الطالبة نوراء مكي يوسف الروساني
جامعة البحرين
تلعب المتاحف دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية من خلال ما تحتويه من تراث حضاري وتاريخي وثقافي وفني متنوع، حيثُ تعتبر المتاحف أحدى أقوى الجهات المؤثرة في المجتمعات. وعليْه، فقد قامت مجموعة من طالبات برنامج الفنون والتصميم بجامعة البحرين، نوراء مكي الروساني، غدير سيد صادق وغفران جعفر بتنظيم جلسة حوارية تحت إشراف الدكتورة سماء الهاشمي في يوم الثلاثاء الموافق 24 أكتوبر 2023م عبر منصة زوم بعنوان «دور المتاحف في تعزيز الهوية الوطنية» مع الدكتورة سُندس الراشد رئيسة اللجنة الوطنية للمتاحف (آيكوم الكويت).

الدكتورة سُندُس الراشد حاصلة على درجة الدكتوراة في علم اجتماع المتاحف، وهي مهتمة جدًا بالمتاحف ودورها في تشكيل المجتمعات، حيثُ تنصبُ اهتماماتها على موضوعات مهمة كدمج وتثقيف زوار المتاحف بغية حصولهم على تجربة استثنائية في أجواء المتاحف، وبشكل أكثر عمقًا؛ تتمحور أهدافها حول كيفية التواصل مع الجمهور.
تضمنت الجلسة الحواريـة علـى عدة محاور، أهمها طرح بعض المقترحات حول سبل الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية من خلال المتاحف، حيثُ بيَّنت الدكتورة سُندس الراشد إن المتاحف لم تعد تقتصر أنشطتها ودورها التعليمي على الزيارات الميدانية لطلاب المدارس بل أن هنالك جهوداً كبيرة لربط المناهج الدارسية بالمتاحف حيثُ تُقيمُ المتاحف العربية العديد من الفعاليات التعليمية والورش والحلقات النقاشية مع المدرسين والكوادر التعليمية يتباحثون فيها عن المواضيع التي من الممكن أن تكون مشتركة بين المتحف والمؤسسة التعليمية وكيفية تمثيلها وعرضها والعمل على تطوير مواقعها الإلكترونية ليتم ربطها بالمواد الدراسية.
كما تطرقت الجلسة الحوارية إلى كيفية الإستفادة من التقدم الكبير في مجال التكنولوجيا والمعلومات والذكاء الإصطناعي وتوظيفها في مجال عمل المتاحف وتطويرها حيثُ أكدت الدكتورة سُندس الراشد على أهمية وجود المتاحف في برامج التواصل الاجتماعي وتفاعلها المباشر مع الجمهور.
كما قدمت الدكتورة سُندس الراشد بعض الاقتراحات التي من الممكن أن تُساهم في إعادة تسويق المتاحف والتواصل مع الزوار وتعزيز ثقافة المتاحف بين فئات المجتمع وأكدت بأن جميع التفاصيل المتعلقة بالمتحف سواء الصغيرة منها أو الكبيرة تلعب دورًا مهمًا في جذب الجمهور فالنصوص المكتوبة تحت القطع الفنية وبطاقات وصف القطع والشروحات يجب أن تُكتب بمعايير مُعينة ومقاسات مُعينة وبأسلوب تعبيري يجذب الزائر فأهميتها لا تقل عن أهمية وقيمة القطع الفنية النادرة التي تُعرض في المتحف على سبيل المثال كما ذكرت الدكتورة سُندس الراشد.
وفي ختام الجلسة، وجه طلبة الفنون والتصميم جزيل الشكر والتقدير للدكتورة سُندس الراشد على تعاونها معهم وقبول دعوتهم لها، وعلى إجاباتها المستفيضة ومشاركتها لخبرتها ونصائحها النافعة التي وجهتها لهم، وأبدوا إمتنانهم لها على حوارها الممتع والشيق والمفيد، متمنين لها كل التوفيق في أعمالها ومشاريعها القادمة.
ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات حول هذه الجلسة الحوارية عن طريق حساب برنامج الفنون والتصميم على حساب الانستقرام uob_funoon @ وحساب اليوتيوب @layers2880، كما يمكن مشاهدة الجلسة الحوارية عبر الرابط التالي: -https://www.youtube.com/live/3maMWuUwkG4?si=sTO606t4H1yHu2K

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الفنون والتصمیم الهویة الوطنیة س الراشد

إقرأ أيضاً:

في ذكرى 11 ديسمبر.. بن مبارك يشيد بوحدة الشعب ويؤكد دور الذاكرة الوطنية في تعزيز السيادة”

أشرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم بن مبارك اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025، على ندوة تاريخية بمناسبة إحياء مظاهرات 11 ديسمبر 1960.
وحضر الندوة حشد من الإطارات والمناضلين، حيث كانت سانحة لاستذكار تضحيات أسلافنا من المجاهدين والشهداء.
في كلمته، أكد الأمين العام للأفلان أن مظاهرات 11 ديسمبر تستند إلى عدة مرجعيات روحية ووطنية وسياسية. أولها مرجعية بيان أول نوفمبر، الذي أعلن القطيعة مع الاستعمار وربط المعركة بالحرية والكرامة وبناء الدولة الوطنية المستقلة.

كما أشاد الأمين العام بوحدة الشعب حول جبهة التحرير الوطني، التي حولت كل مواطن إلى خلية مقاومة وكل شارع إلى قلعة صمود.

