قاتل الهواتف الذكية إيه آي بن يعد العالم بالتخلص من الشاشات
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
بعد أشهر من الترويج والتكهنات والوعود بقدوم جهاز من المستقبل، وصل الجهاز الذي يُدعى "قاتل الهواتف الذكية" من قبل شركة "هيومين" (Humane).
فقد أطلقت الشركة الناشئة -التي تأسست من قبل موظفين اثنين كانوا في شركة آبل– منتجها المنتظر وهو جهاز "إيه آي بن" (AI Pin)، وهو جهاز صغير الحجم يمكنك وضعه في جيب قميصك، وصمم ليُحدث ثورة في عالم الحوسبة والتكنولوجيا.
وسلطت الشركة موخرا الضوء على بعض التفاصيل بشأن منتجها المنتظر منذ فترة طويلة، ولكن لا تزال الأمور غير واضحة فيما إذا كان هذا الجهاز سيغنيك عن هاتفك الذكي فعلا ويجعله ذكرى من الماضي أم لا.
مفهوم جهاز "إيه آي بن"ووفقا لمبتكريه، فإن فكرة "أيه آي بن" تهدف إلى أن تأخذنا إلى المستقبل بعيدا عن الهواتف الذكية المعروفة. يقول مؤسسا "هيومين" الزوجان إمران شاذري وبيثاني بونجيورنو: إنهما يرغبان في ربط المستخدمين بالعالم الحقيقي والاعتماد على وسائل تطوير الحوسبة لتحسين حياة الناس.
ولتحقيق ذلك، قاما بإنشاء جهاز مصمم يحتوي على جميع وظائف الهاتف الذكي ولكن على أمل أن "يندمج بسلاسة أكثر في حياتك". وقال شاذري في مقابلة سابقة: تطرح الشركة الناشئة هذا الجهاز كبديل أكثر صحة لوضعنا الحالي بعيداً عن الجحيم المرتبط بالشاشة حيث يتجول الناس على الأرض كالزومبي بوجوه مضيئة باستمرار بضوء الآيفونات الساحر الناعم.
مواصفاته وميزاته"إيه آي بن" عبارة عن جهاز مربع يتم تثبيته مغناطيسيا على ملابسك أو الأسطح الأخرى، فالجهاز مصنوع من الألمنيوم عالي القوة، والشاشة مصنوعة من زجاج "كورنينغ غوريلا فيكتوس"، ويبلغ وزنه العادي 34.2 غراما، بأبعاد طول وعرض 44.5 و 47.5 ملم.
ويأتي الجهاز بمعالج من نوع "كوالكون سناب دراغون" (Qualcomm Snapdragon) متطور ثُماني النواة بتردد 2.1 غيغاهرتز، ومدعم بذكاء اصطناعي محسَّن وسريع، وبسعة تخزين 32 غيغابايتا وذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 4 غيغابايتات.
ويعمل الجهاز على شبكة الواي فاي 802.11ac والبلوتوث بإصدار 5.1، كما يدعم شبكة الجيل الرابع "إل تي إي" (LTE) عن طريقة شريحة إي سم (eSIM).
ويأتي جهاز "إيه آي بن" مزودا بكاميرا واسعة فائقة الدقة بقوة 13 ميغابكسلا مع زاوية رؤية بمقدار 120 درجة (فتحة عدسة f/2.4) ومستشعر عمق ثلاثي الأبعاد. كما تشمل الاستشعارات الأخرى مستشعر الضوء البيئي ومقياس السرعة الزاوية (التسارع) ومقياس زاوية الدوران (الجيروسكوب) ومقياس المغناطيسية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
ويحتوي الجهاز على بطارية بوليمر الليثيوم أيون القابلة لإعادة الشحن لتحافظ على سهولة حركتك، وتمنحك ساعات إضافية من عمر البطارية من خلال نظام الطاقة الخاص بها، كما يمكن تعزيز البطارية عن طريق ما بعرف بـ"البطارية المعززة" (Battery Booster) والتي تتصل مع الجهاز مغناطيسيا.
والجهاز مزود بجهاز عرض ليزري (Laser Ink Display) والذي يقوم بعرض واجهة خضراء بدقة 720 بكسلا على اليد، يمكنك التنقل بإشارات مختلفة مثل الميل ودوران يدك لتحديد الاختيار، بينما تقوم بتقريب إبهامك وسبابتك للقيام بعملية تشبه النقر حيث يفهم الجهاز هذه الحركة ويقوم باستجابة سريعة.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد هناك نوعان من أضواء إشارة؛ ضوء "البيكون" (Beacon) على الإطار وهو ينبئك بوجود مكالمة واردة أو رسالة أو إشعار، في حين يهدف ما يعرف بـ "ضوء الثقة" (Trust Light) إلى تنبيهك إذا ما كان المايكروفون أو الكاميرا نشطين أم لا.
