قام بتشجير المناطق الحرجية، وكذلك مكتب خدمات المياه الذي بدأ عمله رسميا منذ عدة أشهر وأسهم في تقديم المياه مجانا لأكثر من 700 عائلة في السويداء، مع خطة لإيصال المياه إلى 4 آلاف عائلة خلال المرحلة المقبلة.

وحسب الأمين العام لحزب اللواء السوري، فإنه يجري العمل حاليا على إنشاء مكاتب مدنية جديدة لتحسين مستوى المعيشة وتأمين الخدمات لأهالي السويداء. وأضاف أنه في "الخطوة التالية، سنذهب إلى خلق الفرص الاستثمارية، فالسويداء تمتلك مقومات النجاح الزراعية والاقتصادية والتجارية".

وقال إن "مؤسسات الدولة الخدمية هي ملك الشعب وليست للنظام، ولا يحق لأحد السيطرة عليها، وإنما تخضع لقرار وطني".


هيئة سياسية

وستقدم الهيئة السياسية المدنية -التي توافقت القوى في السويداء على تشكيلها- للمجتمع الدولي رؤيتها السياسية بشان مستقبل سوريا القادمة ومشاركتها في العمل السياسي لإعادة بناء الدولة.

وحسب بيان القوى السياسية الصادر في السابع من يوليو/تموز الماضي، فإن الهيئة تقوم على عدة مبادئ، وهي:

تأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض أي مشروع انفصالي. وتعزيز مفهوم الإدارة اللامركزية. وطرح مفهوم الإدارة الذاتية للخدمات وتأمين احتياجات المجتمع. ووضعت الهيئة بعد انتخابها خططا لمواجهة ظاهرة انتشار المخدرات في المجتمع. القوى السياسية بالسويداء تؤكد وحدة الأراضي السورية ورفض أي مشروع انفصالي (الجزيرة) لا مقومات

في المقابل، رفض عدد من النشطاء والفعاليات المدنية في السويداء فكرة تطبيق "مشروع إدارة ذاتية" في المدينة، وذلك لعدة أسباب، ومن أبرزها "عدم وجود مقومات لتأمين مدخول لأهالي المحافظة كمنابع للنفط أو معابر حدودية".

فمن ناحيته، يقول مروان حمزة (ناشط سياسي من السويداء) إن "مشروع الإدارة الذاتية جاء تماهيا مع مشروع حكومة شمال شرقي الجزيرة، الذي تمثله (قسد) بالجناح العسكري و(مسد) بالجناح السياسي، وإذا تمت هذه الفكرة فنحن نعطي الشرعية لمشروع الدويلة الكردية أو الحكم الذاتي عند الأكراد".

وأضاف حمزة للجزيرة نت "لا تملك السويداء مقومات الدولة، على عكس الأكراد الذين يملكون النفط والقمح والقطن والخيرات، ومن دون هذه المقومات من الصعب تشكيل إدارة ذاتية وقطع الشريان الوحيد مع دمشق، لذلك نرفض هذا المشروع".

وأوضح أن أهل السويداء يديرون مؤسسات النظام الموجودة في المدينة، والخلاف يكمن في أن الإدارات "مُعيّنة بمرسوم بعثي عندما كان فرع الحزب يختار قيادات هذه المؤسسات أو مديريها".

وأضاف حمزة "رفضنا مسألة الحكم اللامركزي إلى ما بعد سقوط هذا النظام، عندها يقرر الشعب السوري ماذا لديه من خيارات: إن كانت إدارة ذاتية أو مركزية سياسية، ونحن ضد الانفصال عن المركز، لأن كل منتجات السويداء الرئيسية تأتيها من دمشق".

وقال "لا يمكن أن نخلق نظاما ماليا بديلا أو قصرا للعدل بديلا عن المنظومة القانونية، لكن يمكن تغيير النائب العام المعين من قبل حزب البعث وتعيين آخر مؤهل لخدمة المواطنين دون تحيز".

من جهة أخرى، تداول ناشطون سوريون تسجيلات مصوّرة تُظهر حواجز للنظام السوري في محيط محافظة السويداء بعد أن أُخليت من العناصر الأمنية، في حين خفضت قوات النظام عدد عناصرها المتمركزين في نقطة شرقي قرية الرشيدة من 25 عنصرا إلى 3 عناصر فقط.

نشطاء وفعاليات مدنية في السويداء يرفضون تطبيق مشروع إدارة ذاتية بالمحافظة (الجزيرة)

أما الناشط من مدينة السويداء فؤاد بربور، فيرى أن الخطوة الأولى هي "طرد كل الأفرع الأمنية والمؤسسات التابعة للنظام التي أغرقت المحافظة بالفساد عقب توسع الاحتجاجات ضده لتشمل كل مدن وقرى المحافظة، أي أنه أصبح مرفوضا في كامل السويداء".

