استقال المدير التنفيذي لقمة الويب بادي كوسغريف من منصبه، السبت، بعد انتقادات طالته بسبب موقفه من حرب إسرائيل وغزة، والتي جعلت عديد المؤسات تسحب مشاركتها.

وقرر مسؤولون في شركات تكنولوجيا عدة مقاطعة القمة التي تعتبر أحد أكبر الأحداث السنوية في القطاع، بعدما انتقد منظم الحدث تصرفات إسرائيل في أعقاب الهجمات التي شنتها حركة حماس.

وكتب كوسغريف في 13 أكتوبر أن "جرائم الحرب تبقى جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب أن يتم التنديد بها على ما هي عليه".

وبعد هذا المنشور، أعلنت عدة مؤسسات مرموقة انسحابها من المشاركة في القمة، أبرزها شركتا "ميتا" المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، وثريد، وأفابيت (غوغل).

وقال المنظمون في بيان عبر البريد الإلكتروني السبت إن قمة الويب ستعين رئيسا تنفيذيا جديدا في أقرب وقت ممكن، وإن المعرض، المقرر أن يبدأ في 13 نوفمبر في لشبونة، سيستمر كما هو مخطط له، وفق ما نقله موقع وكالة بولمبرغ.

وقال كوسغريف في بيان "لسوء الحظ، أصبحت تعليقاتي الشخصية مصدر إلهاء عن الحدث، وعن فريقنا، والجهات الراعية لنا، وشركاتنا الناشئة، والأشخاص الذين يحضرون" ثم تابع "أعتذر بصدق مرة أخرى عن أي أذى تسببت فيه".

ونشر كوسغريف اعتذارا على مدونة Web Summit بعد أيام، وقال إنه آسف لتسببه في "أذى عميق"، لكن ذلك لم يكن كافيا لوقف حملة تطالب المشاركين والجهات الراعية بالانسحاب من المعرض، الذي حضره أكثر من 70 ألف شخص العام الماضي.

وبالإضافة إلى شركتي "ميتا" و"غوغل"، أعلنت كل من "أمازون" و"إنتل كورب"، و"سيمنس" ومجموعة كبيرة من أصحاب رؤوس الأموال إنهم ألغوا خططهم للحضور إلى المعرض. 

وأصدرت مجموعة من المستثمرين الإسرائيليين بيانا مشتركا يدعو إلى مقاطعة الحدث، وفقا لتقرير صادر عن موقع الأخبار الإسرائيلي كالكاليست.

ومن الأشخاص الذين يعتزمون مقاطعة الحدث أيضا، ديفيد ماركوس، الرئيس السابق لشركة باي بال والمسؤول سابقا عن العملات الرقمية في فيسبوك وخبير الذكاء الاصطناعي، والذي أعلن قراره عبر إكس، وغاري غوشن مدير شركة "إيه آي 21 لابس" الإسرائيلية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والذي نشر موقفه عبر موقع "لينكدإن".

يذكر أنه في السابع من أكتوبر، شن مسلحون من حركة حماس، هجوما على مناطق وبلدات إسرائيلية في غلاف غزة، ما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، واختطاف 210 رهينة.

ردا على ذلك، تشن إسرائيل غارات متواصلة على القطاع، ما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 4 آلاف شخص.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

للإبادة وجوه كثيرة .. التجويع سلاح حرب فعال في إثيوبيا وغزة

في عالم يشهد تكرار الأزمات الإنسانية وسط صمت دولي مطبق، يبرز استخدام "التجويع كسلاح حرب" كواحد من أبشع الأدوات التي تستهدف المدنيين ببطء، دون قنابل أو صواريخ. هذا السلاح القديم المتجدد، الذي أودى بحياة مئات الآلاف في إثيوبيا، يعاود الظهور اليوم في قطاع غزة، ليحاصر سكانه وسط دمار الحرب وغياب الغذاء والدواء.

مجاعة إثيوبيا: جريمة متكررة بصيغة رسمية

في ثمانينيات القرن الماضي، كانت مأساة تيجراي في شمال إثيوبيا عنوانًا لمأساة إنسانية رسمت ملامحها يد الدولة لا قسوة الطبيعة. 