يجدر بالذكر أنه لا توجد كلمة خاصة لتشغيل الجهاز حيث يمكن أن تقوم بتنشيط كل شيء بالنقر والاستمرار على لوحة اللمس التي تقبل أيضاً النقرات المزدوجة والتمرير السريع (مستوى الصوت، الأغنية التالية/الأخيرة، وما إلى ذلك). ويمكن أيضا استخدام إصبعين لالتقاط صورة أو بدء الترجمة.
ومن المثير للاهتمام قدرة الجهاز على عرض سلعة غذائية أمام الكاميرا وطلب المعلومات الغذائية مثل محتوى السكر أو البروتين وسيخبرك بها، فيمكنك أن تخبر الجهاز الخاص بك عن أهداف نشاطك وتغذيتك، وسيتابع تقدمك ومساعدتك في فهم الطاقة التي تستهلكها والطاقة التي تنتجها.
وفيما يتعلق بالرسائل، فإنه عندما يحصل مستخدم "إيه آي بن" على رقم هاتف وخدمة الهاتف المحمول من شركة "تي موبايبل"، يستخدم "هيومين" ذكاءه الاصطناعي لصياغة "رسائل تبدو وكأنها منك". وعلى سبيل المثال، يمكنك أن تطلب من الجهاز التالي: "أخبر أحمد من العمل أنني انتهيت للتو من نزهة جميلة، المنظر رائع وشكراً على الاقتراح الرائع".
تقول شركة "هيومين" إن جهاز "إيه آي بن" لا يحتوي على تطبيقات مثل الهواتف الذكية، بل يعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقد ذكرت الشركة أن منتجات كل من أوبن إيه آي (OpenAI) ومايكروسوفت وغوغل وسلاك مدمجة بالجهاز كمقدمي خدمات.
ومن الأمور المثيرة التي يمكن فعلها مع "إيه اي بن"، أن تأمره: "لخص لي" (Catch me up) الذي يقوم بتلخيص رسائلك ومكالماتك. كما يقوم "إيه آي دي جي" (AI DJ) بتوفير "موسيقى تصويرية لحياتك" باستخدام مكبر الصوت الشخصي المدمج والقدرة على ربط سماعات البلوتوث. وهذا يتطلب اشتراكاً في برنامج تايدال (Tidal) المدمج في الجهاز.
أما سعر الجهاز، فقد ذكرت الشركة أن سعره سيكون 699 دولارا بالإضافة إلى 24 دولارا شهريا من أجل الوصول إلى الاتصالات الخلوية والخدمات الأخرى.
مخاوف إزاء الخصوصيةلا يزال هذا غير مؤكد، ويبدو أن جهاز "إيه آي بن" لديه الإمكانية ليكون كابوسا غامضا في مجال الخصوصية وأمان الأنظمة، وهذا هو السبب وراء الفضول الشديد للحصول على مزيد من المعلومات عن كيفية جمع هذا الجهاز لبيانات المستخدم وتخزينها وحمايتها.
وحتى الآن لم تقدم الشركة معلومات مفصلة عن هذا الجانب الحرج من منتجها، فقد قال بونجيورنو وشودري بعض الكلام عن الخصوصية ولكنها لم يشاركا المهتمين شيئا جديدا إزاء كيفية حماية بيانات العملاء. ويحتوي الجهاز على ما يسمى "ضوء الثقة" الذي يعمل إذا تم تشغيل الميكروفون أو الكاميرا أو أجهزة الاستشعار.
التحكم المركزي مع "هيومين سينتر"ومن أجل إدارة البيانات والوصول إليها من الصور ومقاطع الفيديو والملاحظات، يقوم "إي آي بن" بالتحكم في إدارة البيانات والوصول إليها من الصور ومقاطع الفيديو والملاحظات عن طريق منصة "هيومن سنتر". وتعمل هذه المنصة كمركز أساسي لجهازك، مما يضمن تفاعلا مبسطا من عملية الإعداد في الاستخدام اليومي. وعند شراء المستخدمين الجهاز يتم دعوتهم للانضمام عبر بوابة محمية الخصوصية، مما يسمح للجهاز بضبط خدماته وفقاً لتفضيلات الأفراد.
