إسرائيل تستعيد تجربة اجتياحها لبيروت وتسعى لتهجير غزة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار":تنفي حركة "حماس" ان يكون أحد ما أو أيّ جهة قد طلبت من قيادتها الموجودة في الدوحة مغادرتها الى بيروت بناء على طلب اسرائيلي. ثمة من يرى ان اثارة موضوع الترحيل الذي له في الذاكرة والوجدان الفلسطينيين اسوأ الأثر لم يولد من فراغ او أنه أمر عابر بلا مقدمات او نتائج في رأي المتابعين، بل ينطوي على أبعاد تشي بان الاسرائيلي يمهد لتكرار تجربة إبعاد على غرار تجربة بيروت عام 1982.
ففي صيف عام الاجتياح الواسع للاراضي اللبنانية نجحت القوات الغازية بسرعة قياسية غير متوقعة في تطويق بيروت والاطباق عليها من كل الجهات، ومن ثم محاصرة المقاتلين الفلسطينيين وحلفائهم في الحركة الوطنية اللبنانية، وشرعت بعدها في عملية ضغط عسكري مكثف وتدمير للمدينة برمتها، وفي الحصيلة لم يعد امام الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلا ان يقبل بعد ثلاثة اشهر من الضغط بالنار والحصار، بحمل سلاحه الخفيف مع مقاتليه ومغادرة بيروت من مرفئها. حينذاك كان مطلب الرحيل عن بيروت نصيحة الحلفاء والاصدقاء والاعداء على حد سواء لانه لم يعد لديهم ما يقدمونه لنصرته ودعمه. وعليه فان القيادة الاسرائيلية التي تبدو في وضع العاجز عن الحسم السريع وعن تحقيق ما رفعته من شعارات واطلقته لجمهورها من وعود وتعهدات ردا على عملية "طوفان الاقصى" لا تخفي رغبتها في تكرار تلك التجربة وتطبيقها على غزة. وهذا يعني اسابيع اخرى من العنف والضغوط العسكرية على غرار ضغوط مورست على العاصمة اللبنانية ليُفسح في المجال بعدها لواشنطن ان تكرر تجربة الوسيط المعروف فيليب حبيب، فاتحة الباب امام جولات وساطة على صفيح ساخن بل ملتهب، على ان تبقى غزة لاحقا بعد إبعاد الجسم العسكري لـ"حماس" ومَن والاها كما بقي وضع المخيمات الـ 12 في لبنان بعد ايلول عام 1982 أي بلا حول ولا قوة.
اما لماذا تنتقي القيادة الاسرائيلية بيروت بالذات لتكون ملجأ تجمع لـ"حماس"، فان ذلك فق تقديرات خبراء بالشأن الفلسطيني غير بعيد عن تجربة نقل القيادة المركزية لـ"فتح" ومنظمة التحرير من بيروت الى تونس وتجميعها هناك تحقيقا لأمرين:
- إبعادها عن بيئتها وارضها وتقييد حركتها وجعلها تحت العين الاسرائيلية والغربية عموما.
- اعادة لبنان ساحة صراع وانقسام وتجاذب على خلفية الوجود الفلسطيني في ارضه تمهيدا لحقن الساحة اللبنانية بمزيد من عناصر التفجير والتأزم.
حتى الآن يبدو المخطط افتراضيا وربما صعب التحقق، لكن الواضح انه دخل في العقل الاسرائيلي وصار مُدرجاً في قائمة حساباته، خصوصا انه يطرح منذ عام 1970 فكرة تهجير غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القیادة الاسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
القمة العربية الـ34 في بغداد.. تجديد الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين ودعم حل الدولتين
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، خلال كلمته في القمة العربية الـ34 المنعقدة اليوم السبت في بغداد، تجديد رفض بلاده القاطع لتهجير أو إعادة توطين الفلسطينيين.
وأوضح العليمي أن بلاده تدعم بقوة الحلول التي تضمن حقوق الفلسطينيين، مطالبًا بضرورة دعم المبادرة السعودية-الفرنسية التي تهدف إلى دعم حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
من حضر ومن غاب؟ تفاصيل القادة العرب في القمة 34 ببغداد من بغداد.. العليمي يوجه رسائل حاسمة في القمة العربية ويطالب بموقف عربي موحّد تجاه الحوثيين البحرين: دعم حل الدولتين ورفض تهجير الفلسطينيينمن جهته، أكد وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، في كلمته أمام القمة، رفض بلاده القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
كما شدد الزياني على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فورًا ودون عوائق، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعاني منها سكان القطاع جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال القمةتنعقد هذه القمة في ظرف استثنائي تمر به المنطقة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر التاسع عشر على التوالي، ما أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبالتالي، أصبحت القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال القادة العرب والمشاركين في القمة، في محاولة لتوحيد المواقف العربية والتوصل إلى حلول تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتساهم في إنهاء الأزمة الإنسانية.
خطة إعادة إعمار غزة: دعم قرارات قمة القاهرةتأتي القمة العربية الـ34 بعد اجتماع طارئ عُقد في القاهرة في مارس الماضي، والذي تبنى خلاله القادة العرب خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وتعد هذه الخطة طرحًا بديلًا لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كان يقضي بتهجير السكان الفلسطينيين ووضع القطاع تحت سيطرة واشنطن.
دعم قرارات قمة القاهرة: وزير الخارجية العراقي يؤكدوفي مؤتمر صحفي، أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن قمة بغداد ستدعم قرارات قمة القاهرة، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات الاجتماع.
تؤكد هذه التصريحات التزام الدول العربية بتوحيد المواقف والجهود لحل الأزمة الفلسطينية بشكل شامل ودائم.