وقال بربور للجزيرة نت "في حال لم يكن هناك مجال لتحقيق إدارة ذاتية تؤمّن الحياة الكريمة للمدنيين، يجب تشكيل إدارة مدنية تشمل كل الجنوب السوري: درعا والقنيطرة، والاستفادة من المعابر في هذه المحافظات لتكون خارج سلطة النظام، لإنعاش الحياة الاقتصادية في هذه المناطق".

يُذكر أن مظاهرات السويداء المستمرة رفعت منذ أسابيع لافتات تطالب "برحيل الأسد وإخراج المعتقلين من سجونه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی السویداء

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي إلى سوريا يوضح موقف إدارة ترامب من مطالب قسد

أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك أن الولايات المتحدة ليست ملزمة تجاه قوات سوريا الديمقراطية إذا لم يكن قادتها منطقيين، كما ليست مدينة بإنشاء حكومة خاصة بهم وواشنطن لن تدعم أي نتيجة انفصالية.

وأضاف باراك أن "رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا يمثل بداية جديدة استراتيجية لأمة مزقتها الحرب".

وأوضح أن "الولايات المتحدة لا تسعى لبناء دولة أو تطبيق الفيدرالية في سوريا"، مشيرا إلى أن "رسالة الرئيس ترامب هي السلام والازدهار والتغيير في السياسة بهدف إعطاء النظام السوري الناشئ فرصة لإعادة البناء".

وأكد المبعوث الأمريكي، أن "سوريا يجب أن تظل موحدة بجيش وحكومة واحدة ولن يكون هناك ست دول بل سوريا واحدة، والولايات المتحدة لا تملي الشروط لكنها لن تدعم نتيجة انفصالية".

وأردف: "قوات سوريا الديمقراطية هي نفسها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره كل من تركيا والولايات المتحدة منظمة إرهابية، ونحن مدينون لقوات سوريا الديمقراطية لكن ليس بحكومة خاصة بهم".

والأسبوع الماضي شدد باراك على أنه يتعين على قوات سوريا الديمقراطية أن تدرك سريعا أن سوريا دولة واحدة مؤكدا أنها قادرة على الاندماج بالبلاد والانضمام إلى جيشها.



وفي أواخر أيار/ مايو الماضي، أعلنت دمشق عن اتفاق مع الولايات المتحدة حول ضرورة التخلص الكامل من الأسلحة الكيميائية في سوريا، ومناقشة آليات دمج قوات "قسد" في مؤسسات الدولة.

وأغلقت الحكومة السورية، الجمعة، عددا من العبارات النهرية التي تصل بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة "قسد" في ريف دير الزور الشرقي على سرير نهر الفرات، شرقي سوريا، وذلك عقب اشتباكات اندلعت مؤخراً بين عناصر من "قسد" وقوات من الأمن السوري بسبب عمليات التهريب.

 وفي سياق متصل، قُتل عنصران من "قوات سوريا الديمقراطية" خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من جراء اشتباكات مع قوات من الجيش السوري على محور بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي، شمالي سورية، ما دفع "قسد" إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

وجرت في دمشق، الأربعاء الفائت، جلسة مفاوضات جديدة بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" برعاية أمريكية - فرنسية، وذلك في إطار تطبيق اتفاق العاشر من آذار/ مارس الموقع بين قائد "قسد" مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. اعتذار الممثل باسم ياخور عن تصريحات سياسية سابقة يشعل ضجة
  • وزير الإعلام السوري يزور مقر قناة DW في برلين
  • اعتقال قيادي متورط بتشكيل خلايا إرهابية في سوريا بدعم من رامي مخلوف
  • المبعوث الأمريكي إلى سوريا يوضح موقف إدارة ترامب من مطالب قسد
  • فشل حكومات قيس سعيّد ومصير تونس المقبل
  • مدير الدفاع المدني في الساحل السوري: الألغام التي زرعها النظام البائد أكبر عائق نواجهه لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي
  • حسام المندوه: نجاح البكالوريا المصرية مرهون بجودة المعلم واستعداد الوزارة
  • سوريا وإسرائيل.. معركة الردع والصمت في الجنوب السوري
  • مراسلة سانا بدمشق: وزارة التربية والتعليم توقع مع نظيرتها التركية بروتوكولاً للتعاون المشترك في ترميم المدارس المدمرة في سوريا، وتوسيع فرص التعليم أمام الشباب السوري، وتوطيد الروابط التعليمية والثقافية بين البلدين
  • ثلاث سيناريوهات متوقعة لعلاقة سوريا وأميركا المستقبلية