استنكرت عضو لجنة الحوار السياسي آمال بوقعيقيص، تجديد مجلس الأمن للبعثة الأممية لدى ليبيا.

وقالت بوقعيقيص في تدوينة عبر “فيسبوك”، إن “التجديد لبعثة عبدالله باتيلي وفريقه لعام آخر في ليبيا هو قتل سريري للانتخابات ولأي مشروع سياسي قادم وبقاء الحال على ما هو عليه”.

وأضافت: “عذرا للمندوب الدائم لأمريكا في ليبيا فالأمم المتحدة لا تدعم التغيير وما يتم ترديده خواء ولن تكون هناك حكومة موحدة جديدة”.

 

وتابعت بوقعيقيص: “لذلك علينا أن نعي جيدا هذا الواقع الدولي ومن خلال الأدوات المتوفرة بأيدينا نسعى لتطوير توحيد المؤسسات وترشيد الأنفاق العام وتوزيعه العادل وتبقى البراغماتيه سيدة السياسة وبالليبي الفصيح (اللي ماهي في ايدك تكيدك)”.

الوسومالانتخابات ليبيا

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: الانتخابات ليبيا

إقرأ أيضاً:

ليبيا وبناء دولة.. الاشتراطات والتحديات

يأتي هذا المقال ضمن سلسلة مقالات متواصلة تسعى إلى إعادة قراءة الواقع الليبي قراءة شاملة؛ لا تكتفي برصد الظواهر والأحداث، بل تغوص في جذورها وتفكك أسبابها وتبحث في كل الاحتمالات الممكنة لفهمها.

سلسلة نحاول من خلالها أن نطرح الأسئلة الصعبة دون مواربة، وأن نلامس بجرأة جوهر المشكلة كما نراها: الإنسان الليبي وسلوكه وثقافته وتفاعله مع مجتمعه ودولته.

هي محاولة لتجاوز الاكتفاء بالتشخيص والنقد، وصولًا إلى فكرة جامعة قد تُقنع الليبيين – أو تُذكّرهم – بأن بناء الدولة ليس ترفًا سياسيًا ولا شعارًا نظريًا، بل هو مشروع له اشتراطات حقيقية تبدأ أولًا من داخل كل فرد قبل أن تُترجم في نصوص القوانين أو شكل المؤسسات.

ماذا يعني بناء الدولة؟

في هذا النص، نقترب خطوة أخرى من هذه الفكرة؛ نسأل بجرأة: ماذا يعني بناء دولة؟ وما الذي يمنعنا حتى الآن؟ وهل نحن حقًا مستعدون لدفع ثمنها وبناء الإنسان الذي يستطيع أن يقيمها؟

مشروع بناء الدولة يبدأ من بناء الإنسان

إن مشروع بناء الدولة الحقيقية لا يبدأ من الدستور أو المؤسسات فقط، بل يبدأ أولًا من بناء الإنسان نفسه: الإنسان الذي يفهم معنى الوطن، ويحترم القانون، ويعمل للصالح العام لا للمصلحة الضيقة.

الإنسان الذي يدرك أن تطور البشرية لم يأتِ فجأة، بل عبر تراكم تجارب واكتشافات وصراعات دفعت ثمنها غاليًا من الدماء والوقت، حتى وصلت إلى مرحلة الاستقرار والقوانين والدساتير والمؤسسات.

لكن في بلدنا ليبيا، ما زلنا نفتقر إلى هذه القناعة العميقة: أننا بحاجة إلى الإنسان الواعي الذي يقدّر قيمة الدولة الحديثة، لا الإنسان الذي يرى في الدولة مجرد غنيمة أو سلطة يوزعها بين القبيلة والمنطقة.

ليبيا عبر التاريخ… هل بُنيت الدولة بالإنسان؟

مرت ليبيا بمحطات تاريخية عديدة: من الجرمنت إلى الفينيقيين واليونان والرومان، ثم الفتوحات الإسلامية، فالعهد العثماني، فالاحتلال الإيطالي، ثم الاستقلال وبناء المملكة، وصولًا إلى الجمهورية والجماهيرية وعهد فبراير.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل ساهم الإنسان الليبي فعلاً في بناء دولة تستوعب هذا التاريخ الطويل؟

رغم أن الليبيين عاشوا مراحل اجتماعية وسياسية واقتصادية مليئة بالمعاناة والظلم أحيانًا، إلا أن تكوين الدولة بمعناها الحديث لم يكتمل. فلم تتشكل لدينا مؤسسات مستقلة قوية، ولا ثقافة قانون راسخة، بل بقيت الدولة أسيرة الولاءات الضيقة والسلطة الشخصية.

