مؤتمر الإمارات للإفتاء الشرعي يوصي بإنشاء منصة عالمية افتراضية
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أبوظبي: عبدالرحمن سعيد
برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، اختتم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي مؤتمره العالمي الثاني: «نحو الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية - المنهجية الحضارية والتطبيقات الواقعية وأخلاقيات الاستدامة»، والذي أقيم في العاصمة أبوظبي، على مدار يومين بمشاركة وحضور أكثر من 160 خبيراً ومختصاً في العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية من مفتين وقانونيين وأطباء ومهندسين وأكاديميين ومفكرين وعلماء الفلك ورواد الفضاء، يمثلون 50 دولة.
وفي ختام المؤتمر عبّر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي والمشاركون في المؤتمر والممثلون لأكثر من 70 جهة ومؤسسة إفتائية عالمية، عن خالص الشكر وجميل الثناء وصادق الدعاء إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام، على الرعاية والدعم الدائمين للمبادرات العلمية والإفتائية الرائدة التي تظهر سماحة الدين الحنيف وتنشر قيم التسامح.
كما دعا المؤتمر إلى زيادة الوعي، وتنمية الشعور بالمسؤولية تجاه قضايا البيئة والصحة والطاقة المتجددة والفضاء ومواكبة مستجداتها، واستثمار الفتوى الشرعية في التوعية بهذه المسؤولية.
وسلط المؤتمر الضوء على الإرث الوطني الديني في الإمارات، من خلال المعرض الذي أقيم على هامش المؤتمر، والذي يؤكد مكانة الهوية الدينية الوطنية وجذورها التاريخية المتأصلة، المبنية على قيم الاعتدال والتسامح والانفتاح الحضاري، وربط الأجيال بها لتعزيز استدامتها.
وأوصى المؤتمر بإنشاء منصة عالمية افتراضية بإشراف مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وبمشاركة العلماء والخبراء المتخصصين من مختلف دور الإفتاء والمؤسسات الوطنية؛ لإجراء الأبحاث المحكمة والدراسات المعمقة والتجارب الميدانية واللقاءات المعرفية حول القضايا العلمية المستجدة، فضلاً عن التعريف ب «وثيقة أبوظبي للمستجدات العلمية» والتي أطلقها المؤتمر للتعامل مع المستجدات العلمية، وتعميمها وترجمتها إلى اللغات العالمية وتدريسها في الحقول التعليمية والمعرفية، واعتبارها أحد المصادر الحضارية في الجهات والمؤسسات الإفتائية.
كما أوصى المؤتمر بإعداد مبادرات نوعية لرفع نسبة الوعي لدى كافة أفراد المجتمع بمختلف شرائحه، بأهمية الفتاوى ومكانتها وخطورتها خصوصاً في ما يتعلق بفتاوى القضايا العلمية المستجدة، والتحذير من فتاوى الأفراد غير المؤسسية والفتاوى المستوردة عبر مختلف المنصات الإعلامية والرقمية، إضافة إلى عناية المؤسسات التعليمية والأكاديمية والجامعات بتصميم مساقات أكاديمية تؤسس لنظرية الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية وتطبيقاته الواقعية.
كما دعا المؤتمر إلى تعزيز مأسسة الإفتاء الشرعي وحوكمته، والاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة؛ وتعميق أواصر التعاون بينها، وتصميم المناهج لتدريب الكوادر الإفتائية وتمكينها، وخلق بيوت الخبرة؛ وسن مزيد من القوانين والتشريعات المعززة لأخلاقيات الاستدامة في التعاطي مع القضايا المعاصرة والذكاء الاصطناعي.
وأعلن المؤتمر عن إطلاق «جائزة الإمارات العالمية للدراسات الإفتائية والاجتهاد الحضاري» التي تُمنح للمؤسسات الإفتائية والأبحاث المتميزة في مجال الإفتاء الشرعي، انطلاقاً من الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات وخططها في تصميم مستقبلها وتعزيز مكانة البحث العلمي، إضافة لدعم الباحثين في شتى المجالات، وتوفير كافة السبل والأدوات المعرفية؛ للارتقاء بمنظومة البحث العلمي، التي تسهم في خدمة الإنسان ورفاهيته وتحقيق التنمية الوطنية الشاملة.
وتهدف الجائزة إلى تشجيع المؤسسات الإفتائية الرسمية للتنافس الإيجابي في مجال البحوث والدراسات الإفتائية، وتمكين البحث العلمي والدراسات الجادة في تطوير المنظومة الإفتائية، وتفعيل الاجتهاد الحضاري في القضايا الفقهية المستجدة، وتعزيز مساهمته في مجالات التنمية، فضلاً عن تعزيز القيم الإنسانية وترسيخ مبادئ الاعتدال والتسامح في صناعة الفتوى الشرعية.
