عمليات إخلاء بدول الهادي بعد زلزال كامتشاتكا وأمواج تسونامي تصل هاواي
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
وصلت أمواج تسونامي إلى جزر هاواي الأميركية في أعقاب زلزال كامتشاتكا بأقصى الشرق الروسي الذي بلغت شدته 8.8 درجات فيما صدرت أوامر بإخلاء مناطق في عدة دول مطلة على المحيط الهادي بما في ذلك معظم الساحل الشرقي لليابان.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي، اليوم الأربعاء، مشاهد لأمواج تسونامي وهي تضرب بلدة سيفيرو كوريلسك الروسية وتجرف مباني وركاما في البحر.
يأتي ذلك في وقت ألغت فيه السلطات الروسية التحذير من خطر حدوث تسونامي في شبه جزيرة كامتشاتكا.
وكان الزلزال قد ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا ليل الثلاثاء مثيرا أمواج تسونامي وصل ارتفاعها إلى 5 أمتار. وألحق الزلزال الذي كان مركزه قريبا من سطح الأرض أضرارا بعدد من المباني.
وقال أحد سكان مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي إن الهزة استمرت لعدة دقائق. وأضاف ياروسلاف (25 عاما) "قررت مغادرة المبنى، شعرت وكأن جدرانه قد تنهار في أي لحظة. استمر الاهتزاز 3 دقائق على الأقل".
وقال فلاديمير سولودوف حاكم كامتشاتكا في مقطع مصور نشر على تليغرام "كان زلزال اليوم خطيرا وهو الأقوى منذ عقود". وذكر علماء روس أن هذا أقوى زلزال يضرب المنطقة منذ عام 1952.
من جانبه، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الزلزال لم يخلف إصابات، وأرجع ذلك إلى قوة المباني وفعالية أنظمة الإنذار.
بعد زلزال بلغت شدته 8.8 درجات ضرب شبه جزيرة كامتشكا الروسية.. دوي صفارات الإنذار في هونولولو بهاواي تحذيرا من تسونامي قادم#فيديو pic.twitter.com/B04E48yiaZ
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 30, 2025
تسونامي في هاوايوفي ولاية هاواي الأميركية ضربت أمواج يبلغ ارتفاعها 1.7 متر جزر الولاية قبل أن يخفض مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادي مستوى التحذير للولاية حوالي الساعة 8:50 بتوقيت غرينتش، قائلا إنه لا يتوقع حدوث أمواج تسونامي كبيرة.
إعلانوكانت السلطات في هاواي قد طلبت في وقت سابق من سكان المناطق الساحلية الصعود إلى أراض مرتفعة أو إلى الطابق الرابع أو فوق المباني، وأمر خفر السواحل الأميركي السفن بالخروج من الموانئ.
وقالت وزارة النقل الأميركية إن الرحلات الجوية من مطار هونولولو استؤنفت في وقت لاحق، في حين ظل المطار الرئيسي في ماوي مغلقا مع احتماء المسافرين في صالة الركاب.
وشوهدت أمواج تسونامي بلغ ارتفاعها حوالي نصف متر حتى ولاية كاليفورنيا، ووصلت أمواج أصغر حجما إلى مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا.
وقد أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن مركز الزلزال كان على عمق 19.3 كيلومترا وعلى بعد نحو 119 كيلومترا من بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 165 ألف نسمة.
الحديث عن احتمال تسونامي في #اليابان بعد زلزال ضرب شبه جزيرة كامتشكا الروسية.. التفاصيل مع مراسلة #الجزيرة من #طوكيو مها ماتسومورا#الأخبار pic.twitter.com/UjmSV6GpCz
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 30, 2025
اليابان تلغي تحذيراتهافي غضون ذلك قالت وكالة رويترز إن اليابان ألغت جميع تحذيراتها من وقوع تسونامي بعد زلزال ضرب جزيرة كامتشاتكا الروسية.
وكانت صفارات الإنذار انطلقت للتحذير من تسونامي في البلدات الواقعة على طول سواحل اليابان على المحيط الهادي، وحثت السلطات عشرات الآلاف من السكان على الإخلاء.
وقالت شركة طوكيو للكهرباء إن العمال أخلوا محطة فوكوشيما النووية، التي شهدت انصهارا أدى إلى كارثة إشعاعية في أعقاب تسونامي عام 2011.
وأظهرت لقطات بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عشرات الأشخاص في جزيرة هوكايدو شمالي البلاد يحتمون على سطح مبنى.
وذكرت قناة أساهي التلفزيونية أن امرأة عمرها 58 عاما لقيت حتفها عندما سقطت سيارتها من على منحدر في أثناء إخلائها منطقة مي بوسط اليابان.
وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن شركة نيسان موتور لصناعة السيارات علقت عملياتها في بعض المصانع المحلية في اليابان لضمان سلامة الموظفين.
