جريدة الوطن:
2025-05-31@03:53:28 GMT

التخبط «الإسرائيلي» سيد الموقف

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

التخبط «الإسرائيلي» سيد الموقف

حالة من الحيرة والارتباك تسيطر على المناخ السِّياسي العامِّ، وحتَّى العسكري والأمني في «إسرائيل» منذ السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر 2023. تلك الحيرة الَّتي يرافقها القلق الشديد جرَّاء ما هو متوقع من سيناريوهات آتية، في ظلِّ العراك الدولي الَّذي ترافق مع العدوان الهمجي والقصف الجوِّي المجنون وغير المسبوق لقِطاع غزَّة، ودعوات البعض، ومِنْهم الرئيس الفرنسي ماكرون بتشكيل ما يُمكِن اعتباره «لوحة سورياليَّة» عنوانها تحالف دولي ضدَّ قِطاع غزَّة (شيء يثير الضَّحك والسُّخرية في آنٍ واحد: تشكيل ائتلاف دولي واستحضار بوارج وحاملات طائرات لمواجهة غزَّة، ودعم حقِّ «إسرائيل» بحماية نَفْسِها!!!!…).

ما جرى ويجري في قِطاع غزَّة باتَ واضحًا للعيان أنَّه ينسفُ فكرة إمكان تهميش القضيَّة الفلسطينيَّة، ونسف حتَّى حلِّ الدولتَيْنِ، بعد أن اعتقد نتنياهو ومعه صفوف طويلة من غلاة المتطرفين في «إسرائيل» أنَّ الأمْرَ باتَ مُمكنًا جدًّا، فجاءت التطوُّرات المتلاحقة الَّتي سبقَتْ أحداث غزَّة من الأقصى والقدس والمرابطين على أرضها إلى عموم الأرض المحتلَّة عام 1967، لِينقلبَ السِّحر على السَّاحر، فعادت القضيَّة الفلسطينيَّة لمكانِها كقضيَّة أساسيَّة على جدول أعمال المُجتمع الدولي، الَّذي أدار ظهره في الوقت الرَّاهن لكُلِّ قضايا المعمورة: من الحرب الأوكرانيَّة والتسخين في تايوان، والانقلابات في بعض دوَل إفريقيا، وقضايا الصراع الاقتصادي بَيْنَ الكُتَل الكبرى…إلخ، لِيصوِّبَ أنظاره باتِّجاه فلسطين، والقضيَّة العادلة للشَّعب العربي الفلسطيني، حين امتلأت ساحات وعواصم العالَم حتَّى داخل الولايات المُتَّحدة بالأعداد الغفيرة من شعوب تلك البُلدان في فعاليَّات الحُرِّيَّة لفلسطين وشَعبها.
إنَّ الانحياز الأميركي غير المسبوق، والتحشيد خلف «إسرائيل» وروايتها، تهاوى من وجهة نظر الأُمميَّة العالَميَّة، ولنَا أكثر من دليل على هذا الأمْرِ.
وعلى كُلِّ حال، إنَّ البنية والمنظومة السِّياسيَّة والفكريَّة للرئيس الأميركي (جو بايدن) منحازة للصهيونيَّة جيِّدًا، تَعُودُ إلى زمن الرؤساء الأميركيِّين في ثمانينيَّات القرن الماضي لناحية التَّماهي مع «إسرائيل» في «لاهوتها السِّياسي»، كدَولة استعماريَّة، ولناحية دَوْر الدِّين فيها كذلك. ووفق تلك المنظومة السِّياسيَّة والفكريَّة حاول بعض المؤثِّرين في امبراطوريَّات الإعلام الغربيّ الـ»تجنَّد لدعم إسرائيل، بل ومارس إجمالًا «إرهابًا فكريًّا» ضدَّ كُلِّ مَنْ يجرُؤ على التضامن مع الشَّعب الفلسطيني، فكان يتمُّ التعاطي مع الفلسطينيِّين كأرقام وليس كبَشَرٍ لهُمْ طموحات وطنيَّة مشروعة بالتحرُّر والانعتاق والاستقلال وعودة اللاجئين طبقًا لقرارات الشرعيَّة الدوليَّة.
وازداد «الإرهاب الفكري» المُشار إليه مع أحداث ووقائع مُجريات العدوان الأخير على القِطاع، فعمل على تغييب السِّياقات في نقْلِ ما يجري» في الأيَّام الأولى لمرحلة غزَّة، منطلقًا من فبركة الوقائع أمام هول الفظائع النَّاجمة عن القصف الجوِّي بطائرات (F35) واستهداف المَدنيِّين والبنى التحتية، فأعدَّ الجزء الأكبر من منشورات الإعلام الغربي بما في ذلك شبكات التلفزة تصحيح صورة الواقع على ضوء الارتفاع المُتتالي لحركات شعوب العالَم المتضامنة مع الشَّعب الفلسطيني، ومؤسَّسات المُجتمع المَدَني في دوَل الغرب الَّتي تجاوزت مخاوف توجيه الاتِّهامات لها، وألْقَتْ بعُقدة الاتِّهام بـ»المكارثيَّة الجديدة» في سلَّة المهملات.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

