كتب ابراهيم بيرم في" النهار":تنفي حركة "حماس" ان يكون أحد ما أو أيّ جهة قد طلبت من قيادتها الموجودة في الدوحة مغادرتها الى بيروت بناء على طلب اسرائيلي.   ثمة من يرى ان اثارة موضوع الترحيل الذي له في الذاكرة والوجدان الفلسطينيين اسوأ الأثر لم يولد من فراغ او أنه أمر عابر بلا مقدمات او نتائج في رأي المتابعين، بل ينطوي على أبعاد تشي بان الاسرائيلي يمهد لتكرار تجربة إبعاد على غرار تجربة بيروت عام 1982.

  لاريب في ان القيادة الاسرائيلية تدرك ان المعطيات والوقائع التي سمحت لاسرائيل في ذلك العام بإبعاد الجسم العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وتوزيعه على عواصم خمس دول عربية (دمشق والخرطوم وعدن وتونس والجزائر) تختلف بدرجة كبيرة عن ظروف ذلك الاجتياح، اذ ان الفلسطينيين كانوا في لبنان قبل اكثر من 41 عاما بمثابة لاجئين على ارض نصف سكانها يعاديهم وينتظر لحظة إبعادهم. اما في غزة وقطاعها فهم ابناء الارض ويعلمون علم اليقين ان خروجهم منها طوعا او قهرا يعني بشكل او بآخر ضياع القضية من جهة وتبديد جهود نحو سبعين عاما من جهة اخرى. ومع ذلك، فان القيادة الاسرائيلية المربكة تفكر في اعادة الاعتبار الى سيناريو اجتياح عام 1982 واعتماد تلك التجربة نموذجا وإنْ وفق قواعد وشروط جديدة مختلفة.

ففي صيف عام الاجتياح الواسع للاراضي اللبنانية نجحت القوات الغازية بسرعة قياسية غير متوقعة في تطويق بيروت والاطباق عليها من كل الجهات، ومن ثم محاصرة المقاتلين الفلسطينيين وحلفائهم في الحركة الوطنية اللبنانية، وشرعت بعدها في عملية ضغط عسكري مكثف وتدمير للمدينة برمتها، وفي الحصيلة لم يعد امام الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلا ان يقبل بعد ثلاثة اشهر من الضغط بالنار والحصار، بحمل سلاحه الخفيف مع مقاتليه ومغادرة بيروت من مرفئها. حينذاك كان مطلب الرحيل عن بيروت نصيحة الحلفاء والاصدقاء والاعداء على حد سواء لانه لم يعد لديهم ما يقدمونه لنصرته ودعمه. وعليه فان القيادة الاسرائيلية التي تبدو في وضع العاجز عن الحسم السريع وعن تحقيق ما رفعته من شعارات واطلقته لجمهورها من وعود وتعهدات ردا على عملية "طوفان الاقصى" لا تخفي رغبتها في تكرار تلك التجربة وتطبيقها على غزة. وهذا يعني اسابيع اخرى من العنف والضغوط العسكرية على غرار ضغوط مورست على العاصمة اللبنانية ليُفسح في المجال بعدها لواشنطن ان تكرر تجربة الوسيط المعروف فيليب حبيب، فاتحة الباب امام جولات وساطة على صفيح ساخن بل ملتهب، على ان تبقى غزة لاحقا بعد إبعاد الجسم العسكري لـ"حماس" ومَن والاها كما بقي وضع المخيمات الـ 12 في لبنان بعد ايلول عام 1982 أي بلا حول ولا قوة.

اما لماذا تنتقي القيادة الاسرائيلية بيروت بالذات لتكون ملجأ تجمع لـ"حماس"، فان ذلك فق تقديرات خبراء بالشأن الفلسطيني غير بعيد عن تجربة نقل القيادة المركزية لـ"فتح" ومنظمة التحرير من بيروت الى تونس وتجميعها هناك تحقيقا لأمرين:
- إبعادها عن بيئتها وارضها وتقييد حركتها وجعلها تحت العين الاسرائيلية والغربية عموما.
- اعادة لبنان ساحة صراع وانقسام وتجاذب على خلفية الوجود الفلسطيني في ارضه تمهيدا لحقن الساحة اللبنانية بمزيد من عناصر التفجير والتأزم.

حتى الآن يبدو المخطط افتراضيا وربما صعب التحقق، لكن الواضح انه دخل في العقل الاسرائيلي وصار مُدرجاً في قائمة حساباته، خصوصا انه يطرح منذ عام 1970 فكرة تهجير غزة.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القیادة الاسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام إسرائيلية تكشف عن مخطط لتهجير فلسطينيي غزة

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطط لإقامة ما تسميه تل أبيب "مدينة إنسانية" على أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة ضمن مخططات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أمس أن هذه المدينة ستقام بين محوري فيلادلفيا وموراج جنوب القطاع، بزعم الفصل بين المدنيين وعناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة.

وأشارت إلى أن هذه الخطة تهدف لتجميع مئات آلاف الفلسطينيين في منطقة معزولة وخاضعة للفحص الأمني، في إطار سياسة التهجير الإسرائيلية المستمرة.

