نداء عاجل لكل العفاريت العرب
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
يراودني سؤال ملح أود ممن لديه علم أن يجاوبني عليه، لأنني لا أجد له إجابة: "هل كل الجن والعفاريت عرب"، لا تندهشوا من سؤالي فسأحكي لكم الحكاية، منذ أيام استدعاني بعض الأشخاص ليعرض علي نشوب حريق في "شقة" ابنه العريس أكثر من مرة دون السبب، الرجل طرق كل أبواب المشايخ والدجالين والمشعوذين وجاءت الإجابة واحدة "جن"، احتار الرجل في الوصفات وغاصت قدماه في عالم "البيضة والحجر" لا الأنس هداه للحل ولا الجن كف عن اللعب بالنار، ناهيك عن حالة الشك التي ربما تهدم الأواصر وتفرق الأهل والأحباب.
هذه ليست الحالة الأولى، مئات الحالات تدخل هذا العالم المظلم يوميا فتتوه فيه وتظل تطارد الوهم ولا أعرف لماذا يسكن الجن عالمنا الثالث دون غيره، ولماذا كل الجن عربي، فلم نسمع أن "شاكيرا" دست عملا لبيكيه بعد انفصاله عنها، ولا أن بيتا حرقه الجن في "أمريكا" ولا هناك من وضع سحرا في مقابر ألمانيا، ولا أن الصين أو اليابان بكل ما لديهم من علم وعلماء أجروا حوارا مع عفريت.
والسؤال إذا كنا متفردين بتحضير الجن والحديث مع العفاريت، لماذا لم نجمع هؤلاء الدجالين والمشعوذين وفاتحي المندل ونطلب منهم أن يسخروا عفاريتهم وما تيسر لهم من الجن للحرب ضد العدو الإسرائيلى في فلسطين، أو على الأقل المساهمة في توصيل المساعدات! أو تسليط مارد من بين الذين ينصاعوا لتهديد "بايدن" أو إشعال النيران في نتيناهو، أو إبطال مفعول ما يلقونه من قنابل، لماذا لا تظهر قدرات الجن إلا علينا ألا يكفي ما يفعله بنا البشر في العالم؟.
الغريب أنني طيلة حياتي لم أسمع أن واحدا من المشعوذين وجد ذات مرة عفريتا مكسيكيا أو كنديا أو حتى أمهريا، يستحضرون العفاريت فتتحدث كلها العربية بطلاقة وكأن الشيطان تزوج ووضع ذريته كلها لدينا.
في إحدى لقاءاته قال رائد التنوير الدكتور محمد شحرور أنه لا اتصال بين عالم الجن والأنس بعد تكليف النبي محمد "ص" واستدل على ذلك بأن الخطاب في سورة الجن بصيغة الماضي "كان"، كما استدل بقوله في واقعة موسى والسحرة بلفظ "يخيل إليهم".
وفي النهاية لم نسمع عن دجال أنقذ نفسه مرة من السجن أو دفع عن نفسه بلاء.. ومع ذلك ورغم عدم تسليمي بقوة العفاريت أناشد هؤلاء الجهابذة في عالم الجن أن يظهروا قدراتهم في إطفاء الحريق في هذا البيت أو مساعدة رجال المقاومة في غزة وهذه ليست سخرية بقدر ما هي استغاثة فلربما فعل العفاريت ما عجز عنه البشر.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
الذكاء الإصطناعي يتجاوز البشر في التعلم
في تطور لافت بمجال الذكاء الاصطناعي التفاعلي، لم يعد البشر يحتكرون تدريب الروبوتات الاجتماعية على التفاعل بفعالية. حيث أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتي سري البريطانية وهامبورغ في ألمانيا عن ابتكار آلية جديدة ماتزال في المراحل الأولية تمكّن الروبوتات الاجتماعية من التعلم والتفاعل دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.
وقد طورت الدراسة، التي ستعرض في المؤتمر الدولي حول الروبوتات والأتمتة الذي ينظمه معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في الولايات المتحدة لعام 2025، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الأكاديمية في هذا المجال على مستوى العالم، طريقة محاكاة جديدة تسمح بتدريب الروبوتات الاجتماعية واختبار أدائها دون الحاجة إلى تدخل بشري، ما يسرع من وتيرة الأبحاث ويخفض التكاليف، مع المحافظة على دقة النتائج.
وقد استخدم الباحثون روبوتا بشري الشكل لتطوير نموذج ديناميكي قادر على توقع مسار نظرة الإنسان في السياقات الاجتماعية، وهو ما يُعرف بتنبؤ مسار النظرة «Scanpath Prediction».
محاكاة حركات العين
اختبر الباحثون النموذج باستخدام مجموعتين من البيانات المفتوحة، وأظهر الروبوت قدرة عالية على محاكاة حركات العين البشرية بدقة وواقعية، ما يعد مؤشرا على تطور الذكاء الاجتماعي في هذه الأنظمة.
من جانبها، قالت الدكتورة دي فو، المشاركة الرئيسة في الدراسة والمحاضرة في علم الأعصاب المعرفي والمتخصصة في التفاعل بين الإنسان والروبوت في جامعة سري: «تتيح طريقتنا للروبوت أن يركز على ما ينبغي أن يجذب انتباه الإنسان، دون الحاجة إلى مراقبة بشرية مباشرة. والأمر الأكثر إثارة هو أن النموذج يحافظ على دقته حتى في بيئات غير متوقعة ومليئة بالضوضاء، مما يجعله أداة قوية وواعدة للتطبيقات العملية في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، وخدمة العملاء».
وتُعد الروبوتات الاجتماعية نوعًا خاصًا من الروبوتات المصممة للتفاعل مع البشر من خلال الكلام، والإيماءات، وتعبيرات الوجه، مما يجعلها ملائمة لبيئات مثل الفصول الدراسية، العيادات الطبية، والمتاجر. من الأمثلة الشهيرة: روبوت «Pepper»، الذي يُستخدم كمساعد بيع في المتاجر، و«Paro»، الروبوت العلاجي المخصص لمرضى الخرف.
تقييم للنموذج
في مرحلة التطبيق، أجرى الفريق البحثي مقارنة بعرض خرائط تبين أولويات نظرات الإنسان على شاشة، بتوقعات الروبوت داخل بيئة محاكاة. هذا التوافق سمح بتقييم مباشر للنموذج في ظروف تحاكي الواقع، دون الحاجة إلى إجراء تجارب فعلية مكلفة أو طويلة الأمد بين البشر والروبوتات.
وأضافت الدكتورة دي فو: «استخدام المحاكاة بدلاً من التجارب البشرية المبكرة يُعد خطوة محورية في مجال الروبوتات الاجتماعية. أصبح بإمكاننا الآن اختبار قدرة الروبوت على فهم الإنسان والاستجابة له بدقة وسرعة. طموحنا القادم هو تطبيق هذا النموذج في مواقف اجتماعية أكثر تعقيدًا، ومع روبوتات من أنواع متعددة».
ويبرز هذا البحث التوجه المتصاعد نحو الاستقلالية في الذكاء الاصطناعي الاجتماعي، بحيث يصبح الروبوت قادرا على التعلم والفهم في بيئات واقعية دون الاعتماد الكلي على الإنسان في كل مرحلة من مراحل التطوير.
مع توسع هذه الابتكارات، يبدو أن العلاقة بين الإنسان والآلة تتهيأ لمرحلة جديدة، تحاكي التفاعل البشري بشكل غير مسبوق، وتفتح آفاقا لتطبيقات أوسع في حياتنا اليومية.
أسامة عثمان (أبوظبي)