معاريف: رفع العلم الأميركي بسوريا إصبع في عين إسرائيل

أفردت صُحف إسرائيلية وعالمية مساحة للحديث عن تطورات المشهد السياسي في سوريا بعد رفع العَلم الأميركي فوق مقر إقامة السفير في العاصمة دمشق، إضافة إلى آخر مستجدات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وذكرت صحيفة معاريف أن رفع العلم الأميركي في سوريا هو بمنزلة "إصبع في عين إسرائيل"، مشيرة إلى أن تصريحات مسؤولين أميركيين بشأن صفحة جديدة مع دمشق تُرجمت إلى خطوة رسمية، مما يُعَد تأكيدا على مسار مختلف للعلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: أميركا تخسر تفوقها الصناعي العسكري بينما تتقدم الصين بثباتlist 2 of 2ما مصير وزارة الكفاءة بعد رحيل إيلون ماسك؟end of list

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تروج بعد مضيها قدما في إجراءات رفع العقوبات عن سوريا لحذف اسمها من قائمة الإرهاب.

وأمس الخميس، افتتح المبعوث الأميركي لسوريا توماس باراك مقر إقامة سفير بلاده في دمشق لأول مرة بعد 13 عاما من قطع العلاقات بين البلدين.

وقال باراك إن ترامب اتخذ قرارا جريئا بشأن سوريا دون شروط أو متطلبات، وتتلخص رؤيته في إعطاء الحكومة السورية فرصة بعدم التدخل، كما أنه سيرفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ورأى مقال في صحيفة هآرتس أن تعيين السفير الأميركي في تركيا توماس باراك مبعوثا أميركيا إلى سوريا يؤكد على أن الولايات المتحدة تنظر إلى تركيا باعتبارها اللاعب الخارجي الرئيسي في سوريا وليس إسرائيل.

إعلان

ووفق المقال، فإن الخطوة تثير قلقا في إسرائيل بشأن السياسة الخارجية لإدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط التي يقول إنها تتغير بسرعة، كما تعكس رغبة ترامب في إعطاء الأولوية لاستقرار سوريا بعد رفع العقوبات.

في أول زيارة رسمية منذ توليه مهام منصبه.. المبعوث الأمريكي إلى #سوريا يرفع علم بلاده فوق مقر السفير الأمريكي في العاصمة دمشق رفقة وزير الخارجية السوري#الجزيرة_سوريا pic.twitter.com/43m3kKcXan

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 29, 2025

وبشأن الساحة الفلسطينية، نشرت صحيفة غارديان مقالا لمراسلتها السابقة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بيتان ماكيرنان قالت فيه إن عام 2023 هو الأكثر دموية منذ انتهاء الانتفاضة الثانية.

ووفق ماكيرنان، فإن إسرائيل كذبت على نفسها لعقود بالقول إنها قادرة على احتواء الصراع وإدارت، إذ فرضت احتلالا دائما وقمعا للحقوق الفلسطينية دون أي تكلفة دبلوماسية أو مالية أو أمنية كبيرة.

لكن هذه الأسطورة -حسب ماكيرنان- تبددت في صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرة إلى أنه "بفضل تضحيات زملائي الشجعان في غزة لا يمكن لأي شخص متصل بالإنترنت أن يدّعي أنه لا يعرف حقيقة ما حدث خلال الأشهر الماضية".

بدورها، نقلت صحيفة ليبراسيون عن توم فليتشر -كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة– قوله إن ما يسمح بدخوله إلى غزة من مساعدات لا يمثل سوى قطرة في بحر احتياجات القطاع، محذرا من عواقب الإصرار على آلية توزيع المساعدات الجديدة.

وشدد فليتشر -في مقابلته مع الصحيفة الفرنسية- أن جزءا من مسؤولية العمل الإنساني يتمثل في نقل الحقيقة كما هي على الأرض، مشيرا إلى أن "هذا ما لا تحبه إسرائيل، ويعد حجة كافية للانتقادات الإسرائيلية المتزايدة لدور الأمم المتحدة".

وفي موضوع آخر، خلصت مجلة فورين أفيرز إلى أن تطورات الأحداث في السودان "لا توحي بوجود أمل في نهاية قريبة للاقتتال، خصوصا مع تزايد التدخلات الأجنبية التي تسعى للانتفاع من الصراع".

إعلان

ولفتت المجلة الأميركية -استنادا إلى باحثيْن متخصصين- إلى أن الأزمة في السودان لا تحظى باهتمام دولي كبير، كما هو الشأن بالنسبة لأزمتي غزة وأوكرانيا رغم أن الصراع تسبب في إحدى أكبر الأزمات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • معاريف: رفع العلم الأميركي بسوريا إصبع في عين إسرائيل
  • ماكرون يلوّح بتشديد الموقف ضد إسرائيل ويؤكد: الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجب
  • الحوثي : العدوان الإسرائيلي ضد مطار صنعاء لن يوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يناشد المجتمع الدولي بالضغط لإدخال المساعدات لغزة دون شروط
  • قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء لن يؤثر على موقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني
  • الملف النووي الإيراني.. التباين الأميركي الإسرائيلي إلى أين؟
  • السيد القائد: كلما استمر العدو الإسرائيلي في إجرامه ضد الشعب الفلسطيني فالمسؤولية على الأمة الإسلامية أكبر
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء يهدف إلى الضغط على الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني المظلوم
  • فتح: رفع علم فلسطين بـ الصحة العالمية دليل على دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني ونصرته
  • ماكرون: فرنسا تؤيد حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني