(عدن الغد)عبدالرحمن أنيس:

◾تأخر رفع ملف محمد الى "المحكمة العليا" في صنعاء اكثر من عام بسبب وجود اسمين لمتهم اخر من عمران

◾عام وثمانية اشهر منذ صدور حكم الاستئناف بانتهاء مدة حبس محمد ، ولا زال ملفه حبيس ادراج النيابة

لم يكن يدور بخلد الشاب العدني محمد البلي ، وهو يغادر عدن نحو صنعاء لحضور حفل زواج شقيقته ، انه لن يعود الى عدن بعد انتهاء العرس ، وان حريته ستقيد لسنوات خلف قضبان السجن.

*الرحلة المشؤومة*

سافر محمد الى صنعاء لحضور حفل زواج شقيقته ، وفي يوم 28/2/2016 اي بعد يوم واحد فقط من عقد قران شقيقته ، خرج محمد من المنزل ليشغل سيارته ، الا انه فوجئ بقدوم سبعة اشخاص نحوه في سيارة تاكسي، كانوا يلبسون اللبس الشعبي الصنعاني " ثوب وعسيب وسلاح " ، تهجم هؤلاء على محمد البلي واخذوا مفاتيح السيارة وضربوه ، سمع ذويه صوته فخرجوا ليجدوه مرميا في الارض وفوقه الرجال يضربونه ، وردا على سؤال ذويه افادوهم بانهم من افراد شرطة مذبح وجاؤوا لياخذوه للتحقيق ثم سيعيدونه ، لكنه لم يعد منذ ذلك التاريخ قبل اكثر من سبع سنوات.

*اعترافات تحت التعذيب*

وفقا لشقيقته " شيماء البلي " فقد جرى تعذيب محمد في شرطة مذبح ودق المسمار في راسه وكهربته وضربه ، قبل ان يبصموه على ورقة فيها اعترافات ومن ثم حولوه الى السجن المركزي بملف تهمة قتل شاب من محافظة عمران الاشمور ، لم تكن اسرة محمد تعرفه او تعرف اقاربه.

القاتل والقتيل جميعهما من عمران الاشمور ، لا تعرفهم عائلة البلي التي تعود اصولها الى محافظة أبين.

*حكم الابتدائية وتخفيف الاستئناف*

بدات جلسات المحكمة الابتدائية في صنعاء من 2016 الى 2018 تم الحكم على محمد بالاعدام رميا بالرصاص حتى الموت ، قررت اسرة محمد استئناف الحكم ، ورفع الملف الى محكمة الاستئناف التي استغرق منها النظر في الملف اربع سنوات كاملة ، قبل ان تقرر تخفيف حكم الاعدام ، والاكتفاء بالمدة التي قضاها في سجنه ( ست سنوات تبدأ من تاريخ القبض عليه ) ، وهو ما يعني الافراج عنه لانه قد قضى اكثر من المدة المحكوم عليه بها.

*عام ونصف في السجن بسبب اسم متهم آخر*

في 13 مارس 2022 قضت محكمة الاستئناف في صنعاء بتعديل حكم المحكمة الابتدائية باعدام محمد البلي الى السجن ست سنوات تبدأ من تاريخ القبض عليه.

طعنت النيابة واولياء الدم في اليوم التالي بتاريخ 14 مارس ، ورغم ان القانون يمنح فرصة 45 يوما فقط لتقديم عريضة الطعن ، فلم يتم تسليم عريضة الطعن الا في شهر يوليو بعد اربعة اشهر من الموعد القانوني، احيل بعدها الملف الى المكتب الفني للنائب العام في صنعاء.

يفترض ان يدرس الملف ليحال الى المكتب الفني لـ "النائب العام" في صنعاء خلال خمسة عشر يوما لكنه احيل بعد ثلاثة اشهر وتحديدا في اكتوبر 2022 ، احيل بعدها الملف الى المكتب الفني للنائب العام في صنعاء الذي يفترض كذلك ان يفصل في الملفات التي تحال اليه خلال خمسة عشر يوما ، لكن الامر استغرق سبعة اشهر اخرى ، حتى جاء ابريل العام 2023.

بعد كل هذه المدة ، اعاد المكتب الفني الملف الى النيابة العامة لانهم اكتشفوا ان هناك خطأ في اسم احد المتهمين الآخرين ، فالمتهم الاول في القضية لديه في الابتدائية اسم وفي الاستئناف اسم مختلف ، حيث كتب في الابتدائية اسمه / نسيم جبران يحي الاشموري ، وكتب في الاستئناف : نسيم يحيى يحيى يزيد جبران الاشموري. 

 تخيل ان يتم تعقيد قضيتك بسبب اسم متهم آخر.

تابعت شيماء شقيقة محمد ، ملف المتهم الاول وحاولت اثبات اسمه بهدف انهاء معاناة شقيقها الذي ارتبط امر البت في ملفه بحسم اسم متهم اخر مزدوج الاسم ، تم احضار المتهم الاول الى الابتدائية ، افاد انه لا يملك اي بطائق ، حاولت شيماء الوصول الى ذويه وسؤالهم عن اسمه دون فائدة ، فلم يوافق اهله بان يأتو للتعريف به ولم يكن له اي افادة او بطاقة شخصية.

*استخراج بطاقة شخصية للمتهم الاول*

بعد ثلاثة اشهر اضافية وتحديدا في يوليو 2023 قررت شيماء البلي ان تزور مكتب "النائب العام" في صنعاء ، الذي اصدر امرا باخذ المتهم الاول الى الاحوال الشخصية وتبصيمه واصدار بطاقة شخصية له لانهاء مشكلة الاسم ، تم استكمال الاجراءات واستخراج بطاقة شخصية للمتهم الاول واستغرق الامر شهرا كاملا ، لكن الملف لم يرفع الى المحكمة العليا حتى اللحظة.

*معاناة إضافية*

سنة وثمانية اشهر وشيماء البلي تسافر الى صنعاء وتعود الى عدن سعيا وراء رفع ملف شقيقها الى "المحكمة العليا للجمهورية" في صنعاء ، وحتى الان يبدو ان المماطلة هي سيدة الموقف.

 تعيش شيماء واسرتها اياما صعبة ، يعدون الدقائق والساعات التي تمر ثقيلة عليهم ، ويتحملون اعباء ثقيلة في متابعة الافراج عن ابنهم ، لا يريدون سوى ان ياخذ القانون مجراه ، فمتى يرفع ملف محمد البلي الى "المحكمة العليا" ؟.



 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: المحکمة العلیا المکتب الفنی بطاقة شخصیة الملف الى فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

تركيا تعيد إنتاج نوع من الخبز يبلغ عمره 5000 عام

في اكتشاف أثري نادر، عثر علماء آثار في تركيا على رغيف خبز محفوظ عمره حوالي 5 آلاف عام، ما أثار اهتماماً واسعاً بزراعة أنواع قمح قديمة تتحمل الجفاف، في ظل التحديات المناخية الراهنة.

أقدم خبز مخمر في التاريخ

قال عالم الآثار ومدير حفريات موقع كولوبا، مراد توركتيكي، إن الخبز الذي اكتُشف هو أقدم خبز مخمر ومخبوز معروف حتى الآن، حيث يعود تاريخه إلى نحو 3300 قبل الميلاد.

وقد احتفظ الخبز، الذي يشبه الفطيرة بقطر 12 سم، بشكله الأصلي تقريباً، بعدما احترق ودُفن أسفل عتبة منزل قديم في العصر البرونزي.

 
طقوس ودفن غامضة

يشير الاكتشاف إلى طقوس قديمة ربما تتعلق بالوفرة والخصوبة، إذ لاحظ العلماء أن قطعة من الرغيف قد قُطعت قبل حرقه ودفنه أثناء بناء المنزل.

وما زال الغموض يلفّ حضارة كولوبا، التي لا تتوافر عنها سوى شواهد أثرية قليلة، بينما يرى الخبراء أن سكانها كانوا يمارسون الزراعة والتجارة والحرف اليدوية بمهارة عالية.
تحليل مكونات الرغيف

أظهرت التحاليل أن الخبز كان مصنوعاً من دقيق النشا المطحون خشناً (نوع قديم من القمح)، وبذور العدس، مع استخدام أوراق نبات مجهول كخميرة. ويُعرض الرغيف المحترق حالياً في متحف إسكيشهير للآثار.

إعادة إحياء وصفة خبز كولوبا

بدافع الفضول والرغبة في إحياء التراث، قررت بلدية إسكيشهير إنتاج خبز كولوبا مجدداً باستخدام قمح كافيلكا (نوع قديم مقاوم للجفاف) والعدس والبرغل، بعد دراسة تركيب الرغيف القديم. وبالفعل، بدأ مخبز “هالك إكمك” الشعبي بإنتاج 300 رغيف يومياً، نفدت أولى دفعاته خلال ساعات، ما يعكس شغف السكان بتجربة الخبز الذي يعود إلى آلاف السنين.

درس من الماضي في مواجهة أزمة المناخ

قالت رئيسة بلدية إسكيشهير، عائشة أونلوجيه، إن إعادة إنتاج هذا الخبز يحمل رسالة مهمة، مضيفة: “أسلافنا يعلّموننا درساً ثميناً. يجب أن نعود إلى زراعة المحاصيل التي تتحمل الجفاف مثل القمح القديم، بدلًا من الذرة وعباد الشمس اللذين يستهلكان كميات هائلة من المياه”.
وأكدت أهمية تبني سياسات زراعية جديدة تتكيف مع التغير المناخي، مشيرة إلى أن مشروع زراعة القمح القديم يمثل خطوة رمزية نحو تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة.

قالت سوزان كورو، وهي إحدى الزبائن الذين حصلوا على خبز كولوبا: “كنت متحمسة جداً لتجربته.. إنه شعور رائع أن تتذوق طعامًا كان يؤكل قبل آلاف السنين”.

مقالات مشابهة

  • خلال زيارة لـ أحمد السقا.. عادل إمام يمنح عمرو سعد درس عمره.. ما القصة؟
  • تركيا تعيد إنتاج نوع من الخبز يبلغ عمره 5000 عام
  • الكهرباء ليست رفاهية.. بل أوكسجين حياة”.. صرخة كاتب عدني تشعل غضب شعبي
  • محمد ابو العلا: اللجوء إلى المحكمة الرياضية اهانة للدوري وتضر بسمعه الكرة المصرية
  • محمد أبو العلا : اللجوء إلى المحكمة الرياضية إهانة للدوري وتضر بسمعه الكرة المصرية
  • رسمياً: فتح طريق الضالع صنعاء بعد إغلاق دام سنوات
  • عمره 26 عاماً فقط... تعرّفوا إلى أصغر رئيس بلدية في لبنان (صورة)
  • مأساة جديدة.. محمد ابن الـ 12 عاماً تعرّض لذبحة قلبية مُفاجئة!
  • أحمد أبو مسلم: بيراميدز أضاع فوزا تاريخيا أمام صن داونز.. وحزين على الأهلي
  • عادل أيت بوعزة يكتب :” ملتمس رقابة !”