معضلة الواقع.. والوعي الغائب

كيف لنا أن نبني دولة ونحن نقدّم ابن القبيلة على الكفاءة؟

كيف نطالب بالديمقراطية بينما سلوكنا اليومي يتناقض مع أبسط مبادئها؟

كيف نطالب بالقانون ونحن لا نلتزم به إلا خوفًا من العقوبة؟

ولماذا لا نفصل بين الاجتماعي والسياسي؟ لماذا لا ننظر إلى الدولة ككيان عام نحافظ عليه جميعًا، بدل النظر إليها كغنيمة؟

ولماذا لا نعترف بأن الديمقراطية لن تُبنى في ظل وعي غائب وسلوك لا يعترف بالقانون إلا على الورق؟

المصالحة الوطنية… من الشعار إلى المشروع

كثر الحديث عن المصالحة الوطنية حتى تحولت إلى ملف ثابت في الخطابات والاجتماعات. لكنها في وجدان الإنسان الليبي لم تتحول بعد إلى مشروع حقيقي.
إن المصالحة الوطنية، في حقيقتها، ليست مجرد ورقة توقع أو بيان يعلن، بل هي حالة نفسية واجتماعية تحتاج وقتًا كافيًا لتنضج.

اليوم، يعيش كل الليبيين معاناة مشتركة: غياب الدولة، تراجع الخدمات، خوف من المستقبل، انهيار اقتصادي وبنية تحتية. هذه المعاناة وحدت الجميع بصمت تحت عبء الأزمة، وأوصلت الناس إلى قناعة أن استمرار الخصام لا يجلب سوى الخسائر.

مع زوال هذه المعاناة أو بدايات نهايتها، قد يعود الليبيون للتفكير الجدي في المصالحة الحقيقية: تلك التي تقوم على إرادة العيش المشترك، لا على اتفاقات مؤقتة.

إن المصالحة الوطنية، كغيرها من شروط بناء الدولة، تحتاج قبل كل شيء إلى الإنسان الواعِي: إنسان يؤمن بأن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، وأن الوطن لا يُبنى بالانتقام أو إقصاء الآخر، بل بالحوار والقبول والتعاون.

من أين نبدأ… وكيف نبدأ؟

تبقى كل هذه الأفكار جميلة ما لم تتحول إلى فعل. والسؤال الحقيقي هو: من أين نبدأ؟ وكيف نبدأ؟

نبدأ من أنفسنا: أن نغير سلوكنا اليومي، أن نحترم القانون في أبسط التفاصيل، أن نرفض الغش، أن نؤدي أعمالنا بإخلاص دون انتظار مقابل.
نبدأ بأن نقتنع أن الوطن لا يبنيه الحاكم وحده، بل يُبنيه المواطن أولًا.

ومتى نكون مستعدين؟ اللحظة المثالية للتغيير وهم… البداية الحقيقية دائمًا تكون الآن. كل تأجيل هو هدية للفوضى، وكل خطوة صادقة هي حجر في بناء الدولة التي نطمح إليها.

خاتمة ورسالة أخيرة

إن بناء الدولة في ليبيا ليس حلمًا بعيدًا، بل هو واقع يحتاج منا أن نواجه أنفسنا بصدق، ونتجاوز أوهام الماضي، ونؤمن بأن التغيير يبدأ من الفرد قبل المؤسسات.

هذا المقال هو خطوة ضمن رحلة مستمرة نأمل أن تقودنا إلى فهم مشترك، وقناعة جماعية، بأن اشتراطات بناء الدولة ليست خيارًا بل ضرورة حتمية، وأن الطريق إلى ليبيا الجديدة يمرّ أولًا عبر بناء الإنسان الواعي والمواطن المسؤول.

ونحن نختم هذا النص، يجب أن نفهم جميعًا أن ليبيا هي بيتنا الكبير، وأن بناء هذا البيت لا يتم إلا إذا اتفقنا على احترام بعضنا البعض، بلا تمييز ولا تفاضل بين قبيلة وأخرى أو عائلة وأخرى. تعالوا نجلس ونتحاور ونتفاهم على خيارنا الوطني، باتفاق جماعي نتحمل فيه المسؤولية معًا، فنصنع وطنًا يسعنا جميعًا.

أتمنى أن يجد هذا المقال طريقه إلى كل ليبي، عبر منصات التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الاتصال، ليصل إلى يد كل من يهتم بمستقبل ليبيا، ويكون جزءًا من النقاش الوطني الجاد حول بناء الدولة.

فليبيا الحقيقية تبدأ بوعي كل فرد منا، وبمشاركته الفعّالة في صناعة مستقبل أفضل لوطننا جميعًا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • ليبيا وبناء دولة.. الاشتراطات والتحديات
  • مصرف ليبيا المركزي يصدر بيان الإيراد والإنفاق للفترة من يناير حتى يونيو 2025
  • ليبيا تعلن تضامنها مع الولايات المتحدة عقب فيضانات تكساس
  • الإيدز في ليبيا .. تحد صحي في ظل أزمات سياسية وأمنية
  • الأرصاد: الحرارة القصوى غداً في غرب ليبيا تصل 45
  • سفير فرنسا يناقش مع بوشناف الوضع الأمني في ليبيا
  • مهيب عبد الهادي: مجهود كبير من جون إدوارد في التجديد لـ عبد الله السعيد
  • الكوني: نثمن دعوة الرئيس المصري لإخلاء ليبيا من القوات الأجنبية   
  • السيسي: استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر
  • بوقعيقيص: تسليم ملف الكهرباء لصندوق الإعمار مطلب وطني