تواصل الدوائر الإسرائيلية متابعة النتائج المترتبة على هجوم حماس العسكري على مستوطنات غلاف غزة، وسط تقدير بأن الحملة العسكرية لن تقتصر على غزة فقط، خاصة وأنه للمرة الأولى، ركزت حماس على هجوم بري من قبل وحداتها للنخبة، وهي نسخة من المخطط الذي عمل عليها حزب الله منذ سنوات، ويمكن القول أن هجوم حماس في تشرين /أكتوبر 2023 هو النسخة الجديدة من مفاجأة "حرب الغفران" قبل خمسين عاما في أكتوبر 1973، ما يجعلها خطوة مدروسة ومنسقة، وليست معزولة على جبهة واحدة فقط، بل ضربة استباقية.



ايهود يعاري المستشرق الإسرائيلي في "القناة 12"، ذكر أن "هجوم حماس الجديد جاء عقب تحضيرات طويلة لم تقرأها المخابرات الإسرائيلية بشكل صحيح، وهذه المرة أجريت مناورة عسكرية واسعة النطاق لإخفاء نوايا الحركة، وحتى الآن ما زلنا متمسكين بمفهوم خاطئ، مع العلم أن الفرضية الإسرائيلية الخاطئة تمحورت حول أن الحركة لن تورط نفسها في جولة عسكرية أخرى، وسوف تفضل إجراء ترتيبات لتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، فيما تبذل جهدها لإشعال النار في الضفة الغربية، حيث تم الزج بثلاثين كتيبة من جيش الاحتلال في هذا المجال، وبالتالي تقليص انتشارها في قطاع غزة".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هجوم حماس الجديد 2023 هو ذاته ما حدث في 1973، من حيث وجود احتمال إسرائيلي ضعيف بوقوع هجوم كبير من شأنه أن يشعل حربا حقيقية، ولعل اجتماع قادة القوى المعادية لإسرائيل وضع الخطة للانقضاض ضد إسرائيل في عطلة الأعياد اليهودية من خلال تحركات لم يتم مراعاتها من قبل المخابرات الإسرائيلية، من حيث تسلل متزامن للمسلحين تجاه العديد من المواقع الإسرائيلية، ومحاولة اقتحام الساحل بواسطة الزوارق البحرية، واستخدام الطائرات بدون طيار الهجومية، مع وابل كثيف من الصواريخ من جميع الأنواع، وعلى جميع المديات، ولأول مرة، ركزت حماس على هجوم بري من قبل وحداتها للنخبة، وهو نسخة من مخطط تفصيلي يعمل عليه حزب الله منذ سنوات". 

وأوضح أن "حماس تتوقع، بل تأمل، أن اقتحام جيش الاحتلال لأراضي قطاع غزة سيدفع حزب الله للتدخل، وهذه ستكون حربا بحجم مختلف، وربما يرسل الإيرانيون إرسالياتهم على حدود الجولان، مع تزايد التقارير عن احتمال إدخال أسلحة جديدة لاستخدامها من قبل الحزب وحماس والسلطة الفلسطينية، وقد تتسبب في عدد كبير من القتلى الإسرائيليين، من خلال استخدام العبوات الناسفة القوية وإطلاق الصواريخ على المستوطنات، ويبدو أن هذا الوضع لن يسمح لإسرائيل بمواصلة أنشطتها، بل ستتطلب إجراءاتها المضادة المعتادة رد فعل واسع النطاق، حتى على حساب حرب شاملة، مع أن الحملة لن تقتصر على غزة فقط".


ران إدليست الكاتب في صحيفة "معاريف"، ذكر أن "حكومة الاحتلال أمامها لحظات حاسمة ومعضلة صعبة، خاصة عندما لا تكون هناك معلومات واضحة عن حدود الاحتكاك العنيف، ما يؤكد وجود عامل واحد واضح تماما وهو وقوع المفاجأة، لأن الحكومة المجتمعة الآن منقسمة بين الرغبة بتوجيه ضربة حاسمة لحماس، قد تخرج عن نطاق السيطرة بسبب قوة نيران الجيش الإسرائيلي، وبين الحاجة لحماية الرهائن الموجودين في غزة وإسرائيل، أي بين وقف إطلاق النار، أو توجيه ضربة قوية إلى غزة". 

