ترامب يؤجج الحرب التجارية برسوم على الاتحاد الأوروبي والمكسيك
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
واشنطن- رويترز
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت، بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 بالمئة على الواردات من المكسيك والاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول أغسطس آب بعد مفاوضات لأسابيع مع الشريكين التجاريين الرئيسيين لبلاده لم تثمر عن اتفاق تجاري شامل.
وأعلن ترامب القرار الذي يؤجج الحرب التجارية عبر رسالتين منفصلتين على تروث سوشيال لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة المكسيك كلاوديا شينبوم.
ورد كل من الاتحاد الأوروبي والمكسيك بوصف الرسوم الجمركية بأنها غير عادلة وتسبب اضطرابات، وتعهدا بمواصلة التفاوض مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق تجاري أوسع نطاقا قبل الموعد النهائي في الشهر المقبل.
ويعد الاتحاد الأوروبي والمكسيك من بين أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وبعث ترامب بخطابات مماثلة إلى 23 شريكا تجاريا آخر للولايات المتحدة الأسبوع الماضي منهم كندا واليابان والبرازيل، وحدد معدلات رسوم شاملة تتراوح بين 20 و50 بالمئة، بالإضافة إلى تعريفات جمركية بنسبة 50 بالمئة على النحاس.
وقال ترامب "إن الرسوم الجمركية بنسبة 30 بالمئة "منفصلة عن جميع الرسوم المرتبطة بالقطاعات"، مما يعني أن الرسوم البالغة 50 بالمئة على واردات الصلب والألومنيوم و25 بالمئة على واردات السيارات ستظل عند تلك المستويات".
ويمنح الموعد النهائي في الأول من أغسطس آب الدول المستهدفة بخطابات ترامب مهلة للتفاوض على اتفاقات تجارية يمكن أن تخفض معدلات الرسوم التي هدد بتطبيقها.
تُظهر الخطابات أن ترامب عاد إلى الموقف التجاري العدواني الذي اتخذه في أوائل أبريل نيسان عندما أعلن عن الرسوم الجمركية المتبادلة ضد الشركاء التجاريين وتسببت في تراجع الأسواق قبل أن يؤجل البيت الأبيض تطبيقها.
لكن مع صعود أسواق الأسهم إلى مستويات قياسية في الأسابيع الماضية والتفاؤل حيال النمو الاقتصادي، لا يُظهر ترامب علامات على تهدئة حربه التجارية.
ووعد ترامب باستغلال فترة التعليق التي استمرت 90 يوما منذ أبريل نيسان في توقيع عشرات الاتفاقات التجارية الجديدة مع الشركاء التجاريين، إلا أنه لم يبرم سوى اتفاقات إطارية مع بريطانيا والصين وفيتنام.
وتضمنت رسالة ترامب إلى الاتحاد مطلبا بأن تلغي أوروبا تعريفاتها الجمركية، وهو شرط لا جدال فيه لأي اتفاق مستقبلي.
وكتب ترامب في رسالته "سيسمح الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة بالوصول الكامل والمفتوح إلى سوقه دون فرض رسوم جمركية علينا، في محاولة لتقليل العجز التجاري الكبير".
وقالت فون دير لاين إن الرسوم الجمركية بنسبة 30 بالمئة "ستحدث اضطرابات في سلاسل التوريد الأساسية عبر الأطلسي، على حساب الشركات والمستهلكين والمرضى على جانبي الأطلسي".
وأضافت أنه في الوقت الذي سيواصل فيه أعضاء الاتحاد الأوروبي العمل من أجل التوصل إلى اتفاقية تجارية، فإنهم "سيتخذون جميع الخطوات اللازمة لحماية مصالح الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اعتماد تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر".
وقالت وزارة الاقتصاد المكسيكية اليوم السبت إنها أبلغت خلال اجتماع ثنائي أمس الجمعة مع المسؤولين الأمريكيين بأن الولايات المتحدة سترسل خطابا لها.
