رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2025، مشيرا إلى أن الغموض لا يزال يحيط بالسياسات الأميركية رغم الانفراج الجزئي في التوترات التجارية، محذرًا من استمرار المخاطر السلبية. اعلان

رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2025، بعدما خفف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أكثر تهديداته الجمركية تطرفًا، مما أسهم في انتعاش التجارة العالمية وتوسيع النشاط الاقتصادي.

وذكر الصندوق، ومقره واشنطن، أن "خفض التصعيد في الرسوم الجمركية" من جانب البيت الأبيض ساعد على تحسّن التوقعات، لكنه حذّر في المقابل من أن السياسات الأميركية ما تزال "شديدة الغموض"، وأن المخاطر التي تهدد النمو "تبقى سلبية بشكل حاسم".

وعدّل كبير اقتصاديي صندوق النقد، بيار-أوليفييه غورينشاس، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في عام 2025 إلى 3%، مقارنة بتقدير سابق في نيسان بلغ 2.8%. أما التوقعات لعام 2026 فارتفعت من 3% إلى 3.1%. وكان الاقتصاد العالمي قد سجل نموًا بنسبة 3.3% في عام 2024.

تحسن في مختلف المناطق

استفادت معظم المناطق من هذا التوجه الإيجابي، بما في ذلك المملكة المتحدة، التي من المتوقع أن تسجل نموًا بنسبة 1.2% هذا العام، بزيادة قدرها 0.1 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة.

وقالت وزيرة المالية البريطانية رايتشل ريفز :"تُظهر توقعات صندوق النقد أن المملكة المتحدة تظل الاقتصاد الأوروبي الأسرع نموًا ضمن مجموعة السبع، على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية التي نواجهها".

وأضافت: "أنا مصممة على إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لبريطانيا، ولهذا نستثمر مليارات الجنيهات في خطتنا للتغيير – في الوظائف من خلال تحسين وسائل النقل الإقليمية، وتوفير تمويل غير مسبوق للمساكن الميسورة، إضافة إلى دعم مشاريع كبرى مثل محطة 'سايزويل سي'."

تراجع في التهديدات الجمركية ومكاسب سياسية لترامب

في نيسان/أبريل، هدد ترامب بفرض رسوم استيراد قاسية على كبار مصدّري السلع في العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وكوريا الجنوبية، بحجة محاربة المنافسة غير العادلة.

أدى هذا التهديد إلى تراجع حاد في أسواق الأسهم وهبوط في قيمة الدولار الأميركي، إذ سعى المستثمرون إلى الأصول الآمنة. لاحقًا، قرر ترامب تأجيل أو تخفيض الرسوم الجمركية مقابل تعهدات بشراء منتجات أميركية الصنع، ما أدّى إلى استعادة الأسواق بعض مكاسبها، وسط قناعة المستثمرين بأن "ترامب دائمًا يتراجع"، فيما صار يُعرف اختصارًا بـ"Taco".

Related خمس نقاط غامضة في الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةصندوق النقد الدولي: تقديرات باقتراب معركة التضخم من نهايتهاتحذيرٌ من صندوق النقد الدولي: نمط الحياة الأوروبي مهدد ما لم تُعزز دول الاتحاد نموها الاقتصادي

وفي عطلة نهاية الأسبوع، أعلن ترامب أنه لن يفرض رسومًا بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، بل سيكتفي بنسبة 15%، مقابل تنازلات أوروبية شملت شراء نفط وغاز أميركي بقيمة تقارب 600 مليار جنيه إسترليني. وقد وصف رئيس الوزراء الفرنسي الاتفاق التجاري بأنه "يوم مظلم لأوروبا".

كما وافقت اليابان مؤخرًا على شراء طائرات بوينغ ضمن اتفاقية تبقي الرسوم على صادراتها إلى الولايات المتحدة عند 15%. كذلك خفف ترامب الرسوم على السلع الصينية، لكن فقط بعد أن ردت بكين بفرض رسوم عقابية على المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات الدفاعية.

تحذيرات من استمرار الغموض

أوضح غورينشاس أن الولايات المتحدة "تراجعت جزئيًا عن مسارها"، مما خفض معدل الرسوم الفعلي من 24% إلى نحو 17%.

وأضاف: "رغم هذا التطور الإيجابي، تبقى الرسوم الجمركية عند مستويات مرتفعة تاريخيًا، وتظل السياسة التجارية العالمية غير مستقرة إلى حد كبير، ولم تتوصل إلا قلة من الدول إلى اتفاقات تجارية شاملة".

وأشار إلى أن البيت الأبيض حدد مهلة حتى الأول من آب لعقد صفقات تجارية مع دول عدة، منها فيتنام وكوريا الجنوبية، مضيفًا: "في غياب اتفاقات شاملة، قد يُثقل استمرار الغموض التجاري على الاستثمار والنشاط الاقتصادي بشكل متزايد".

كما حذّر من احتمال تفاقم الوضع في حال تصاعدت الضغوط السياسية على المصارف المركزية، مما قد يقوّض استقلاليتها. وكان ترامب قد دعا مرارًا رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول إلى خفض الفائدة، واصفًا إياه بـ"الغبي" لأنه لم يفعل.

