جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-24@09:22:02 GMT

القيادة القيمية في القضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

القيادة القيمية في القضية الفلسطينية

 

د. أحمد اللواتي **

حينما سُئل العالِم الأوروبي الفرنسي ألبرت شوتزر المتوفَّى سنة 1965، عن أهم صفة في القائد، فأجاب إنها ثلاث صفات: الأولى هي القيادة بالتطبيق، والثانية هي القيادة بالتطبيق، والثالثة هي القيادة بالتطبيق، وهو يشير في هذا التكرار إلى أهمية أن يطبق القائد ما يقول، وإلّا فإنه ليس لها معنى.

هذه الفكرة عرضها القرآن الكريم في قوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" (الصف:2-3).

وحينما نعكس مفهوم القيادة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اليوم فإننا نجد محورين أساسيين يتجسدان في موضوع القيادة القيمية وهي القيادة القائمة على مبدأ تطبيق القيم الأصيلة المتجذرة منذ القدم في عمق البشرية الإنسانية والتي لا تخضع لدين أو مذهب وتسالم عليها البشر عموما بمختلف أطيافهم ومشاربهم.

المحور اللاقيمي للمعتدي الغاصب

كنت أظن بادي ذي بدء أن هذا المحور غير مطلع على معنى القيادة القيمية أو لا يعرف معنى القيم الأصيلة، إلا أنني تيقنت اليوم بعد دخولنا الشهر الثاني من الحرب على إخوتنا الفلسطينيين بأن هذا المحور يعرف القيادة القيمية ولكنه يعيش جهلا مركبا فيطبق القيم أحيانا ويتركها أخرى وفقاً لمصالحه. فمثلا يتحدث عن مفهوم العدالة ويتشدق بها ويطبقها عندما لا تتعارض مع مصالحه وأهوائه، ولكن في موضوع صار يعد شائكا-للأسف الشديد- كالقضية الفلسطينية نجده يتحدث عن العدالة كمفهوم عام لا يمكن أن يطبقه على أرض الواقع!

يعجز قلمي حقيقة أن يخط بأن هذا الكيان الغاصب عنده بعض من القيادة بل بعض من الإنسانية هو يقتل النساء والأطفال بدم أقل ما يقال عنه أنه بارد ولا يعبأ بأي شيء. ستكون الداعيات عليه وخيمة على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

المحور القيمي للمقاومة والممانعة الفلسطينية

إن هذا المحور يجسد في طياته وشذراته أعلى قيم الأصالة مثل الإخلاص والتضحية والعمل النبيل والإيمان والصبر وبعد النظر. تجد ذلك حاضرا على صعيد جهتين أساسيتين وهما جهة المقاومين أنفسهم وجهة الشعب المقاوم. فنجد مثلا المقاوم والذي يقوم بعمل بطولي حاملا روحه على كفه من جهة وقنبلته من جهة أخرى مستعدا أن يفدي بنفسه من أجل أن يضعها على سطح دبابة ضخمة علها تكون سبيلا لتحرير وطنه من يدي الغاشم المحتل. ونجد الأم أو الأب اللذين يحملان ولدهما الشهيد وهما يرفعانه عاليًا نحو السماء ليقولا لربهما: اللهم تقبل منا هذا القربان، الهي خذ حتى ترضى وهذا لهو في سبيل القدس!

ما أروعها من دروس وعبر في القيادة القيمية التي تجسد حقيقة القيادة بالتطبيق؛ سواءً الإيمان بالقضية أو التضحية أو الإخلاص أو غيرها من القيم. ولا أجد في عصرنا الحديث مثالا أفضل وأروع من هذه الأمثلة لتسطر لنا الدروس في القيادة القيمية.

لقد جسدو بحق الآية الكريمة "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" (آل عمران: 173-174)

سيذكِّرُنا التاريخ بعد انتهاء هذه الحرب وتحقيق الانتصار الحتمي بأن القيم القيادية هي التي تنتصر في النهاية وكل من يضعها نصب عينيه هو من ستكون له الغلبة في نهاية المطاف وهذه قاعدة نضال الشعوب ضد مغتصبي الأرض والوطن.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).

** دكتوراه في القيادة والابتكار- جامعة نيويورك

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نائب أمريكي يدعو لضرب غزة نوويا ويصف القضية الفلسطينية بـالشر المطلق (شاهد)

أطلق عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري، راندي فاين، تصريحات شديدة التحريض، دعا فيها إلى استخدام السلاح النووي ضد قطاع غزة، واصفا القضية الفلسطينية بأنها تمثل "شرا مطلقا"، على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات فاين خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أمس الخميس، تعليقا على حادثة مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن على يد مواطن أمريكي، حيث سُئل عن رأيه في مساعي التهدئة ووقف إطلاق النار. 