هل سنتخلص من شاشات الموبايل ؟يرى المراقبون والخبراء أنه مازال غير واضح حتى الآن ما إذا كان يجب أن تتخلص من هاتفك الذكي وتشتري جهاز "إيه آي بن"، فالحقيقة البسيطة هي أن هناك الكثير الذي لا نزال لا نعرفه عن هذا الجهاز. ورغم محاولات وادي السيليكون التي لا نهاية لها لابتكار نموذج جديد يغني عن الهواتف الذكية، فمن النادر أن تشعر أن هناك منتجا يحاول بصدق تجربة شيء جديد.
ومع أن شركة "هيومين" بالتأكيد تحاول فعل ذلك، ولكن لأنها غير معروفة كثيرا، فهناك حيرة كبيرة بما يخص هذا المنتج الجديد والغريب.
وبشكل عام، سيكون من الصعب حقا فهم الكثير من ميزات الجهاز قبل تجربته بشكل عملي والحصول على فكرة عن كيفية اندماجه أوعدم اندماجه في الحياة اليومية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الهواتف الذکیة هذا الجهاز الجهاز على
إقرأ أيضاً:
إشادة دولية بـرؤية عُمان 2040 وجهود جهاز الاستثمار العُماني في ترسيخ الاستدامة وتنمية الاقتصاد الوطني
العُمانية: أشاد البنك الدولي بتوجّهات "رؤية عُمان 2040" الرامية إلى تحقيق الاستدامة والتكامل مع الاقتصاد العالمي، معتبرًا أن الإصلاحات الاقتصادية التي انتهجتها سلطنة عُمان تمثل نموذجًا يُحتذى به في مساعي التنويع الاقتصادي.
وبيّن في مقال نشره على موقعه الإلكتروني أن الرؤية تولي اهتماما كبيرا بتطوير رأس المال البشري وتحسين جودة التعليم، كما تعمل على ترسيخ ثقافة البحث والابتكار، حيث أُطلقت برامج جديدة لتمويل البحوث وتحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتسويق، وإنشاء مجمّعات للابتكار وحاضنات أعمال لاحتضان المشاريع الناشئة وتحويل مشاريع الطلبة إلى منتجات تجارية. كما يحصل رواد الأعمال الشباب على دعم من خلال مبادرات تمويل وتدريب بالشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
وأوضح أن سلطنة عُمان نفّذت إصلاحات تنظيمية كبرى لتحفيز نمو القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مشيرًا إلى أنها محورية في جذب الاستثمارات وتعزيز دور القطاع الخاص، كما أولت اهتماما كبيرا بتحديث الموانئ والمطارات والمناطق الحرة.
وقال: إن تطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، إلى جانب تحسينات موانئ صلالة وصحار، يدل على هذا التوجه، حيث تهدف هذه الاستثمارات إلى تسهيل تدفق السلع وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمساهم رئيسي في سلاسل الإمداد العالمية.
وأشار إلى أن نتائج التحول الاقتصادي بدأت تظهر بوضوح؛ إذ تسجّل القطاعات غير النفطية كالصناعات التحويلية والنقل والبناء والأمن الغذائي والمائي معدّلات نمو متسارعة، تظهر من خلال المشاريع الاقتصادية والتنموية المتوزعة على مختلف محافظات سلطنة عُمان.
"جهاز الاستثمار العُماني"
ومن جانب آخر، أشادت مؤسسة "جلوبال إس دبليو إف" العالمية في تقرير لها بجهود جهاز الاستثمار العُماني الساعية إلى ترسيخ العلاقات الاستراتيجية لسلطنة عُمان من خلال الدخول في استثمارات خارجية، وإنشاء الصناديق الاستثمارية المشتركة، والتخارج من تلك الاستثمارات وإعادة استثمار العوائد في المشروعات الوطنية المحلية.
وأشار التقرير إلى تمكّن الجهاز من بناء شبكة واسعة من العلاقات الاستراتيجية عبر ترسيخ مفهوم الدبلوماسية الاقتصادية مع دول مختلفة في الشرق الأوسط وآسيا وشمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا على مدى السنوات الخمس الماضية، أحدثها توقيع اتفاقية لتأسيس صندوق مشترك بقيمة 300 مليون دولار أمريكي مع الجزائر بهدف الاستثمار في قطاعات حيوية مثل التعدين والأمن الغذائي والصناعات الدوائية، والتعاون مع صندوق "أوياك" التركي لتأسيس صندوق استثماري مشترك بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، وإطلاق صندوق مشترك مع أوزبكستان، الذي يعمل حاليًا على بناء جامعة في طشقند بالتعاون مع جامعة ولاية أريزونا الأمريكية.