وقال غورينشاس :"من المهم تأكيد مبدأ استقلالية المصارف المركزية والحفاظ عليه. فالأدلة ساحقة على أن المصارف المستقلة، ذات تفويض ضيق لتحقيق الاستقرار في الأسعار والنمو الاقتصادي، ضرورية لتثبيت توقعات التضخم".

وأشار إلى أن "الهبوط الناعم" الذي حققته المصارف حول العالم رغم التضخم، يعود بدرجة كبيرة إلى استقلاليتها ومصداقيتها المكتسبة بصعوبة.

العجز التجاري الأميركي يتراجع في حزيران

أظهرت بيانات نشرت الثلاثاء أن واردات السلع إلى الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 11.5 مليار دولار في حزيران، لتصل إلى 264.2 مليار دولار، بعد ارتفاع سابق هذا العام حين سعت الشركات إلى الاستيراد قبل فرض الرسوم الجمركية.

وساهم هذا التراجع في تقليص العجز التجاري الأميركي إلى 86 مليار دولار في حزيران، انخفاضًا من 96.4 مليار دولار في أيار.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حركة حماس روسيا دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة حركة حماس روسيا دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صندوق النقد الدولي دونالد ترامب نيويورك إسرائيل غزة حركة حماس روسيا دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة فلسطين الصين المساعدات الإنسانية ـ إغاثة كير ستارمر سياحة صندوق النقد الدولی الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

«المركزي» يرفع قيمة محافظه إلى 98.8 مليار دولار… و2 مليار عوائد حتى سبتمبر

«المركزي» يستعرض أصوله الخارجية: 98.8 مليار دولار إجمالي المحافظ… وطرح شهادات إيداع بالمضاربة الأحد

اجتماع دوري لبحث الأصول والاستثمارات
عقدت لجنة المخاطر والاستثمار بمصرف ليبيا المركزي اجتماعها الدوري الثالث، الأربعاء، بمكتب المحافظ (رئيس اللجنة)، لمناقشة جملة من البنود الاستراتيجية المتعلقة بإدارة الأصول والاستثمارات الخارجية للمصرف.

محفظة الاحتياطيات: ذهب وعملات يدعمان القيمة
استعرضت اللجنة تقرير الأصول المملوكة للمصرف بالنقد الأجنبي، والتي تشمل الذهب والأصول المالية المختلفة بالعملات الأجنبية، مشيرة إلى الأثر الإيجابي لارتفاع أسعار الذهب والعملات على إجمالي قيمة المحافظ الاستثمارية التي بلغت نحو 98.8 مليار دولار أمريكي. ويشكّل الذهب منها 18.164 مليار دولار بنسبة 18.38%، ويُستخدم معظمه كغطاء للعملة.

عائدات حتى 30 سبتمبر
اطلعت اللجنة على العوائد الاستثمارية المحققة من هذه الأصول حتى تاريخ 30 سبتمبر الماضي، والتي بلغت 2 مليار دولار أمريكي، بما يعكس أداءً إيجابيًا في إدارة الاحتياطيات الأجنبية، ويسهم في تخفيف عجز الإيرادات النفطية وميزان المدفوعات نتيجة توسّع الإنفاق على النقد الأجنبي.

أداة جديدة للمصارف: شهادات الإيداع بالمضاربة المطلقة
وفي خطوة لتعزيز أدوات الاستثمار وتنويع مصادر العائد للمصارف التجارية وتفعيل إحدى أدوات السياسة النقدية، ناقشت اللجنة الشروع في طرح شهادات الإيداع بالمضاربة المطلقة، حيث تقرّر البدء في الإعلان عن الإصدار الأول للمصارف التجارية اعتبارًا من يوم الأحد 12 أكتوبر، بما يعكس توجّه المصرف نحو توسيع قاعدة الاستثمار وتحقيق الاستفادة القصوى من السيولة المتاحة بالسوق المحلي.

شفافية واستقرار نقدي
أكّد المصرف أن الاجتماع يأتي في إطار الحرص على تعزيز الشفافية والكفاءة في إدارة احتياطاته من النقد الأجنبي، وتقديم صورة إيجابية عن مؤشرات الاستقرار النقدي والمالي والاقتصادي في البلاد، بما يدعم الثقة في السياسة النقدية ويعزّز من مكانة المصرف كمؤسسة مالية رائدة في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد العالمي في مواجهة الرسوم الجمركية وفقاعة الذكاء الاصطناعي والديون
  • مسقط تحتضن حلقة عمل إقليمية لمناقشة قياس مساهمة السياحة في النمو الاقتصادي
  • المشاط: نستكمل مسار الإصلاح الاقتصادي ببرنامج طموح يُركز على القطاعات الأعلى إنتاجية
  • معيط: مصر في الطريق الصحيح نحو الاستقرار الاقتصادي
  • فرنسا.. كيف تؤثر الاضطرابات السياسية على النمو الاقتصادي والاستثمار؟
  • النفط يتكبد خسائر أسبوعية مع تصاعد التوترات التجارية ومخاوف الطلب العالمي
  • ترامب يدرس زيادة الرسوم على الصين ولا يرى حاجة للقاء رئيسها
  • ترامب يهدد بزيادة الرسوم الجمركية: لا مبرر لمقابلة الرئيس الصيني
  • بعد توقف 11 عاماً.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر: اليمن على حافة الانهيار الاقتصادي
  • «المركزي» يرفع قيمة محافظه إلى 98.8 مليار دولار… و2 مليار عوائد حتى سبتمبر