كان النبيّ لا يُبرم أمراً قبل أن يستشير أصحابه، فكثيراً ما كان يقول لهم:}أشيروا عليَّ أيها الناس وقد كان النبي (ﷺ) حريصاً على مشورة أصحابه حتى في الأمور الصغيرة، ومن ذلك ما جاء عن النبيّ (ﷺ) في صحيح البخاري:}أُتِيَ النبيُّ (ﷺ) بثِيابٍ فيها خَمِيصَةٌ سَوْداءُ صَغِيرَةٌ، فقالَ: }مَن تَرَوْنَ أنْ نَكْسُوَ هذِه؟ فَسَكَتَ القَوْمُ، قالَ: ائْتُونِي بأُمِّ خالِدٍ، فَأُتِيَ بها تُحْمَلُ، فأخَذَ الخَمِيصَةَ بيَدِهِ فألْبَسَها، وقالَ: أبْلِي وأَخْلِقِي.

 

فقد استشار النبيّ (ﷺ) أصحابه وسألهم لمن يُعطي هذا الثوب.

فمواقفه في استشارة أصحابه في الأمور العسكريّة وغيرها لها الأثر البالغ في مصالح الإسلام والمسلمين، حيث استشار أصحابه في جميع غزواته .

وهذه بعص صور استشارة النبي (ﷺ) لأصحابه رضي الله عنهم ..

ما وقَع يوم بدر عِندما خرَج للقاء القافلة العائدة مِن الشام فأفلتَتْ منه، وعَلم بخروج مُشركي قريش لحرْبه، فاستشار المسلمين الذين كانوا معه، فأشار عليه أبو بكر وعمر والمِقداد  رضي الله عنهم  ولكنَّ النبيَّ (ﷺ) كان يُريد الأنصارَ بهذه الاستِشارة؛ رغبةً منه في مَعرفة ما في نفوسهم، هل يُحارِبون معه خارج المدينة أم يُحاربون معه داخل المدينة فقط؛ تطبيقًا لما بايَعوه عليه في العقَبة؟ فتبيَّن له  بعد أن فَطِنَ سيدُهم سعد بن معاذ مُرادَ النبي (ﷺ) أنهم معه في المدينة وخارجها، وأن روابط الإيمان الراسخ أقوى مِن روابط المعاهدات، وبذلك اتَّضح موقف الأنصار جليًّا للنبيِّ (ﷺ) وللمُهاجِرين الذين كانوا معه يومئذٍ، وكانت هذه الاستشارة للجَميع؛ ولكنَّها أُريد بها الأنصار.

وفي غَزوة الأحزاب، عَلِم النبيُّ (ﷺ) أن قريشًا وحلفاءها وقبائل غطفان قد خرجَتْ صَوب المدينة تُريد غزْوها واستِئصال مَن فيها، فعقد النبي (ﷺ) مَجلِسًا استِشاريًّا شاوَر فيه أصحابه حول خطَّة الدِّفاع التي يَدفعون بها هذه الجيوشَ الجرَّارة، فأشار

سلمان الفارسي رضي الله عنه  بحفْر الخَندق للحَيلولة دون دخول تلك الأحزاب إلى المدينة، فوافَق النبيُّ (ﷺ) على هذا الرأيِ وباشَر تطبيقه.

ومنها ما كان في غزوة تبوك، فعِندما وصَل النبيُّ (ﷺ) إلى تبوكَ وأقام بها عِشرين ليلةً ولم يَلْقَ جيش الروم، استشار مَن معه من المسلمين في التقدُّم شمالاً من تبوك، فأشار عمر بن الخطاب بعدم التقدُّم؛ لإمكان الاصطِدام بحشود الروم وحلفائهم المتفوِّقة على المسلمين بعُدَّتها وعَتادها، وأنَّ دُنوَّ النبي إلى المكان الذي وصَل إليه قد حصَل به المقصود مِن إفزاع الروم، فقَبِل النبيُّ (ﷺ) مشورة عُمر ولم يتجاوزْ تبوك.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

نورة الكعبي تشارك في اجتماع تحالف تنفيذ حل الدولتين بالمغرب

شاركت نورة الكعبي، وزيرة الدولة، في أعمال الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، الذي استضافته المملكة المغربية الشقيقة بالشراكة مع مملكة هولندا الصديقة، تحت عنوان: «الحفاظ على ديناميكية عملية السلام..الدروس المستفادة والنجاحات المسجلة والآفاق المستقبلية».
ورافقها في الاجتماع، ثاني الرميثي، عضو البعثة في سفارة الدولة لدى الرباط، وعدد من المسؤولين الدبلوماسيين والمبعوثين الخاصين والوفود الرسمية، فضلاً عن ممثلي منظمات دولية وإقليمية فاعلة في دعم جهود السلام وتحقيق حل الدولتين.
ويأتي الاجتماع في إطار الجهود الدولية المشتركة لتعزيز التنسيق والعمل الجماعي، وتبادل الخبرات والدروس المستفادة في سبيل الدفع بعملية السلام قدماً، والحفاظ على زخمها في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة. (وام)

مقالات مشابهة

  • في فتح مكة.. النبي يضرب أروع الأمثلة في الرحمة والتسامح
  • دعاء النبي يوم الجمعة وسنن مأثورة.. احرص عليها اليوم
  • كيف تعرض أسماء من صلى على النبي يوم الجمعة؟
  • دعاء الزلزال.. المأثور عن النبي عند وقوع الكوارث الطبيعية
  • لويفي يهدي كتابه «مداد من ذهب» لنائب أمير تبوك
  • دون إنفاق المال.. 10 أعمال من سنة النبي ثوابها كأجر الصدقة
  • نورة الكعبي تشارك في اجتماع تحالف تنفيذ حل الدولتين بالمغرب
  • هل المساجد موجودة قبل سيدنا النبي؟.. رد مفاجئ من الشيخ خالد الجندي
  • حث عليهما النبي.. نعمتان من لم يغتنمهما يخسر ويندم كثيرًا
  • أفضل أعمال العشر من ذي الحجة .. ماذا كان يفعل النبي؟