هل يجب على المسلم قضاء ما فاته من الصلاة؟ سؤال أجاب عنه الشيخ عبد الحميد السيد الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من خلال الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

هل يجب على المسلم قضاء ما فاته من الصلاة؟

وقال إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين، قال الله تعالى: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ"، وقد أجمعت الأُمَّةُ على فرضيتها.

وأضاف: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من ترك الصلاة من المسلمين المخاطبين بأدائها من وقت البلوغ- سواء كان ذلك منه لسهو أو إهمال- يجب عليه قضاؤها على الفور، فإن لم يستطع قضاءها على الفور له أن يقضي منها عقب كل صلاة مكتوبة ما وَسِعَه إلى أن يتيقن من قضائها جميعًا، وبذلك تبرأ ذمته من قضاء ما عليه من صلوات، إلا أنه يأثم لتأخيرها عن وقتها.

5 شروط لتكون الصلاة مقبولة.. والفرق بينها وبين الصحيحة حكم الصلاة في مكان ملوث ببول القطط .. الإفتاء تجيب حكم ترتيب الفوائت

فيما قالت دار الإفتاء إن الصلاة من أفضل الأعمال وأعظمها شأنًا فهي ركن من أركان الإسلام الخمسة، بل هي عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، وقد ثبتت فرضيتها بالكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهَا اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ وَلَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّة» متفق عليه.

ووردت أحاديث كثيرة في تعظيم شأنها والحث على أدائها في أوقاتها والنهي عن الاستهانة بأمرها والتكاسل عن إقامتها، وقد حذَّر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ تَرْكِها والتهاون في أدائها، من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ» رواه مسلم.

هذا، ولا تسقط الصلاة عن المسلم البالغ العاقل إلا إذا كانت المرأة حائضًا أو نفساء، وإذا كان هذا شأنها وكانت أولى الفرائض العملية -لما كان ذلك-كان قضاء الفرائض حتمًا على المسلم.

وقد اختلف الفقهاء في حكم ترتيب الفوائت الحاضرة: فيرى فقهاء الحنفية أنه يجب الترتيب بين الفوائت إذا لم تبلغ ستًا غير الوتر، فمن كانت عليه فوائت أقل من ست صلوات وأراد قضاءها يلزمه أن يقضيها مرتبة، فلو صلى الظهر قبل الصبح مثلًا فسدت صلاة الظهر ووجبت عليه إعادتها بعد قضاء صلاة الصبح، ويسقط الترتيب بأحد أمور ثلاثة:

1- أن تصير الفوائت ستًّا غير الوتر.
2- ضيق الوقت عن أن يسع الوقتية -الصلاة الحاضرة والفائتة-.
3- نسيان الفائتة وقت أداء الحاضرة.

ويرى فقهاء المالكية أنه يجب ترتيب الفوائت سواء كانت قليلة أو كثيرة، بشرط أن يكون متذكرًا للسابقة، وأن يكون قادرًا على الترتيب.
ويرى فقهاء الحنابلة أن ترتيب الفوائت واجب سواء كانت قليلة أو كثيرة كما يجب ترتيب الفوائت مع الحاضرة إلا إذا خاف فوات وقت الحاضرة فيجب تقديمها على الفوائت.

ويرى فقهاء الشافعية أن ترتيب الفوائت في نفسها سنة سواء قليلة أو كثيرة، وترتيب الفوائت مع الحاضرة سنة أيضًا، بشرط ألا يخشى فوات الحاضرة، وأن يكون متذكرًا للفوائت قبل الشروع في الحاضرة.

وأيسر هذه الأقوال هو ما قال به فقهاء الشافعية إذ جعلوا الترتيب سنة سواء بين الفوائت أو مع الحاضرة، وتركه لا يمنع صحة القضاء.

والأولى بالسائل الذي عليه فرض فاته إذا دخل المسجد والإمام يصلي جماعة؛ فعليه أن يصلي الفرض الذي فاته ما دام وقت الحاضرة يتسع لها وللفائتة، فيصلي الفرض الذي فاته ثم يصلي الحاضرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة مجمع البحوث الاسلامية الأزهر على المسلم قضاء ما

إقرأ أيضاً:

هل تصح الصلاة؟.. الإفتاء: الاغتسال يغني عن الوضوء إذا اشتمل على أمرين

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال يقول صاحبه: "بعد ما اغتسلت دخلت للصلاة من غير وضوء، فهل تجوز الصلاة؟"، موضحًا أن الاغتسال الكامل بنية رفع الجنابة، إذا اشتمل على المضمضة والاستنشاق، يُغني عن الوضوء ويكفي لصحة الصلاة.

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن من اغتسل غسلًا كاملًا بنية رفع الحدث الأكبر والوضوء معًا، فقد ارتفع عنه الحدثان، الأصغر والأكبر، ولا يحتاج إلى وضوء جديد بعد الغسل.

هل التدخين ينقض الوضوء؟.. أمين الإفتاء: اتمضمض وصلي قبل الصلاةحكم كتابة القرآن على الأرض من أجل حفظه وتعلمه.. الإفتاء: تجوز بشروطمشروعات مستقبلية بين الإفتاء وأكاديمية البحث العلمي لإعلاء منظومة القيم والأخلاقالإفتاء: الجهاد الرقمي فخ.. ونعمل على مواجهة التطرف عبر الفضاء الإلكتروني

أمين الإفتاء: المضمضة والاستنشاق من سنن الوضوء لكنها من فرائض الغسل

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن المضمضة والاستنشاق من سنن الوضوء لكنها من فرائض الغسل، بمعنى أن الغسل لا يتم بدونهما عند جمهور الفقهاء، خاصة إذا كان الغسل بنية الطهارة للصلاة.

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أنه إن كان الشخص قد اغتسل دون أن يتمضمض أو يستنشق، فإن غسله يكون ناقصًا ولا تصح به الصلاة، ويجب عليه أن يعيد الغسل أو يتوضأ قبل الصلاة.

وقال أمين الإفتاء "الاغتسال الصحيح الذي يعم الجسد كله ويشمل المضمضة والاستنشاق، بنية رفع الجنابة، هو في ذاته وضوء كامل، ويجوز بعده أن يدخل المسلم في الصلاة مباشرة دون إعادة الوضوء".

مكروهات الصلاة

1. العبث بالبدن: كتشبيك الأصابع وفرقعتها، يقول شُعبة مولى بن عباس: (صلَّيْتُ إلى جنبِ ابنِ عباسٍ ففقعتُ أصابعي فلمَّا قضيتُ الصلاةَ قال لا أُمَّ لكَ تفقعُ أصابعَكَ وأنتَ في الصلاةِ).

-‏فإن هذا مما قد يُفقد الخشوع المطلوب في الصلاة، ومن أمثلة ذلك أيضًا العبث باللحية أثناء الصلاة، ويُستثنَى من ذلك الحاجة إلى أمر من هذا مثل الحكة.

2. ‏رفع البصر إلى السماء: وقد استثنى الحنابلة حال التَجشي لمن يُصلي جماعة، فيرفع بصره كي لا يؤذِهم في صلاته، وقد ورد النهي عن هذا الأمر في قوله -صلي الله عليه وسلم- (لينتهين أقوامٌ يرفعون أبصارهم إلى السّماء في الصّلاة، أو لا ترجع إليهم)

3. ‏تغميض العينين في الصلاة: حيث إن السُنة إبقاء العينين مفتوحتين؛ لأن إغماضهما مَظنة للنوم، والسُنة أن يُلقي المُصلي بهما إلى مَوضع سجوده، ولكن يَخرج من الكراهة حاجة المُصلي للإغماض خوفًا من عدم الخشوع لِما يُمكن أن يكون هناك من مُشتتات يَراها تخل بخشوعه فيُغمِض.