وقال مسؤولون إنه تم تسجيل 3 أمواج تسونامي في اليابان وبلغ ارتفاع أكبرها 1.3 متر.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي إنه لم يتم تسجيل إصابات أو أضرار على الفور، كما لم تحدث أي اضطرابات في أي من محطات الطاقة النووية.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن أمواج تسونامي التي يتراوح ارتفاعها بين متر و3 أمتار قد تؤدي إلى وفاة من تجرفهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات أمواج تسونامی تسونامی فی شبه جزیرة بعد زلزال
إقرأ أيضاً:
ظهر بعد 50 عاما.. تحذير من خطر تحت أعماق المحيط الهادي | ما القصة؟
على مدى أكثر من خمسين عامًا، كانت مياه المحيط الهادئ قبالة سواحل لوس أنجلوس تخفي لغزًا بيئيًا يعتبر من أكثر القضايا إلحاحًا في الولايات المتحدة.
يتجلى هذا اللغز في العشرات من البراميل الصدئة التي تم التخلص منها في قاع البحر خلال منتصف القرن العشرين. وفي حين كانت الافتراضات الأولية تشير إلى أن هذه البراميل تحتوي على مبيد الآفات المحظور "دي دي تي"، فإن الأبحاث الحديثة أكدت أن المشكلة أكبر وأكثر تعقيدًا.
تظهر نتائج دراسة جديدة نشرت في مجلة PNAS Nexus، والتي أجراها باحثون من معهد سكريبس لعلوم المحيطات ومعهد شميدت للمحيطات، أن محتوى هذه البراميل أكثر خطرًا مما كان متوقعًا.
بدلاً من احتواءها على "دي دي تي"، فإنها تحتوي على نفايات صناعية قلوية شديدة. هذه النفايات لا تسبب فقط التلوث الكيميائي، بل تسهم في تغيير البيئة البحرية بشكل كامل وتهدد النظم البيئية بطرق غير متوقعة.
بين ثلاثينيات وسبيعينيات القرن الماضي، كانت العديد من الشركات مثل مونتروز للكيماويات تقوم بإلقاء نفاياتها الكيميائية في المحيط بشكل روتيني، وغالبًا ما كانت تستفيد من غياب القوانين البيئية في ذلك الوقت.
وقد حدد العلماء أكثر من 27,000 برميل من خلال رسم خرائط قاع البحر، مع التركيز على المناطق بين جزيرة سانتا كاتالينا وساحل كاليفورنيا.
ما النتائج الكارثية للنفايات؟المفاجأة الكبرى جاءت خلال مهمات أخذ العينات التي حدثت في عامي 2021 و2022. إذ أظهرت قياسات تركيز "دي دي تي" مستويات أقل بكثير مما كان متوقعًا.
وبدلاً من ذلك، كشفت التحليلات عن مستويات قلوية تصل إلى 12 قرب البراميل، مما يشير إلى تفاعل خطير بين هذه النفايات ومياه البحر.
تلك القلوية الشديدة أدت إلى تكوين معادن جديدة مثل البروسيت، التي حولت الرواسب إلى مناطق صلبة تشبه الطباشير. وللأسف، لم يتأثر الشكل الجمالي فقط، بل أيضًا التنوع البيولوجي.
وقد لوحظ انخفاض حاد في التنوع الميكروبي حول مناطق التلوث، مع بقاء فقط الميكروبات التي تستطيع العيش في ظروف قاسية. وهذا يهدد صحة النظم البيئية وسلاسل الغذاء في المحيط، مما يؤثر أيضًا على تخزين الكربون وإنتاجية مصائد الأسماك.
تحذير من نفايات المحيط الهادئتحذر الدكتورة جوهانا جوتلبن، الباحثة الرئيسة في الدراسة، من أن هذه النفايات القلوية قد تكون "أهملت بالكامل" في التقييمات السابقة للتلوث البحري. وهذا يعكس ضعفًا تنظيميًا في كيفية تقييم المخاطر البيئية وإدارتها.
تظهر الدراسة أهمية التقنيات الحديثة، مثل مركبة SuBastian الموجهة عن بُعد، التي أعطت العلماء القدرة على الغوص في أعماق تصل إلى 900 متر لجمع الصور والعينات الدقيقة. وهذه التقنيات قد تُفتح الأبواب لاكتشاف المزيد من المخاطر الكيميائية حول العالم.
وبحسب الخبراء، فإنه مع تزايد الضغوط على الهيئات البيئية لتوسيع نطاق المراقبة، نجد أن المحيطات التي كنا نعتقد أننا نعرف ملوثاتها تخبئ تحت سطحها أسرارًا كيميائية قد تعيد تشكيل فهمنا للتلوث البحري وتهديداته على المدى الطويل.