كما استثمر في شركة "فيتنام عُمان للاستثمار" التي خصّصت ما يقارب 400 مليون دولار أمريكي للاستثمار في المشروعات المتعلقة بالطاقة الشمسية، والبنية الأساسية، والرعاية الصحية، والتعليم، والغذاء.
وذكر التقرير أن تركيز الجهاز لا يقتصر على إنشاء العلاقات الاستراتيجية من خلال إنشاء الصناديق الاستثمارية المشتركة فحسب، بل أولى اهتماما أيضا بالاستثمار المباشر في الشركات العالمية بهدف توطين التقنيات العالمية المتقدمة في سلطنة عُمان في المقام الأول، إلى جانب تحقيق عوائد على الاستثمار يُعاد ضخها لاحقًا في إنشاء المشروعات المحلية. ومن أبرزها استثماره في شركة "xAI" لإيلون ماسك، التي تختص بالذكاء الاصطناعي، والاستثمار في "تايدل فيجن" الأمريكية التي تُقدّم حلولا تقنية رائدة لمعالجة تحديات التلوث والانبعاثات المناخية في قطاعي الزراعة والمياه.
وفي القطاع التكنولوجي، تعاون الجهاز مع "جولدن جيت فنتشرز" السنغافورية لإنشاء صندوق مشترك بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، واستثمر في شركات محلية مثل "بيانات"، ما يرسّخ تركيز الجهاز على تجسيد البُعد العُماني في جميع استثماراته وشراكاته.
واستعرض التقرير السياسة التي اتبعها الجهاز لتنفيذ تخارجات استراتيجية من بعض الأصول الحكومية، عبر تمكّنه من التخارج من 19 من أصوله منذ منتصف عام 2022م بعوائد تجاوزت 2.7 مليار ريال عُماني، والتي من شأنها تنشيط بورصة مسقط.
"الاقتصاد الوطني"
وعلى الصعيد المحلي، تطرّق التقرير إلى تعزيز الجهاز لاستثماراته في الاقتصاد الوطني من خلال محفظة التنمية الوطنية، إذ ارتفع إجمالي الإنفاق الرأسمالي الاستثماري للمحفظة في المشروعات المحلية ليبلغ 1.9 مليار ريال عُماني، مسجلةً بذلك ارتفاعًا عن المستهدف، وهو 1.7 مليار ريال عُماني.
وذكر التقرير أن المحفظة تُشكّل 60% من الأصول التي يُديرها الجهاز، وتهدف استثماراتها إلى دعم تحقيق مستهدفات "رؤية عُمان 2040". إلى جانب ذلك، أسس الجهاز صندوق "عُمان المستقبل" برأس مال يبلغ ملياري ريال عُماني، يُخصص 90% منه للاستثمار في المشروعات المحلية المباشرة ذات الجدوى الاقتصادية، و10% للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة (أي حوالي 519 مليون دولار أمريكي)، مع التركيز على قطاعات الطاقة الخضراء، والصناعة، والسياحة من أجل تنويع الاقتصاد العُماني.
وشهد الصندوق إقبالًا واسعًا من المستثمرين خلال العام الأول من إنشائه، حيث تمكّن من جذب استثمارات تجاوزت قيمتها 2 مليار دولار أمريكي، حوالي 70% منها من المستثمرين الأجانب، في عشرة قطاعات ذات أولوية، منها الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، والطاقة النظيفة، والاتصالات وتقنية المعلومات، وهو ما ميّز الجهاز عن نظرائه في المنطقة التي يسود فيها التركيز على قطاعي النفط والعقارات.
واختتمت المؤسسة تقريرها بالإشارة إلى أن الدور المزدوج الذي يضطلع به جهاز الاستثمار العُماني في تعزيز الشراكات الاستراتيجية لسلطنة عُمان وتنمية الاقتصاد الوطني في الوقت نفسه، يُمكّنه من وضع حجر الأساس لاقتصاد سلطنة عُمان المستقبلي، وذلك من خلال إنشاء الصناديق المشتركة، وتوطين التقنيات العالمية، وتنفيذ خطة التخارج، وجذب الاستثمارات الخارجية المباشرة، وهو ما يجعله نموذجًا يُحتذى به في تحويل الاقتصاد الخليجي نحو التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي.
يُذكر أن مؤسسة "جلوبال إس دبليو إف" تُعد مؤسسة متخصصة في رصد أعمال المؤسسات الاستثمارية المملوكة للحكومات، منها صناديق الثروة السيادية المستقلة، والبنوك المركزية، والصناديق التقاعدية حول العالم.
برلماني يطالب بإجراء تعديل تشريعي شامل في قانون الضريبة على العقارات المبنية