سودانايل:
2025-07-13@06:48:18 GMT

العيد التاسع والخمسين لثورة أكتوبر 1964

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

أكتوبر "ثورة" وما "ثورة" في كتاب واحد لمنصور خالد وعلى بعد 33 صفحة من بعض

بان لي تشوشنا حيال ثورة اكتوبر 1964 في أسطع تجلياته في لقاء لي بالنيل الأزرق بالأستاذ الطاهر حسن التوم. قرأ عليّ الطاهر نصاً من كتاب منصور خالد "النخبة السودانية وإدمان الفشل، الجزء الأول" بطريقته المميزة في إرباك من يحاوره عن أفكاره الثوابت، أو المعدة، إلى تلك التي ينبغي أن يفكر فيها من جديد.

وهي الطريقة التي ساء فهمها بين اليساريين وظنوا أنه "قاصدهم". وأختار الطاهر نصاً من صفحة 42 من هذا الكتاب قال فيه منصور إنه يطلق على أكتوبر ليست ثورة ولكنه يعطيها صفة "الثورة" للتبسيط لا غير. وكانت المفارقة الدالة على تشوشنا حيال تلك الواقعة التاريخية أنني رتبت أمري أصلاً للحديث عنها كثورة بنص من نفس الكتاب على صفحة 75 وما بعدها.
نفى منصور في رواية الطاهر أن تكون أكتوبر "ثورة". وسماها كذلك (أي ثورة) من باب التبسيط. فالثورة في قول منصور صناعة للتاريخ ولها مقومات لم تتوفر في أكتوبر. وسنترك جانباً قوله إن "الثورة" (التي نعرب بها كلمة "ريفليوشن" الأوربية) مشتقة في اللغة العربية من الهياج فنقول مثلاً ثارت "الفتنة". وهذا خلافاً ل"ريفليوشن" الإنجليزية". ولا ندري أنفى منصور صفة "الثورة" عن أكتوبر ب"العربي أم الإنجليزي"؟
أما منصور صفحة 75 فمن أرشق من رأيت تحليلاً لأكتوبر كثورة في دلالتها الإنجليزية لو شاء. فقال إنه لا يعادل أكتوبر في الخطر التاريخي سوى مؤتمر الخريجين (1938). فقوامها شارع تقوده قوى حديثة مصممة على الانعتاق من ربقة القديم إلى رحاب الجديد وهو انتقال إلى لب السياسة. فشعارها "لا زعامة للقدامى" صيحة لنبذ الرث القديم ومقدمة لأجندة عريضة لإعادة بناء السياسة السودانية بواسطة قوى حديثة مدعوة لشحذ فكرها ومنهجها. وعدّد الجديد الذي جاءت به أكتوبر. فهي عنده أبرزت قضية الجنوب كأولى قضايا الحكم والسياسة بانعقاد مؤتمر المائدة المستديرة في 1965. وحولت بشكل عام الخلاف من اقتتال حول الكراسي إلى خلاف حول جوهر الحكم. وفرضت ما سماه "عدوى التغيير" على القوى التقليدية فصارت تلهج بالاشتراكية مثلاً ولو لغطاً. ولو اعتنى منصور بالجندر لقال إنها هي التي أضفت المواطنة على المرأة. ولو نظر إلى الشباب لقال إنها أضفت عليهم تلك المواطنة من عمر الثامن عشر ربيعاً.
ما راب منصور صفحة 42 من أكتوبر هو عاقبتها لا واقعتها. فهو أيضاً من أميز نقاد الثورة وأنفذهم. فهو يأخذ عليها ضعف سقفها الثوري. فميثاقها لم يحمل أجندة التغيير التي أرقت الهامش فحمل السلاح للفت النظر إلى مصابه. فما جاء في الميثاق مطابق لرغبات صفوة جبهة الهيئات، مركز قيادة الثورة، مثل إطلاق الحريات العامة واستقلال القضاء والجامعة. ووفر منصور سخريته لتَذَكُر الصفوة في ميثاقها أن تقوم سياسة السودان الخارجية على الحياد ومعاداة الاستعمار ونسيانها المسألة الاجتماعية للغبش السودانيين. وبالطبع لن نتصور، إلا على سبيل المزايدة، أن إطلاق الحريات واستقلال القضاء انصراف عن الغبش، أو لا يخدم مسألتهم.
قد يستغرب منصور هنا أنه تطابق في نقده للثورة مع الشيوعيين الذين ربما عناهم بغرغرة الشعارات ونحوها. فلو قرأ "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" لوجده يحلل الثورة من جهة قيادتها البرجوازية الصغيرة التي تجمعت في جبهة الهيئات. وانطبق عليها في تحليلهم ما أخذه منصور على قيادة الثورة من غياب الرؤية واستسهال التغيير وغيره كثير.
على أنني سيء الظن بتدريب منصور في البحث التاريخي إلا انني لم أصدق أن بلغ به الأمر حد أن تنازعناه، الطاهر وأنا، على شاشة التلفزيون: يرى فيه الطاهر رأياً على صفحة 42 وأرى فيه رأياً على صفحة 75. وتقول كده يمرقوك من البلد "الجفوك عمدو وأبوك نظارو".

IbrahimA@missouri.edu
////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

سان جيرمان وتشيلسي.. «الصدام التاسع» بين «العملاق» و«المارد»!

 
نيويورك (د ب أ)


في إطار مساعيه لنيل المجد العالمي، يصطدم العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان، بطل أوروبا بالمارد الإنجليزي تشيلسي، في نهائي كأس العالم للأندية، يوم الأحد.
وبعد فوز تشيلسي على فريقين برازيليين، والوصول للمباراة النهائية، وبعد إقصاء باريس سان جيرمان لثنائي من عمالقة كرة القدم، يستعد الفريقان للقاء تاريخي في نيوجيرسي. 

أخبار ذات صلة إنزو فرنانديز: «أمر خطير» في «مونديال الأندية» أميركا تشاهد «الفورمولا-1» بـ 150 مليون دولار

والتقى الفريقان ثماني مرات في السابق، وفاز تشيلسي مرتين، مقابل ثلاثة انتصارات حققها سان جيرمان، وتعادل الفريقان ثلاث مرات، وخلال تلك المواجهات، سجل الفريق الفرنسي عشرة أهداف مقابل 11 هدفاً لمنافسه الإنجليزي. 

وقدم تشيلسي هذا الصيف حتى الآن أداءً مثمراً، حيث أضاف لقباً أوروبياً آخر إلى رصيده متمثلاً في دوري المؤتمر الأوروبي، وضمن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا العام المقبل، قبل التوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في «المونديال».
وحقق الفريق اللندني خمسة انتصارات خلال ست مباريات خاضها في طريقه إلى نهائي المونديال، كان آخرها في نصف النهائي على حساب فلوميننسي بهدفين.
وبرهن الوافد الجديد جواو بيدرو على أنه قد يكون الخيار الأمثل لخط هجوم المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، حيث سجل هدفاً في كل شوط ضد نادي طفولته ليضمن تأهل فريق للمحطة النهائية لـ «مونديال».
وقبل الفوز على فلومينينسي، تغلب تشيلسي على بالميراس، في دور الثمانية، وعلى بنفيكا البرتغالي في دور الستة عشر، وجاء الفوز على بنفيكا رغم توقف المباراة طويلاً، بسبب سوء الأحوال الجوية، ثم اللجوء إلى الوقت الإضافي، لكن رحلة تشيلسي كانت سلسة إلى حد ما حتى الآن.
ورغم أنه احتل المركز الثاني فقط في المجموعة الرابعة بعد الخسارة المفاجئة أمام فلامنجو 1-3، تجنب تشيلسي، لحسن الحظ، مواجهة العديد من الفرق القوية في الجانب الآخر من القرعة.
وبعد فوزه بلقب كأس العالم للأندية في عام 2022، عقب تتويجه بدوري أبطال أوروبا، يمكن لتشيلسي الآن أن ينهي عاماً متبايناً نوعاً ما بثنائية كأس لا تنسى، وتغير الكثير منذ تعطل مسيرة فريق المدرب ماريسكا في منتصف الموسم، إذ أصبح بطل دوري المؤتمر الأوروبي على بُعد فوز واحد فقط من المزيد من المجد، لكن عليه أولاً الفوز على أفضل فريق أوروبي من أجل التتويج بلقب كأس العالم للأندية للمرة الثانية.
