الجزيرة:
2025-07-29@21:15:09 GMT

العدوان على غزة يُشعل أسعار السلع في إسرائيل

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

العدوان على غزة يُشعل أسعار السلع في إسرائيل

الناصرة – منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة ومع إعلان حكومة الاحتلال حالة الحرب، يتعرض الاقتصاد الإسرائيلي لتأثيرات سلبية، كما توقفت الوزارات والمؤسسات الحكومية عن تقديم خدماتها في الجوانب المدنية، وتم تعليق المدارس والتحوّل بعدها للتعلم عن بعد في بعض المناطق، وتأجيل افتتاح السنة الدراسية في الجامعات لأكثر من شهر قابل للتجديد.

وشهد الاقتصاد الإسرائيلي منذ بداية العدوان تأثرا سلبيا واضحا، حيث سجلت بورصة "تل أبيب" انخفاضا تدريجيا في أسهمها، مع تراجع واضح للشيكل مقابل الدولار.

ومن أسباب هذا التراجع الحاد، توقف كافة الشركات والمصانع والورشات في جنوب إسرائيل، بالإضافة لانخفاض معدل استيراد البضائع والمواد الخام من الخارج، وخصوصا أن الميناء التجاري الرئيسي في البلاد هو ميناء حيفا الواقع في الشمال، ولا يبعد أكثر من 40 كيلومترا عن الحدود الشمالية مع لبنان، التي تشهد توترا متصاعدا منذ بداية العدوان.

وكان صندوق التعويضات في إسرائيل، قد كشف أن إجمالي الخسائر التي لحقت بالممتلكات خلال الأسبوع منذ بداية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يبلغ نحو 373 مليون دولار، مما يضاهي خسائر تل أبيب في الحرب التي شنتها على لبنان عام 2006، وهو ما يدفع للتساؤل عن كيفية تأثر الاقتصاد في حال اشتعال جبهات أخرى غير قطاع غزة.

توجيه السلع لجنود الاحتياط من أبرز أسباب ارتفاع أسعارها في الأسواق الإسرائيلية (الجزيرة) ارتفاع الأسعار

ينعكس هذا الضرر الاقتصادي بشكل مباشر على الأسعار داخل إسرائيل، وخصوصا السلع الأساسية والمواد الغذائية التي ارتفع سعرها بشكل ملحوظ منذ بداية العدوان.

وفي هذا السياق، قال محمود طاهر -صاحب ملحمة في مدينة أم الفحم- إن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني وغير مسبوق في مجال عمله، وهذا بسبب توقف الاستيراد بفعل الحرب الحالية، مضيفا "على سبيل المثال، كان سعر طن العلف قبل الحرب 1500 شكيل واليوم يتراوح بين 2700-2800 شكيل، يعني نتحدث عن زيادة الضعف، ومثال آخر، كيلو لحم العجل قبل الحرب كانت 17 شكيل اليوم 25 شكيل".

وفي حديثه للجزيرة نت، تابع طاهر قائلا "مع إعلان حالة الحرب والتحذيرات الأمنية، اندفع المواطنون بشكل عشوائي لشراء كميات كبيرة من المواد التموينية، مما خلق نقصا حادا بمواد أساسية مثل الطحين والسكر".

جنود الاحتياط

ويعود هذا الارتفاع في الأسعار لأسباب أخرى، مثل استدعاء نحو 360 ألفا في احتياط جيش الاحتلال، وتم تسخير كافة جهود المؤسسات ذات الشأن والشركات الكبرى في إسرائيل لتوفير المواد الغذائية اللازمة لجنود الاحتياط كأولوية على الجميع.

وهذا ما أكدّه الشاب أيهم إغبارية أثناء تسوقه في مدينة أم الفحم، حيث قال "لم أشهد ارتفاعا في الأسعار كهذا من قبل، بالاضافة لنفاد المواد التموينية من المحلات التجارية، حيث واجهت صعوبة في أن أجد طحينا في المدينة، وعندما وجدته كان سعره مرتفعا لأكثر من 50%، وهذا الارتفاع ممكن أن نلاحظه في كافة السلع الأساسية".

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف إغبارية عدة أسباب لهذا الارتفاع الحاد في الأسعار، ومن أهمها أن كميات كبيرة من المواد التموينية يتم إرسالها لقوات الجيش على الجبهات.

وحسب موقع "والا" الإسرائيلي، فقد أظهر استطلاع أجراه معهد أبحاث "البيع بالتجزئة" ارتفاع الأسعار في جميع الشبكات التجارية، ووجد الاستطلاع -الذي شمل فحص ما يقرب من 300 منتج- أن الشبكة التجارية التي شهدت السعر الأعلى كانت "يوهانوف"، إذ زادت الأسعار بنسبة 10.25%، تليها شبكة "رامي ليفي" بزيادة 9.72%، وشبكة "كارفور" بارتفاع 7.49% في المتوسط، في حين شهدت شبكة "شوفرسال" قفزة بنسبة 6.48%.

