بعد 20 يومًا من بدء المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى، لم يخفت صوت الحديث عن الاجتياح البري لقطاع غزة، إلا أن الدبابات الإسرائيلية ما زالت تراوح مكانها على تخوم القطاع المحاصر، دون أن تشرع في هجوم لا تكف عن التوعد به. ويكاد الجيش الإسرائيلي أن يجعل من استعداداته كتابًا مفتوحًا، إذ نشر الأربعاء مقاطع مصورة لتدريبات مكثفة واستعدادات يجريها «لواء غولاني» الذي خسر 71 من مقاتليه يوم السابع من أكتوبر، حين شنت حماس هجومًا مباغتًا.

والهدف المعلن من اجتياح غزة بريًا هو إسقاط حكم حركة حماس في القطاع، لكن المحللين والمختصين يتساءلون عن النوايا الإسرائيلية الحقيقية وراء التلويح بهذه الورقة التي تخالف أبسط قواعد العلوم العسكرية التي تتطلب السرية في إعداد الخطط لحين تنفيذها. فما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تمامًا. فإسرائيل لا تكف عن الحديث عن حشد مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وآلاف الدبابات بمساندة سلاحي الطيران والبحرية استعدادًا للانقضاض على القطاع. وتكاد التساؤلات لا تتوقف حول المتحكم الفعلي في مجريات الأمور بالميدان.. فهل تمكنت حركة حماس من إرجاء الهجوم البري من خلال ورقة الأسرى الأجانب وهو ما دفع بعض الدول للضغط على إسرائيل لإبقاء خطط الاجتياح البري في الأدراج حتى إشعار آخر؟ أم أن إسرائيل نفسها تمارس ضغوطًا نفسية في ورقة الاجتياح البري وتريد مراقبة تصرفات حماس على الأرض؟ كذلك طرح تفسير ثالث يقول إن الولايات المتحدة التي اطّلعت على خطط الجيش الإسرائيلي ترى عدم جهوزيته لمثل هذه المعركة. فيما يذهب تيار رابع للقول بأن مستوى الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجيش هو ما أعاد الخطط إلى أدراجها ولو مؤقتًا. بدوره رجح الدكتور عثمان عثمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، أن أيا كانت التفسيرات المطروحة حول العملية البرية وتوقيتها، فإن الدخول البري سيحدث في نهاية المطاف، لكن ليس على النحو الذي تروج له إسرائيل، بل سيكون دخولاً محدودًا لا اجتياحًا كاملاً. كما أضاف «نتنياهو لن يتحمل خسارة بالغة بين صفوف قواته في الحرب البرية». أما الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله فيرى أن قرار الحرب البرية هو الذي يقود في نهاية المطاف إلى الحلول السياسية، ومن ثم فإن الشروع فيه ليس سهلاً كون كل النتائج اللاحقة تترتب عليه. وأضاف لوكالة أنباء العالم العربي «الحلول السياسية تقررها نتائج الحرب.. من هو المنتصر ومن هو المهزوم». ويفسّر ذلك بقوله: «لو دخلَت إسرائيل بريًا في قطاع غزة وانكسرت شوكتها، ستكون قد مُنيت بسابع من أكتوبر جديد، وهذا يعني أنه لا يمكن أن تفرض شروطها».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الاجتیاح البری

إقرأ أيضاً:

هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟

تدرس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خيارات عدة بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي لم تنجح في إحداث تحول في قضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وفق هيئة البث الإسرائيلية، ومن هذه البدائل ما وصفته بـ"خيار متطرف" إلى جانب ضم أراضٍ أو الحكم العسكري.

وأوضحت الهيئة، أن الخيار المتطرف هو فرض حصار على التجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول أي مساعدات أو طعام أو ماء، سواء عبر الشاحنات برا أو بالإسقاط جوا، وذلك لإجبار الفلسطينيين على التوجه جنوبا.

وحسب هيئة البث، فإن من يغادر المناطق المحاصرة سيحصل على مساعدات دون قيود.

وفي هذا السياق، يرى المحلل العسكري العميد حسن جوني، أن المؤسسة الأمنية تبحث هذه الخيارات مع المستوى السياسي، لكن "لا يعني بالضرورة أن تكون فكرة المستوى العسكري".

ووصف جوني -في حديثه للجزيرة- هذه البدائل بأنها جرائم حرب وليست خيارات عسكرية، معربا عن قناعته بأن التهجير القسري والتغيير الديموغرافي "غير قابل للتنفيذ عمليا في غزة"، في ظل وجود دور للمقاومة واستمرار تحركاتها وعملياتها وكمائنها المركبة.

وحسب جوني، فإن جزءا من أهداف عملية "عربات جدعون" كان تهجير سكان شمالي القطاع بشكل كامل للتعامل مع المقاومين في المنطقة بشكل ساحق، في وقت لا تزال فيه المقاومة تفرض نفسها في الميدان ومنها مناطق أقصى الشمال.

وشدد الخبير العسكري على أن المستوى العسكري في إسرائيل يبحث خيارات عسكرية "قابلة للتنفيذ"، خاصة أن أهداف الحرب متضاربة، وهو ما أظهر خللا كبيرا في التخطيط الإستراتيجي في بداية الحرب.

ووفق جوني، فإن جيش الاحتلال أخذ 22 شهرا لتنفيذ عملية عسكرية في غزة أهدافها متضاربة، مما أدى إلى سقوط خسائر بشرية أكبر.

وبناء على هذا المشهد الميداني، فإن جيش الاحتلال وصل إلى نقطة الذروة، وهو ما يدركه رئيس الأركان إيال زامير، الذي صار يدعو إلى حل سياسي في قطاع غزة، بعدما "لم يعد بمقدور الجيش تحقيق أشياء إضافية".

إعلان

وأشار الخبير العسكري إلى أن جيش الاحتلال لم يحقق أهداف الحرب طيلة المدة التي تمتع فيها بالطاقة القصوى لقدراته، لافتا إلى أنه يستحيل عليه حاليا تحقيق هذه الأهداف بعدما تناقصت هذه القدرات العسكرية بشكل كبير.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 898 عسكريا إسرائيليا، وفق إحصائيات جيش الاحتلال المعلنة، في وقت تؤكد فيه فصائل المقاومة أن الأرقام المعلنة أقل بكثير من الخسائر الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • عمليات كتائب القسام ضمن معركة "طوفان الأقصى" 31 يوليو
  • لبحث المفاوضات مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.. ويتكوف يصل إلى إسرائيل
  • أحمد موسى: مصر تقدم الدعم لغزة وحماس قاعدين في الأنفاق وزنهم زاد
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • "حماس" تحذر من خطورة الوضع الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • خطوة خطيرة.. جيش الاحتلال يجهز سيناريوهات جديدة لغزة
  • صنعاء لحماس: معركة التفاوض لا تقلّ أهمية عن السلاح… والمرحلة الرابعة من الحصار بدأت
  • وزير دفاع إسرائيل: حماس لن تحدد مستقبل غزة.. وجيشنا سيبقى داخل القطاع