وجاء في بيان الوزارة "ذكرنا في الاجتماع أن هذه المعاملة غير عادلة وأننا لا نوافق على ذلك".
رسوم أعلى على كندا
تواجه كندا رسوما أعلى تبلغ 35 بالمئة مقارنة بالمكسيك، وعزا الخطابان إلى الدولتين قرار فرض الرسوم إلى تدفقات الفنتانيل، على الرغم من أن البيانات الحكومية تظهر أن كمية المخدرات المضبوطة على الحدود المكسيكية أعلى بكثير من تلك على الحدود الكندية.
وقال ترامب "ساعدت المكسيك في تأمين الحدود لكن ما تفعله ليس كافيا. فالمكسيك لم توقف بعد العصابات التي تحاول تحويل أمريكا الشمالية بأكملها إلى ساحة لتهريب المخدرات".
ترسل المكسيك أكثر من 80 بالمئة من إجمالي صادراتها إلى الولايات المتحدة، وساعدتها التجارة الحرة مع جارتها الشمالية على التغلب على الصين لتصبح أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في عام 2023.
وكان الاتحاد الأوروبي يأمل في البداية في إبرام اتفاقية تجارية شاملة تلغي الرسوم الجمركية على السلع الصناعية بالنسبة للجانبين، لكن المحادثات الصعبة على مدى أشهر جعلت التكتل يستنتج أنه قد يضطر إلى القبول باتفاقية مؤقتة على أمل التفاوض على صفقة أفضل.
ويتعرض التكتل المؤلف من 27 دولة لضغوط متضاربة إذ تحث ألمانيا على التوصل إلى اتفاق سريع لحماية صناعتها، في حين يقول أعضاء آخرون في الاتحاد، مثل فرنسا، إن المفاوضين يجب ألا يوافقوا على اتفاق أحادي الجانب يرضخ للشروط الأمريكية.
وبدأت سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في جلب عشرات المليارات من الدولارات شهريا كإيرادات جديدة للحكومة الأمريكية.
وتجاوزت الإيرادات 100 مليار دولار في السنة المالية الاتحادية حتى يونيو حزيران، وفقا لبيانات وزارة الخزانة الصادرة أمس الجمعة.
وتسببت الرسوم الجمركية أيضا في توتر العلاقات الأمنية مع بعض من أقرب شركاء واشنطن.
وقال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا الأسبوع الماضي إنه ينبغي لبلاده إنهاء الاعتماد على الولايات المتحدة في المجالات الرئيسية.
كما دفعت معركة الرسوم الجمركية كندا وبعض الحلفاء الأوروبيين إلى إعادة النظر في اعتمادهم الأمني على الولايات المتحدة، إذ يتطلع البعض إلى شراء نظم أسلحة غير أمريكية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة للولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة بالمئة على
إقرأ أيضاً:
ترامب يفاقم معاناة قطاع الشحن في الصين برسوم الموانئ
تُفاقم التكاليف الإضافية الناجمة عن رسوم الموانئ الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب معاناة شركات شحن الحاويات الصينية، التي تُواجه بالفعل حربا تجارية متصاعدة وانخفاضا في أسعار الشحن.
ومن المتوقع أن تكون شركتا "كوسكو شيبينغ هولدينغز" و"أورينت أوفرسيز إنترناشونال" المحدودة الأكثر تضررا من سياسة الممثل التجاري الأميركي التي دخلت حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء.
وردت الصين بفرض عقوبات على وحدات أميركية تابعة لشركة "هانوا أوشن"، وكشفت عن تحقيق في آثار الإجراءات الأميركية في شأن سفن الشحن الصينية.
وفرضت بكين الأسبوع الماضي رسوما خاصة على بعض السفن الأميركية، مما دفع ذلك ترامب إلى التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% وقيود على تصدير البرمجيات، على الرغم من أن إدارته أبدت لاحقا استعدادها لتخفيف التوترات.