وتشمل الزيادة في الأسعار مجموعة واسعة من المنتجات، بينها منتجات التنظيف والغسيل، والقهوة، والمنتجات الغذائية بأنواعها، والحفاضات، والمشروبات الغازية والكحولية، بالإضافة إلى الخضروات المجمدة، والملح، والسكر البني، والأرز وعدد من المنتجات الأساسية.

من جهتها، أوضحت الاقتصادية شيرا سبير -في تقرير لها بصحيفة "غلوبس" الإسرائيلية- أن قفزة بنسبة 44% سُجلت في حجم المعاملات في تجارة الجملة وصناعة المواد الغذائية، ويرجع ذلك إلى التبرعات والمساعدات المقدمة لسكان الجنوب -الذين تم إجلاؤهم- ولجنود الجيش الإسرائيلي.

وقبل أيام رجح مسؤول كبير في وزارة المالية الإسرائيلية، أن بلاده ستضطر لإنفاق مبالغ كبرى لتمويل الحرب ضد المقاومة الفلسطينية عما قدره بنك إسرائيل هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن التكلفة تقترب من 50 مليار دولار.

وكان البنك المركزي الإسرائيلي توقع أن يبلغ عجز الموازنة في 2023 مستوى 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي و3.5% في 2024، في حال بقي الصراع مقصورا على قطاع غزة ولم يمتد لجبهات أخرى والذي سيؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي.

 

مشاكل عدة يواجهها نقل المواد الغذائية إلى وسط إسرائيل بسبب نقص الأيادي العاملة (الجزيرة) غياب الأيدي العاملة

وبجانب الأسباب السابقة لاتفاع الأسعار، يعاني السوق الإسرائيلي من نقص كبير بالأيدي العاملة في مصانع المواد الغذائية ومجال الزراعة، حيث أغلب العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لا يذهبون للعمل خلال فترة الحرب، بسبب الوضع الأمني السيئ في الجنوب والمركز وبالمناطق القريبة مع الحدود اللبنانية، وأيضا بعد تصاعد وتيرة العنصرية والاعتداءات تجاه العمال الفلسطينيين في البلاد، وإعلان بعض البلديات منع دخول العمال العرب للعمل في مناطق نفوذها، مثل بلدية "روش هعاين" في مركز إسرائيل.

بالاضافة إلى منع العمل داخل إسرائيل خلال فترة العدوان لقرابة 130 ألف عامل من الضفة الغربية، ومعظمهم يعملون في مجالي الزراعة والبناء، مما دفع وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات إلى السعي لتمرير قرار حكومي بجلب 160 ألف عامل أجنبي -خاصة من الهند- ليحلوا مكان العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية.

وقال أحمد محاميد –أحد المتسوقين- إن ارتفاع الأسعار شمل كافة المواد التموينية، من طحين وأرز وزيت وخضار وفواكه ولحوم ودجاج، مضيفا "بلغ الارتفاع حوالي 60%-70%، صراحة لا أعرف كم من الوقت سنصبر على هذه الارتفاعات، خصوصا وأن معاشي الشهري بالكاد يكفي لسد الاحتياجات قبل هذا الارتفاع، وأنا ما زلت على رأس عملي، ولكن ماذا يفعل الذي توقف عن العمل؟ إن كان بسبب الوضع الأمني أو العنصرية الزائدة".

تأثُّر الاقتصاد الإسرائيلي سلبا بسبب العدوان على قطاع غزة لم يقتصر على ارتفاع الأسعار فقط بل اختفاء بعضها أيضا (الجزيرة)

وفي حديثه للجزيرة نت، عزا محاميد السبب في ارتفاع الأسعار -بالاضافة للأوضاع الأمنية- إلى نقص الأيدي العاملة.

وحذر من أن "هناك أيضا من يحتكر المواد التموينية ويرفع السعر حسب مصلحته، إن كان من التجار أو الموزعين، ومعروف أنه خلال الحروب يسعى الكثير من الناس للاستفادة بكافة الأشكال".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائیلی المواد التموینیة المواد الغذائیة ارتفاع الأسعار هذا الارتفاع فی الأسعار منذ بدایة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: المطلوب حاليا أن يشهد المواطن انخفاضا في أسعار السلع

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الثلاثاء، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، اجتماعًا لمتابعة جهود خفض الأسعار المختلفة مع التجار والمصنّعين.

حضر الاجتماع أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، والمهندس أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، والمهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، والمهندس جمال الجارحي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية، والمهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، والمهندس محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية، ومحمد عبد السلام، رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة، وجمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود، ومحمد خطاب، نائب رئيس غرفة مواد البناء، والدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية.

واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بتأكيده أن الحكومة، على مدار الفترة الماضية، كانت ولا تزال حريصة على ضمان الالتزام بتوفير السلع المختلفة، وكذا مُستلزمات الإنتاج للمصانع، قائلًا: «نجحنا في تحقيق ذلك عبر استقرار تام والتزام من الجهاز المصرفي بتوفير كل المتطلبات من المكون الأجنبي من العملة الصعبة، خلال الفترة الماضية».

وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن المطلوب حاليًا هو أن يشهد المواطن انخفاضًا في أسعار السلع، خاصة أن سعر الدولار يسجل انخفاضًا خلال الفترة الأخيرة مقابل الجنيه.

وفي هذا الإطار، طالب رئيس الوزراء رئيس اتحاد الغرف التجارية بجمع رؤساء جميع الغرف التجارية، والتوافق على تخفيضات حقيقية في الأسعار لمختلف السلع.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الأزمة الاقتصادية التي واجهتها الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية، تم تجاوزها، قائلًا: «مؤشرات أداء الاقتصاد المصري كلها جيدة، لكن أسعار السلع لا تتناسب أبدًا مع هذا التحسن الإيجابي في المؤشرات الاقتصادية، لذا يتعين أن نوفر الأسباب التي تدفع نحو مسار نزولي للأسعار، فكما زادت الأسعار في فترات سابقة نظرًا لتحديات واجهناها، يجب أن تنخفض الآن».

وفي غضون ذلك، قدّم أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية شرحًا حول موقف توافر السلع المختلفة، ونسب تغيُر الأسعار خلال الفترة الماضية، كما تطرق إلى الحديث عن تكلفة إنتاج السلع مقارنة بالتكلفة في عددٍ من الدول المختلفة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الغرف التجارية مستعدة للتعاون مع الحكومة، بما يُسهم في خفض مستويات الأسعار المختلفة، ومؤكدًا أن الهدف واحد وهو تحقيق ما فيه مصلحة المواطن.

وقال «الوكيل»: «سيتم الإعلان عن بدء أوكازيون تخفيض الأسعار في 4 أغسطس المقبل، وسيتم التوجيه بأن تكون هناك تخفيضات حقيقية في مختلف السلع».

وخلال الاجتماع، تطرق المهندس أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، إلى الحديث عن أسعار الحديد، قائلًا: «سوف ننزل بالأسعار لأقل ربحية مُمكنة، وسنعلن عن الأسعار الجديدة لكل مصانع الحديد خلال الأسبوع المقبل».

وعقب ذلك، قدّم المهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، عرضًا قارن خلاله أسعار شهر يناير 2025 بأسعار شهر يونيو الماضي، حيث أظهر العرض انخفاضًا في أسعار السكر والأرز والدقيق، قائلًا: «حتى لو حدث ثبات للأسعار في ظل ارتفاع سعر المحروقات، فإن هذا يعد تطورًا جيدًا».

وطالب «الشاهد»، بزيادة الدعم المُقدم للصناعة وكذا تقديم المزيد من التيسيرات وهو ما سيسهم في خفض تكلفة المنتج النهائي.

وخلال الاجتماع، قال المهندس جمال الجارحي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية: «سنشارك في مبادرة حقيقية لخفض الأسعار».

وفي سياق متصل، قال محمد خطاب، نائب رئيس غرفة مواد البناء: «كلنا لدينا هدف واحد، وهو وصول السلعة للمستهلك بأسعار مناسبة، وسنعمل معًا على تحقيق ذلك».

فيما أكد المهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، أن الغرفة وأعضاءها مستعدون للمساهمة مع الحكومة في أي مستهدفات وخطط من شأنها خفض مستويات الأسعار.

كما أكد الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، أنه سيتم التوسّع في الأوكازيون ليغطي السلع المختلفة، وليس الملابس فقط، قائلًا: «سنتعاون مع السلاسل المختلفة لتحقيق خفض مستدام لأسعار السلع المختلفة التي تؤثر في المواطن».

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يستعرض نماذج استجابات منظومة الشكاوى الحكومية بالقطاعات المختلفة

رئيس الوزراء يتابع الإجراءات المُتخذة لمجابهة حوادث الطريق الدائري الإقليمي

رئيس الوزراء يستعرض موقف مشروعي مدينة رأس الحكمة الجديدة وشمس الحكمة

مقالات مشابهة

  • «مدبولي» يرأس اجتماع الحكومة غدًا في مقر مجلس الوزراء بـ العلمين الجديدة
  • الصناعات الغذائية: مستعدون لدعم خطط الحكومة لخفض الأسعار
  • بعد تصريحات مدبولي.. برلماني يكشف عن مفتاح استقرار الأسعار في مصر
  • خصومات على السلع.. الغرف التجارية: بدء أوكازيون تخفيض الأسعار 4 أغسطس
  • رئيس الوزراء للتجار والمصنعين: حان وقت خفض الأسعار بعد توفر الدولار
  • في هذا الموعد.. توافق بين الحكومة والتجار والصناع على خفض أسعار السلع
  • رئيس الوزراء: المطلوب حاليا أن يشهد المواطن انخفاضا في أسعار السلع
  • توافق بين الحكومة والمُصنعين والتجار على مبادرة لخفض أسعار السلع المختلفة
  • يبدأ 4 أغسطس.. توافق بين الحكومة والتجار والصناع على خفض أسعار السلع
  • شيخ الأزهر يرسل قافلة محملة بآلاف الأطنان من المواد ‏الغذائية إلى غزة‏