رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يكشف تأثير التفاوت في الدخل على الاستقرار المالي
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
قال الدكتور علي محمد الخوري رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي مستشار مجلس الوحدة العربية التابع للجامعة العربية، إن العلاقة بين عدم المساواة الاجتماعية والنمو الاقتصادي والاستقرار المالي علاقة معقدة، على الرغم من أن النمو الاقتصادي هو أحد السبل لتعزيز الدعم الاجتماعي للحفاظ على المستويات المثلى للمساواة في الدخل، والتي يمكن تحقيقها من خلال التوزيع العادل للموارد.
وأوضح فى تصريح ل البوابة نيوز، إن العلاقة بين التفاوت في الدخل والنمو الاقتصادي والاستقرار المالي طويل الأجل تساعد على تحقيق هدف التكامل الاجتماعي وتعزيز التنمية المستدامة، كما أن التفاوت في الدخل يشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار النظام المالي، مما يجب اتخاذ تدابير فعالة لمواجهة هذا التحدي، وتوزيع الثروة والفرص بشكل أكثر عدلًا في المجتمع، وهو يشكل تحديًا كبيرًا، لا بد من مواجهته للحفاظ على استقرار النظام المالي من خلال الحكومات التي يجب أن تتخذ إجراءات فعالة لتحقيق توزيع أكثر عدالة للدخل، بما في ذلك تشجيع الاستثمار في التعليم والتدريب المهني وتنشيط النمو الاقتصادي. كما يجب تشديد الرقابة على القطاع المالي وتنفيذ سياسات تحد من التكاليف المالية غير المبررة وتعزز الشفافية.
أسباب تفاوت الدخل.
وأكد ان هناك العديد من التفسيرات لأسباب التفاوت في الدخل، فهناك من يرى أن العولمة والتقدم التكنولوجي ساهمت في تفاقم المشكلة، باعتبار أن القيمة المضافة للإبداع والمهارات المتخصصة أعلى بكثير من تلك التي تنتج عن العمالة الماهرة، ويقول آخرون أن ذلك نتيجة لمنهج الرأسمالية الليبرالية التي تنحاز دائمًا للأغنياء عن باقي الفئات، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالمستوى التعليمي، والمادي، وأماكن السكن، والبيئة الاجتماعية المحيطة، والتي جميعها تؤدى إلى التهميش والإقصاء من المشاركة المجتمعية، خاصةً في المجتمعات المنغلقة.
العلاقة بين المساواة والنمو الاقتصادي.
تابع: الضروري النظر في مستوى التطور المالي عند تقييم تأثير عدم المساواة في الدخل على النمو الاقتصادي، الذي يمكن أن يؤدي إلى نمو اقتصادي على المدى القصير والمتوسط في البلدان ذات التنمية المنخفضة للأسواق المالية، ولكنه سرعان ما يختفي على المدى الطويل، ولذلك أننا نجد أن مستوى التنمية المالية لأي دولة يلعب دورًا حاسمًا في تحديد التأثير السلبي لعدم المساواة في الدخل على النمو الاقتصادي، كما أنه من المرجح أن تواجه البلدان التي تتمتع بمستويات عالية من التنمية المالية آثارًا سلبية لعدم المساواة في الدخل على النمو الاقتصادي. وفي المقابل، فإن البلدان ذات مستويات التنمية المالية المنخفضة هي أقل عرضة للتعرض للآثار السلبية لعدم المساواة في الدخل..
استراتيجية للحد من التفاوت
أشار إلى أن النمو الاقتصادي وتخفيض التفاوت في توزيع الدخل يعد من أهم الأهداف الاقتصادية لدول العالم، خاصةً النامية، وقد سعت دول العالم ومنها الدول العربية لوضعها أهدافًا محورية في رؤيتها للتنمية المستدامة، كما أن وضع رؤى للحد من الأثار السلبية للتفاوت في الدخل على النمو الاقتصادي تتطلب إعادة توزيع الدخل للحد من التفاوت بين الطبقات الغنية والفقيرة، ولضمان عدم تأثيرها على النمو الاقتصادي، يجب الالتزام بالمعدلات المثلى للضرائب، واتباع سياسات ائتمانية تسهم في توزيع الائتمان المحلي للقطاع الخاص على عدد كبير من المشروعات، مع التركيز على المشروعات الصغيرة بتقديم القروض اللازمة بمعدل فائدة متميز، وفترات أطول لسداد القروض، يصاحبها تقديم حوافز وامتيازات للمشروعات التي يسهم فيها صغار المستثمرين، للحد من أثر التفاوت في الدخل. كما تعتبر المساواة في التوزيع العادل للدخل إحدى القضايا الرئيسية التي تؤثر على استقرار النظام المالي لأي اقتصاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاستثمار في التعليم الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي التقدم التكنولوجي الاتحاد العربي للحد من
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتابع إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية لتعزيز النمو والتشغيل
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، مع الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ، في إطار متابعة الجهود المبذولة لإعداد وإطلاق "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية: السياسات الداعمة للنمو والتشغيل".
واستهل رئيس مجلس الوزراء اللقاء، بالإشارة إلى الأهمية التي تمثلها "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، باعتبارها وثيقة وإطارا مرجعيا وبرنامجا عمليا للنموذج الاقتصادي الجديد الذي تسعى الدولة لتبنيه؛ وذلك من خلال توحيد مختلف السياسات والاستراتيجيات والمستهدفات؛ لتكون في النهاية بمثابة منصة موحدة للوثائق والاستراتيجيات التي تحكم توجهات الحكومة وعملها في الوقت الراهن، والتي من بينها برنامج عمل الحكومة، واستراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية والتجارة الخارجية، والاستراتيجية الوطنية للتشغيل، بما يتماشى مع "رؤية مصر 2030"، وبما يعمل في نهاية الأمر على مواصلة مسيرة الإصلاح الاقتصادي بمزيد من الانخراط والشراكة مع القطاع الخاص، ومختلف المؤسسات الدولية والشركاء الدوليين المعنيين.
السردية الوطنية
وأشاد رئيس مجلس الوزراء بالجهود المبذولة في هذا الملف من جانب وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالتعاون مع جميع الوزارات والجهات المعنية، لإطلاق هذه " السردية الوطنية" قريبا، التي تعد بمثابة " خارطة طريق" لمحاور التنمية الاقتصادية خلال السنوات المقبلة، موجها الشكر لكل فريق العمل في هذا الملف.
وخلال اللقاء، اطّلع رئيس مجلس الوزراء، على أبرز ملامح "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية"، التي تعتبر إطارًا مرجعيا يُدعم مسيرة الإصلاح الاقتصادي، ويحقق الأهداف الوطنية في ضوء التحديات الإقليمية والعالمية المحيطة.
وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أنه في ضوء توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والمتابعة المستمرة من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وصلنا للمراحل الأخيرة في الانتهاء من إعداد "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية".
مدبولى يؤكد التزام الحكومة بدعم استثمارات شركة شل ودفع مستحقات الشركاء الأجانب بقطاع البترول
بالفيديو.. الرئيس السيسي يكلف 3 وزراء بمهام عاجلة خلال اجتماع مع مدبولي
مدبولي: لا ننكر مشكلات الطرق.. وسنعالجها بتحسين الصيانة وجودة التشغيل
تغليظ عقوبات مخالفات القيادة .. مدبولي يوجه بمراجعة شاملة لصيانة جميع الطرق
وأضافت الوزيرة أن "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية" تمت صياغتها بالتنسيق الكامل مع مختلف الجهات الوطنية المعنية؛ من أجل وضع إطار مرجعي وبرنامج عملي يأخذ في الاعتبار المتغيرات الاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي، واستغلال الإمكانات الكبيرة للاقتصاد المصري؛ لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة.
وفي الوقت نفسه، أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى أن "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية" تتضمن 5 محاور رئيسية تتعلق بتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وكذلك الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية والتجارة الخارجية، وكفاءة ومرونة سوق العمل، والتخطيط الإقليمي لدفع التنمية الاقتصادية، لافتة إلى أن هذه السردية الوطنية تنطلق من برنامج الإصلاح الاقتصادي والهيكلي، الذي نفذته الحكومة منذ مارس 2024 وأسهم في خروج الاقتصاد المصري من التحديات التي كان يواجهها نحو استغلال الإمكانات والفرص الكبيرة المتاحة في مصر، والميزة التنافسية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري في مختلف القطاعات.
كما نوهت الوزيرة إلى أن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية وضعت مجموعة من المستهدفات الكمية لترجمة نتائج تنفيذ الإصلاحات الهيكلية إلى مجموعة من الأهداف الكمية المتسقة، ضمن إطار اقتصاد كلي مبسط ومحدد حتى عام 2030 وما هو مأمول بحلول 2050 للاقتصاد المصري في مجالات النمو الاقتصادي والتشغيل، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوطين الصناعة، وغيرها من الأولويات، استنادًا إلى المعطيات المتوافرة خلال فترة إعدادها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الحكومة تتابع باستمرار المتغيرات المحيطة، وترصد التطورات الإقليمية والدولية عن كثب؛ من أجل تقييم تأثيرها على المسارات الاقتصادية المستهدفة؛ حيث تم تصميم "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية" لتكون وثيقة مرنة قابلة للتحديث وفقًا للمستجدات، وبما يضمن توجيه السياسات العامة نحو تحقيق التنمية المنشودة.