وتحاول إسرائيل استغلال الأيام القليلة المتبقية قبل أي تهدئة مرتقبة، لتوسيع رقعة التدمير وإبادة المدن، خاصة في شمال وشرق محافظة الشمال، وشرق مدينة غزة، وشرق خان يونس جنوبي القطاع، وفق مصدر مقرب من الفصائل الفلسطينية للأناضول.

وذكر المصدر الذي فضل عدم ذكر هويته، أن إسرائيل تسعى لتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في تلك المناطق، لاستنفاد أي فرصة لعودة الفلسطينيين إليها كما فعلت في مخيم جباليا الذي دمرته بشكل شبه كامل خلال النصف الثاني من عام 2024.

يأتي ذلك في حين تستمر في العاصمة القطرية الدوحة، مباحثات غير مباشرة عبر وسطاء في محاولة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن المرحلة الأولى من المخطط الإسرائيلي تشمل نقل آلاف النازحين الفلسطينيين من المنطقة الإنسانية في المواصي بخان يونس إلى ما تسميه المدينة الإنسانية، وهي منطقة ستخضع لتأمين الجيش الإسرائيلي الكامل.

ووفق المصدر نفسه، تخطط إسرائيل لنقل نحو 600 ألف فلسطيني من سكان غزة إلى هذه المنطقة بعد إخضاعهم لإجراءات فحص أمني صارمة، على ألا يُسمح لهم لاحقا بمغادرتها، في خطوة تعكس سياسة تهجير جماعي وعزل ممنهج.

وخلال الأسبوع الأخير، صعد الجيش الإسرائيلي من قصفه وعمليات تدمير للمنازل ومراكز الإيواء، خاصة المباني متعددة الطوابق التي توفر رؤية إستراتيجية للأحياء المحيطة في شمال وشرق غزة.

"محور موراج" باللون الأزرق هو المحور الذي يفصل خان يونس عن رفح (الجزيرة)

وحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، نقلا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 85% من مساحة القطاع تقع ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية أو خاضعة لأوامر بالإخلاء أو كلا الأمرين.

إعلان

وقالت الهيئة الإسرائيلية إن الجيش لا يخطط لتوزيع المساعدات على الموجودين بتلك المنطقة بنفسه، بل يسعى لإلقاء هذه المهمة على عاتق دول أخرى (لم تسمها) ومنظمات دولية.

وأشارت إلى أن إسرائيل ستقيم في المنطقة 4 نقاطا جديدة لتوزيع المساعدات التي تشرف عليها ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيا وإسرائيليا.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ مخطط لتوزيع مساعدات عبر تلك المؤسسة.

وبوتيرة يومية، يطلق جيش الاحتلال النار تجاه المجوعين المصطفين قرب مراكز التوزيع، ما أدى إلى استشهاد 758 فلسطينيا وإصابة 5005، وفق وزارة الصحة بغزة، أمس الاثنين.

وفي وقت سابق من أمس، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في لقاء مع مراسلين عسكريين أجانب عن خطة لإنشاء 4 مراكز إضافية لتوزيع المساعدات جنوب محور موراج برفح، إلى جانب إقامة منطقة مدنية ضخمة مخصصة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين سيجري ترحيلهم إليها قسرا.

وقال: من يدخل إلى هذه المنطقة لن يُسمح له بالخروج، وسيكون الدخول عبر ممرات ضيقة وخالية من عناصر حماس.

وفي 11 أبريل/نيسان الماضي، قال الجيش الإسرائيلي، إنه استكمل السيطرة على كامل محور موراج وطوق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بشكل كامل.

ومنذ ذلك الحين، ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات هدم ونسف المباني في المدينة الحدودية مع مصر.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت هذه الحرب أكثر من 194 ألفا من الفلسطينيين بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام إسرائيلية تكشف عن مخطط لتهجير فلسطينيي غزة
  • نواف سلام يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية
  • ‏الرئاسة اللبنانية: الرئيس جوزيف عون يلتقي المبعوث الأميركي توم باراك بحضور سفيرة واشنطن في بيروت
  • جنوبا.. هذا ما حصل مع سيارة إسعاف خلال الضربات الاسرائيلية (فيديو)
  • في العاشر من محرم.. مسيرة حاشدة في الضاحية الجنوبية لبيروت ونعيم قاسم يؤكد: (حقوقنا أو باطلهم)
  • غزة: "بوسطن الاستشارية" و"غزة الإنسانية" ضالعتان في مخطط لتهجير السكان
  • عواصف سان بطرسبورغ تتراجع والمدينة تستعيد نشاطها السياحي وسط أجواء الليالي البيضاء
  • مصادر: التعديلات اللبنانية ستنص على تنفيذ مرحلي لتسليم السلاح بما يضمن إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطالب بتوقيف المشاركين بالاستعراض المسلح في العاصمة بيروت
  • لا تهاون مع المتلاعبين.. المنيا تستعيد 1129 فدانًا من أراضي الدولة لعدم الالتزام بالعقود