وقد تواجه شركة كوسكو للشحن -المتوقع أن تتراجع أرباحها في الربع الثالث- رسوما إضافية تتراوح بين 1.5 مليار و2.1 مليار دولار في عام 2026، وفقا لتقديرات بنكي "إتش إس بي سي" و"سيتي غروب".
ونقلت بلومبيرغ عن المحلل في "إتش إس بي سي"، باراش جين قوله إن شركة "أو أو آي إل" (OOIL) قد تُعاني من رسوم تصل إلى 654 مليون دولار، أما شركات النقل غير الصينية، فسيكون التأثير عليها محدودا، لذا يمكن استخدام سفن غير صينية في الموانئ الأميركية، برسوم أقل بكثير.
فرصة لتخفيف العبءوقال المدير الأول لأبحاث الحاويات في شركة دروري، سيمون هيني: "لدى شركات النقل الأخرى فرصة لتخفيف عبء التكلفة الإضافية من خلال استبدال السفن الصينية، لكن شركات مثل كوسكو لا تستطيع تغيير جنسيتها.. لا يوجد حل بديل أمامها".
وتُعدّ الرسوم الأميركية، التي أُعلن عنها لأول مرة في أبريل/نيسان، جزءا من مساعي ترامب لإعادة ترتيب التجارة العالمية والتصدي لنفوذ بكين المتزايد من خلال استهداف الشركات الصينية المالكة أو السفن التي تُبنى في الصين، وفي الوقت نفسه، نمت الشحنات الصينية بنسبة 8.3% في سبتمبر/أيلول، وهي أسرع وتيرة في 6 أشهر، بينما انخفضت الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 27%.
إعلانومن المتوقع أن يكون التأثير على أسعار الشحن محدودا، إذ تجد شركات الشحن طرقا للتحايل على رسوم الموانئ الأميركية، وقد انخفضت أسعار الشحن عن أعلى مستوياتها في يونيو/حزيران 2024.
ويتباطأ نمو حجم الشحن بعد عمليات التحميل المسبق منذ العام الماضي، مدفوعة بمخاوف إضرابات موانئ الساحل الشرقي الأميركي السابقة ومخاوف الرسوم الجمركية، حسب باراش جين من بنك "إتش إس بي سي".
وقال: "لا تزال الطاقة الفائضة تُمثل مشكلة ناشئة في هذا القطاع، لا سيما مع توقعات ضعف الطلب".
ومع التوترات التجارية الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة، لم تتراجع شركات النقل الصينية بعد.
وذكرت شركة "أورينت أوفرسيز كونتينر لاين" المحدودة الشهر الماضي أنها ستظل ملتزمة بالسوق الأميركية "على الرغم من العبء المالي الذي تفرضه هذه الرسوم"، بينما أبلغت شركة كوسكو للشحن المستثمرين أنها تأمل في "تحسين" مزيج منتجاتها عبر المحيط الهادي.
وقال هيني من شركة "دروري" إن شركات التشغيل مثل كوسكو قادرة على تحمل تكاليف الحفاظ على مساراتها الأميركية في الوقت الحالي بدعم حكومي، لكن هيكل الرسوم المتصاعد سيختبر هذا الثبات مع مرور الوقت.
تأثير محدودقال المحلل في بلومبيرغ إنتليجنس، كينيث لوه: "من المؤكد أن ثمة ضغطا على النتائج النهائية فيما يتعلق بتوقعات الأرباع المقبلة.. لن تشهد شركات الشحن أي تأثير لرسوم مكتب الممثل التجاري الأميركي إلا بعد مرور فترة طويلة من الربع الرابع".
ورجّح لوه مراجعة توقعات الأرباع المقبلة بمجرد وضوح فرض الرسوم وتطبيقها فعليا.
ومن المتوقع أن يكون تأثير الرسوم الانتقامية الصينية محدودا على قطاع شحن الحاويات، إذ حدّت شركات النقل الكبرى، بما في ذلك ميرسك، من عملها في الولايات المتحدة، وفق بنك إتش إس بي سي، وبلومبيرغ إنتليجنس.