وتضمن المؤتمر 6 جلسات، استهلت بجلسة افتتاحية، حظيت بكلمة رئيسية للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وكلمة تأطيرية من رئيس المؤتمر العلامة عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وتلتها خمس جلسات علمية، تناولت خمسة محاور وهي الإفتاء في المستجدات العلمية: «نحو منهجية منضبطة ومستدامة تتفاعل مع الحاجات الإنسانية»، والفتاوى الشرعية في مجال الفضاء والمناخ واستيعابها للمستجدات العلمية، والفتاوى الشرعية في مجال القضايا الطبية واستيعابها للمستجدات العلمية، والفتاوى الشرعية في قضايا طب الأسرة واستيعابها للمستجدات العلمية، فضلاً عن الفتاوى الشرعية في مجال الذكاء الاصطناعي واستيعاب مستجداته الشرعية.
وتناولت المداخلات والحوارات المعمقة 10 قضايا معاصرة وتطبيقات واقعية للاستيعاب الشرعي في المجالات الآتية: (الطاقة المتجددة، الجينوم البشري، أداء العبادات في المركبات الفضائية، اللحوم المستنبتة، استئجار الأرحام، بنوك الحليب، زراعة قلب الخنزير في جسم الإنسان، زرع الشرائح الذكية، الروبوتات المستقلة، المتاجرة بالبيانات الضخمة)؛ وذلك عبر الاستنجاد بأدوات الاجتهاد الحضاري والمبادئ الشرعية العامة، والقيم الكونية؛ لتحقيق استيعاب متزن للواقع.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي مؤتمر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعی للمستجدات العلمیة الشرعیة فی آل نهیان فی مجال
إقرأ أيضاً:
“جيدكو” و”شراكة” يعزّزان التعاون الاقتصادي بين الأردن وعُمان عبر ندوة افتراضية ثانية
صراحة نيوز-في إطار الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة الأردنية الهاشمية وسلطنة عُمان، نظّمت المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (جيدكو) وصندوق تنمية مشروعات الشباب “شراكة” في سلطنة عُمان، الندوة الافتراضية الثانية التي شكّلت منصة فاعلة لتبادل المعرفة واستكشاف الفرص التجارية والاستثمارية بين البلدين.
وجاءت هذه الندوة تنفيذًا لخطة العمل المشتركة التي تم الاتفاق عليها بعد توقيع مذكرة التفاهم بين الطرفين، والتي تهدف إلى توطيد أواصر التعاون وتعزيز التواصل بين رواد الأعمال والمؤسسات الداعمة في كلا البلدين. وقد استهدفت هذه الندوة توسيع آفاق الشراكة الاقتصادية وتسهيل تواصل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال مع الجهات المعنية، بما يخدم تنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وافتُتحت الندوة بكلمات ترحيبية عبّرت عن التزام المؤسستين بدعم الحوار الإقليمي البنّاء، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الأردن وسلطنة عُمان، لا سيّما في دعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وشهدت الجلسة مشاركة واسعة من الجانب الأردني، حيث بلغ عدد الحضور أكثر من (150) مشارك من مختلف القطاعات الاقتصادية، ما يعكس الاهتمام الكبير بفرص التعاون مع السوق العُماني واستعداد رواد الأعمال الأردنيين للاستفادة من هذه المبادرات.
وشهدت الجلسة أيضًا مشاركة نخبة من الجهات الحكومية والتنظيمية في سلطنة عُمان، على رأسها منصة “استثمر في عُمان” التابعة لوزارة التجارة والصناعة، التي استعرضت الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاعات حيوية تشمل اللوجستيات، التصنيع، السياحة، والطاقة المتجددة. كما شاركت الهيئة العُمانية للمواصفات والمقاييس بعرض تناول آخر التحديثات في أنظمة الجودة والتوحيد القياسي، والتي تسهم في تعزيز تنافسية المنتجات والخدمات.
وقدّم ممثلو الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، إلى جانب المؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن)، عرضًا تفاعليًا حول البيئة الاستثمارية الجاذبة في السلطنة، شمل التطورات في البنية التحتية والمزايا التنظيمية الممنوحة للمستثمرين في المناطق التنموية.
وفي تصريح لها على هامش الندوة، أكدت السيدة دانا الزعبي، المدير التنفيذي بالوكالة للمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية “جيدكو”، أن هذا النوع من اللقاءات يسهم بشكل مباشر في ربط أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الأردنيين بالفرص الاستثمارية في السوق العُماني، ويعزز من قدرتهم على التوسع إقليميًا. كما شددت على أن المؤسسة مستمرة في جهودها لتسهيل الوصول إلى أسواق جديدة، وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري مع الشركاء في سلطنة عُمان بما يخدم التنمية المستدامة للقطاع الخاص في البلدين.
من جانبه، عبّر الفاضل علي بن أحمد مقيبل، الرئيس التنفيذي لـ”شراكة”، عن اعتزازه باستمرار التعاون مع الجانب الأردني، مؤكدًا أن هذه الندوة الثانية تمثل تجسيدًا لالتزامنا المشترك بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال فتح أبواب جديدة لها في الأسواق الإقليمية وبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد.