الجزيرة:
2025-12-11@11:28:48 GMT

لماذا يستهدف الاحتلال الأسرى المحررين بغزة؟

تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT

لماذا يستهدف الاحتلال الأسرى المحررين بغزة؟

غزة- رفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة استهداف الأسرى المحررين الذين أطلق سراحهم ضمن صفقة وفاء الأحرار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل عام 2011.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اغتال الاحتلال 30 محررا من مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس، ممن أفرج عنهم مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وتم إبعادهم إلى قطاع غزة.

وامتدت تهديدات إسرائيل بقتل الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني الماضي، بزعم أنه "لم ينه حسابه معهم" مما يكشف عن نية مبيتة لقتلهم.

بنك أهداف

وتشير البيانات الصادرة عن مراكز متخصصة بشؤون الأسرى الفلسطينيين إلى أن من بين المحررين الذين تم اغتيالهم 6 شهداء من مدينة القدس، ويشكّلون 40% من محرري القدس الذين أُبعدوا إلى قطاع غزة وعددهم 15 محررا، أما الباقون وعددهم 24 شهيدا، فينحدرون من الضفة الغربية ويشكّلون 16% من محرري الضفة الذين أُبعدوا إلى القطاع، وعددهم 148 محررا.

وقال مركز إعلام الأسرى للجزيرة نت إن قوات الاحتلال أعادت خلال عملياتها البرية داخل غزة اعتقال 6 محررين ومبعدين من الضفة إلى غزة، ولا يزالون محتجزين في ظروف قاسية.

وعن ذلك، يقول مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والجرحى بحركة حماس، ناهد الفاخوري، إن إسرائيل تواصل ارتكاب مجازرها ضد الفلسطينيين بكل زمان ومكان، لا سيما الأسرى المحررون الذين لاحقهم بشكل خاص إما بالتصفية الجسدية عبر الاستهداف المباشر أو الاعتقال مرة أخرى.

وأوضح الفاخوري للجزيرة نت، أن جيش الاحتلال يعتبر أن هناك ثأرا شخصيا بينه وبين الأسرى المحررين أصحاب المحكوميات العالية بعدما أجبرت المقاومة الفلسطينية حكومته بالإفراج عنهم خلال صفقات التبادل، ونظرا للخصوصية التي يتمتعون بها لدى الشعب الفلسطيني وتاريخهم الحافل بالمقاومة.

إعلان

ولفت إلى أن الاحتلال ينظر للأسرى المحررين كعناصر فاعلة في المجتمع الفلسطيني على كافة الصعد، خاصة إعادة انخراطهم في العمل المقاوم، مما جعلهم هدفا في جميع جولات التصعيد والحروب الإسرائيلية، وهذا ما بدا واضحا منذ اغتيال الاحتلال الأسير المحرر مازن فقهاء في غزة في مارس/آذار 2017، وثم طارق عز الدين في مايو/أيار 2023.

وشدد الفاخوري على أن جميع الأسرى المحررين كانوا ضمن بنك أهداف الاحتلال الذي لا يتورع عن استهدافهم مع كافة أفراد أسرهم، مما أدى لاستشهاد 30 محررا مبعدا ضمن صفقة وفاء الأحرار.

ونوَّه إلى أن الاحتلال اغتال محررين آخرين أيضا ضمن الصفقة ذاتها من سكان قطاع غزة، أبرزهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وروحي مشتهى وعبد الرحمن شهاب، مؤكدا أن تعمُّد استهداف الأسرى المحررين نابع من نزعة انتقامية لدى إسرائيل، لدورهم الفاعل في القضايا الوطنية الفلسطينية.

الاحتلال الإسرائيلي نفذ في الأسرى خلال الحرب أبشع أشكال التعذيب والتنكيل والتجويع (رويترز) تهديد متواصل

وكشف أسير محرر أطلق الاحتلال سراحه خلال اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى في يناير/كانون الثاني الماضي عن تهديد سجانيه له قبل مغادرته المعتقل.

وقال الأسير -لم يكشف هويته- للجزيرة نت إن ضابط المخابرات الإسرائيلية قال له، "لسه (ما زلنا) بدنا (نريد) منك 12 سنة" في إشارة للسنوات المتبقية من محكوميته داخل السجون الإسرائيلية.

وفي السياق، قال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، إن الاحتلال بدأ باستهداف الأسرى المحررين ضمن "صفقة شاليط" مبكرا عندما أعاد اعتقال 70 منهم بالضفة الغربية عام 2014 وثبَّت أحكامهم السابقة، حتى أفرج عن معظمهم خلال اتفاق التبادل الذي جرى بداية العام الحالي.

وشدَّد عبد ربه للجزيرة نت على أن استمرارية الاستهداف والملاحقة للأسرى المحررين تتم منذ بداية الحرب على غزة بشكل أكثر قساوة، عبر تعمد اغتيالهم، والتنكر لكل بنود اتفاقيات عمليات التبادل.

وأضاف أن الاحتلال ينتقم من الأسرى المحررين ولم يغلق ملفاتهم التي اعتقلهم عليها قبل عشرات السنين، مما يزيد من المخاطر المحدقة التي تهدد سلامة كل من تحرر من سجون الاحتلال في صفقات التبادل.

رسائل الاحتلال

وبحسب تقرير متخصص صادر عن مركز فلسطين لدراسات الأسرى، فإن الاحتلال يسعى باغتيال المحررين إلى إيصال رسائل متعددة:

أولها إلى الأسرى المحررين في الصفقة الأخيرة أو المتوقع الإفراج عنهم في صفقات قادمة بأنهم معرضون للاغتيال في أي وقت، وأن الاتفاقيات لا تحميهم. والثانية موجهة للشارع الإسرائيلي في محاولة لترميم صورة الاحتلال التي مُرغت في التراب بخضوعه لشروط المقاومة وإجباره على إطلاق سراح المئات من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية. أما الرسالة الثالثة فهي للشارع الفلسطيني بهدف بث الخوف ومنع أي نشاط مقاوم للاحتلال عبر التهديد بمصير مشابه لهؤلاء المحررين.

يشار إلى أن أبرز الأسرى المحررين المبعدين الذين اغتالهم الاحتلال خلال الحرب على غزة؛ محمد حمادة المتحدث باسم حركة حماس عن مدينة القدس، والمقدسيان زكريا نجيب وبسام أبو سنينة، وياسين ربيع وعبد العزيز صالحة من رام الله، وعلي المغربي من بيت لحم، ونضال أبو شخيدم من الخليل.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الأسرى المحررین للجزیرة نت إلى أن

إقرأ أيضاً:

ارتفاع شهداء الإجرام الصهيونى فى عهد نتنياهو وبن غفير

ترتكب حكومة الاحتلال الصهيونية جرائم إبادة صامتة خلف الجدران الملطخة بدماء شهداء الحركة الفلسطينية الأسيرة ضربًا لكل الأعراف والقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية
وفيما تتفاخر تل أبيب بعشرات السلخانات البشرية تحت الأرض كشفت إحصائيات إسرائيلية جديدة، عن تصاعد غير مسبوق فى أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال، منذ تولى المتطرف إيتمار بن غفير منصب وزير الأمن القومى فى حكومة الاحتلال.
وأكد موقع «والا» الإسرائيلى، أنّ 110 أسرى فلسطينيين استشهدوا خلال العامين ونصف العام من ولاية «ابن غفير»، وهو رقم يقارب ما يقرب من ضعف الشهداء خلال أربعة عقود كاملة بين عامَى 1967 و2007، حيث استُشهد 187 أسيرًا فقط خلال تلك الفترة.
وكانت 12 منظمة حقوقية إسرائيلية قد وثقت الأسبوع الماضى استشهاد 98 أسيرًا فلسطينيًا منذ بدء الحرب على غزة، نتيجة التعذيب، ومنع العلاج الطبى، والظروف اللاإنسانية داخل المعتقلات، مؤكدة أن سوء المعاملة بات ممارسة ممنهجة فى كل أجهزة الأمن الإسرائيلية
وكشف تقرير المنظمات أن حالات الاعتقال الإدارى ارتفعت من نحو ألف معتقل عام 2023 إلى 3,577 معتقلًا عام 2025، ما يؤكد تصاعد سياسة الاعتقال دون محاكمة.
ووفق «واللا»، فقد بلغ عدد الأسرى نحو 11 ألفًا فى أكتوبر الماضى، وما يزال ما لا يقل عن 10 آلاف أسير داخل سجون الاحتلال بعد اتفاق التبادل الأخير.
وأشار نادى الأسير الفلسطينى إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت حوالى 21 ألف فلسطينى من الضفة المحتلة والقدس منذ بداية الحرب على غزة، إلى جانب آلاف المدنيين الذين اعتُقلوا من القطاع خلال الاجتياحات البرية.
وأكد النادى أن هذه الأرقام تعكس ليس فقط الارتفاع الكبير فى أعداد المعتقلين، بل أيضًا تصاعد مستوى الجرائم المرافقة لعمليات الاعتقال، وعلى رأسها الإعدامات الميدانية خلال المداهمات العسكرية.
وكشف تقرير صادر عن هيئة الدفاع العام فى إسرائيل فى وقت سابق عن تدهور غير مسبوق فى ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب، موضحًا مجموعة من الانتهاكات التى تهدد حياتهم بشكل مباشر، أبرزها:
- حالات جوع حاد وفقدان كبير للوزن نتيجة تقليص كميات الطعام وإهمال الاحتياجات الأساسية.
- اعتماد قائمة غذاء شديدة الفقر والتقييد فرضتها مصلحة السجون بعد الحرب، ما أدى إلى تدهور صحى واسع بين الأسرى.
- ضعف جسدى عام وإغماءات متكررة بسبب الحرمان من الغذاء والعلاج، فى ظل ظروف اعتقال قاسية وغير إنسانية.
- نوم آلاف الأسرى دون أسرّة واضطرارهم إلى افتراش الأرض فى أماكن مكتظة تفتقر للحد الأدنى من شروط المعيشة.
- تفشّى واسع لمرض الجرَب داخل السجون، وصل إلى حد وصفه بأنه «وباء»، فى ظل غياب إجراءات وقائية أو طبية.
- اكتظاظ خانق إذ يحتجز نحو 90% من الأسرى فى مساحات تقل عن ثلاثة أمتار مربعة للفرد الواحد، وهو ما يخالف المعايير الدولية بشكل صارخ.
ومن المتوقع أن تصدّق لجنة الأمن القومى فى الكنيست، اليوم، على مشروع قانون فرض حكم الإعدام على أسرى فلسطينيين، وهو قانون يأتى بدفع مباشر من حزب «عوتسما يهوديت» بزعامة بن غفير، وكان أحد شروط انضمامه لائتلاف بنيامين نتنياهو.
وتضم سجون الاحتلال حاليا 115 أسيرا محكومين بالسجن المؤبد من مختلف المحافظات الفلسطينية، فى تجسيد لنهج العقوبة المفتوحة بلا أفق زمنى، يتصدرهم الأسير عبد الله غالب البرغوثى المحكوم بـ 67 مؤبدًا، يليه الأسير إبراهيم جميل حامد بـ 57 مؤبدًا. بينهم أقدم الأسرى هما محمود سالم أبو حربيش وجمعة إبراهيم آدم، المعتقلان منذ عام 1988.
وسجلت القدس المحتلة أعلى معدلات اعتقال للأطفال، إذ اعتُقل خلال عام 2023 وحده 1085 طفلًا، منهم 696 طفلا مقدسيا. ومن بين هؤلاء أطفال موقوفون، وآخرون محكومون، إضافة إلى أسيرات قاصرات، فى انتهاك فاضح لكافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل.
وقال مركز فلسطين لدراسات الأسرى إن عدد الأسرى من قطاع غزة الذين قضوا داخل مراكز الاعتقال الإسرائيلية والذين تم الكشف عن هوياتهم ارتفع إلى 50 أسيرًا، مشيرًا إلى أن ذلك يأتى فى ظل ما وصفه بـ«حرب الإبادة الجماعية» على القطاع.

مقالات مشابهة

  • هيئة الأسرى: 85 شهيدًا داخل السجون خلال عامين
  • اعتقالات واسعة بالضفة تسبق الذكرى الـ38 لانطلاق حركة حماس
  • نقيب محامي الأردن يكشف لـعربي21 موقف النقابة من الأسرى المحررين العالقين (شاهد)
  • نقيب محامي الأردن يكشف لـعربي21 موقف النقابة من الأسرى المحررين (شاهد)
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال بعد تدهور حالته الصحية
  • حماس: استشهاد الأسير البساتين دليل جديد على سياسة القتل البطيء
  • اليونيسيف: آلاف الأطفال بحاجة لإجلاء طبي بغزة
  • "حماس": يجب إلزام الاحتلال بتطبيق بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار بغزة
  • مراسلون بلا حدود: نصف الصحافيين القتلى خلال عام قضوا بغزة
  • ارتفاع شهداء الإجرام الصهيونى فى عهد نتنياهو وبن غفير