4. التَخصر في الصلاة: مَنهي عنه بالاتفاق لقوله -صلى الله عليه وسلم: (أن النبي - صلى الله علية جد وسلَّمَ نَهى أن يُصلِّي الرجلُ مُتخَصرًا).

والتخصر هو أن يضع الرجل يده على خاصرته، وقال الشافعية بجوازه لحاجة أو ضرورة.

5. يكره أن يُصلي المُسلم وهو يُدافع الأخبثين، والأخبثان: هما البول والغائط، حيث قال -صلى الله عليه وسلم- : (لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان).

-و يُستَنبط من هذا الحديث كراهة الصلاة في حضور الطعام، وقاس الشافعية والحنابلة عليه من اشتهى طعامًا أو شرابًا لأنه في بابه، ومما يدل أيضًا على كراهة الصلاة في حضور الطعام قوله -صلى الله عليه وسلم- : (إذا وُضعَ العَشاءُ وأقيمتِ الصلاةُ فابدءوا بالعَشاءِ).

6. ‏كراهة استقبال النار أو شيء منها في الصلاة: لأن في هذا شيء من التشبه بعُباد النيران، وهذا القول عند المالكية والحنابلة.

7. ‏ ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والحنابلة إلى كراهة تنكيس السور: والتنكيس يعني أن تقرأ في الركعة الثانية سورة أعلى مما قرأته في الركعة الأولى.

8. ‏تُكره الصلاة عند النعس ومُغالبة النوم: ودليل هذا قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أن رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا نَعَسَ أحدُكم وهو يُصلّي فلْيرقُدْ، حتى يذهبَ عنه النّومُ، فإنّ أحدَكم إذا صلّى وهو ناعِسٌ لا يدري لعلَّه يَستغفِرُ فيسُبَّ نفسَه).

9. يرى فُقهاء الشافعية والحنفية والحنابلة كراهة التثاؤب في الصلاة: لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (...وأمَّا التّثاؤبُ فإنَّما هوَ مِن الشّيطانِ، فإذا تثاءَب أحدُكم فليرُدَّه ما استطاع...).

10. ‏يُكرَه أن يبسط المُصلي ذراعيه في السجود: بل ينبغي له أن يرفعهما عن الأرض، وأن يُجافي ويُباعد بينهما، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: (اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب).

11. ‏ويُكره التلثم في الصلاة: قال الشافعية: أنّه تغطية الفم، وقال المالكيّة: أنّه تغطية الفم مع الأنف، والمرأة كالرجل في هذا.

12. كراهة تكرير السور في الركعتين: عند المالكية.

13. يُكره النظر إلى ما يلهي عن الصلاة.

طباعة شارك الإفتاء دار الإفتاء أمين الفتوى في دار الإفتاء الوضوء فرائض الغسل الغسل الغسل الصحيح الاغتسال

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: النبي ﷺ أنسب الناس والله أثنى عليه وشرَّف مكانه وزمانه
  • ‏الصلاة على الشيخ محمد الجبر.. غدًا بعد صلاة الظهر
  • هل تصح الصلاة؟.. الإفتاء: الاغتسال يغني عن الوضوء إذا اشتمل على أمرين
  • حكم الكلام في الحمام أثناء قضاء الحاجة.. الإفتاء تجيب
  • متى يبدأ المسلم ترديد أذكار المساء؟.. الإفتاء توضح
  • على كل مسلم هذه الصدقة.. فما هي؟
  • علي جمعة: الحلم والأناة سبيل استقامة وضبط نفس المسلم
  • هل يجوز الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • طريقة التطهر من الجنابة للرجال والنساء.. اعرف الخطوات الصحيحة
  • الصلاة الكاملة على النبي صلوات الله عليه وسلم