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الإسرائيليين في عمومهم يعيشون في قلب المأساة، لأنهم أمام فشل استخباراتي فادح، وقد فوجئ العالم بهذا الهجوم المفاجئ على إسرائيل، بكل القوى البشرية والوسائل التكنولوجية، ولا يمكن تقدير أين سيتجه كل هذا في هذه اللحظة، لأن رد الجيش يعتمد على الأحداث التي تجري في المنطقة، ولذلك فإن السؤال اليوم ما إذا كان مجلس الوزراء يفكر في عملية برية ضد حماس في غزة".

وختم بالقول أن "كل ذلك يستدعي مطالبة المستوى العسكري بالسيطرة على الوضع، وأن يبقي عينيه مفتوحتين أثناء القتال على النتيجة التي يريد تحقيقها، ولذلك أفترض أن جيش الاحتلال سيستغل الموقف لضرب أهداف عالية الجودة في غزة، مع خشية أن يؤدي خوض المعركة والغضب والانتقام إلى مستوى يقترب من الإبادة الجماعية". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة حماس الفلسطينية فلسطين حماس الاحتلال الإسرائيلي حرب أكتوبر طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هجوم حماس من قبل

إقرأ أيضاً:

هروب رئيس الموساد الجديد من اشتباك مع القسام خلال طوفان الأقصى يشعل المنصات

لاقى مقطع فيديو بثته وسائل إعلام إسرائيلية، يعرض لقطات لهروب الضابط الإسرائيلي رومان غوفمان -الذي عين مؤخرا رئيسا لجهاز الموساد- من ساحة اشتباك مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية، خلال معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

ويظهر الفيديو غوفمان وهو يُطلق النار خلال اشتباكات عند مفترق شعار هنيغف قرب مستوطنة سديروت في منطقة "غلاف غزة"، قبل أن يلوذ بالفرار راكضا من الموقع متعرضا لإطلاق نار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من أنقاض حلب إلى منصة التحرير بدمشق.. حكاية الطفل عمرانlist 2 of 2كيف علق السوريون بعد عام من التحرير؟end of list

ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، أُصيب غوفمان خلال هذه المواجهات ونقل آنذاك إلى مركز "بارزيلاي" الطبي في عسقلان للعلاج، إذ كان حينها يشغل منصب قائد قاعدة تسئيليم برتبة عميد، قبل أن يتولى لاحقا منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وعاد اسم غوفمان الذي يحمل اليوم رتبة لواء إلى دائرة الضوء بعد إعلان نتنياهو -الخميس الماضي- تعيينه رئيسا لجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) خلفا لدافيد برنيع الذي تنتهي ولايته في يونيو/حزيران 2026.

وقال مكتب نتنياهو في بيان التعيين إن غوفمان أُصيب "بجروح خطرة" خلال اشتباكه مع مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محيط غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتفاعل ناشطون واسع مع الفيديو، واصفين إياه "باللقطات المثيرة" و"التاريخية"، لأنه -بحسب تعليقاتهم- يُظهر هروب من يتولى اليوم قيادة أهم جهاز أمني إسرائيلي أمام أحد مقاتلي النخبة في كتائب القسام.

فيديو تاريخي يظهر هروب رئيس الموساد الجديد خلال الاشتباك مع احد عناصر كتائب القسام في السابع من اكتوبر ????????

هذا المشهد سيبقى تاريخياً لهروب مسؤول أهم جهاز عسكري صهيوني أمام مقاتل من رجال الله في النخبة .. pic.twitter.com/oZWJhHtG8Z

— أبو نائل حمدان (@q_lwh) December 8, 2025

ووفق روايات متداولة على المنصات، لم ينتبه المقاتلون لوجود غوفمان في البداية، لكن ما إن اكتشفوا موقعه حتى بادروا بإطلاق النار عليه، مما أدى إلى إصابته في قدمه وفراره من المكان.

إعلان

ورجحت هذه الروايات أن المقاتلين لم يدركوا أنه ضابط كبير وصل إلى النقطة الميدانية بنفسه.

هذه لقطات نشرها الإعلام العبري لرئيس الموساد الإسرائيلي الجديد، الذي كان يرتدي زيه العسكري ودخل في اشتباك مع مقاومين فلسطينيين لم ينتبهوا لوجوده في البداية. وعندما أدركوا ذلك، أطلقوا النار عليه فأُصيب في قدمه وهرب، لكن المقاومين لم يلاحقوه، ويُعتقد أنهم لم يدركوا أنه صاحب منصب… pic.twitter.com/G3pbiQgZQm

— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 8, 2025

وتداول آخرون وصفا يقول إن المشاهد التي يظهر فيها غوفمان وهو يهرب بينما "تطارده أسود القسام" تعكس من وجهة نظرهم عجز القوات الإسرائيلية عن مواجهة المقاتلين في ميدان مفتوح، معتبرين أن الجنود والضباط "يلجؤون إلى الفرار حين يواجهون المقاتلين وجها لوجه"، في مقابل استخدامها القوة ضد المدنيين.

ورأى ناشطون أن إعادة انتشار الفيديو في هذا التوقيت تحمل دلالات لافتة، خصوصا أنها تأتي بعد أيام من تعيين غوفمان رئيسا للموساد، معتبرين أن المقطع "يُحرج القيادة الإسرائيلية" لأنه يُظهر لحظة ميدانية حساسة لضابط يشغل اليوم منصبا سياديا رفيعا.

كما أشاروا إلى أن تداول اللقطات تزامن مع نقاش داخلي في إسرائيل حول أداء الجيش خلال الساعات الأولى من هجوم السابع من أكتوبر، وما رافقه من ارتباك وفوضى في صفوف الوحدات العسكرية.

لقطات مثيرة لفرار "رئيس الموساد" الجديد من "القسّاميين" في 7 أكتوبر.
بثتها وسائل إعلام عبرية.
هو رومان جوفمان، وكان حينها جنرالا كبيرا في الجيش.
تظهره اللقطات بزيّه العسكري، حين فاجأه أحد مقاتلي القسام بصلية نارية، ولى أمامها هاربا، لكنه أُصيب في قدميه.https://t.co/vbgqb7y7ku

— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) December 8, 2025

ولفت آخرون إلى أن المشاهد رغم قدمها عادت إلى الواجهة لأنها تقدم "رواية بصرية" عن الفوضى التي شهدها غلاف غزة في بداية الهجوم، خصوصا أن مصادر إسرائيلية أقرّت بأن غوفمان كان من أعلى الضباط رتبة ممن أُصيبوا في ذلك اليوم.

وفي المقابل، أشاد مغردون بأداء مقاتلي كتائب القسام في الفيديو، لا سيما المقاتل الذي ظهر ثابتا في موقعه موجّها سلاحه استعدادا لاشتباك جديد، بينما يواصل غوفمان الانسحاب لمسافة طويلة.

ورأى هؤلاء أن ثبات المقاتل يعكس -وفق تعبيرهم- "انضباطا وجهوزية عالية" في مواجهة ضابط رفيع.

الإعلام العبري ينشر رئيس الموساد للكيان الذي كان يرتدي زيه العسكري ودخل في اشتباك مع مقاومين فلسطينيين لم ينتبهوا لوجوده في البداية وعندما أدركوا ذلك أطلقوا النار عليه فأُصيب في قدمه وهرب لكن المقاومين لم يدركوا أنه صاحب منصب كبير كان هذا أعلى ضابط عسكري أُصيب 7 اكتوبر 2023 pic.twitter.com/cqSHNby5tm

— أبو عبادة (@aboobad1980) December 8, 2025

وقال ناشطون إن عدم ملاحقة المقاتل لغوفمان قد يرتبط بخطط عملياتية تفرض على المقاتلين التمسك بنقاط الاشتباك وعدم مطاردة الأفراد بعيدا عن مسار التقدم، مشيرين إلى أن المشهد يوثق -بتقديرهم- "لحظة فارقة" في معركة السابع من أكتوبر، إذ يظهر ضابطا كبيرا ينسحب تحت الضغط في مقابل مقاتل واحد يحافظ على موقعه ويواصل القتال.

إعلان

مقالات مشابهة

  • يديعوت تكشف تفاصيل خطة لاجتياح غزة بريا قبل طوفان الأقصى
  • صحيفة عبرية تكشف عن مخطط إسرائيلي لاغتيال قيادات حماس قبل هجوم 7 أكتوبر
  • أسعار النفط تنخفض لهذا السبب
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى من جديد
  • رئاسة الوزراء الإسرائيلية: الاتصالات مع سوريا لم تصل إلى مستوى التفاهمات
  • خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف رُفضت سياسياً قبل "طوفان الأقصى"
  • هروب رئيس الموساد الجديد من اشتباك مع القسام خلال طوفان الأقصى يشعل المنصات
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 377 (عدنان البرش)
  • ‫لهذا السبب تناول القرفة باعتدال
  • لواء إسرائيلي يحذر من سيناريو يوم القيامة: 7 أكتوبر سيكون صغيرا أمامه