فكما تشير الكاتبة "جيل واردن" في مقالها المنشور في صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، فإن الحكومة الإثيوبية آنذاك تعمدت حجب المساعدات الغذائية عن إقليم تيجراي لإخضاعه بالقوة، في واحدة من أبشع الجرائم السياسية التي قدمت على أنها "كارثة طبيعية".

كانت الحكومة الإمبراطورية في عهد هيلا سيلاسي سباقة في هذا النهج القمعي؛ حيث لم تكتف بمنع الغذاء، بل أقنعت حليفتها بريطانيا بشن غارات جوية على تيجراي عام 1943 لقمع التمرد، في مشهد يعكس كيف يمكن للتحالفات الدولية أن تسهم في تجويع الشعوب بدلًا من إنقاذهم.

ومع توقيع اتفاق بريتوريا في 2022 لإنهاء حرب دموية راح ضحيتها أكثر من 600,000 تيجرايي، ظن كثيرون أن السلام قد حل. لكن الواقع يؤكد أن التجويع لا يزال مستمرًا، والنازحون غير قادرين على العودة إلى منازلهم في ظل احتلال أراضٍ تيجراوية من قبل قوات إثيوبية وأخرى إريترية.

غزة: كارثة إنسانية بلا صواريخ

في عام 2025، باتت غزة نموذجًا حيا آخر على استخدام التجويع كسلاحٍ سياسي وعسكري. لكن، وكما كتبت "جابي هينسليف": "هذه المرة، لا توجد كارثة طبيعية. ما يحدث هو حصار مقصود، مدروس، وممنهج".

تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول الغذاء والوقود إلى القطاع، وتقيد عمل وكالات الإغاثة، بل وتتهم باستخدام نقاط التفتيش والمعابر كأداة عقاب جماعي، وسط سكوت دولي مطبق. حتى المساعدات المحدودة التي تدخل عبر مؤسسات دولية، تواجه أحيانًا بعرقلة أو إعادة توجيه لا تضمن وصولها إلى المستحقين.

ولا تختلف هذه الأساليب كثيرًا عما حدث في تيجراي، حيث تستخدم أدوات الدولة والمنظمات الموالية لها في صناعة المجاعة لا مواجهتها. أطفال غزة يموتون اليوم ليس فقط تحت القصف، بل من الجوع ونقص الماء وتلوث الهواء، في مشهد يعيد للأذهان صور المجاعات التاريخية في إفريقيا والبلقان، ولكن هذه المرة تحت سمع وبصر العالم المتحضر.

سلاح بلا ضجيج.. لكنه أشد فتكًا

تكمن خطورة "التجويع كسلاح" في أنه لا يحدث فجأة، ولا يترك وراءه حطامًا ماديًا يسهل توثيقه. بل هو موت بطيء، يومي، يتسلل إلى البيوت عبر بطون فارغة وأطفال يعانون من الهزال وسوء التغذية.

وهو سلاح يستخدم دون إعلان، ولا يدان دوليًا بالقدر الكافي، رغم كونه مجرمًا بموجب القانون الدولي، ووفقًا للبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، الذي يحظر "تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب".

ورغم هذا، لا تزال سياسات الحصار والمجاعة تستخدم دون مساءلة، سواء في غزة أو في تيجراي، مما يكشف فشل النظام الدولي في حماية المدنيين وتطبيق القانون الإنساني.

طباعة شارك غزة سلاح حرب الجوع التجويع إثيوبيا تيجراي

مقالات مشابهة

  • للإبادة وجوه كثيرة .. التجويع سلاح حرب فعال في إثيوبيا وغزة
  • استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية
  • الصرامي: رئاسة الهلال انتقلت بسلاسة ولا مؤامرات.. فيديو
  • تحذير إسرائيلي من التردد في حسم معضلات الحريديم وإيران وغزة
  • «دبي للثقافة» تختتم مؤتمر المدرسة الصيفية العالمية
  • دعوات ليوم عالمي نصرة لفلسطين وغزة في هذا التوقيت
  • مقاطعة صامتة تضرب قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل
  • بعد خسارة لقب الدوري.. استقالة مجلس إدارة المريخ السوداني
  • سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • مقاطعة وحصار إسرائيل أهم من الاعتراف بدولة فلسطينية