وأضاف أن هذه المظاهرات تعكس مرجعية الرفض الجذري للمشروع الاستعماري، الذي حاول تفتيت الشعب وتشويه الهوية وتمرير أطروحة “الجزائر فرنسية”.

وأكد كذلك مرجعية الحق القانوني والتاريخي في السيادة، باعتبار الشعب الجزائري صاحب حضارة ممتدة ودولة ذات جذور عميقة قبل الاستعمار.

وتابع بن مبارك قائلا:”إنّ مظاهرات 11 ديسمبر لم تكن مجرد تجمعات احتجاجية، بل كانت معركة سياسية متكاملة نقلت الثورة من الجبال إلى المدن، ومن العلن إلى تأكيد العلن ودعمه، وأجبرت العالم على رؤية الحقيقة التي حاول المستعمر طمسها لأكثر من 130 سنة”.
وأضاف أن مظاهرات 11 ديسمبر تكشف أنّ الشعب الجزائري، رغم القمع والتنكيل والحصار، تمكن من إفشال كل الرهانات الاستعمارية، فقد خرجت الجماهير بمئات الآلاف، ترفع العلم الوطني وتردد بصوت واحد:
“الجزائر مسلمة… الجزائر حرة… جبهة التحرير الوطني تمثلنا …”
وهذه الدلالات التاريخية لا تزال حيّة إلى اليوم وتحتاج إلى قراءة واعية من خلال:
أولًا: إثبات الشرعية الثورية
لقد أكد الشعب الجزائري أنّ جبهة التحرير الوطني هي من تقوده، وأنها ليست تنظيمًا فوقيًا، بل حركة شعبية أصيلة، وبالتالي سقطت كل أطروحات الاستعمار حول ما سماه “الأقلية الصامتة”.
ثانيًا: تدويل القضية الجزائرية
فقد نقلت هذه المظاهرات الثورة إلى المنتظمات الدولية، خصوصًا الأمم المتحدة، ونسفت كل الدعاية الفرنسية التي حاولت تصوير الوضع على أنه “شأن داخلي”.
ثالثًا: انهيار المشروع الاستعماري
بفضل 11 ديسمبر، اقتنع العالم أنّ بقاء فرنسا في الجزائر لم يعد ممكنًا، وأن الشعب قرر مصيره بنفسه، مهما كانت التضحيات.
رابعًا: ولادة الوعي الوطني الحديث
لقد صنعت المظاهرات تحولًا عميقًا في وعي الجزائريين بذاتهم، بقدرتهم، بكتلتهم التاريخية الموحدة، وبحقهم في بناء الدولة الوطنية المستقلة.
السيدات والسادة الأفاضل،
لم تكن المظاهرات غاية في ذاتها، بل كانت وسيلة نضالية لتحقيق جملة من الأهداف الواضحة، التي يمكن تلخيصها في أربعة محاور رئيسية:
— تثبيت استقلالية القرار الوطني:
أي رفض كل أشكال التفاوض التي تتجاوز جبهة التحرير الوطني، وإسقاط ما كان يسمى “مشروع ديغول” الذي حاول الالتفاف على مطلب الاستقلال.
— توحيد الجبهة الداخلية:
فالمظاهرات شكلت إجماعًا وطنيًا شعبيًا حول الثورة، ورسخت وحدة الصف والهدف، وحمت الثورة من محاولات الاختراق الداخلي.
— تأكيد الطابع الشعبي للثورة المسلحة:
وأضاف أن الشعب أثبت أنّ الثورة ليست حركة نخبة، بل حركة أمة كاملة، وهذا ما أعطى الثورة شرعيتها التاريخية والسياسية.
— دعم العمل الدبلوماسي المكمل للعمل المسلح:
حيث ساعدت مظاهرات 11 ديسمبر 1960 في ترجيح الكفة لصالح الوفد الجزائري في المحافل الدولية، ودعمت المفاوضات التي ستقود لاحقًا إلى اتفاقيات إيفيان.
وتابع الأخ الأمين العام للحزب أن استحضار هذه الذكرى المجيدة اليوم لا ينفصل عن الجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في مجال حماية الذاكرة الوطنية وترسيخها، فقد جعل رئيس الجمهورية من ملف الذاكرة أولوية سياسية وسيادية، إدراكًا منه بأن مستقبل الأمم لا يمكن أن يُبنى على النسيان، بل على الحقيقة، والاعتزاز بالهوية، واستعادة رموزها وقيمها.

مقالات مشابهة

  • هيئة الآثار بصنعاء تعترف بالتدمير الممنهج ونهب المتاحف اليمنية
  • "قضايا المرأة" تقيم المؤتمر الختامي لمشروع تعزيز حقوق الصحة الإنجابية في مصر
  • مكتبة الإسكندرية تحتضن جلسة نقاشية بعنوان الإسكندر بين الأسطورة والمدينة
  • قمة الأداء والتصميم.. أقوى خمس هواتف في 2025
  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • باحث قانوني: بعض الموظفين بمكاتب السجل المدني حوّلوا الهوية الوطنية إلى سلعة تباع وتُشترى
  • مؤتمر التمويل التنموي يختتم أعماله بأكثر من 35 جلسة حوارية تجسد رسالته لقيادة التحول التنموي
  • في ذكرى 11 ديسمبر.. بن مبارك يشيد بوحدة الشعب ويؤكد دور الذاكرة الوطنية في تعزيز السيادة”
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض رؤى وطموحات الهوية الوطنية
  • سلطنة عُمان وأستراليا تعقدان جلسة مباحثات سياسية