أما باريس سان جيرمان، انشغل هذا العام بحصد إنجازات جديدة، على رأسها التتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، لذا فإن الفوز بلقب مونديال الأندية، سيكمل حملته التاريخية بنجاح باهر، ومنذ تعثره أمام بوتافوجو في دور المجموعات، كان أداء سان جيرمان مثالياً في طريقه إلى النهائي، وبلغ ذروته بانتصارين متتاليين على العملاقين، الألماني بايرن ميونيخ والإسباني ريال مدريد.
وبعد فوزه السهل على إنتر ميامي في دور الستة عشر، حقق لاعبو المدرب الإسباني لويس إنريكي فوزاً مثيراً على النادي البافاري بهدفين، قبل الفوز الكاسح برباعية على ريال مدريد، البطل القياسي لدوري أبطال أوروبا برصيد 15 لقباً في المربع الذهبي.
وحقق باريس سان جيرمان فوزه الرابع على التوالي، دون أن تهتز شباكه، مستغلاً أخطاء ريال مدريد مرتين ليتقدم بهدفين، قبل أن يسجل فابيان رويز هدفه الثاني ببراعة، منهياً المباراة فعلياً قبل نهاية الشوط الأول، وأضاف البديل جونسالو راموس الهدف الرابع بشكل رائع في اللحظات الأخيرة، ليلقن النادي الملكي درساً قاسياً، بعدما سبق وأن أذاق سان جيرمان خصمه الإسباني أتلتيكو مدريد من نفس الكأس، عبر الفوز عليه بنفس النتيجة في مباراته الأولى بـ «المونديال».
وأصبح هذا التفوق أمراً شائعاً لأبطال فرنسا، بعد الفوز الكاسح على إنتر ميلان الإيطالي بخمسة أهداف في نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد وقت قصير من الفوز بلقب كأس فرنسا، ومن قبلها تُوج بلقب الدوري الفرنسي.
وبقيادة مدربهم الملهم، إنريكي، الذي فاز بكأس العالم للأندية مع برشلونة عام 2015، تلقى الفريق إشادات هائلة، حيث الذي يتميز بنشاطه الهجومي وعمله الدؤوب، ومع ذلك، هناك 90 دقيقة، أو ربما أكثر، حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، تفصل باريس سان جيرمان عن التتويج بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وحصد رباعية تاريخية. 

 

مقالات مشابهة

  • فرنسا: إجراءات أمنية مشددة لتأمين احتفالات العيد الوطني
  • هل نستعد لثورة تصوير؟.. تحسينات رائعة لتطبيق الكاميرا في One UI 8
  • سان جيرمان وتشيلسي.. «الصدام التاسع» بين «العملاق» و«المارد»!
  • الإمام زيد عليه السلام .. نهضة قرآنية خالدة وامتداد حي لثورة كربلاء في وجدان اليمنيين
  • عندما حاول الأخوان سرقة ثورة 23 يوليو وفشلوا
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيره المنغولي بذكرى العيد القومي
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس منغوليا بذكرى العيد القومي
  • الباعور يزور مقر المندوبية الليبية في القاهرة ويطّلع على أوضاع البعثة والجالية
  • خارجية الدبيبة: استقبلنا المبعوثة اليابانية الجديدة
  • مها الصغير تحذف صفحة البراند بعد اتهامات بالسطو على لوحات وتصميمات