وردّ فاين قائلا: "الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا الصراع هي الاستسلام الكامل من أولئك الذين يدعمون الإرهاب الإسلامي".

وأضاف: "في الحرب العالمية الثانية لم نتفاوض مع النازيين أو اليابانيين، بل استخدمنا القنابل النووية مرتين لفرض استسلام غير مشروط، وهذا ما ينبغي فعله في غزة".

Republican congressman Randy Fine suggests using nuclear weapons on Gaza, comparing it to the U.S. bombing of Japan to force an unconditional surrender. pic.twitter.com/w60hIh66k2 — Sunt Förnuft (@mr__quake) May 22, 2025
ميول متطرفة
ويُعد راندي فاين من أبرز وجوه التيار اليميني المتشدد داخل الحزب الجمهوري، وهو ينحدر من عائلة يهودية، ويُعرف بدعمه الصريح للاحتلال الإسرائيلي. 

وكان قد فاز في انتخابات خاصة جرت مطلع نيسان/أبريل الماضي لشغل المقعد الذي تركه مايك والتز، المستشار السابق للأمن القومي الذي أقاله الرئيس دونالد ترامب.

وأثناء حملته الانتخابية، هاجم فاين منافسه الديمقراطي الأمريكي جوش ويل على خلفية انتمائه الديني، واصفا إياه بأنه "جهادي" و"مؤيد للإرهاب الإسلامي"، في خطاب أثار انتقادات واسعة في الأوساط الحقوقية والسياسية.

ويُعرف فاين بلقبه داخل الأوساط اليمينية بـ"المطرقة العبرية"، ويصف نفسه بأنه "محافظ متشدد"، وسبق أن أثار جدلاً واسعاً بسبب تصريحاته العدائية تجاه الفلسطينيين والمسلمين.


سجل من التصريحات العنصرية
وسبق لفاين أن علق على صورة تُظهر طفلة فلسطينية تُنتشل من تحت الأنقاض، بالقول ساخرًا: "شكراً على الصورة"، في تعليق أثار موجة استنكار. كما كتب في منشور آخر عبر منصة "إكس": "لتمتلئ شوارع غزة بالدماء"، في دعوة صريحة للقتل الجماعي بحق سكان القطاع الذين يواجهون عدواناً مستمراً منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
None. May the streets of Gaza run red with their blood. https://t.co/h1UpzoLDjq — Randy Fine (@VoteRandyFine) October 7, 2023
Congrats @VoteRandyFine on the election victory in Florida !
Glad this Jewish king won
Big day for our people pic.twitter.com/FIK0dr0iCk — IsraelHilltopNews (@real_IHN_isback) April 2, 2025
من يكون؟
تخرج فاين، البالغ من العمر خمسين عاماً من جامعة هارفارد، وعمل سابقاً في قطاع صناعة القمار قبل أن يبدأ مسيرته السياسية عام 2016 في ولاية فلوريدا. 

ومنذ دخوله الحياة النيابية، تبنى سلسلة من القوانين المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، من بينها تعديل قانون الولاية المناهض لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، كما رعى مشروع قانون يهدف إلى توسيع تعريف معاداة السامية ليشمل انتقادات الصهيونية.

كما أيد فاين اعتماد تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست"، الذي يُعتبر مثيرا للجدل بسبب خلطه بين انتقاد سياسات الاحتلال الإسرائيلي ومعاداة السامية.

وفي إحدى جلسات الاستماع، سخر فاين من أحد الحضور بسبب ارتدائه الكوفية الفلسطينية قائلا: "استمتع بملابسك الإرهابية"، كما واجه انتقادات لاذعة عقب تعليق ساخر بشأن مقتل المواطنة الأمريكية التركية عائشة نور، التي قُتلت خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

مقالات مشابهة

  • نائب أمريكي يدعو لضرب غزة نوويا ويصف القضية الفلسطينية بـالشر المطلق (شاهد)
  • وزير الخارجية والهجرة يبحث القضية الفلسطينية في باريس
  • عاجل | وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لبحث القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى باريس لبحث القضية الفلسطينية
  • مصطفى بكري: الرئيس السيسي أكد أن مصر سد منيع ضد تصفية القضية الفلسطينية
  • روسيا: ندعم جهود المجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينية
  • السيسي يشيد بموقف بريطانيا "الإيجابي" تجاه القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي يثمن موقف بريطانيا تجاه القضية الفلسطينية ومستجدات الأوضاع في غزة
  • في اتصال هاتفي.. الرئيس السيسي يؤكد لجونسون رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية
  • مصطفى: القيادة الفلسطينية تعمل على الخروج من هذه الأزمة الكبيرة